ثقافات

معرض الخريف في دمشق: انتقادات فنية وتفاوت مستويات اللوحات المعروضة

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك


محي الدين عيسو من دمشق: افتتح في العاصمة دمشق مساء امس الأربعاء 01/12/2010 معرض الخريف السنوي للفن التشكيلي السوري وسط حضور كثيف من قبل الجمهور والعديد من الفنانين ومن كل المحافظات السورية وضم المعرض 135 لوحة فنية في مجالات الفن التشكيلي المختلفة من : تصوير زيتي - حفر - خزف - نحت للفنانين التشكيليين الذين تجاوزوا الأربعين عاماً.
وقال الدكتور علي القيم معاون وزير الثقافة ورئيس لجة التحكيم في تصريحات للصحافيين إن " المعرض يتميز بالغنى والتنوع والشمولية ورصد لمراحل تطور الفن التشكيلي عبر مسيرته الطويلة، والذي يضم خطوات متقدمة عن مستوى العام الماضي من حيث المشاركات والغنى الموجود في هذه الأعمال وتمثيل المدارس المختلفة التي مر بها الفن التشكيلي" وأضاف " بأن المعرض قد قسم إلى قسمين معرض الخريف من هم فوق سن الأربعين، ومعرض الربيع للفنانين الذين يقل أعمارهم عن الأربعين عاما" وأكد أن "هناك لوحات جميلة وناضجة في هذا المعرض".
وحول آلية اختيار اللوحات المشاركة قال "كلجنة تحكيم التي كنت رئيسا لها لم نكن ننظر إلى أسم الفنان بقدر ما كنا ننظر إلى جمالية اللوحة ومستواها وما تشكله في مسيرة الفن التشكيلي السوري" وحول الغياب المتكرر لبعض الأسماء السورية المهمة في عالم الفن التشكيلي عن المعرض قال الدكتور علي القيم " هناك بعض الأسماء التي لا تشارك إلا في صالات الفن التشكيلي الخاصة والتي تستقطب أعمال هؤلاء الفنانين، حيث أن أسعار لوحاتهم عالية جداً ومبالغ فيها، وبالتالي فإننا عندما نقوم باقتناء اللوحة فأن أسعارنا لا تناسبهم أبدا لذا لا يشاركون إلا في الصالات الخاصة وهذا حقهم الطبيعي" وحول المشاركة العربية في هذا المعرض أجاب د القيم " لا يوجد مشاركة عربية فهذا المعرض هو خاص بالفن التشكيلي السوري ومن جميع المحافظات السورية، بالإضافة إلى وجود الفنانين الفلسطينيين الذين لا ننظر أليهم إلا أنهم سوريين"
وحول إرسال بعض الفنانين للوحاتهم إلى هذه التظاهرة إلا أنها لم تعرض قال معاون وزير الثقافة " نحن كلجنة تحكيم كنا موضوعيين في اختيار اللوحات، وكانت هناك أسماء كبيرة ولها مكانتها على الساحة الفنية قامت بتقديم لوحات بمسويات منخفضة لا يدل على ما وصل أليه الفن التشكيلي السوري، واحتراما لأسمائهم طلبنا منهم تغيير اللوحة بلوحة أكثر تعبيرية عن مرحلته أو عن مستوى الفن التشكيلي السوري"
بينما قال الفنان التشكيلي خضر عبد الكريم في تصريحات خاصة لـ إيلاف إن " المعرض السنوي للفن التشكيلي هو آخر متنفس للفنانين التشكيليين، وبمشاركة العديد من الفنانين السوريين ومن مختلف المحافظات والتي كانت تتمتع سابقا بالروعة والجمال، ولكن للأسف الشديد في هذا المعرض الذي يسمى الخريف السنوي هناك تفاوت كبير بين الأعمال المشاركة، حيث نلاحظ وجود لوحات عالية الإتقان والجودة بجانب لوحات غاية في السوء ليس فيها أي فن من حيث العمل وأسلوب الرسم وطرح الأفكار " وتساءل الفنان عبد الكريم " لا أدري كيف يتم تقييم العمل الفني، وهل ما تسمى لجنة التحكيم فعلا مسؤولة عن اختيار العمل أم هناك محسوبيات وواسطات في عرض اللوحات ،أم أن هناك تبني للفنانين من قبل بعض أعضاء لجنة التحكيم لكي تستفاد منه ماديا عند اقتناء اللوحة"
وأضاف " في السنوات الأخيرة ظهرت على السطح خلافات كبيرة في هذا السياق وكنا نأمل أن يكون لدى تشكيلة الاتحاد الجديدة إنصاف في عرض الأعمال وإنصاف للفنانين المبدعين، ولكن للأسف الشديد يبدو أن الطين يزداد بلة كل عام"
وحول رأيه بما قاله معاون وزير الثقافة حول غياب الأسماء المهمة عن المعرض أكد عبد الكريم " إن كان السيد معاون وزير الثقافة يتحدث عن الأسماء التي ذهبت إلى جوار ربها فأكيد أن هؤلاء الفنانين لن يستطيعوا المشاركة مثل فاتح المدرس وأدهم إسماعيل، فهناك أسماء كبيرة ومهمة في عالم الفن التشكيلي السوري مشاركة في المعرض أمثال سعد يكن ونذير إسماعيل وناصر نعسان آغا وأيضا ممدوح قشلان وغسان سباعي وأسماء أخرى"
واعتبر الفنان منيف عجاج " إن هذا المعرض أفضل من معرض السنة الماضية، حيث كانت غالبية الأعمال مقتصرة على دمشق القديمة، وكانت جميعها من المدرسة الواقعية بشكل عام، أما هذه السنة هناك تنوع في الأعمال والأحجام التي قدمت " لكنه أردف قائلاً " في هذا المعرض ليس هناك جرأة في طرح المواضيع، وأغلبية الأعمال اعتيادية، حتى مكان العرض يتشابه مع السنة الفائتة، وهناك تكرار للأعمال والأسماء المشاركة " وأضاف " كتظاهرة فنية فهي ممتازة تجمع نخبة الفنانين السوريين بالإضافة إلى الحضور الجماهيري المميز" وتمنى الفنان منيف عجاج في السنوات القادمة " أن يغامر الفنان السوري بأجمل لوحاته، وأن يطرح أفكاراً جريئة تلبي طموحات الشارع الفني"
واعتبر أيضا الفنان "جكو" الذي جاء من السويد لحضور المعرض بأن هذه التظاهرة هي "ظاهرة حضارية تشهدها دمشق وبخاصة مع وجود كثيف للسياح الأجانب في هذا المعرض" أما عن سوية الأعمال فقال "هناك أعمال بسوية جيدة وممتازة وأعمال أخرى أقل من المستوى المطلوب وهذا أمر طبيعي"
وقال في تصريح خاص لـ إيلاف الفنان التشكيلي عبد الرحمن مهنا إن " تظاهرة المعرض السنوي تعطي فكرة شاملة عن الفن التشكيلي السوري لكن من المفروض أن يكون في هذا المعرض خيرة التجارب الفنية للفنانين السوريين إلا أن عوامل مختلفة في السنوات الأخيرة أدت إلى تراجع هذا المعرض من حيث المستوى الفني والنتاجات المقدمة" وأضاف " إذا أردنا أن نقيم الفن التشكيلي السوري من خلال هذا المعرض فأننا سنظلمه كثيراً، لأن هذا المعرض لا يمثل حاليا الواجهة الجدية للفن التشكيلي السوري بحرفيته ومهنيته وتقدمه وتطوره بسبب عدم مشاركة العديد من الأسماء المهمة لاعتبارات عديدة " أما عن وجود لوحات بمستوى متدني في المعرض قال بأنه " لم يبقى لدى الفنان أي حافز للمشاركة بأجود أعماله، لذا فأن كل فنان لديه أعمال مهملة يرسلها إلى المعرض لأن اقتناء الأعمال الفنية من قبل الوزارة أصبح في السنوات الأخيرة وفق المحسوبيات والعلاقات الشخصية"
يذكر أن معرض الخريف السنوي يجرى كل عام بعد قرار وزارة الثقافة تقسيم المعرض السنوي للفنانين التشكيليين إلى قسمين الأول يقام في الخريف ويسمى معرض الخريف للفنانين الذين تجاوزوا سن الأربعين وذلك في العاصمة دمشق، والثاني يقام في الربيع ويسمى معرض الربيع للفنانين تحت سن الأربعين في محافظة حلب.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
عصر الانحطاط النصيري
معاوية -

كانت سوريا تحفة فنية رائعة بفنانيها ومعالمها الفنية، حولتها العصابة الحاكمة الرعاعية الى خرابة، حيث أصبحت معالمها سجون ومراحيض عامة ، وفنانيها متسولين ومتسكعين ، وقرودها فنانين ولجان تحكيم.

الفشل الفشل...
علي السوري -

من المستحيل أن يقام مهرجان في سوريا، تشكيلي أو سينمائي أو مسرحي، إلا ويكون الفشل من نصيبه والانتقادات حليفه ونصيره. الأسماء التي استنطقها صاحب الخبر، غير معروفة على الساحة المحلية ولا العربية بطبيعة الحال. أما علي القيّم، فانه مختص بالآثار، فما هي علاقته برئاسة لجنة تحكيم معرض شامل للفنون التشكيلية؟؟ رحم الله فاتح المدرّس وغيره من الفنانين المخضرمين، الذين يتم تجاهل ذكراهم عمدا في سوريا؛ مع أن أعمالهم موجودة في أهم متاحف ومراكز الفنون في العالم..