ثقافات

مهرجان مراكش السينمائي: التلفزيون يزحف على السينما

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

أحمد نجيم من مراكش: هل يحق برمجة فيلم تلفزيوني منتج للتلفزيون في مهرجان سينمائي كبير؟ هذا السؤال كان قد طرح ونوقش بين معارضين كثر ومؤيدين قليلين في مهرجان كان السينمائي الأخير، وقد طفى اليوم من جديد في اليوم الخامس لمهرجان مراكش الدولي للفيلم في دورته العاشرة، وذلك من خلال برمجة فيلم "السراب" لطلال السلهامي. الفيلم كان ضمن مشروع أطلق عليه منتجه نبيل عيوش "صناعة الأفلام"، تعهد من خلالها المخرج بإنتاج ثلاثين فيلما تلفزيونيا للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون. المشروع الذي شرع في إنجازه قبل سنوات، لقي استنكارا كبيرا من قبل السينمائيين، ليس فقط على ظروف اشتغال العاملين والممثلين في هذه الأفلام، بل حتى ظروف ما سموه تفويت الصفقة إلى منتج دون غيره. هذا النقاش لا يهمنا، المهم هو برمجة هذا الفيلم في المسابقة الرسمية لمهرجان دولي، فهو فيلم تلفزيوني صور للتلفزيون. السينمائيون المغاربة الذين التقتهم "إيلاف" بعد عرض الفيلم صباح اليوم الثلاثاء كانوا منقسمين، كثير منهم اعترض على برمجة هذا الفيلم بل ذهبوا إلى وصف الأمر بالمهزلة، ودافع آخرون على الفيلم باعتبار حدود التلفزيون والسينما بدأت تنمحي منذ سنوات، مذكرين بفوز أفلام صورت بكاميرا رقمية وبظروف مشابهة لهذا الفيلم بالسعفة الذهبية (الجائزة الكبرى لمهرجان كان) قبل سنوات.

التقنية لا تعطي فيلما سينمائيا
لكن ما الذي قدمه الفيلم سينمائيا كي تتم برمجته. ربما ميزة هذا الفيلم الوحيدة هو تمكن مخرجه من تقنيات التصوير، إطارات معقولة واحترام لضوابط التصوير من إضاءة وإنارة، لكن هل التقنية كافية لوحدها؟ طبعا لا فلم تصبح التقنية يوما إبداعا سينمائيا خالدا، فهي وسيلة للحكي، هذا ضعف المخرج الأساسي، فالسيناريو مفكك ومصطنع بشكل لا يتصور، كما يظهر الجهل التام لهذا المخرج بالمغرب كمادة للحكي، كل شيء في هذا الفيلم كان مصطنعا في غير محله. الفيلم يحكي قصة خمسة أشخاص يجرون مقابلة بعدها سيتم اختيار شخص واحد للالتحاق بشركة دولية كبيرة، هؤلاء سينقلون إلى مكان مجهول، لتبدأ أحداث يختلط فيها الحلم بالواقع. لكن طريقة تقديم هذه الأحداث كانت اعتباطية.
مرة أخرى يخلق الفيلم المغربي الحدث في مهرجان مراكش الدولي للفيلم، ففي كل سنة كان التركيز على سبب اختيار هذا الفيلم دون غيره وعن أمور كثيرة، دورة هذه السنة لم تخرج عن القاعدة.


شبح الماضي في "ماريك" البلجيكي
"ماريك" شابة في مقتبل العمر، اختارت أن تواجه أسئلة كثيرة حول وفاة والدها الغامضة. هذا ما حمله فيلم البلجيكية صوفي شوكينس "ماريك" الذي قدم يومه الثلاثاء في المسابقة الرسمية لمهرجان مراكش الدولي العاشر.
الشابة فقدت الحب فاختارت أذرع الشيوخ، في اللحظات الأكثر حميمية تستحضرها بصور، هذه الصور تعيد ذكرياتها مع أبيها الكاتب الذي فارق الحياة في ظروف غامضة. للشابة تجارب كثيرة مع الشيوخ. تصورهم كأجزاء وفي لحظات وحدتها تعيد تركيب تلك الأجزاء باحثة عن ذلك الأب الذي افتقدته صغيرا.
المخرجة بدت قلقة من الانتقال إلى مرحلة البلوغ في جيل الشباب "لقد انشغلت بسؤال حول مرور الشباب إلى مرحلة النضج، بسؤال الانتقال خاصة مع ضياع المرجعيات كل المرجعيات" تقول المخرجة. قلق ظهر أيضا في لقطات تظهرها وحيدة في مدينة كبيرة موحشة.
وظفت المخرجة أغنية شهيرة لجاك بريل، يتعلق الأمر ب"ماريك"، وهي الأغنية الوحيدة لهذا الفنان الكبير الذي جمع كلماتها بين اللغتين الفلامانية والفرنسية، في مشهد قوي بالمشاعر يردد البطل مقطعا من الأغنية "بلا حب يا حبيبتي، كل شيء ينتهي". بلا هذا الحب لا يمكن لهذه البطلة أن تستمر في الحياة، لذا فخلال لحظة معينة ستكتشف أن أباها الكاتب الشهير قد انتحر، فتبدأ التفكير في تجربة فكرة الانتحار، خاصة أن تزامن مع فقدانها لشيخ من الشيوخ الذين كانت على علاقة معهم. الفيلم مفاجأة جميلة في المسابقة الرسمية لأفلام الدورة العاشرة، فيلم يعرض لا يقدم حلولا أو مواعظ، فيلم فياض بالمشاعر الإنسانية.

anajim5@gmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف