مهرجان مراكش السينمائي: التلفزيون يزحف على السينما
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
التقنية لا تعطي فيلما سينمائيا
لكن ما الذي قدمه الفيلم سينمائيا كي تتم برمجته. ربما ميزة هذا الفيلم الوحيدة هو تمكن مخرجه من تقنيات التصوير، إطارات معقولة واحترام لضوابط التصوير من إضاءة وإنارة، لكن هل التقنية كافية لوحدها؟ طبعا لا فلم تصبح التقنية يوما إبداعا سينمائيا خالدا، فهي وسيلة للحكي، هذا ضعف المخرج الأساسي، فالسيناريو مفكك ومصطنع بشكل لا يتصور،
مرة أخرى يخلق الفيلم المغربي الحدث في مهرجان مراكش الدولي للفيلم، ففي كل سنة كان التركيز على سبب اختيار هذا الفيلم دون غيره وعن أمور كثيرة، دورة هذه السنة لم تخرج عن القاعدة.
شبح الماضي في "ماريك" البلجيكي
"ماريك" شابة في مقتبل العمر، اختارت أن تواجه أسئلة كثيرة حول وفاة والدها الغامضة. هذا ما حمله فيلم البلجيكية صوفي شوكينس "ماريك" الذي قدم يومه الثلاثاء في المسابقة الرسمية لمهرجان مراكش الدولي العاشر.
الشابة فقدت الحب فاختارت أذرع الشيوخ، في اللحظات الأكثر حميمية تستحضرها بصور، هذه الصور تعيد ذكرياتها مع أبيها الكاتب الذي فارق الحياة في ظروف غامضة. للشابة تجارب كثيرة مع الشيوخ. تصورهم كأجزاء وفي لحظات وحدتها تعيد تركيب تلك الأجزاء باحثة عن ذلك الأب الذي افتقدته صغيرا.
المخرجة بدت قلقة من الانتقال إلى مرحلة البلوغ في جيل الشباب "لقد انشغلت بسؤال حول مرور الشباب إلى مرحلة النضج، بسؤال الانتقال خاصة مع ضياع المرجعيات كل المرجعيات" تقول المخرجة. قلق ظهر أيضا في لقطات تظهرها وحيدة في مدينة كبيرة موحشة.
وظفت المخرجة أغنية شهيرة لجاك بريل، يتعلق الأمر ب"ماريك"، وهي الأغنية الوحيدة لهذا الفنان الكبير الذي جمع كلماتها بين اللغتين الفلامانية والفرنسية، في مشهد قوي بالمشاعر يردد البطل مقطعا من الأغنية "بلا حب يا حبيبتي، كل شيء ينتهي". بلا هذا الحب لا يمكن لهذه البطلة أن تستمر في الحياة، لذا فخلال لحظة معينة ستكتشف أن أباها الكاتب الشهير قد انتحر، فتبدأ التفكير في تجربة فكرة الانتحار، خاصة أن تزامن مع فقدانها لشيخ من الشيوخ الذين كانت على علاقة معهم. الفيلم مفاجأة جميلة في المسابقة الرسمية لأفلام الدورة العاشرة، فيلم يعرض لا يقدم حلولا أو مواعظ، فيلم فياض بالمشاعر الإنسانية.
anajim5@gmail.com