ثقافات

"فن العلم وسياساته ": حكاية صراع بين احتكار المعرفة ونضال التنمية

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

مروة كريدية من ابو ظبي:"كيف ينتج الغرب العلوم الحديثة؟" سؤال التنمية والحضارة الذي يراود شعوب الدول النامية على الدوام ويشغل بال المفكرين والفلاسفة المشرقيين منهم، بينما يسعى النقاد دوما الى تقديم مقاربات ومقارنات مجحفة في معظم الأحيان لا تزيد في التخلف الا جلدا للذات الحضارية التي تفتقد المقومات والظروف والعوامل المساعدة قبل نقص الارادة.
الاجابة عن هذا السؤال بطريقة شائقة وعلمية في آن معاً تأتي على لسان هارولد فارمُس الفائز بجائزة نوبل للآداب عام 1989، عبر كتابه الجديد المعنون "فن العلم وسياساته" إذ يقدم الكتاب تجربة فارمُس الذي ترأّس المؤسسة الأهم في بحوث الطب عالمياً "المعاهد الوطنية" والتي تعد أضخم مؤسسة لبحوث البيولوجيا عالمياً بتكليف من الرئيس الأمريكي بيل كلينتون، لامتلاكه حساسية الفنان ومهارات القائد السياسي ليساهم في البحوث وفي صنع سياسات العلم، فدخل عالَم السياسة بقوة، ثم انتقل إلى إدارة "مركز سلون كاترينغ التذكاري للسرطان" وفي 2010 كلفه الرئيس باراك أوباما بإدارة "المعهد الوطني الأمريكي للسرطان".
ويتضمن الكتاب قصة شائقة عن تفاصيل صراع ضخم يدور في قلب الولايات المتحدة في القرن الواحد والعشرين بين أنصار مصالح الشركات العملاقة واحتكاراتها، وبين من يناضلون من أجل نشر العلوم والمعارف، وكسر احتكار المعرفة، ووضع العِلم في أيدي شعوب الأرض الساعية إلى الخروج من التخلف والانطلاق في تنمية حقيقية مرتكزة إلى العلم والمعرفة.
ويعرض المؤلف لتجربته منذ كان صبيا من الجيل الثاني لعائلة عادية من الأقليات المهاجرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وفي تتبع مسار تحوّل الصبي عالِماً فذاً، يرسم الكتاب صورة حيوية للمؤسسة التعليمية والأكاديمية في الولايات المتحدة، وطريقة تعاملها مع تفتح ذكاء الأفراد، وكيفية التقاطتها للطلاب والدارسين أصحاب الذكاء والإرادة، وإعطائهم الفرص والوسائل كي يصبحوا علماء وباحثين، ينتجون علماً أصيلاً يساهم في دفع المجتمعات والدول في مسار التقدّم. الكتاب ترجمه الى العربية أحمد حسن مغربي وتبناه مشروع "كلمة" التابع لهيئة أبوظبي للثقافة والتراث.
http://marwa-kreidieh.maktoobblog.com/

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف