ثقافات

الناقد السينمائي مهدي عباس: لابد لعجلة السينما العراقية ان تتحرك

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

عبد الجبار العتابي من بغداد: اكد الناقد السينمائي العراقي مهدي عباس ان استطاع ان يتفاءل اخيرا بقدرة السينما العراقية على النهوض من جديد وتقديم افلام روائية طويلة بعد ان عاشت سنوات طويلة من السبات، واشار مهدي الذي ترأس لجنة التحكيم في مهرجان الجوار السينمائي الاول الذي اقيم في بغداد الى ان المهرجان يمكن ان يكون دافعا لتحريك عجلة السينما في العراق والتنبيه الى ضرورة الدعم الحكومي لها، كما اوضح في الحوار مع (ايلاف) سبب اهتمامه بالارشفة للسينما عبر الكتب التي اصدرها.

* قبل ان أسألك عن مهرجان الجوار أود ان اسألك عن كتابك (دليل الفلم الروائي العراقي) الذي صدر مؤخرا؟
- هذا هو الجزء الثاني وتضمن الافلام المنتجة بين عامي 1993 - 2010، بعد ان قدمت جزءه الاول في عام 1997 الذي جمعت فيه كل الانتاج الروائي الطويل للسينما العراقية الذي حصيلته 100 فيلم منذ الفيلم الاول عام 1946 وحتى آخر فيلم عرض للجمهور عام،1994 فيما احتوى الكتاب من جزئه الثاني على (43) فيلما عراقيا اغلبها من اقليم كردستان الغزيرة بالانتاج السينمائي والمدعوم بعض مخرجيها بالتمويل الخارجي اضافة الى تعاون الاقليم معهم في تقديم ما يحتاجونه لافلامهم من تمويل مادي او معنوي، وعندما اصدرت كتاب دليل الفيلم الروائي العراقي عام 1997 عن دائرة السينما والمسرح، والكتاب الثاني يأتي تقديرا وتوثيقا لجهود هؤلاء الذين يصنعون افلاما عراقية بمجهودات فردية مضنية ويضعون اسم العراق في المحافل السينمائية الدولية التي طالما حرمنا منها بسبب فقر صناعتنا السينمائية فنا وموضوعا الا في حالات نادرة.

* هل وجدت صعوبة في جمع المعلومات في الجزء الثاني؟
- بالتأكيد.. لعدم وجود مصادر باللغة العربية وهو ما دعاني الى الاعتماد على المصادر باللغتين الانكليزية والفرنسية بالاضافة الى مواقع المهرجانات السينمائية الدولية، وبعض الكتب والنشرات والافلام عن طريق الفيديو الذي اتاح لي مشاهدة عشرات الافلام الكردية المنتجة في كردستان العراق، وكانت محاولتي في الجزء الثاني استكمالا لكتاب اخر لي بعنوان (قضية شعب / جولة في السينما الكردية) الذي جمعت فيه الافلام المنتجة في عدد من البلدان، والقصد منه توثيق اكبر عدد من الافلام الكردية، ولم اكن اتحدث عن تاريخ هذه السينما بقدر الحديث عن افلامها وصانعيها، وقد اخترت التسلسل الزمني للتعريف بهذه الافلام من اجل ان يلاحظ القاريء كيف ان هذه السينما نضجت بشكل كبير في السنوات الاخيرة واصبحت لها هوية محددة، وكان هذا الكتاب الاول من نوعه الذي يصدر باللغة العربية.

* ما الذي يدفعك الى هذا التوثيق للسينما العراقية؟
- اولا شغفي بالسينما وثانيا لعدم وجود مصادر واسعة وعديدة وكبيرة يرجع اليها الباحث والمتابع والمهتم، فليس هنالك ما يوثق للسينما العراقية الا ما منشور في شتات الصحف، كما انني اعتمدت وثائق في التفاصيل لهذه الافلام واسماء ممثليها وفنييها وتواريخ عرضها لاول مرة،وانا اول من اشار الى عيد السينما العراقية الحقيقي الذي يصادف يوم 22\6 من كل عام وهو يوم مولد اول فيلم عراقي خالص مائة بالمائة وهو فيلم( فتنة وحسن) المنتج سنة 1955 عن قصة وحوار عبد الهادي مبارك وأخراج حيدر العمر، بعد ان كان الاحتفال يتم بناء على عرض فيلم (عليا وعصام) لمخرجه الفرنسي أندريه شاتان.

* ما الانطباع الذي كونته عن مهرجان الجوار السينمائي بشكل عام؟
المهرجان فرصة رائعة للسينما العراقية في ظل هذه الظروف وفرصة للجمهور العراقي ان يشاهد افلاما لم نكن نراها في دور العرض، فالافلام الايرانية والتركية من نوع خاص ولا تعرض في دور العرض وحتى الافلام العراقية المنتجة في كردستان، والمهرجان مناسبة لاتاحة الفرصة للجمهور بمشاهدةى افلام من نوعيات مختلفة.

* هل ذهبت الجوائز الى مستحقيها فعلا؟
- نعم.. ذهبت الى من يستحقها، واللجنة كانت حيادية ومهنية ولم تجامل اي فيلم، واللجنة تضم ثلاثة من العرب وواحد من الاخوة الكرد وواحد ايراني، فلم تكن هنالك اية مجاملة، واعتقد ان كل شخص او فيلم اخذ ما يستحقه، والجمهور شاهد ايضا، ففيلم مثل (مملكة سليمان) اخرج بصورة سينمائية رائعة، فنحن نقسم الجائزة الى عناصر الفيلم، عشرة عناصر من اخراج وتصوير ومونتاج وموسيقى وغيرها وكل عنصر يأخذ درجة، وبعد ذلك مجموع العناصر الاكثر يعطي الجائزة لافضل فيلم، ففيلم (ممليكة سليمان) جمع اعلى الدرجات، واعتقد ان الافلام التي فازت كانت تستحق.

* ولكن اعاب البعض على المهرجان ان الافلام غير مترجمة للعربية لماذا؟
- هذه مشكلة فعلا، لان المهرجان اريد له ان يخرج بسرعة وبوقت ليس بعيدا عن الايام العشر الاولى لشهر كانون الاول / ديسمبر والمنظمون وجدوا انفسهم محاصرين بالوقت لان وزارة الثقافة طلبت منها اقامة المهرجان قبل ان ينتهي عام 2003 الذي نحن على مشارفه، وربما هذا تابع لقضايا الميزانية والمصروفات، لذلك لم يتمكنوا من ترجمة الافلام، ولكن ان شاء الله الدورة المقبلة سيكون الاستعداد لها من الان.

* على من تقع مسؤولية الترجمة؟
- الدولة التي تشارك عليها ان تترجم الفيلم وترسله، ولا تتحمل الوزارة اي عتب في هذا، حتى ان السيد ناصر حسن رئيس السينما في كردستان قال لو كان لدي وقت لترجمة الافلام، كما انه طرح فكرة جميلة وهي انه سيترجم جميع الافلام الكردية وسوف يعمل (اسبوع للفيلم الكردي المنتج في كردستان).

* هل ترى في المهرجان فائدة للسينما العراقية؟
- نتمنى ان يعمل المهرجان شيئا للسينما العراقية، كما ان مذكرة التفاهم التي وقعت مع الجانب الايراني مذكرة رائعة انا اطلعت على فقراتها، واحدى فقراتها هي دعم الانتاج المشترك بين الطرفين وتجديد دور السينما والعديد من الافكار السينمائية الجيدة.

* ما اهم ما خرج به المهرجان؟
- هناك توصيات وهي انه لابد ان تتحرك العجلة السينمائية العراقية لتكون هناك افلاما للدورات المقبلة، فلا بد من وجود افلام عراقية في المهرجانات التي ستقام.

* هل كانت في جائزة افضل سيناريو مجاملة للفيلم العراقي ابن بابل؟
- لا ابدا، وانما على العكس نحن جمعنا النقاط في لجنة التحكيم فوجدنا ان في حقل السيناريو نال فيلم ابن بابل اعى درجة، فلو كنا نجامل ابن بابل لأعطيناه جوائز اخرى كبيرة، نحن لم نجامل احدا.

* ما الملاحظات التي سجلتها على المهرجان شخصيا؟
- اهم ملاحظة هي غياب الفنان العراقي مع الاسف وغياب طلبة كلية الفنون الجميلة والمعهد والاساتذة، كان من المفروض ان يكونوا اول الناس الحاضرين خصوصا اساتذة المعهد الذين عليهم ان يأتوا بالطلاب ويعطونهم دروسا عملية بالافلام ويشرحون لهم افضل من الدروس النظرية، وعلى الرغم من الدعوات التي ارسلت اليهم مع الاسف التلبية كانت ضعيفة جدا.

* كيف تتوقع للدورة اللاحقة؟
- اتوقع لها ان تكون افضل لان الدورة المقبلة ستنفتح اكثر على دول الجوار وربما يكون مهرجانا عالميا.

* بصراحة.. هل هنالك عتب على دول الجوار العربي لعدم مشاركتها في المهرجان؟
- كلنا نعتب على دول الجوار العربي لان الدعوات وجهت اليها ولم يستجيبوا بينما عندما ارسلنا دعوة الى ايران استجابت بوفد ضخم وحضر ثلاثة مخرجين كبار،ولا اعرف لماذا هذه المقاطعة من العرب لمهرجان سينمائي.

* هل انت متفائل بنهوض السينما في العراق؟
- التفاؤل ضروري اولا لان اقليم كردستان الذي هو جزء من العراق ويعمل بشاط ودأب وينتج افلاما اكثر مما ننتجها في العراق ككل، هذا العام 2010 في كردستان تم انتاج عشرة افلام روائية طويلة، وهذا لم يحدث طيلة تاريخ السينما العراقية، لذلك نحن نأمل من الدولة ان تنتبه لان الدعم الحكومي لدائرة السينما والمسرح ضعيف جدا ولا يساعد على انتاج فيلم واحد في السنة، فنأمل ان تكون هناك التفاتة الى السينما وان يتم دعم الوزارة وللدائرة ولقسم السينما، انا اتفاءل بعودة السينما في العراق بعد سنوات طويلة من السبات.

* سمعنا ان هنالك توجه لفصل دائرة السينما والمسرح وانشاء مديرية للسينما ما رأيك؟
- طرح هذا المشروع امام وزير الثقافة، وانا مع هذه الاطروحة لان السبيل الوحيد لنجاح السينما العراقية ان تنفصل السينما عن المسرح، وبقاء السينما على المسرح يجعل اي مدير عام يأتي يركز على المسرح لانه سهل وموجود ويترك السينما، ولكن اذا ما انفصل قسم السينما وصار مديرية فذلك الوقت ستحاسب بالقول: ايها المديرية ماذا تفعلين وما هو انتاجك؟ فيضطرون للعمل.

والناقد ولكاتب مهدي عباس من مواليد بعقوبة / ديالى 1955 وحاصل على البكالوريوس في الادب الانكليزي من جامعة بغداد في العام 1978، واتجه للكتابة في النقد السينمائي منذ السبعينيات من القرن الماضي وقد عمل محررا لصفحة سينما في جريدة الجمهورية للفترة من عام 1991 ولغاية العام 2003.
له عدة مؤلفات في مجال السينما هي:
- دليل الفيلم الروائي العراقي 1997
- موسوعة المخرجين العرب في القرن العشرين / 2000
- - كتابات في السينما العراقية 2006
- جولة مع السينما الكردية / 2009-
- دليل الفيلم الروائي العراقي / 2010 الجزء الثاني


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
السينما العراقية
noor samir -

للناقد السينمائي مهدي عباس اقول: ارجو ان تكون اكثر دقة باعطاء الحقائق عن السينما العراقيةوتاريخها الذي رسمه رجال كبار عملوا بجد وجهد وعشق من ياس علي الناصر وحيدر العمر مرورا بكاميران حسني عبد الجبار ولي اول المتخرجين من معاهد السينما ووليم سايمون وحكمت لبيب اواديس ابن محافظتك ديالى وغيرهم كثير لانه تاريخ من سنة 1946 بفيلم (ابن الشرق) الى افلام ما بعد الأحتلال مملوءة بنخبة خيرة سواء من الرواد او الشباب وهناك الكثير من كتب في تاريخ السينما والبعض منهم حصل على شهادات الماجستير والدكتوراه في تاريخ السينما العراقية وقليل من البحث في مكتبات العراق والجامعة وخاصة كلية الفنون الجميلة فحتما ستجد ضالتك وهناك نقطة جدا مهمة وهي انك ذكرت (هذا العام 2010 في كردستان تم انتاج عشرة افلام روائية طويلة، وهذا لم يحدث طيلة تاريخ السينما العراقية ) وانا اقول لك هذه المعلومة غير دقيقة وارجو الرجوع الى تاريخ السينما لتجد ان القطاع الخاص انتج 12 و 11 فيلما في 62-63 وهذا الكم لم تصل به العملية الأنتاجية في العراق بالرغم من دعم الحكومة السابقة لقطاع السينما والسبب لهذا الكم في تلك السنتين هو منع حكومة الراحل عبد الكريم قاسم من دخول الفيلم المصري للعراق فهذا ما جعل القطاع الخاص يتنفس الصعداء بغياب السينما المصرية من الساحة العراقية بالرغم من دخولها من سوريا تحت يافطة (افلام صبحي فرحات ) الى ان جاءت حكومة عبد السلام عارف الذي كان تابعا الى حكومة مصر برئاسة جمال عبد الناصر فكانت مشكلة السينما العراقية تدخل في مرحلة اخرى والدليل في ذلك عندما عرض فيلم (بصرة الساعة 11) للمصور والمخرج العراقي الآشوري وليم سايمون فانه انتكس بسبب عرض فيلم عبد الحليم حافظ (الخطايا) في سينما النصر فخسر فيلم وليم سايمون الذي يعتبر اول فيلم عراقي بوليسي فان القصد من هذا الأستطراد هو ان السينما العراقية هو تاريخ لعشاق ومثقفي السينماوذكرهم بما يلوق باولئك الرواد مع الأعتذار .....