ثقافات

تشيخوف ضرورة لحضارتنا المعاصرة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

تشيخوف مع مكسيم غوركي

بقلم ناتاليا كامينسكايا
ترجمة فالح الحمراني

تجمع قراءات حصاد العام المنتهي الثقافية بروسيا على ان القسم الاكبر من الموسم المسرحي لعام 2010 كُرس لمرور 150 عاما على ميلاد انطون تشيخوف. وكان تشيخوف من ذلك قد تصدر قبل ذلك عروض المسارح الروسية، بيد انه قد اصبح جليا في العام الحالي ان تشيخوف ـ كاتب العالم، وان الحاجة له لا تقل مثلا عن الحاجة حتى لشكسبير. وكان مهرجان المسرح الدولي الحادي عشر الميمن باسم تشيخوف الذي جرى في موسكو الصيف الماضي الذي كرس لمؤلف واحد قد عرض علينا تشيخوف الالماني والسويدي والسويسري والبيلاروسي والارمني والاسباني واليباني والتايواني والارجنيتي والتشيلي.
لقد جرى سرد اعمال تشيخوف ورقصها ووضعها في فضاء السيرك، وعرض مسرحياته، وقصصة واقاصيصه، ووضعت عروضا خيالية بوحي من اعماله، ودمجت اعماله النثرية والمسرحية في عرض واحد وبحث سيرته وسيرة حياته.
لقد قدمت مسارحنا الوطنية اعمال تشيخوف على نطاق واسع، وراحت تعرض مسرحياته الواحدة بعد الاخرى حتى قبيل موعد يوبيل العام، واستمرت العروض حتى انتهاء المهرجان. وعرضت خلال هذه الفترة في موسكو وحدها اكثر من عشر مسرحيات تشيخوف، واندرجت بعضها في برنامج المهرجان بما في ذلك من اخراج المشاهير زاخاروف وجينوفاتش وتوميناس وكانتشالوفسكي.
وكان من الممتع للغاية ان نقارن بين رؤيتنا الروسية الخاصة لعالم تشيخوف ورؤية ممثلي الثقافات والذهنيات الاخرى. وقد بعث الكثير من هنا وهناك على الخيبة، بيد ان الحوار قام، ويعكف الخبراء لحد الان على تحليله. وشاهدنا في المسرح الروسي محاولات تاملية كثيرة ليس فقط بشخوص تشيخوف المثقفة ولكن بالتقاليد السابقة حيث تفوق ظل انطون تشيخوف " المحب للناس والشاعر بالشفقة عليهم". وظهر بوضوح في المسرح الاجنبي، على الاقل، في النماذج التي شهدها المهرجان، السعي ومهما كلف الامر بسحب شخوص تشيخوف واطار الحالة الاجتماعية الروسية في القرن العشرين وثوراته والنظام الشمولي على البيريستريكا والمرحلة التي اعقبتها.
وتشكل في اطار مهرجان تشيخوف موضوع منفرد وممتع للغاية بعنوان" تشخيوف ومسرح البالية".
ان التأويل الذي قدمته عروض الباليه لمضامين اعمال تشيخوف، لم تكن فقط انطباعات عن تقاليد مدرسة رقص الباليه الروسية الكلاسيكية، ولكنها جسدت تامل الباليه بنفسه.
وليس سرا انه لم يتم التغلب على ازمة فكر الباليه في روسيا لحد الان لم ويلوح ان الباليه قد استنفذ فكره وموضمونه.
ان مهرجان تشيخوف القى بكافة راقصي الباليه المشهورين في الفضاء التشيخوفي، وطلب من الباليه ان يختبر قواه وامكاناته الفنية باستعمال مواد تشيخوف. وغدت مسرحيات جوزي ناج وناشو دواتو ولين هواي مين وجوزيو كاناموري نتيجة لهذه الخطوة الشجاعة.
لقد قام مهرجان تشيخوف بفيراج دائري ومازال يعطي ثمارا ونتائج هامة للغاية في هذا المنعطف الجديد
وتردد خلف كواليس المهرجان عن تعين ناشو دواتو الذي لاحت مسرحيتة الاكثر تجسيدا لروح تشيخوف، مديرا لفرقة بالية مسرح ميخايلوفسك الذي طالما هز عالم الباليه.

ومع كل ذلك فان السؤال المعقد والمشروع يتمحور حول: لماذا تشيخوف لا يعتق فقط، بل على العكس، يبعث على اثارة قلق خيال المسرح المعاصر؟ ولماذا تتناغم مع يومنا الحاضرشخوصه الضائعة والاوضاع اللامعقوله ونظرته كطبيب، التي لاترحم للناس، وشاعريته الحزينة ـ الصاحية وسخريته الرقيقية والقاتلة في نفس الوقت؟ ولماذا يرى فنانو العالم باسره ان تشيخوف هو الكاتب الضروري للحضارة المعاصرة؟
عن صحيفة " الثقافة"

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف