ثقافات

الغاوون تُصدر رواية "سهدوثا – حكاية آشورية" لليلى قصراني

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

إيلاف - بيروت: في باكورتها المعنونة "سهدوثا - حكاية آشورية"، الصادرة في بيروت لدى "دار الغاوون"، تفتح ليلى قصراني الباب على عالم إحدى الأقليات المؤسسة لتاريخ الشرق، وهم الآشوريون. عالم مليء بالأسرار المؤلمة والجميلة في وقت واحد.
تروي قصراني في هذه الرواية شهادتها وصراعاتها النفسية في العائلة الكبيرة وصراعها الجسدي في مجتمع شرقي وصراعها الروحي المتجلّي فوق جبل سهدوثا الذي تلجأ إليه بطلة الرواية هي وعائلتها بسبب الحروب والحصار المفروض على العراق.
سرد سيّال بقصص مدهشة يأخذ في مجراه الكثير من الشخصيات الغنية وغريبة الأطوار أيضاً غرابة هذا الشرق.
وليلى قصراني روائية شابة من مواليد محافظة الأنبار بالعراق لعائلة آشورية. حائزة إجازة في الأدب الفرنسي من كلية الأداب - الجامعة المستنصرية. وتقيم حالياً في الولايات المتحدة الأميركية.

من أجواء الرواية نقرأ:
"لم أرَ أحداً قطُّ يشرب البترول سوى أبي. فعندما أراد التخلّص من الديدان الشريطية العالقة بأمعائه، طلب من جارنا أحمد السائق كأساً من البنزين، شربها أبي ثمّ ارتمى على كرسي خشبي قديم في غرفة الجلوس، شاعراً بالغثيان، ونحن الأطفال نسمع أنينَه في غرفة النوم المجاورة حيث نختبئ. بينما أمّي من المطبخ تصرخ: "ألم أقل لك ألا تسمع كلام عبد الرزاق، ذاك المضمّد الفاشل". فيغمض عينَيه دون أن يردَّ عليها. وبعد قليل ينتفض، يتلوّى من المغص، ويركض إلى الحمّام، مرّة للتقيّؤ ومرّات للتغوّط، ثم ينام نوماً مضطرباً. في الليل تبدأ الكائنات السكرى بالنفط بالزحف على الأرض الإسمنتية الرطبة في الحمّام المظلم وتسلُّق جدران مُشبَعَة بالبترول غير المشتعل في أعضاء أخوتي الذكور الستة.
أنا لم أرَ أحداً قطُّ، يشربُ البترول ويعيش. كانت أمّي قد نصحته أن يُجمِّدَ قطعة رفيعة من اللَّحم النيء ويُدخلها في إسته لتتجمّع الديدان حولها، ثمّ يسحبها ويعيد الكرَّة حتى تختفي، فسخر هو من وصفتها التي ورثتها عن جدَّتي القرويّة.
الديدان لم تغادره كليّاً، بل ظلّت تنشطر وتهاجر في داخله. في الليالي، يعرف بتحرّكاتها فتتهيّج أعصابُه. ويأتي صراخ ديك الجيران في الفجر ليزعجه أكثر. فحين يصيح ديكُ بيتِ أبو كرّومي، يستيقظ أبي غاضباً، يوقظ النائمة بجانبه. وأختي الأكبر منّي، في الحجرة نفسها لا تفهم ما يحدث. كان أبي، قبل ولادتي، يستيقظ غاضباً بسبب ديك الجيران فيُفرغ غضبه في أمّي. ذات خريف تسلّل في فجر بريء، عابراً السياج الخشبي المبلّل بالمطر، إلى الحديقة الخلفية لبيت أبو كرّومي، فتح باباً حائراً بلا صرير. اتّجه نحو القفص، وسحب عنق الديك الغبي بعصبية، وكسره، ثمّ تركه خارج القضبان بعدما وضع بعض حبّات حنطة بجانب القفص كي يبدو كلّ شيء وكأنّه مجرّد حادث.
مرّ أسبوع كامل، والجيران لا حديث لهم سوى رأس الديك المتدلّي من قفص دجاجاتهم. تقول أمّ كرّومي لأمّي: "يا دليلة، لا نعرف كيف مات ديكنا، ربما سمَّموه، أو أن رأسه انحصر بين قضبان القفص". وأمّي تحكُّ بطنَها منزعجة من هذه الحكاية. ربّما خائفة من أن ينفضح أبي، بينما أنا أرفس، أرفس التي حاولت بطرق عديدة إسقاطي، وتجاهلتُها لأني عزمت منذ الأزل أن أحدّث عمّا شاهدتُ. أقصد الجريمة الكاملة وغياب صياح ديك في فضاء صامت، وعن افتخاري بأبي عندما وضع حدّاً لروحه الهائمة في عدمية الحياة اليومية...".


لزيارة موقع دار الغاوون
http://www.alghawoon.com/mag/books.php

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
مبروك ليلى
سومر -

مبروك...الواضح ان الرواية تملك الكثير منك ومن تلك النظرات التي لا تتوقف عن التجوال بحيث تغطي كل الأزمان و الأشخاص...اتمنى ان اقرأها قريبا....تحياتي

مبروك ليلى
سومر -

مبروك...الواضح ان الرواية تملك الكثير منك ومن تلك النظرات التي لا تتوقف عن التجوال بحيث تغطي كل الأزمان و الأشخاص...اتمنى ان اقرأها قريبا....تحياتي

تهنئة قلبية للكاتبة
آشور بيث شليمون -

اهنىء الكاتبة الآشورية هذه ليلى قصراني قلبا وقالبا على هذه الرواية الجميلة والمعبرة عن الحياة التي هي العصب الحساس لكل شعب وما يدور في خلجهم من أحاسيس. والرواية الناجحة من دون أدنى شك في رأيي هي التي تكون الأقرب إلى الحياة اليومية لللفرد وهذه ليست إلا نموذجا حيا عن ذلك. فهنيئا لك أختنا الحبيبة وشكرا لصحيفة إيلاف على نشر هذا الخبر علما أننا مع الأسف كشعب آشوري نعيش في وسط ليس همه إلا إقصاءنا وتهميشنا ولا يريد حتى أن يسمع أنيننا. وكلي امل من " إيلاف " أن تكون الرائدة في العالم العربي في التعريف بالامم الأخرى كما فعلت معنا الشعب الآشوري الذي همه الأول والأخير العيش بسلام مع إخوتنا العرب وغير العرب في المنطقة لأنها السبيل الأوحد للتعبير عن الإنسانية المثالية والعادلة التي تزيل العقبات وتبني الجسور لما افضل للبشرية جمعاء.

الى المزيد
jack -

الى المزيد من النجاح وكتابة روايات معبرة عن الشعب الاشوري السرياني الكلداني المعاصر في بلاد مابين النهرين

لماذ آشورية
كنعان -

أتمنى أن أقرأ الرواية ، لكني اتسائل لماذا هي حكاية آشورية؟هل هي من الميثولوجيا والتراث الآشوري الرافديني أم لأن كاتبتها آثوريةمسيحية، هل هناك حكاية عربية سنية أو شيعية أو تركمانية أو يزيدية ، لما لم هي حكاية عراقية

الى المزيد
jack -

الى المزيد من النجاح وكتابة روايات معبرة عن الشعب الاشوري السرياني الكلداني المعاصر في بلاد مابين النهرين

مبروك
شافير الآمدي -

(تفتح ليلى قصراني الباب على عالم إحدى الأقليات المؤسسة لتاريخ الشرق، وهم الآشوريون. عالم مليء بالأسرار المؤلمة والجميلة في وقت واحد.)جميل جدا نتمنى للكاتبة ليلى القصراني التوفيق وإلى الأمام في الغوص بالعالم والحضارة الكلدوآشورية لأنها تستحق أكثر من ذلك ولا نستطيع فهم المنطقة وتاريخها بدونها

مبروك
شافير الآمدي -

(تفتح ليلى قصراني الباب على عالم إحدى الأقليات المؤسسة لتاريخ الشرق، وهم الآشوريون. عالم مليء بالأسرار المؤلمة والجميلة في وقت واحد.)جميل جدا نتمنى للكاتبة ليلى القصراني التوفيق وإلى الأمام في الغوص بالعالم والحضارة الكلدوآشورية لأنها تستحق أكثر من ذلك ولا نستطيع فهم المنطقة وتاريخها بدونها

حكاية اشورية ؟
ردا على الاخ كنعان -

عزيزي كنعانالاشورية قومية. أما المسيحية والاسلام والعبرية فهي أديان.

وصف ام تقليد؟
بسمة الشيخلي -

أرجو من القراء الكرام او من المهتمين بقراءة ذلك الكتاب الوصفي لأحدى معالمنا الاثارية .....العودة لرواية االكاتبة العراقية بتول الخضيري التي بعنوان(كم بدت السماء قريبة)هناك تشابه كبير بين الاثنين ولكن الاختلاف في المكان فالاولى جرت أحداثها في سهدوثا أما الاخرى فكانت في الزعفرانية.....وشتّان مابين الاصل والتقليد

كتاب أم؟
شاهر الأخضر -

قرأت الكتاب مرتين ووجدت فيه الكثير من الثرثره واللغو والقصص الجانبية التي تشتت ذهن القاريء عن القصة الرئيسية حتى وصلت النهاية التي لم أفهم منها شيئا. يبدو أن الكاتبة تقصدت التغطية على نقص الموهبة بثرثرة العجائز في قرى الأشوريين وهذا كله أعطاني إنطباع بأن الناشر قد أستعجل ونشر هذا الكتاب الذي لامعنى له

وصف ام تقليد؟
بسمة الشيخلي -

أرجو من القراء الكرام او من المهتمين بقراءة ذلك الكتاب الوصفي لأحدى معالمنا الاثارية .....العودة لرواية االكاتبة العراقية بتول الخضيري التي بعنوان(كم بدت السماء قريبة)هناك تشابه كبير بين الاثنين ولكن الاختلاف في المكان فالاولى جرت أحداثها في سهدوثا أما الاخرى فكانت في الزعفرانية.....وشتّان مابين الاصل والتقليد