ثقافات

مارتن سكورسيزي يعود بفيلم مقتبس من روايات الأطفال

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

إعداد عبدالاله مجيد: ولد المخرج مارتن سكورسيزي في نيويورك لعائلة ايطالية مهاجرة من الجيل الثاني. ونشأ في احياء نيويورك الشعبية صبيا معتلا يعمل بعض الأيام في كنيسة الحارة لمساعدة القس على المذبح. وأقبل سكورسيزي على السينما بنهم في سن مبكرة حتى اعلن ذات مرة ان الأفلام والدين كانا كل شيء في حياته.
وفي اوائل السبعينات ارتبط تثوير السينما الشعبية بأفلام من اخراج سكورسيزي مثل "شوارع قذرة" و"سائق التكسي". ورغم ان افلامه الأحدث كانت انجح ماليا ("المغادرون" و"الطيار" و"الجزيرة المغلقة" كلها حققت ايرادات زادت على 100 مليون دولار) فان افلامه الكلاسيكية الأولى هذه ستبقى اعماله الأهم الى جانب "الثور الهائج" و"ملك الكوميديا".
وإذ ترعرع سكورسيزي بين "مجرمين وكهنة" فانه تفوق، برأي النقاد، حتى على فرانسيس فورد كوبولا مخرج "العراب" في تصوير العالم السفلي الاميركي سينمائيا بحشد من الافلام القوية.
اليوم يعمل سكورسيزي، مخيبا كل التوقعات، على فيلم مقتبس من رواية الأطفال "اختراع هوغو كابريت" للمؤلف براين سيلزنك الذي سيكون أول فيلم يخرجه سكورسيكزي بنظام الأبعاد الثلاثة.
المؤلف سيلزنك نفسه وصف روايته بأنها ليست رواية تماما وليست كتابا مصورا بالمفهوم المتعارف عليه وليست عملا سرديا بلغة كوميدية وليست كتابا تتغير صوره تدريجيا مع كل صفحة ولكنها خليط من كل هذه الأشكال.
تدور القصة التي تقع احداثها في باريس إبان العشرينات حول صبي يتيم في الثانية عشرة، يعيش بين جدران محطة قطارات مزدحمة وسط باريس حيث يتوقف بقاؤه على أسرار ومجاهيل. ويطلق لقاء الصبي بفتاة غريبة الأطوار وصاحب كشك للعب الأطفال مغامرة شيقة عناصر حبكتها مفتاح مسروق ودفتر ثمين وانسان آلي. وهنا يدخل السينمائي الفرنسي المجدِّد جورج ميليس (أخرج 531 فيلما بين 1896 و1914) ليوفر حلقة وصل بين الفنظازيا المبدعة والحقيقة التاريخية.
يقول سكورسيزي في مقابلة مع صحيفة الاوبزرفر ان الفيلم يروي قصة صبي يقيم صداقة مع جورج ميليس الشيخ الذي يُعثر عليه مفلسا يعمل في دكان لبيع اللعب عام 1927. ثم يعاد ميليس الى سابق امجاده بحفلة رقص جميلة في باريس عام 1928. ويوضح سكورسيزي "ان السينما نفسها تكون العلاقة في فيلمي ـ الآلة نفسها تصبح العلاقة العاطفية بين الصبي ووالده ميليس وعائلته". ويضيف ان الفيلم "يصور كيف تلتقي المصائر وكيف يعبر البشر عن ذواتهم مستخدمين التكنولوجيا عاطفيا ونفسيا. فهي العلاقة بين البشر والشيء المفقود ـ وكيف توفر ما هو مفقود".
ويرى الناقد مارك كيرموند ان هذا هو ما يسعى اليه سكورسيزي: قدرة السينما بوصفها عملية آلية على دخول قلب الجمهور بطريقة ما. ولعل هذا الانسحار بالتفاعل بين التكنولوجيا والتسامي هو المفتاح الى فهم اهتمام سكورسيزي بالتكنولوجيا ثلاثية الأبعاد. ومثلما كان ميليس ساحرا استخدم خداع البصر والزمن لإحداث استجابات عاطفية فان تعاطي سكورسيزي مع هذه التكنولوجيا الجديدة يبدو حنينا، على ما في ذلك من مفارقة، الى ميلاد السينما، الى اللحظة التي اصبحت فيها الصورة المتحركة الشكل الفني الأول للقرن العشرين.
يبقى ان ننتظر انجاز فيلم "اختراع هوغو كابريت" لنعرف ما إذا وجد سكورسيزي طريقة لاستخدام التكنولوجيا ثلاثية الأبعاد في ايصال افكاره أو هي التي استخدمته. ولكن المؤكد انه مأخوذ بالتكنولوجيا الجديدة وموضوعات هوغو كابريت. ويقول سكورسيزي ان التكنولوجيا الجديدة تضعه في عقل بيكاسو وبراك وكيف استوحيا سينما ميليس والأخوين لومير في ايامها الأولى.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف