رومان سينتشين: لحم
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
ولكن سينتشين الذي نال عدة جوائز ادبية يظل احد في طليعة جيل ابناء الجيل الاربعيني حاليا ، وتثير اعماله التي تقوم على مواد حياتية معاصرة قاسية وخشنة سجال النقاد من مختلف الاتجهات . وترجمت بعض اعماله للغات الاوربية. لحم او قصة تترجم لسيتشين بالعربية. تتناول قصة لحم عسف رجال المليشيا (البوليس) الروسية حين يلتقطون المهمشين والمشردين والملفوضين اجتماعا لتسليمهم لرجال الاعمال لاستغلالهم كادي عاملة مجانية، اي تحويلهم لعبيد...القصة من مجموعته الاخيرة "يوم بلا تاريخ".
لحم
عند اقتراب المساء يخيل كان يوم اربعاء، وصلت حافلة من نوع جاز ذات قمرة، لاحد محطات سكك الحديد. مثل هذه الحافلات عادة ما تكون لدى مصلحة العطب الفني لدورات المياه والغسل ومراكز اعادة الصحوة للسكارى .
وهبط من الكابين شخصان ببدلة رجال مليشيا.ومن القمرة شخص ثالث، يلوح انه رجل مليشيا.وكان بحوزة الملازم الاول، جهاز اتصال لاسلكي، وجراب مسدس،ولدى الاخرين هراوات وكتافية نائب عريف.
راحوا الى داخل المحطة.وكان حشد كبير من الناس في قاعات الانتظار ومطاعم الاكلات الخفبفة وعند نوافذ بيع التذاكر. كانت نهاية صيف والناس يتنقلون بكثافة.
واول من اخذوا عجوزا مستقليا بين مقاعد الجلوس بمعطف اسود رث وقد غمر راسه ووجه شعر ابيض طويل.
ساقوه الى القمرة.
ومن ثم اخذوا من المراحيض المجانية رجلين جلسا عند المغسل يدخنان، لم يقاوما وسارا خلفهم بكسل نحو الحافلة.
وفي الطابق الثاني، عثروا عند كشك بيع الجرائد والمجلات، على امراة تركمانية( او طاجاكية ويمكن ان تكون اوبيكية ) بمعية ابنها البالغ 6 او 7 سنوات، امروها باظهار وثائق ثبت الهوية، فظهر انها ان ليس لديها تلك الوثائق .ساقوها.
ومن الطابق الثاني ايضا اخذوا شخصا مخمورا. لم يعثروا بجيوبة على اية اشياء ثمينة او ذات قيمة ولاثائق ثبت الهوية.
وعند الرصيف رقم 3 احتجزوا جامعة قناني زجاجية، من الواضح انها متشردة، وساقوها الى الحافلة.
ولاح ان سبعة يكفي.
اشتغل محرك الحافلة وغادرت الحافلة محطة السكك الحديدة.
ودارت الحافلة طويلا في المدينة ومن ثم بلغت نهاتها باتجاه الجنوب الشرقي
ومرت بعدة مناطق سكنية مهيئة للهدم، ولكن مازالت هناك اكواخ خشبية، ومرت الى جانب مستودعات وزارة التجارة المهملة وصعدت جسرا عبر نهررر، وعقب حوالي خمس دقائق وصلت لبوابة مصنع الجلود الحيوانية خاص " الفرو الذهبي".