ثقافات

مصر وروسيا 50 عاما.. من السد العالي الى معرض الكتاب

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

سلوى اللوباني من القاهرة: تحل روسيا ضيف شرف على معرض القاهرة الدولي ال 42 للكتاب، احتفل المعرض بهذه المناسبة بمرور 50 عاما على بناء السد العالي الذي شيد بالتعاون مع روسيا.. 50 عاما شهدت على رحيل جيل وولادة جيل آخر.. جيل جديد لم يشهد بناء هذا الإنجاز المصري الروسي.. ولم يعلم بأسباب وكيفية تشييده.. 50 عاما مرت تغيرت خلالها الكثير من موازين القوى العالمية والاقليمية! وبناء عليها تغيرت الكثير من العلاقات بين معظم الدول.. إلا أن الثقافة تبقى الرابط المشترك.. هي الوسيلة الفعالة لمد الجسور من جديد.. فيضم الجناح الروسي مجموعة من الصور التي توضح التعاون المصري - الروسي في بناء السد العالي، بالإضافة لصور توضح الطبيعة الروسية وأهم المدن في روسيا بهدف تقديم نبذة عن الثقافة الروسية للقارئ المصري والعربي.

روسيا اليوم
استضافة روسيا بهذه المناسبة كانت فكرة صائبة فقد قدمت للجيل الحالي معلومات عديدة من خلال ندوات ثقافية مشتركة بين البلدين الى العروض الفلكلورية وأيضا معرض لأعمال الكاتب الروسي "انطون تشيخوف" يضم كل أعماله مترجمة إلى اللغة العربية. الجناح الروسي يعد من أكبر الأجنحة في المعرض ويضم العديد من دور النشر الروسية التي تعرض كتبا متنوعة تاريخية وعلمية وطبية وكتب الخيال العلمي. تميز الجناح بتنظيمه وبجاذبية العرض.. هذا التنظيم المنسق يدل على إصرار من الجانب الروسي ليقول للزائر "روسيا الأمس واليوم".. تاريخها.. حضارتها.. انجازاتها.. واقعها.. فهناك كتب تتضمن علاقات روسيا مع العالم الخارجي، وكتب سير رجال السياسة والمخترعين وكتب أخرى تتضمن فنون الطبخ الروسي وغيرها من المعلومات التي توثق الحياة في روسيا. وبالرغم من أن روسيا دولة متعددة القوميات الا إنها تصدر الكتب بلغات عشرات الشعوب التي تسكن روسيا الاتحادية وكذلك بلغات المجتمع الدولي الأكثر إنتشارا. ففي عام 2008 تم اصدار كتب وكتيبات في روسيا باثنتين وسبعين لغة من لغات شعوب العالم. وينشر في روسيا عدد كبير من الكتب المترجمة من اللغات الأخرى فقد بلغ في عام 2008 عدد الكتب المترجمة أكثر من 14 الف كتاب وكتيب طبع منها حوالي 93 مليون نسخة.


الأدب الأردني والسعودي.. إلى الروسية
"بيبلوس كونسالتنغ" احدى دور النشر الروسية المهتمة بترجمة العديد من الإصدارات العربية إلى اللغة الروسية، التقت إيلاف بمدير الدار د. سليم أسعد (عضو في الوفد الروسي الذي يمثل روسيا في معرض الكتاب) الذي يؤمن بأن صدور أعمال أدبية لكتاب عرب معاصرين باللغة الروسية هدفا تسعى الدار لتحقيقه حتى تقدم صورة حقيقة عن واقع الثقافة العربية بعيدا عن أي هدف تجاري، وتعرض دار بيبلوس كونسالتنغ العديد من الاصدارات العربية مترجمة الى اللغة الروسية منها مجموعة شعرية للشاعر الراحل نزار قباني، عبور قناة السويس مذكرات الفريق سعد الشاذلي، القضية الفلسطينية تاريخها وحاضرها للباحث عامر راشد، القانون الدستوري لدول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا للباحث فلاح اسماعيل حكيم، ومعجم الأسماء الجغرافية روسي عربي وعربي روسي للمؤلف د. عبد السلام شهباز، اضافة الى رواية "عد الى البيت يا خليل" للروائية الأردنية كفى الزعبي، التي تتناول حال الإنسان الفلسطيني الذي يعيش في ظل ظروفٍ قاهرةٍ فرضها الإحتلال الإسرائيلي، حيث الحصارُ الدائم والمذابحُ التي لا يكادون يضمدون جراح واحدة منها حتى تبدأُ أخرى، ورواية إختلاس (إعترافات امرأة عربية) للروائي السعودي هاني نقشبندي، وهي أول رواية سعودية تترجم الى اللغة الروسية، عمل أدبي رصد من خلاله الكاتب علاقة المرأة والرجل كما رصد رحلته في البحث عن الذات وهي رواية إجتماعية بامتياز قدم من خلالها نماذج انسانية نشأت في ظل مجتمع يقدس أستاذ الدين والعادات والتقاليد، وذكر د. سليم بأن ترجمة الروايتان للروسية يعد حدثاً ثقافياً بارزاً وتعزيزاً للحوار العربي الروسي... ولاقتا ردود أفعال جيدة في معرض موسكو للكتاب في شهر سبتمبر الماضي. وعن سبب إهتمام القارئ الروسي بالأدب العربي أجاب د. سليم: "بعد حوادث 11 سبتمبر هناك إهتمام بالتعرف على خبايا الفكر العربي.. فهناك صورة معتمة عن هذا الفكر بعد أحداث سبتمبر ويحاول القارئ الروسي التعرف عليها بالشكل الصحيح من خلال الثقافة.. فاصدارات الدار تلقى إهتماما كبيراً من المثقفين الروس.


ومن أهداف دار بيبلوس كونسالتنغ أيضا إنشاء ودعم مشاريع تعليمية وثقافية جديدة، وهو ما صرح به د. سليم ل إيلاف فقد تم عقد إتفاق بين الدار وبين إتحاد الكتاب العرب برئاسة الأستاذ محمد سلماوي لنشر 100 رواية عربية تمثل كافة البلاد العربية، وحاليا سيتم نشر 16 رواية ترجمت الى اللغة الروسية. كما أعلن عن إدارته وتمويله لمشروع تعليمي من خلال عقد إتفاقية مع الحكومة الروسية لتعليم اللغة العربية في 3 مدارس حكومية، وقد تم الاتفاق أيضا مع وزارة الخارجية المصرية لتزويد الدار بمناهج تعليم اللغة العربية ليتم استخدامها في المدارس الحكومية الروسية. وختم حديثه بأن هدف الدار ليس تجارياً بل لترويج واقعنا الثقافي والسياسي من المحيط الى الخليج من خلال إصدارات الدار ومشاريعها الثقافية.

salwalubani@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف