ثقافات

زينب حفني: لا اكتب بالموروث الذي اتيت منه

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
زينب حنفي والناقد السيد الوكيل

سلوى اللوباني من القاهرة: تعد الكاتبة السعودية "زينب حفني" كاتبة جريئة فهي تعبر عن هموم مجتمعها دون الالتفات إلى رقيب أو موروث كما ذكرت أثناء الندوة التي أقيمت لروايتها "سيقان ملتوية" الصادرة عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب: " الكتابة عملية لا أخلاقية.. لا أكتب بالموروث الذي أتيت منه، أغمض عيني وأكتب بدون قيود...لا يرتجف قلمي وأنا اكتب لأني أريد أن اكسر كل ما يجري أمامي.

أقيمت الندوة في قسم كاتب وكتاب بحضور العديد من المثقفين والصحفيين وتمت مناقشة الرواية من قبل الناقد والكاتب "سيد الوكيل" الذي يرى أن الكاتبة زينب حفني واحدة من أهم الأديبات العربيات المعاصرات اللواتي أثرين الساحةََ الأدبية العربية بإبداعاتهن، وهذه ليست المشاركة الأولى للكاتبة في معرض القاهرة فقد شاركت عام 2000 من خلال لقاء مفتوح مع الجمهور المصري حول مجمل أعمالها. وذكر الوكيل بأنه بعد انتهائه من قراءة رواية سيقان ملتوية سيقوم بإعداد دراسة حولها فهي تحمل بنية وتقنيات القصة القصيرة إضافة إلى اطلاعه على الرواية السعودية المشغولة بعدد من القضايا وخصوصا التي تكتبها المرأة وبالتحديد خلال 10 سنوات الماضية.

اعتبر الناقد سيد الوكيل أن الرواية عبارة عن 5 حلقات محبوكة بتقنية عالية وأجادت الكاتبة التحكم بموضوع الرواية بمهارة من حيث تقديم الشخصيات بكل أبعادها. وان أكثر ما يميز الرواية وخصوصا في الفصل الأول هو المشهد البعدي (الصورة السينمائية) الذي جسدت من خلاله الحالة النفسية والجسدية للشخصيات.

كما لكل كاتب أسلوبه في الكتابة كذلك لكل ناقد أسلوبه ونظرته في تقييم الرواية فقد اعتبر الوكيل أن عدم ظهور بصمة زينب حفني ككاتبة في الفصل الأول هو أمرا جيدا بالمقابل ذكر الناقد د. صلاح فضل سابقا أن صوت الكاتبة أو بصمتها لم تظهر في الفصل الأول من الرواية، وهذا ما كان يبحث عنه أو ينتظره عند قراءته للرواية، ووضحت الكاتبة حفني هنا "أن كل شخصية من شخصيات رواياتي فيها شئ ما مني، فلا يمكن لكاتب أن يكتب دون أن تظهر بصمته في كتاباته". وقد صنف الناقد الوكيل الرواية إلى 3 معابر، الأول وهو الوجود الشرقي بعاداته وتقاليده، أما المعبر الثاني فهو المفارقة بين المرأة الجديدة والمرأة العربية، والثالث هو الهم السياسي المتمثل في القضية الفلسطينية. فقد رصدت حفني من خلال الرواية علاقة الأب بابنته التي ولدت وعاشت في لندن وفقد الأب سلطته اتجاه ابنته التي تهرب من البيت لتتخذ قرارها بنفسها وتتزوج شاب من أصل عربي، فهي ترفض القيود المفروضة على حريتها بسبب الأعراف والتقاليد، بعد أن كانت البطلة سارة ممزقة بين غربتها (لندن) التي وجدت فيها كيانها وحريتها وقدرتها على الاختيار، وبين وطن (السعودية) ترفض أسلوب الحياة فيه إلا إنها لا تملك سوى حبه والحنين إليه.

ووضحت الكاتبة حفني أثناء النقاش السبب الذي حفزها لكتابة هذه الرواية بموضوعها وشخصياتها قائلة: " عندما كانت ابنتي تدرس في لندن قالت لي يوما أن صديقة لها في الجامعة أتت وجهها مدمرا من الضرب من أبيها لأنها قضت رأس السنة خارج البيت مع صديقاتها وقالت له لو قمت بضربي سأبلغ عنك الشرطة". حفزتني هذه الحادثة لكتابة الرواية.. لخلق البطلة سارة ونجحت أن أوصل للقارئ معاناة الفتاة في سن العشرينيات من العمر التي نشأت في لندن وتذهب في زيارات للأهل في السعودية ومقيدة بعادات وتقاليد لم تعشها، وفي داخلها تضارب ثقافي ولكنها تنتصر في النهاية، فقد كان قرارا صعبا على البطلة سارة أن ترمي بجواز سفرها وتعيش في البيئة التي نشأت فيها في لندن، قرار جرئ بالنسبة لفتيات جيلها. فانا أقول دائما إن الإنسان ابن بيئته وليس ابن الجواز الذي يحمله".

وكان عنوان الرواية مجال للتساؤل ضمن العديد من الأسئلة الأخرى من قبل الحضور، بالرغم من ان الناقد الوكيل لم يبدي اعجابه بالعنوان الا ان الكاتبة اجابت: بانها توفقت في العنوان قائلة: "اؤمن ان الانسان عندما لا يقف على ارض صلبة فهو سيقف بسيقان ملتوية لان هناك خلل في التربة أي خلل في الوطن". وعن رأيها في الكتابة النسوية وضحت قائلة: " كلما تقدمنا حضاريا كلما اصبح دور للمرأة في مجتمعها وبذلك ستقل الكتابة النسوية". وعن كتاباتها حول هموم المجتمع السعودي قالت: "كثيرا من الأوقات تنتابني لحظات تمرد على مجتمعي.. أحيانا أتمنى أن أعيش مغامرة معينة ولكن هناك قيود معينة فاخلق هذه المغامرة على الورق..وأكتب..أنا مدينة للكتابة بحريتي وحررتني من عقدي الاجتماعية فهي أجمل من أن اذهب إلى طبيب نفسي".أما بالنسبة لروايتها القادمة لم تفصح عن عنوانها وتكتمت على مضمونها التي ترى بانها تغوص في هموم المجتمع السعودي أيضا.وإذا كانت تتوقع منعها في السعودية كباقي رواياتها اجابت: لم أعد أسال فلم يعد هناك حواجز في ثورة الاتصالات. أما بالنسبة لكتاباتها لأكثر من عقدين من الزمن فهل كتبت كل ما تريد؟ قالت: "لا يوجد مبدع أو أديب يقول بأنه استطاع أن يوصل كل ما يريد مهما طال الزمن او قصر لان هموم مجتمعاتنا هي هموم أزلية للأسف".

وأذكر هنا أن زينب حفني كاتبة وشاعرة وقاصة وروائية سعودية، بدأت العمل في الصحافة عام 1987، كتبت في عدة مجلات عربية، كتبت مقالا أسبوعيا بصفحات الرأي في صحيفة الشرق الأوسط الدولية على مدى خمس سنوات. وتكتب حاليا مقالا أسبوعيا بصفحات وجهات نظر في صحيفة الإتحاد الإماراتية. مقالاتها تتسم بالجرأة، فيها بُعد اجتماعي وإنساني وسياسي، تُلقي الضوء من خلالها على أهم القضايا المطروحة على الساحة العربية والدولية. - صدر لها :" رسالة إلى رجل" وجدانيات، ثلاث مجموعات قصصية: "قيدك أم حريتي". "نساء عند خط الاستواء". "هناك أشياء تغيب". رواية الرقص على الدفوف، رواية لم اعد ابكي، إيـقاعـات أنثويـة" قصائد نثرية، وقد دُرّست قصائد منها بجامعة الملك محمد الخامس/قسم الآداب/ الرباط/ المغرب. رواية ملامح، ورواية سيقان ملتوية عام 2008

salwalubani@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
زينب كاتبة تثير جدلا
عبدالله الحكيم -

زينب حفني منذ ان صدر لها نساء عند خط الاستواء، وهي تثير جدلا داخل الأوساط الثقافية في السعودية.. والواقع أنه يتضح من ملاحقة الكاتبة على نحو فكري أن أساليب الطرح لديها عبر تماس روائي أو شعري يتسم بالنضج والاحساس الواعي لما تثيره من جدل فكري داخل أدبيات العمل الأدبي،،، وشخصيا فقد ترجمت لها ذات مرة أحد القصائد التي أعتبرها تدخل في باب الحوار مع ذات آيلة للصراع والتسابق مع الزمن...!!

زينب كاتبة تثير جدلا
عبدالله الحكيم -

زينب حفني منذ ان صدر لها نساء عند خط الاستواء، وهي تثير جدلا داخل الأوساط الثقافية في السعودية.. والواقع أنه يتضح من ملاحقة الكاتبة على نحو فكري أن أساليب الطرح لديها عبر تماس روائي أو شعري يتسم بالنضج والاحساس الواعي لما تثيره من جدل فكري داخل أدبيات العمل الأدبي،،، وشخصيا فقد ترجمت لها ذات مرة أحد القصائد التي أعتبرها تدخل في باب الحوار مع ذات آيلة للصراع والتسابق مع الزمن...!!