فاضل عباس هادي: بين العدسة والحلم
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
مشهد أول وجبة للإعدامات العلنية في ساحة التحريرعلى يد النظام البعثي البائد عام 1969م، ترك اثرا مؤلما وقاسيا في أعماقه وتيقن أن الايام القادمة ستكون اشد قسوة وظلامية على كل أحرار العراق، وان لا مكان له بين من يريدون الشر والدمار للشعب العراقي والوطنيين. وحين شعر الكاتب والصحفي فاضل عباس أن البعثيين سيلاحقونه لكونه لا يؤمن بفكرهم وحكمهم غادر العراق في مطلع عام 1971م، إلى بيروت وبقي هناك حتى بداية الحرب الأهلية عام 1975م ثم انتقل الى باريس، وفي عام 1978م استقر به المقام في لندن.
وكان لنا معه اللقاء أدناه بداءا من محطة لندن.
كيف بدأت تتعايش مع أجواء لندن وفي أي المجالات عملت؟
بعد سنتين من إقامتي في لندن أي عام 1980م بدأت العمل مع مجلة الشرق الاوسط كمصحح ومحرر ومترجم. وفي عام 1987م بدأت أحرر زاويتي " نادي الكاميرا" و"بريد الكاميرا" الخاصتين بالتصوير الفوتوغرافي.
ما هو الفرق بين هاتين الزاويتنين رغم أنهما في نفس المجال؟
"نادي الكاميرا" هو الصفحة الاسبوعية التي اكتب فيها موضوعا من إعدادي عن فن الفوتوغراف أما "بريد الكاميرا" فهي صفحة أخرى أنشر فيها صورا فوتوغرافية تصلني من هواة الفن الفوتوغرافي وأحاول من خلالها أن اعلق على هذه الصور التي كانت تصلني باستمرار من القراء العرب وبقيت اعمل في هذا المجال حتى عام 1997م.
متى بدأت اهتماماتك في التصوير الفوتوغرافي ولماذا؟
بدأت اهتماماتي في عام 1986م وذلك بسبب حاجتي إلى أداة تعبير إلى جانب الكتابة. وذلك لقناعتي بأن التصوير الفوتوغرافي وسيلة بصرية رائعة للنظر إلى العالم من خلال عين الكاميرا.
في الحقيقة للفوتوغراف دور مهم في إيقاض الهمم وفضح الأنظمة الفاسدة والدكتاتورية والعدوانية وعلى سبيل المثال أن الصور الفوتوغرافية هي التي ألبت الرأي العام الأمريكي ضد الحكومة الأمريكية أثناء الحرب الفيتنامية. كما إن الصورة يمكن أن تكون برهان ودليل دامغ بالإضافة إلى قيمتها الجمالية.
هل أصدرت كتبا أو ساهمت في إعداد وإصدار مجلات؟
صدر لي كتاب بعنوان"كتابات" قصائد ومقالات في عام 1989م عن دار الجمل في المانيا. كما كنت قريبا من الحركة السريالية حيث أصدرت ثلاثة أعداد من مجلة"أدب" وكانت باللغات العربية والانجليزية. وايضا اصدرت مجلة اخرى بإسم "كروم" "chrome" بالانجليزية وهذه المجلات تعنى بالحركة السريالية في الفن والأدب.
التصوير الفوتوغرافي بالنسبة لي هو بحث شخصي ومتابعة روحية خاصة ولست معنيا كثيرا بأن أكون تحت الأضواء. لكني ساهمت في معرض"غاليري الأربعاء" في لندن والذي ضم لوحات في الفن التشكليلي وصورا فوتوغرافية مع فنان آخرين. وشاركت في معرض في باريس أقيم للإحتفاء بذكرى كاتب وفنان بريطاني قريب من الحركة السريالية، مات شابا في حادث للتسلق على الجبال. كما نشرت بعض المطبوعات السريالية. ولابد من أن اذكر في هذا السياق الكاتب العراقي عبدالقادر الجنابي الذي كان مهتما مثلي بالحركة السريالية في فرنسا خاصة وفي بعض البلدان الأوروبية الأخرى وعلى رأسها " جيكوسلوفاكيا" قبل التقسيم ومدينة براغ بصورة أخص. وأأكد مرة ثانية على أن الفوتوغراف بالنسبة لي هواية جميلة لا اسعى لتوظيفها للشهرة أو المال.
عرفت أنك سافرت الى برلين، وأقمت فيها ما السبب؟
في أوائل عام 1988م تركت عملي الوظيفي اليومي في الصحافة وحافظت فقط على تحرير زوايتي " نادي الكاميرا" و"بريد الكاميرا" انتقلت إلى برلين بعد أن قلت لزملائي في الصحافة بأني " أشم رائحة البارود". كما كنت أشعر بأن ما يسمى بالمنظومة الاشتراكية لبلدان أوروبا الشرقية أنها ستنهار،وستحدث فيها ثورات سوف تقلب موازين القوى بين الشرق والغرب. وقد سكنت في شقة جوار "جدار برلين". وصورت برلين الشرقية أثناء إنهيار "جدار برلين" وفتح الحدود بين شطري ألمانيا. وبقيت في برلين سنة ونصف السنة حيث صورت تحولات المدينة وتطوراتها وأعتز إعتزازا كبيرا في تلك الفترة الصاخبة. وقد كنت اقف أمام نقطة التفتيش " Check point charlie" وصورت الحرس قبل أن تنتهي مهمتهم في تحديد حركة سكان برلين الشرقية حيث كان كثير منهم يحاول الهرب إلى برلين الغربية عن طريق تسلق جدار برلين او القفز من طوابق البنيات العالية.
ماذا حصل لك بعد تجربة برلين؟
عدت إلى لندن وبقيت أحرر زاويتي الفوتوغراف اللتان ذكرتهما، حيث كنت أرسل المواضيع الأسبوعية المنتظمة إلى مقر مجلة الشرق الأوسط في لندن من برلين.ثم في عام 1996م إنتقلت إلى تونس لأنه بلد عربي يشبه العراق في أكثر من جانب بعد أن قرفت من الطقس اللندني. بقيت في تونس سنة ونصف أيظا، بعدها عدت إلى لندن. وفي عام 1997م ألغيت زاويتي " نادي الكاميرا" و"بريد الكاميرا" إلا أني واصلت إهتماماتي الأساسية في فن الفوتوغراف نظرية وتطبيقا.
نعم سيصدر لي قريبا في هذا العام 2010م كتاب باكثر من ثمانمائة صفحة تحت إسم "ولا تنسى بأن السيدة لايكا تنتظرك بالبيت" وهو ثمرة جهود أكثر من عشرين عاما من الإهتمام بالفن الفوتوغرافي. وإذا أطال الله تعالى في عمري سأنشر كتابا يضم ما كتبته باللغة الإنجليزية منذ عام 1964م وحتى الآن وخاصة ملاحظاتي في نقد الثقافة الأنجلو- سكسونية ومعززة بالصور، التي تثبت بأن واقع الحال في هذه البلدان ليس الصورة المثالية التي حملناه عنه. كما أني سأنشر مختارات من ملاحظاتي في نقد الثقافة الأنجلو- سكسونية أريد لها أن تقرأ من قبل المثقفين وعموم شعبنا في العراق الحبيب والبلدان العربية الأخرى. حيث هذه الملاحظات ترسم صورة حقيقية للواقع السياسي والإجتماعي والثقافي للمجتمعات الغربية وعلى رأسها ما يسمى ببريطانيا العظمى.
بعد هذا الغياب عن الوطن هل لديك مشروع في العودة ؟
لقد جئنا إلى هذه البلدان الأوروبية الباردة ونحن نحمل رؤى سينمائية عنها، فثبت لنا فيما بعد بأنها رؤى زائفة وغير صحيحة. وكنت وما أزال أرى بأن مكان المثقف العراقي وغيره من المختصين في المجالات المختلفة هو الوطن العزيز، حتى يساهم الجميع بأي شكل من الأشكال ببناء عراق آمن، حر، سعيد ومزدهر. وأأمل أنني خلال هذا العام أشم نسيم العراق من جديد وأرى مياه دجلة والفرات وأستعيد ولو قليلا من ذكرياتي في بلادي بحلوها ومرها.
لقائي بالفنان فاضل الشاعر، كان فرصة لتأكيد ما أقوله، فالصحبة اليومية في تونس برها وبحرها تمخضت عن هذه الصور التي أعتقد يمكن أن تكون قصائد، وقد سبقني الفنان بتصويرها قبل كتابتها". وإضافة لشاعرنا الراحل عبدالوهاب البياتي، كتب المصور الفوتوغرافي القطري سالم المري المشرف على زاوية "واحة الكاميرا" في مجلة "الجوهرة" القطرية عن الفنان فاضل الشاعر، قائلا: الأب الروحي للفن الفوتوغرافي العربي.
كما وصفه المصور الفوتوغرافي العراقي المتميز والمقيم في المغرب عقيل صالح بقوله:
أن فاضل الشاعر هو شيخ المصورين العرب. أما الكاتب المغربي االمشهور محمد بنيس فقد وصفه: واحد من الكتاب العرب القلائل الذين يخاطبون في المقال نفسه القارىء العادي والقارىء المتخصص.
التعليقات
إحتفاء
حامد حميد -حوار يسلط حزمة ضوئية على ملكات فاضل عباس ..الكاتب والمصور الفوتوغرافي والانسان في مدائن الصخب .
محمد وفاضل في بيروت
محمد علوان جبر -عزيزي فاضل اولا تحية عراقية خالصة ، لااعتقد ان احدا يمكن ان يقترب ولو قليلا من المشاعر التي اثارتها رؤيتي صورتك بعد فراق دام اكثر من 36 عاما من الفراق ، انا صديقك الذي وصلت من بغداد وقد استضفتني في شقتك القريبة من شارع الحمراء ، كنت يومها معك نمارس الرسم في بيروت وقررنا ان نقيم معرضا او شيء ما يشبه ذلك . انا الان في بغداد وقريب وبعيد عن حسين حسن وماجد السامرائي عدوك الذ اعرف كل تفاصيل بخله وانحيازه الى ماانت تعرفه ويعرفه غيري اتمنى ان نتواصل عبر هذا الايميل mohamd_aloan@ yahoo.com لان لدي الكثير الذي يجب ان تعرفه عن كل الشلة ، اقصد شلة مقهى المعقدين وغيرهم القاصمحمد علوان جبر