مقهى الكتاب... سفينة المثقفين في بحر العولمة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
راميار فارس الهركي: تعد المقاهي من أكثر الاماكن الاجتماعية التي يتجمع فيها الناس من وقت لاخر لقضاء الاوقات وتبادل اطراف الحديث في شتى مجالات الحياة. وللمقاهي اهمية كبيرة في مجتمعاتنا العربية قديما وحديثا فسابقا كانت المقاهي متنفسنا الوحيد قبل دخول التكنولوجيا الى بيوتنا ، فقد كان الناس يتجمعون بالمئات لسماع في المقاهي لسماع الاخبار السياسية والثقافية والرياضية وسماع القصص والاساطير القديمة. وعلى الرغم من تقدم عجلة الحياة حافظت المقاهي على رونقها القديم ، فمازال الشباب والمسنين بقضون اوقات فراغهم بعد العمل او الدراسة فيها. ومجتمعنا العربي زاخر بالمقاهي القديمة التراثية والحديثة حتى أصبحت ثقافة المقاهي من الثقافات الراسخة لدى المجتمعات العربية ، فمن مقاهي الحكواتي الى مقاهي الانترنت تجد المئات من شباب اليوم من جعل المقهى جزءا لايتجزاء من حياته. ولايخفى على البعض ان مقاهي اليوم ليست بمقاهي أمس ، فالمقاهي قديما كانت عبارة عن مراكز ثقافية يتجمع فيها الناس للاستفادة والافادة اما مقاهي اليوم فأن اغلبها ذو أثار دينية واخلاقية واجتماعية وثقافية وصحية وامنية ، سلبية على ابناء المجتمع.
مقاهي تفتح ابواها لضحاياها صباحا ومساءا شتاءا وصيفا تمتص اموالهم وعقولهم وثقافاتهم واخلاقهم الدينية والاجتماعية.
والسؤال هنا كيف نعيد للمقاهي هيبتها الثقافية ونجعل منها مراكز ثقافية كبرى للقراءة والكتابة وتبادل الاراء والمقترحات؟ .
وقد اجاب شاب سعودي على هذا السؤال من خلال تأسيسه لمشورع يحمل اللمسات الانسانية والثقافية معا ، مشروع هو الاول من نوعه في عالمنا العربي والشرق الاوسط ، مشروع هو ثمرة جهد فردي كامل دون انتظار دعما من مؤسسة او قطاع.
المشروع عبارة عن مقهى للكتاب يتح لزواره الاطلاع على نحو 6000 عنوان من الكتب النادرة والمخطوطات والدوريات القديمة والحديثة في أجواء ملائمة وحميمية.
والمشروع ليس تجاريا وهو يعد من روائع المشاريع الثقافية التي نادرا مانسمع بها اليوم في زمن الإستهلاك و من شأنه ان يعيد هيبة ومكانة الكتاب في النفوس بعد أن اجتاحتها تيارات العولمة.
يقول أحمد الشيخ صاحب المقهى ان "هدف المشروع هو ان يطلع الكثيرين من أبناء الجيل الحالي على عيون التراث العربي والإسلامي ويقربها منهم ويتعرفون على أهم كتب عصر النهضة ومؤلفيها".
وتحتضن رفوف المكتبة الالاف من عناوين الكنوز التراثية القديمة النادرة والمجلات والدوريات القديمة الصادرة قبل نحو من 150 عاما سنة بالاضافة الى الاصدارات الحديثة معروضة بطريقة تثير الدهشة والإبهار ومع توفر الأساليب الحديثة من خدمة الإنترنت بل ودليل لأهم المواقع المتخصصة بالكتاب.
وقد حاول احمد الشيخ التقريب بين المقاهي الثقافية الادبية والمقاهي الترفيهية وذلك لتهئية اجواء ثقافية ترفيهية ممتعة للزوار،فإلى جانب مكتبته الفريدة يتوفر مقهى حديث ووجبات سريعة تلبي طلبات رواده .
ومما يميز المكان هو ذلك الهدوء الذي يتمتع به فالكل هنا يأتون للقراءة والمراجعة والاقتباس من افكار وتجارب الاولين.
رواد المقهى هم رجالات الادب والفكر والصحافيين والفنانيين التشكيليين والطلاب الجامعيين .
ويتابع الشيخ قائلاً ان "فكرة مقهى الكتاب وموقعه وكل مافيه قد تمت بجهود فردية متواضعة بعيدا عن الجهد الحكومي والمؤسساتي". مؤكدا ان "استمرارنا حتى الان في تسيير المقهى كان بجهد فردي على الرغم من توفر الموقع والمكان وكل مايتطلبه المقهى من وجود اجواء ابداعية ونحن نسعى الى تنفيذ الافكار المستقبلية وطبعا ذلك يتطلب جهد اضافي لعلنا نجد في قادم الايام مايساعدنا على تنفيذها".
وعن الخطط المستقبلية لمقهى الكتاب قال ان "هناك مجموعة من الافكار والاراء والمقترحات المستقبلية للمكتبة منها كتاب الشهر وتلخيص الكتب واقامة الندوات والمعارض لان مكتبة مقهى الكتاب هي منبر يحتوي كافة الإبداعات في شتى الميادين الثقافية والفنية".
ويضيف قائلاً "نحلم أن نرى مقهى الكتاب بكل مدينة بالمملكة لا بل في الوطن العربي ونحلم أن نراه جسرا للتواصل ونرى فروعا للمقهى والمكتبة في كل الوطن العربي لما لا .... والكتاب أحد أهم جسور التواصل المتبقية بيننا".
وهنا ندعو كافة الجهات المسؤولة على نشر الثقافة عامة والكتاب خاصة الى تفعيل المقاهي الثقافية وتعميم فكرة مقهى الكتاب على جميع المقاهي ودعمها مادياً ومعنويا سواءا في الممكلة العربية السعودية او باقي البلدان العربية.
وان يلقي مشروع مقهى الكتاب الاستحسان والمساندة من قبل الحكومات العربية لنشر الثقافة بين ابناء المجتمع الواحد وجعل الكتاب مصباحهم الذي ينير لهم دروب الحياة.
التعليقات
أين المقهى ؟؟
فيصل -أين المقهى ؟؟؟
إلى متى
الخنساء -إلى متى تظل الجهود الفردية هي التي تقود النشاط الثقافي الجاد ... سبق وأن زرت هذا المقهى وهو فعلا لم يلق نصيبه من الإشادة والإعلام ولعل عزوف صاحبه عن الأضواء هو السبب وأتمنى أن أرى فروع له في مدينة جدة وفي المدينة المنورة ... ضروري
من روائع جدة.....
المستكن -فعلا يعتبر مقهى الكتاب فكرة متميزه ويوجد به لمسات ابداعية جميلة جدا............اتمنى مزيدا من الفكر والابداع