ويليام فولكنر “اب الواقعية السحرية”
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
فولكنر كان متقشفا جدا في حياته اليومية ذات البساطة العجيبة. هذا ما يقوله كل مرة ابن أخيه ldquo;جيمس فولكنرrdquo; الحارس الوفي ومدير تراث عمه الادبي والفني في بيته القديم في ldquo;اوكسفورد. ميسيسبيrdquo;. لا أحد يعرف سبب انزوائه في اوكسفورد، هل كان بسبب ضيق مالي أو عدم طموح بالسفر؟ رغم انه في شبابه الاول زار أوربا متصعلكا كما العديد من معاصريه مثل ldquo;همنجواى. فتزجيرالد، وهنري ميللرrdquo; وأخرين. وبعدها تسكع في ldquo;نيويورك، و نيو أورليانز rdquo;لفترة ليعود بعدها عالمه الخاص، الذي كان يشعر بنقصه وفقدانه عناصر السحر، ومواصفات مقاطعة، كانت تتمتع بنوع من الحساسية الشاعرية والفنية. فعاد ليصوغها عالما جديدا في كتاباته، ولم يتزحزح منها الا مرات معدودة اهمها هو عقده مع شركة rdquo;مترو غولدوين مايرrdquo; السينمائية في بداية الثلاثينيات، لذالك فمسرح معظم رواياته كان خياليا سماه ldquo;يوكناباتوناrdquo; وتعني بلغة الهنود الاصلية rdquo;الارض المفطرةrdquo; وربما ldquo;فولكنرrdquo; كان يريد استذكار rdquo;اليوتrdquo; ويباب ارضه. ورسم لها حدودا وأعد لها احصائية بسكانها ldquo;6298 من البيض، و9313 من السود. وهذه الخيالية سمحت له التعبير عن ldquo;هوسهrdquo; بالتاريخ والعنف وقسوة التقاليد الجنوبية، والمشاعر المكبوتة، والعنصرية والانحطاط العائلي، كثمار لتلك الحرب الاهلية بين الجنوب والشمال.
فولكنر، بدأ شاعرا فبين عمر 16 الى 27 سنة كتب شعرا أكثر من اي شئ أخر، وقرأ واستوعب كل الرومانسيين وما بعدهم من الانجليز، وفهم الرمزية الفرنسية، والشعراء الامريكيين مثل ldquo;روبرت فروستrdquo; وrdquo;ريتشارد الدغتونrdquo; ولكن تأثره الاكبر كان ب ldquo;ت. س. اليوتrdquo; الذي الهمه في كتابة اجمل قصائده في اول دواوينه "رؤيا الربيع".
معظم الكتاب اللامعين في القرن الماضي كانوا قد بدأوا شعراء وانتهوا روائيين وقاصين من الدرجة الاولى، فطموح ldquo;فولكنرrdquo; في ان يصير شاعرا انتهى، حينما أكتشف بنفسه اولا وثم النقاد ان شعره النثري القصير والطويل، لم يستجب لروحه المبدعة، وهو عرف ان تعقيد اسلوبه في الشعر النثري كان له فضاء محدود بسبب غموض مفرداته، وسرده، لهذا يكتشف قارئ ldquo;فولكنرrdquo; في معظم رواياته حسا شعريا مرهفا يقوده احيانا الى وهمية توحي باختلاط في الاسلوب، لان مفرداته الكلاسيكية الاكاديمية، توهم القارئ بمعنى ما يريد قوله، لذالك كان كاتبا صعب القراءة جدا. احد النقاد سأله مرة rdquo;ماذا عن القراء الذين قرؤوك مرتين أو ثلاثة ولم يفهموا شيئا؟rdquo; فأجاب الكاتب ldquo;عليهم ان يقرأوا مرة رابعةrdquo; وهذا يعني ان ldquo;فولكنرrdquo; لم يكن ليعير اية أهمية، لا للنقاد ولا حتى لقرائه. لذالك بقى سنين عديدة مجهولا من النقد والشهرة في بلده، ويبدو ان نشره رواية ldquo;الصخب والعنفrdquo; و ldquo;بينما احتضرrdquo; لم تكن كافية، كان عليه ان ينتظر نشر رواية ldquo;الحرمrdquo; لكي ترفعه الى الشهرة والثراء، وهذه الرواية بالذات كان يعتبرها من اسوأ رواياته، لانه كتبها بتكليف حسب اعترافه لاحقا، وهي الرواية التي جعلت النقاد يعتبرونه كاتبا مثيرا، بسبب كونها تصف انحطاط الجنوب الاخلاقي، وتناقضاته، اضافة الى العنف الجنسي. المعروف حينذاك عن فولكنر هو عدم شغفه بالسينما على الاطلاق، ولكن الضائقة المالية التي كان يعانيها اضطرته ان يقبل وبسرعة عقدا مع شركة ldquo;مترو غولدوين مايرrdquo; ككاتب سيناريو مقابل 500 دولار اسبوعيا، لم يكن ليصدق ان يربح هذا الراتب. فأنتقل الى ldquo;هوليوودrdquo; التي لم ينسجم معها أبدا ولكن علاقته الحميمة بسيد الانتاج والاخراج انذاك ldquo;هيوارد هيوزrdquo; الذي كان يعتبر ldquo;فولكنرrdquo; كاتبه المفضل ساعدته على تحمّل مدينة صناعة السينما، بكل تناقضاتها وريائها، وكان يخاف طعنة في الظهر صاعدا سلم شقته كما كتب مرة لواحد من اصدقائه، رغم ذلك كتب وساهم في أفلام ldquo;هيوارد هيوزrdquo; مثل ldquo;التملك أو عدم التملكrdquo; وldquo;النوم الابديrdquo; وأعاد كتابة العديد من السيناريوهات التي كتبها اخرين بتكليف من شركة ldquo;متروrdquo;، وأشتغل مع ldquo;جون هيوستنrdquo; في اهم افلامه.
يحكى مرة انه كان في رحلة صيد مع ldquo;هيوارد هيوزrdquo; وrdquo;كلارك غيبلrdquo; وهذا الاخير أنفرد بفولكنر وسأله عن الكتب الحديثة التي تستحق القراءة و من هم في اعتقاده أحسن الكتاب في تلك الايام، اجاب الكاتب (همنجواي، توماس مان، وجون دوس باسوس.. وأنا) فعلق الممثل، ها؟،، حضرتك تكتب؟ فأجاب ldquo;فولكنرrdquo; نعم.. وحضرتك ماذا تعمل؟؟. هذه الحكاية تصور عدم أهتمام فولكنر بالسينما، اضافة الى عدم انسجامه مع جو ldquo;هوليوودrdquo; فلجأ الى الويسكي، وهذه كانت بداية صداقته الحميمة مع ldquo;همفري بوغارتrdquo; وبعد عدة أفلام مع شركة ldquo;متروrdquo; انتقل الى ldquo;فوكس القرن العشرينrdquo;.
فترة ldquo;هوليوودrdquo; كانت متقطعة ففي اي مناسبة، ولو كانت قصيرة، كان يختفي سرا ليعود الى مقاطعته في ldquo;الميسيسبيrdquo; دون دراية رؤسائه في الشركة الذين وبخوه أكثر من مرة سلوكه هذا rdquo;الصبيانيrdquo; حسب تعبيرهم لذالك كان يحسد في كل مناسبة ldquo;مارسيل بروستrdquo; قائلا، rdquo;هو يضطر مصارعة ثعابين هوليوود، يا ليتني كنت لو عشت حياتي مع ldquo;الربوrdquo; في غرفته الوثيرة تلكrdquo; ولكنه رغم ذالك يعترف متأخرا ان سنوات علاقته بالسينما كانت تجربة مثيرة أغنت رواياته اللاحقة.
برشلونة. اسبانيا
التعليقات
فولكنر ليس اسطورة
حسين -عند الغرب ليس كما عند العرب، فوكنر وغيره من الكتاب الكبار لا ينظر إليهم على أنهم اسطورة كما ينظر إليهم العرب. العرب لديهم ذات متضخمة ويسقطون هذه الذات على الغريب لذا سيكون شكسبير وانشتاين وفوكنر وبروست وجيمس جويس الخ هؤلاء ليسوا مجرد بشر بل هم شبه آلهة معلمون علينا اتباع أثرهم وإلا فشلنا في الفن والادب والعلوم. كذلك المسألة مشابهة للخلف السالف (الصالح) ينظر نحوهم العرب على أنهم المحج والمرجع في كل شيء.
الاسطورة
ابوعبدالله -تستحق رواية (الصخب والعنف) وقفة خاصة بسبب الشهرة العظيمة التي عادت بها اليه.واهميتها الفائقة في مسار الرواية الحديثة.
الاسطورة
ابوعبدالله -تستحق رواية (الصخب والعنف) وقفة خاصة بسبب الشهرة العظيمة التي عادت بها اليه.واهميتها الفائقة في مسار الرواية الحديثة.
الاسطورة
ابوعبدالله -تستحق رواية (الصخب والعنف) وقفة خاصة بسبب الشهرة العظيمة التي عادت بها اليه.واهميتها الفائقة في مسار الرواية الحديثة.