نقابــات واتحـــادات بابــــل الثقافيـــة بـــلا مقـــرات
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
فاضل الخفاجي من بابل: تعاني عشرات النقابات التي تمثل الطبقات المثقفة من فنانين صحفين واتحاد كتاب بعدم وجود مقرات لها.
فالنقابة التي تجمع اصحاب الفكر والجمال واعادة رسم الحياة بصورة مليئة بالاحساس بعد ما مستحها ايدي الحزن والقهر اخيرا. المكان الذي يمارس فيه جبار الكواز -رئيس اتحاد الادباء فرع بابل هو وزملائه الفنانين نشاطاتهم الذي يقع على كورنيش شاطئ الحلة يرد عليهم ايرادات لا بأس بها تمكنهم من مزاولة اعمالهم على اكمل وجه الا انهم غادروه الى غير رجعة بعد طلب من محافظة بابل، وبعد التغيير السياسي الكبير الذي طرأ على العراق تمكنت احدى الأحزاب السياسية من الاستيلاء على هذا المكان وتركت الاتحاد بلا مقر في الوقت الذي لم يجد فيه طوال هذه الاعوام سند قوي يستند اليه للحصول على مكان يأوي اليه الادباء.
للوقوف على هذا الموضوع اجرت "ايلاف" تحقيقا والتقت مع عدد من الفنانين والادباء واخذ ارائهم وكيفية الخروج وبحث المسئلة من واجهة صحفية.
ويعتقد (علي ساجت) ان" العراق يعيش حاليا في منظومة نظام غير معني بالثقافة والفنون مؤكدا ذلك بدليل ان وزارة الثقافة هي الآن الأضعف بين الوزارات وميزانيتها هي الأقل بين قريناتها من الوزارات الاخرى، فأي بؤس هذا واي كارثة" ومضيفا ان واقع "نقابة الفنانين في بابل مزري جدا، ففي الوقت الذي يتهيأ فيه العالم لإقامة فعاليات يوم المسرح العالمي الذي تحتفل به اصقاع العالم كافة نجد ان نقابتنا تفتقر لمن ينتشلها من هذا البؤس ويمكنها من اقامة بعض الفعاليات غير انها يئست من الدعم الحكومي فتوجهت الى المواطنين المهتمين بالثقافة والأدب وفي مقدمتهم الحاج مالك عبد الاخوة الذي ابدى استعداده لخدمة الثقافة وتلبية احتياجاتها كافة".
ويرى الشاعر جبار الكواز رئيس اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين - فرع بابل " ان الواقع الثقافي في بابل ليس بضعيف او متخلف. وبرر رأيه هذا بالقول: " ان العملية الإبداعية تنطلق من ذات فردية تؤسس لنفسها مشروعا خاصا بها، تسعى من خلاله للتميز وعلية لو قايسنا واقع بابل الثقافي مع المحافظات الاخرى لوجدناها تحتل الصدارة في العطاء الابداعي المتميز وهكذا الحال عربيا وعالميا " واضاف الكواز يقول " الابداع مشروع ذاتوي بحت ولكنه يحتاج الى رعاية واهتمام ومتابعة من قبل مبدعه اولا ومن قبل الجهات الداعمة كافة "سياسية وغير سياسية" اضافة للجمهور بمختلف توجهاته ورغباته. ويضيف الكواز: ان المبدع في بابل يواجه الواقع بجهوده الفردية وتصدمه آراء قبْلية بمنجزه منطلقة من عجز عن الفهم والعجز عن بناء جسور الاتصال بين المبدع والمتلقي. ذلك لان المتلقي يميل الى الفهم السطحي للمنتج الابداعي وباحساس جامد، متأثرا بالخيال الشعبي، وينهل من خزين تكوينه الأسري او البيئي او السياسي. " ويصل الكواز بحديثه الى الكشف عن واقع المؤسسات الثقافية في بابل حين يقول: اتحاد الادباء والكتاب ونقابة الفنانين وجمعية الرواد الثقافية واتحادات الشعراء الشعبيين وغيرها، كل هذه المنظمات عاجزة عن اخذ زمام المبادرة في الرعاية الحقيقية لمنتسبيها، لكي يشعر المبدع باهميته في محيطه الاجتماعي والسياسي والثقافي. وذلك بسب عدم وجود مقرات ثابتة لها وهي بلا رصيد مالي وبلا اثاث، بل وبلا قرطاسية، فكيف يتسنى لها القيام بمهماتها ووظائفها الأساسية؟ واذا نظرنا الى الدعم والرعاية التي تتلقاها الثقافة في بابل " والحديث للكواز" لا نجد غير البيت الثقافي الذي يتلقى دعما شحيحا من وزارة الثقافة، لا يكفيه للقيام بمهامه، ثم هناك هيئة الاحياء والتحديث الحضاري التي تتلقى الدعم من مجلس المحافظة وديوان المحافظة ولكن دعمها غير كاف ايضا، ناهيك عن انها ما زالت بعيدة عن الادباء والفنانين لأسباب تتعلق بقلة التخصيصات وضآلة الدعم وطبيعة الاهداف المرسومة لها والتي تشمل الأدب والفن. ووصل الكواز الى الحل الذي يراه مناسبا عندما قال: على مجلس محافظة بابل الاقدام على اتخاذ خطوات كالتي اتخذها مجلسا محافظتي النجف وكربلاء والتي تقضي بتخصيص مبالغ شهرية لمنظمات المجتمع المدني الناشطة في مجال الأدب والفن والثقافة عامة. وختم الكواز حديثه بثقة كبيرة بمجلس المحافظة على انه سيبادر الى دعم الثقافة والمثقفين.
فيما تمنى نقيب الصحفيين ثامر الربيعي في بابل ان" يتم تسمية المركز الاعلامي في المحافظة بأسم شهيد الصحافة الحلية سمير عبد مهدي وهو من اهالي الحلة ومن الاقلام المبدعة والاعلاميين البارزين والمعروفين على صعيد المحافظة والعراق باكمله".
ويؤكد مدير لجنة الثقافة في بابل لطيف الحلي أن" اسباب التردي في الواقع الثقافي تكمن في التمويل والرعاية اللتين تتحملهما الحكومة المركزية، ويبدو هذا صحيحا إذ ذهبنا مع المثقفين والسياسيين في رأيهم القائل أن الممول الوحيد للثقافة والداعم لها هو الحكومات ". واضاف يبدو" أن هذا الرأي موروث، وقد ترسخ بسبب تراكم الثقافة الراديكالية الدكتاتورية في العراق التي جعلت المصدر الوحيد للحياة عامة والثقافة خاصة هي الحكومة، فالحكومة هي التي توظّف وتتاجر وتكافئ المبدعين والمثقفين بل وتمنحهم شهادات الامتياز والجودة وترتب هرمهم الثقافي وفق رؤيتها التي تخدم سياستها وحسب وهذا نهج وواقع ليس عراقيا حسب، بل عربيا".. واشار "لكن ونحن في ظل نظام ليبرالي جديد، أظن أن الأمر يختلف كثيرا، إذ لم يعد من واجبات الدولة، تبني الثقافة والمثقفين والمبدعين. ولكنها، مسؤولة عن حماية هذا الميدان والعاملين فيه وتنظيم قانون بذلك". ولفت أن" الحكومة دعمت سيكون دعمها متمركزا في خلق سوق ثقافي، والعمل على اعداد جمهور مستهلك للسلع الثقافية. هذا إذا عجز القطاع الخاص عن القيام بدوره في هذا الميدان ". واوضح "لأن القطاع الخاص ومن خلال الاستثمار في الثقافة والإبداع، يكون قد ساهم في دعم الثقافة، لا متطوعا كما هي الحال في عملية دعم الدولة أو المتبرعين بل مستثمرا يحقق أرباحا من عمله.. وهذا ما غاب عن حديث المثقفين، إذ لم نسمع مثقفا أو مبدعا واحدا يطالب بخلق سوق ثقافي أو سلعنة الثقافة لتكون عملا يعود على صاحبه بالريع المالي الكافي الذي يغنيه عن الوقوف على باب السياسي مستجديا أجرا لعمل مسرحي أو لقصيدة شعرية أو لأغنية أو لقصة أو لرواية ".
واوضح ان "الخطط والوعود الخاصة بشأن الواقع الثقافي في بابل اعطيت وعود بتحويل القصر الرئاسي الموجود حاليا في مدينة بابل الاثرية الذي يستخدم حاليا للاعراس ليحول الى مركز العلامة احمد سوسة للدراسات والبحوث و انجزنا دليل بابل السياحي والذي اعتقد انه سيكون النافذة الاولى في المشهد الثقافي الجديد اما بالنسبة لقصر الثقافة والفنون فأنه بدأ كمشروع في بابل وانتهى بمشاريع لقصور ثقافية في المحافظات كافة وتمويله وحسب ما اعتقد ليس من ميزانية المحافظة بل من الميزانية الاتحادية كما تعكف هيئة الاحياء والتراث على انجاز مشروع متحف الحلة المعاصر بعد ان وضعنا اليد على بناية الخزينة القديمة وهي بناية تاريخية واعتقد انها ربما تكون في المستقبل مقرا دائما للكثير من النقابات والواجهات الثقافية".
ويشار أن مثقفي محافظة بابل سجلوا ويسجلون حضورا وفعلا ثقافيا فرديا ملموسا ومتميزا، يملأ مساحة كبيرة من المشهد الثقافي العراقي برمته.