الفكرةُ طمَثُ الدّماغ
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
كان َفي الثالثةِ عشرة. كان َهذا تحتَ المطر، عندما رفعَ عينـَيه إلى السماء، ورأى غيمة ًتلمع... عرفَ أنّه الشِعرُ؛ مفـْـزعهُ مستقبلا.بعدها بسنوات، كان َله أوّلُ قصيدةٍ، نُشرت تحت اسم مستعار، عنوانها "الصّـوت والنـَـظر"، تدور حول مفهوم خاص به هو"العزلة المزدحمة" في مقبرة حيث يَـلمح مُـكفـَّـنا يركض، فسأله: مالأمر؟ أجابه المكفـّن: التاريخ في حالة ذوبان"!
كأيـّن ْمن قصيدةٍ أهملَها لفيما بعد، ورؤى كان الدروايشُ الكبار يبتاعونها ببطاقةِ سينما أو بكأسِ بيرة. كان يرفل بمرونة الخيال، مأخوذا بإيقاع الكسل منتظرا دورهُ قناعة ًأنّ للشاعرِ بوصلتـَهُ مثلما للقصيدة بحرُها هي. كان في وسعه أن يكون َمن أكبر شعراء عصره، وأعلاهم شأنـًا في وضع بياناتٍ متماسكةٍ في الكتابة، مثلا، بصفتها "حـُريّة ً(بلا) جنسية؛ رعشة ًونسيانا؛ حيث الكلمات حفنة ٌمن الأضواء تتصدّر كلَّ شيء". لكنّه مات بسببِ حادثٍ غريب لم يُفهم للآن. ذلك أنه نهضَ، ذات ليلةٍ، من فراشه وقصد زاحفـًا إلى دفتره ليكتب قصيدة ًمستخدمًا فيها بحرَ المشاكل. بعد ساعاتٍ من النظر، وجد أن صدرَ البيتِ الأوّل فيه من شقاءٍ وأحزانٍ وبوْحٍ مِـمْ ما جعله يخبط الطاولة، ثم ضاعف الخبطَ ثانية ً، وثالثة ًحتّى انكسرَ سدُّ الذاكرة، فوجدَ نفسَه وكأنـّه يسبحُ في بحرٍ متلاطم من شتّى الصورِ التي كان يحلم بها، تشبّث بخَـشَـبة المجاز فلم تُسعِف، إذ أن َّذاكرة ً، حديثةَ العهد، أشدَّ هولا حَبست أنفاسَه ورمتــْـه ُفي مَسيل الذكرى، فأخذ يُـزبـِدُ ويُـزمجِـرُ... وإذا برأسِه، فجأة ً،يرتطم بالطاولة، فيسقط ميّـتا قربَ صورةٍ غالبـًـا ما كان يستلهم منها محاولاتـَه ُالرومانسية التي لم ترَ النور.
وفق جارةٍ له، كان َكَمَن يتشاجرُ وشيطان َالشِـّـعرِ من أجل القصيدة المستحيلة المكوّنة من بيت واحد يستخلص فيه كل ما يراد أن يُـقال. وتضيف، إنها رأته، ذات مرةٍ، من ثــَـقب الباب، يكتبُ على ورقةٍ كبيرة ملصقةٍ على الحائط: "مُحاولة ٌصوتيـّة ٌفي تحرير الحروفِ من (مهمة) الجرّ"، وهو ينشدُ:
إلى مِن خـَلا عَن و لـَـولا بـِـ حتّىوربَّ لـِ مُنـذ ُعدا في كــَـ حاشا
حدث َهذا في أزمنةٍ عندما كان َقـَـدَرُ الشـّـاعر وَهـَجـًا يطفو على نهرِ الأوراق؛
كان َيافعـًا؛
كان َالمستقبلُ يذوبُ أمامَه في مستنقعِ الـسّـاعات!
التعليقات
بؤرٌ مضيئة
أحمد -هكذا تندلقُ الحياة من بؤرة مضيئة،فالشاعر يشرخُ وجه التأريخ الكمد، يجرحه بكلماته النارية، لقد وضعتَ أيها المفتون بالكلمة زمن الشعر في قمقم وأحكمتَ إغلاق فتحته. وذاالشعر،عارياً،يفتح لنا أبواب الحكمة والمتعة والمعرفة. فبأيّ قشَة يتشبثُ الشاعر سوى ابداعه ،وجرأته التي لا تهادن ولا تُجاملُ. والقصيدةُ عنده ليست وجبة طعام تُستحضر على عجل. هي النكدُ والوصبُ والجلدُ والقراءةُ والتأملُ وركوبُ متن الخطر والسفرُ والغربةُ والوقوب على عتبة المعاناة، والهرولة بين الإخفاق والنجاح. لقد اختصرتَ تأريخك الشعري ومسيرتك الطويلة في بضعة سطور..ما أبدعك ايّها المثابرُ الجميل؛؛
not nice
Nsr -نزلتم بالأدب إلى أسفل سافلين كلام غير جميل ومليء بالإستخفاف بالقارئ
عبد / أنتظر جديدك
قارئة ذكية -/ كلام جميل طبعاً ـ ونرجو من الأخ صاحب التعليق رقم ٢ أن يكتب لنا نصاً ترفع فيه الأدبالذي تدعي فيه علما أنك وأذكرك أنتَ تقرأ المبدع المبدع / عبـد القادر الجـنابي / تحياتي لكَ عبد وقبلة ...
not nice
Nsr -نزلتم بالأدب إلى أسفل سافلين كلام غير جميل ومليء بالإستخفاف بالقارئ
هندسة
عباس بوسكاني -هذه القصيدة تختلف عن قصائد الجنابي السابقة لسببين، الأول: مع أن مستوى الهندسةاللغوية موجودة كسابقاتها و لكنه تحتوي على جمرة أنسانية، حرارة عالية (و لحسن الحظ) عفوية..الثاني: البعد التراجيدي، الوحدة و قدر الأبداع الذي قُدر له ان يكون مترادفا مع الخسارات.. اذا كانت الفكرة الأولى، الأحساس الأول طمثا، ليتبعه النص الأول الطفل الشرعي الذي أتى مع عاهة يعيد تأسيسي اللغة ببيت شعري: (إلى مِن خـَلا عَن و لـَـولا بـِـ حتّى وربَّ لـِ مُنـذ ُ عدا في كــَـ حاشا) تأسيس بهندسة متينة وهمه الأعظم هو تدمير هذا السائد من التبعات المؤلمة المتكونة على جثة هذا الشاعر الذي يدمر ثم يموت.
كلام على مقام الكلام
فايق ورايق -هكذا ياشاعرنا واديبنا تخرج الكلمات من نصل قلمك الرائع المتدفق لحناللكلمه ومهندساللتعبيرلانسانى المعاصر اكتب لك من مرابع الجليدالمحيط بى فى المكان والزمان وكلماتك مدفئتى فى الغربه==لازالت فى وجدانى واحاسيسى ولن تزال ذكراها-ايمان انت العشق الابدى والحلم الجميل الذى لااريد ان استفيق منه وكلمابعدةالمسافه وزادت الايام تقتربى من جوارح عشق لانهاية له*****
هندسة
عباس بوسكاني -هذه القصيدة تختلف عن قصائد الجنابي السابقة لسببين، الأول: مع أن مستوى الهندسةاللغوية موجودة كسابقاتها و لكنه تحتوي على جمرة أنسانية، حرارة عالية (و لحسن الحظ) عفوية..الثاني: البعد التراجيدي، الوحدة و قدر الأبداع الذي قُدر له ان يكون مترادفا مع الخسارات.. اذا كانت الفكرة الأولى، الأحساس الأول طمثا، ليتبعه النص الأول الطفل الشرعي الذي أتى مع عاهة يعيد تأسيسي اللغة ببيت شعري: (إلى مِن خـَلا عَن و لـَـولا بـِـ حتّى وربَّ لـِ مُنـذ ُ عدا في كــَـ حاشا) تأسيس بهندسة متينة وهمه الأعظم هو تدمير هذا السائد من التبعات المؤلمة المتكونة على جثة هذا الشاعر الذي يدمر ثم يموت.