ثقافات

عبدالله الخريف: السخرية ونقد المجتمع ولم يعد هناك "مسكوت عنه"

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك


أخاف من مشاغبات النقاد ونقدهم السلبي
عبدالله السمطي من الرياض: في مجموعة قصصية له صدرت حديثا بعنوان:" كوكب الأرض للبيع" يقدم القاص السعودي عبدالله ناصرالخريف مجموعة من النصوص القصصية المثيرة التي تسعى لتكثيف اللحظة، وكشف الحالات الإنسانية في مختلف مواقفها حيال الأحداث والوقائع والتجارب، كما يسعى إلى تأمل اللحظات اليومية في انفراطها وكثافتها، وفي احتضانها القيم المونولوجية والديالوجية لشخصياتها التي تتعرض لمواقف مختلف مفارقة تبرز من خلالها وعيها بالأشياء والعالم. وفي هذا الحوار يقدم الخريف رؤيته لعالمه القصصي الساخر، ويؤكد على أنه يبحث عن نقد المجتمع من خلال السخرية والمفارقة، كما يشير إلى أنه يتعامل مع الواقع بلحظته الراهنة، ويدعو زملاءه من الروائيين الشباب إلى التأني في إصدار الأعمال الروائية، وهذا نص الحوار:


-ما هي قصة الأرض معك، ولماذا تريد أن تبيعها، ما قصة العنوان؟
-حينما فكرت بنشر قصصي أخذت في الاعتبار أنني سأدخل في باب النشر الواسع، وكما هو معروف أن العنوان يمثل جزءاً مهماً في انتشار العمل وقبوله بين الناس... " كوكب الأرض للبيع" هي آخر قصة أضيفت في المجموعة.. والعنوان جاء قبل كتابة القصة! لأنه كان ملفتاً.. وبعد انتهاء القصة ومراجعتها.. اقتنعت بأن المجموعة جاهزة للنشر.

-أغلب المجموعات القصصية تحمل أحياناً عنواناً محايداً يحمل في مضمونه شرحا أو تفسيرا للقصص الأخرى.. لم نجدها في كوكب الأرض؟
لاشك أن هذه رؤية فنية احترمها، وفي " كوكب الأرض للبيع" حاولت أن أجمع بين المدرستين، القديمة - التي ترى وضع عنوان أبرز قصة في المجموعة -، والحديثة - عنوان بارز ويفسر مضمون المجموعة-، وذلك لأن القصة تحمل صورة شاملة لمختلف القصص في المجموعة، فهي تحمل السخرية.. والتأمل والعاطفة وغيرها.

-ألا ترى بأن المجموعة القصصية تكاد تندثر وتختفي بوجود طوفان " الرواية"؟
هذا عصر الرواية دون منازع، ونحن نشهد كل يوم ظهور رواية أو كاتب روائي جديد، وهي ظاهرة صحية بلا شك.. لكن تبقى للفنون الأدبية الأخرى " الشعر والقصة والمسرح" لها جمهور ورواد.. والساحة الأدبية تتسع لجميع الفنون حتى وإن كانت الأضواء مسلطة على الرواية.. فهناك أضواء الشارع والشموع تحفظ لبقية الفنون وهجها وبقائها..


-هل يمكن للمجموعة القصصية أن تتناول قضايا المجتمع وتعرضها مثل الرواية؟ حتى وإن تجاوزت الخطوط الحمراء " والمسكوت عنه"؟
في نظري لم يعد هناك "مسكوت عنه! " الروائيين تكلموا عن كل شيء ولفتوا النظر إليه.. لكن المجموعة تبقى ملاذا لمن لا يملك النفس الطويل ويجعله يبحر في الرواية.. كما أن القصة يمكن أن تعالج مختلف القضايا بتركيز عالي ودون استطراد قد يزعج القراء.. فهو أشبه بقراءة الملخص..

-إلى ماذا تعزو انصراف المواهب الشابة إلى كتابة الرواية.. فنجد نابغين في الرواية ولا نجدهم مثلاً في القصص أو الشعر؟
ربما " وهج" الشهرة له دور رئيس، فالرواية طريق مختصر للوصول إلى المجتمع والإعلام، كون الرواية محتفى بها في الصفحات الثقافية أكثر من الفنون الأدبية الأخرى، لكن لا يمنع ذلك من وجود موهوبين جدد كل يوم في الشعر والقصة وغيرها لكن الإعلام لم يصل لهم أو يلتفت لدورهم..
ولكني أرى ألا يستعجل الشباب الشهرة والنشر، فالعمل الأدبي عمل جاد، يحتاج تأمل وتأني، والرواية ليست قصة طويلة بل هي نتيجة تجربة وممارسة وتبنى على خلفية ثقافية جيدة وفيها رؤية فلسفية قد يغفل عنها البعض.. فعلى الشباب التأني ومراجعة خطواتهم قبل أن يخطو إلى الطريق الطويل والشاق!

-في " كوكب الأرض للبيع" رغم تنوع موضوعاتها إلا أن أغلبها ترتدي عباءة التقليدية، مع وجود تقنيات حديثة في كتابة القصة... ألا يمكن الاستفادة منها؟
ميزة الفنون الأدبية - باستثناء الشعر -، أنها قابلة للتعديل والتطوير والتحسين بأي شكل.. ولا يضير ذلك الشكل التقليدي للقصة، فالبناء قد يكون تقليدياً والتطوير يكون في المفردات وفكرة القصة.. لكن البعض يفهم التطوير بأنه تغيير في شكل البناء والقصة فتصل للنهاية وأنت لا تعرف هل هي قصة أو خاطرة أو أنها قصيدة أصيبت بشلل رباعي!!
- كأحد ممثلي الجيل القصصي الجديد.. كيف يستقبل النقاد أعمالكم القصصية؟

-لاشك بأن النقاد لهم إسهامات في إرشاد المبدعين للطريق الصحيح، ولكن تبقى ميول بعض النقاد إلى " مشاغبة" الروائيين!، كون مجال الرواية أرحب والنقد فيه أوسع، بينما القصص القصيرة قد تكون متعبة في نقد كل قصة على حدة، بالإضافة إلى وجود مدارس نقدية متعددة.. لكن المبدع لا يزال ينتظر ترحيباً من النقاد لأعماله، مع إخفاء " خوفه" من مشاغباتهم ونقدهم السلبي.

- ماهي أبرز الأجواء القصصية التي تفكر في إضافتها إلى عالم القصة القصيرة؟

-في هذا العصر هناك تميز بوجود انفتاح كبير لدى المبدعين في كتابة القصة، حيث تخلصوا من بعض القيود " التقليدية" في كتابة القصة وحلقوا في مجالات أرحب، سواء في صناعة الحبكة القصصية، أو طرق موضوعات متنوعة، تختلف بحسب أهميتها.. وشخصياً أجد أنني أميل إلى القصص الساخرة والاجتماعية، فانظر إلى بعض السواد الذي يغلف مجتمعنا، وإلى الشوارع المظلمة التي تخفي ورائها آلاف القصص، ومع كل هذا الألم لكني أبحث عن السخرية ونقد المجتمع.. نحو هدف الإصلاح بوصفها وسيلة الأديب في تقديم خدمة لمجتمعه.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف