فيلم رشيد بوشارب متهم بالمساس بتاريخ فرنسا الاستعماري "المجيد"
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
نبيلة رزايق من الجزائر: ارتفعت أصوات فرنسية كثيرة منتقدة وبشدة فيلم "الخارجون عن القانون" لمخرجه الجزائري الفرنسي رشيد بوشارب المشارك بالمنافسة الرسمية لمهرجان كان السينمائي في دورته التي ستنظم خلال الفترة من 12 الى 23 أيار/ماي القادم ومن أبرزها صوت النائب الفرنسي ليونال لوكا الذي شكك في المصداقية التاريخية للفيلم حتى من قبل مشاهدته له مستندا في تهجمه هذا على ما جاء في تقرير الجنرال جيل روبار، رئيس مصلحة التاريخ في وزارة الدفاع الفرنسية الذي طلب منه معاينة سيناريو الفيلم المذكور وإبداء ملاحظاته حوله وكان ذلك خلال شهر سبتمبر الماضي والعجيب أن هذا التقرير انتقد وبشدة الرؤية والزاوية السينمائية والتاريخية التي ا نتهجها المخرج رشيد بوشارب للخوض في مراحل كثيرة من التاريخ المشترك بين الجزائر وفرنسا وكان من ابرز محطاتها مجازر 8 آيار/ماي 45 وفيدرالية جبهة التحرير الوطني في فرنسا والتي كان من بين المنتمين اليها فرنسيون معتدلون حيث اعتبرت الانتقادات المذكورة اراء رشيد بوشارب غير مسئول ومجحفة في حق الفرنسيين إبان احتلالهم للجزائر خاصة ما تعلق برؤيتة لمجازر 8 آبار/ماي 1945 حيث "اتهم"بأنه يشوه الفرنسيين الذين حسب التقرير المذكور هم أول من عانى من "ظلم" الجزائريين لهم عندما اعتدوا-بحسب التقرير العسكري- على الأهالي من الأوربيين خلال 8آيار/ ماي 45 فما كان على السلطات الفرنسية حينها الا أن تتدخل وتضع حد "للعصيان المدني" وا"الاعتداء" على الفرنسيين العزل من طرف الجزائريين ويقول التقرير أن هذه حقيقة تاريخية يشهد بها الكثير من المؤرخين متناسين ان الحقيقة التاريخية التي يدركها الجزائريين وغيرهم أن مجازر8 ماي 45 كانت من فعل الفرنسيين المدججين بأسلحة الحلف الأطلسي في حق الجزائريين العزل وهي الرؤية التي يحاول رشيد بوشارب ابرازها من خلال فيلمه"الخارجون عن القانون" ويبدو أنها تزعج الكثير من الفرنسيين.
تجدر الإشارة في الأخير انه ومن شدة الانتقادات هذه كان من المقرر عرض الفيلم على هذه اللجنة الوزارية قبل عرضه بمهرجان كان وذلك يوم 19 نيسان/افريل ماضي ولكن تراجع منتج الفيلم ومخرجه رشيد بوشارب في آخر لحظة عن هذا القرار في حين تبقى اللجنة المذكورة تترقب تاريخا آخر لرؤية الفيلم. الأكيد أن فيلم رشيد بوشارب قد استفاد من هذه الضجة السياسية والتاريخية التي اثيرت من حوله قبل عرضه للترويج له سينمائيا وتجاريا علما ان اليمين المتطرف الفرنسي وعد بأنه يعارض ويشدة عرض هذا الفيلم بمهرجان كان وسيشن حملة عدائية على الفيلم خلال عرضه بالمهرجان. فيلم "الخارجون عن القانون" من المقرر عرضه بقاعات السينما في باريس انطلاقا من 22 ايلول/سبتمبر2010 القادم في ذات تاريخ عرضه بقاعات السينما بالجزائر.