جدل ومشاهد بصرية مثيرة في مهرجان كان السينمائي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يواصل مهرجان كان السينمائي الدولي فعالياته في عرض عدد من الافلام وسط اجواء مثيرة.
وفي فيلمه الجديد يخرج البريطاني عن افلامه السابقة او التي شاهدناها في مهرجان كان، وخصوصا فيلمه الجميل والذي حصل عليه جائزة افضل اخراج عام 1993 او فيلمه الثاني "اسرار واكاذيب" و توج بالسعفة الذهبية عام 1996 . كما كان قد قدم في عام 2002 فيلم "كل شيء او لاشيء" واتسمت افلامه الثلاثة بعنف الحقيقة وما فيها من مواجهات شديدة بينما بدا نضجه اكثر حكمة واقل عنفا في المواجهة كما بدا في الفيلم الذي حصل به على جائزة الأسد الذهبي في مهرجان البندقية عام2004 وزاد هدواءه تاملا اي اكثر ارتخاء، وهو مانراه في فيلمه الذي شاهدناه هذه المرة "عام اخر" وفيه طمأنة السنوات المتراكمة وما فيها من تقاطعات.
يلخص المخرج فكرة الفيلم بالكلمات التالية "ربيع، صيف، خريف شتاء، الحياة، الصداقة، حب، استقواء، فرح، والم، امل، وخوف، الأخوة، الوحدة، ولادة، موت، والزمن مر"، نعم الحكمة اصبحت مرتبطة بالشيخوخة، والفيلم وكانه لم يكتب كسيناريو محبوك، بل انساق بشخصياته ومساراتها بحرية عفوية، على الرغم من ذلك كان الفيلم ثقيلا في البداية، خصوصا في النصف الأول من الساعة، قبل ان ينطلق في حيوية ناجحة.
كما ان الفيلم لا يملك ايقاع حيوية افلامه السابقة، وقدرتها على الاندهاش والتشويق، لكنه يظل فيلما جميلا يدفع الى التامل. وربما لم تدفع فكرة هذا الفيلم المنتجين الى تمويله رغم نجاحات افلام مايك لاي التجارية السابقة، فميزانية هذا الفيلم من اقل ميزانياته، اذ لم تتجاوز 4، 8 مليون جنيه استرليني اي اقل من 6، 2 مليون التي بلغها فيلمه السابق. الان ان مايك لي اعتمد على نفسه واصدقائه الفنانين والتقنيين واحد منتجيه.
ايا كان الأمر فان فيلم وودي الان الجديد خفيف الدم، ليس مزعجا وان لم يكن من افلامه الناجحة الرائعة، وله جمهوره الذي يحبه، ويعجب بافلامه منذ كان شابا.
من جهة اخرى اقام مهرجان ابو ظبي عشاء ساهرا، واعلن اطلاق صندوق دعم للسينما العربية، وهو مبلغ صغير بالنسبة لامكانيات ابو ظبي ورغبتها في مساعدة الفن السينمائي.
الى ذلك، صفق جمهور كان للزعيم الأمازوني راوني وهو يشارك في مهرجان كان بملابسه المعتادة وشفتيه المستديرتين الغرائبيتين. وكان قد وصل الى باريس قبل ايام والتقاه الرئيس السابق جاك شيراك كما صفق جمهور المهرجان وبحرارة لعميد السينما المخرج البرتغالي مانويل دو اوليفيريا وهو يمشي بقيمته الرشيقة مع زوجته وبطلي فيلمه الجديد "قضية انجليكا الغريبة".
وقدعرض هذا الفيلم في افتتاح تظاهرة "نظرة ما" وقد احتفى المهرخان ببلوغ اوليفيريا عامه الاول بعد المائة وقد يكون اكثر السينمائيين تقدما في العمر بل هو كذلك.
اما التصفيق الحار الشديد فكان لبطلات فيلم المخرج الفرنسي ماتيو امالريك "الجولة" واللواتي مثلن عارضات استربتيز، وارتدين ملابس شفافة جدا، حتى وكانهن عاريات، وقد اعجب النقاد بهذا الفيلم لحيويته وجماله وممثلاته الأميركيات، لكنه رغم ذلك لا يرتقي مستوى التحف لفنية.
وخلافا للنجمات الجميلة اللواتي حضرن العروض، تميزت المخرجة الممثلة الايطالية سابينا غوزانتي بجمالها واناقتها البسيطة المثيرة والتي قدمت فيلما جدليا مثيرا ضد رئيس الحكومة الايطالية برلسكوني وطريقته في الحكم واستخدامه للتلفزيونات التي يملكها للضحك على الجماهير الشعبية وانتخابه بتاثير النزعات الاقليمية او الأهواء المحلية. عنوان فيلمها الفضائحي المثير هو "دراكيولا، اهتزازات ايطاليا" والفيلم تسجيلي بدات بالتفكير به بعد تخليها عن عملها التلفزيوني حيث كانت تمثل في القناة الثالثة الايطالية، وبعدها قررت الالتزام بقضية التعبير والدفاع عن الظلم ومن ذلك ذهبت الى لاكيلا بعد الهزة الأرضية التي خلفت دمارا فظيعا زاد من فظاعتها مساعدات الحماية المدنية التي تحولت الى سرقات لكل شيئ ومن دون مراعاة ضحايا تلك الهزات، وتحمل السرقات لنظام برلسكوني واساليبه.
يذكرنا هذا الفيلم بتقنية مايك مور وانتقاده السابق للحكم وانتقد وزير الثقافة الايطالي عرض هذا الفيلم في المهرجان وعارض مقاطعته، الا ان ادارة المهرجان اكدت انها لم توجه اية دعوة للوزير او لأي وزير لكنه اذا اراد الحضور بامكانه الحضور.
وقد عرض الفيلم خارج اطار التنافس ضمن العروض الخاصة، ولقي تصفيقا حارا. اما يوم الجمعة فكان احتفاء خاصا لاوليفر ستون وابطال فيلمه "وول ستريت الثاني" وممثلوه وفي مقدمتهم مايكل دوغلاس وشيا لابوف. وعرض بدوره خارج التنافس من العروض الخاصة وهو استكمال لفيلمه السابق الذي عرض عام 1987 والذي يحمل بدوره "وول ستريت" وادى بطولته مايكل دوغلاس ويحمل عنوانا جزئيا "المال لاتنام ابدا ".
بهذا الفيلم يخرج غوردون جيكو من السجن بعد ثماني سنوات قضاها لينشر كتابا عن تجربته وافكاره، وراج كتابه، وصار يوقعه في المحلات العامة، خلال السجن طلقته زوجته، وابنه مات ـاما ابنته الوحيدة ويني ترفض الاتصال به والتحدث معه وهي خلافا لأبيها مثالية تعيش علاقة حب مع شاب وسيم ذكي ينجح في البورصة ويحاول المزج بين تلاعب البورصة والايمان بحماية البيئة باعتبارها تسمح بالطاقة المتجددة، وهو من الشباب الأذكياء الذين يصبحون اغنياء واعمارهم اقل من ثلاثين سنة، ويملك هذا الشاب الذي يمثله شيا لابوف صداقة قوية مع صاحب بنك كبير كان يتعاون معه، ويعتبره استاذا له، لكن هذا الاستاذ رغم خبرته وحنكته وثروته سرعان ما يقع في الفخ بتواطؤ مع مجموعة من البنوك وبتلاعب البورصة لاجبار الشاب على بيع ارصدته بسعر هزيل جدا لا يتجاوز ثلاثة دولار واحد عن كل سهم وبهذا الانهيار المدمر ينتحر بالارتماء امام عجلة الميترو، الأمر الذي يدفع صديقه الشاب للانتقام من الذين دفعوا صديقه الى الفخ والانتحار، وفي مقدمتهم الذين اشرفوا على العملية وصاروا اثرياء جدا، باسقاطهم في فخ التلاعب البورصي بدورهم.
من جهته يحاول الشاب البطل التعرف على والد زوجته وحين يعرف والده عن هويتها سعيا عن علاقة معها ومع هذه العلاقة يخبر ابنته وصديقها بانه ترك لها مبلغ مائة مليون دولار في اطار تعاونية البيئة المتجددة، ويصدق الشاب لكن يعرف ان والدها حول هذا المبلغ بواسطة تعاونية البيئة المتجددة لنقلها في الحقيقة الى حسابه. وتكتشف الشابة ان صديقها ووالدها اخفيا عنها الحقيقة، فغضبت ازاءهما وابتعدت عن صديقها، رغم انها كانت حاملا.
وفي محاولة لاعادة الحقيقة يحاول الشاب استرداد المبلغ مقابل اخبار والدها بانها تنتظر ولدا لهما لكن الأب يرفض هذه المقايضة، اذ انتقلت ثروته غير مبالغ بحال ابنته وصديقها المنفصلة عنه، الأمور لم تنته بهذا الشكل، فالفيلم انتهى بنهاية سعيدة، وسعيدة جدا، لأن الشابين العاشقين المنفصلين، وامام حاجزهما المرتبك، يجدان انفسهما امام الأب العائد، والذي يعرض لهما نقل مائة مليون دولار مقابل السماح لهما بان يكون حفيده. الفيلم ثرثار ومشوق لولا هذه النهاية البسيطة والساذجة، والتي لاتقدم قراءة جديدة، والفيلم غني بالحضور القوي وخصوصا النجم شيا لابوف، بالطبع اوليفر ستون ليس بحاجة التنافس فالفيلم يملك مواصفات النجاح التجاري.