الفن الشرقي في قلب القدس
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
اختار الفنان الخلفية الغامقة للصور على غرار ما كان متبعا في الرسم الكلاسيكي في أوربا، فيما سلط الضوء على الشخصية الفنية -بالبذلة والرباط -لإكسابها هالة من النور. هذا الاسلوب من الإضاءة الفنية عرض الموسيقيين العراقيين في منزلة رفيعة ذات أبهة، منزلة كانوا محرومين منها على ارض ألواقع في إسرائيل. إن الهجرة الجماعية من العراق في منتصف القرن العشرين، اقتلعت قرابة 150 ألف يهودي من جذورهم، بعد إسقاط الجنسية عنهم وتجميد اموالهم المنقولة وغير المنقولة. فقطعت مشوار التقدم والشهرة على العديد من العازفين اليهود الذين كانوا من ابرز مؤسسي ومجددي الموسيقى العراقية. وقال الفنان سمحون انه بحث في قوائم الحائزين على جائزة إسرائيل وهي ارفع جائزة تقديرية تقدمها الدولة وانه فوجئ بان منذ تأسيس الدولة كان هناك ثلاثة فائزين فقط ممن يمثلون الموسيقى الشرقية، وجدوا أهلا لها.
بعد مرور أكثر من ستين عاما على تأسيسها أصبحت إسرائيل، بفسيفسائها ألاثني، أكثر تجانسا واستطاعت، بعد أخطاء كثيرة من محاولتها العقيمة لمسح الهوية الشرقية الأصلية، استيعاب اللاجئين اليهود من الدول العربية إلى جانب القادمين من أوربا على قدم المساواة. غير ان العديد من اليهود آثروا إخفاء هويتهم الشرقية لدى تعاملهم مع المنحدرين من أوربا الشرقية بل وحتى مع أبنائهم وأحفادهم مثلما كان الحال مع الفنان سمحون. وروى خلال المنتدى انه في صغره لدى زيارة عمته، عندما كان يمسكها متلبسة بالاستماع إلى أغاني ام كلثوم كانت سرعان ما تقفل جهاز الراديو بشيء من الحياء. وهكذا تتجنب الأسئلة المحرجة التي هيمنت على العقلية الأوربية بأن الموسيقى الشرقية هي موسيقى بدائية. وعندما سمعت هذه الرواية لم اتمكن من تمالك نفسي وكبح الدموع التي تناثرت على خدي كما ينفرط عقد اللؤلؤ الثمين. كفكفت دموعي وانا اسأل نفس إذا كنت ابكي على هؤلاء الذين اضطروا إلى حرمان أنفسهم من غذاء الروح في تلك الأيام العصيبة التي كان فيها المذياع الناطق بالعربية الرفيق في رحلة العمر الموحشة؟ ام إنني ابكي على ذكريات في مخيلتي من ايام الدراسة في جامعة بغداد عندما كنت في كلية التجارة والاقتصاد، حيث كان اهتمامنا بالأغاني العراقية والموصلية يضاهي اهتمامنا بالمادة الدراسية؟ صحيح إننا نعيش في عالم غريب، حدوده الجغرافية باتت ظلالا شاحبة مما صهر ثقافتنا العابرة للقارات. فهذه دافنه الاسرائيلية تغني اغاني عراقية بينما شابة عراقية في قسم الادب العبري في جامعة بغداد تغني اغاني للمغنية الإسرائيلية "سريت حداد" بالعبرية! اختلطت علي الأمور فهل أنا وحدي في الساحة، التي تعشق كلا الحضارتين الرائعتين؟
التعليقات
الفن الاصيل
د.جبار جمال الدين -يبقى الفن الشرقي من الفنون الاصيلة وقد حافظ هذا الفن على اصالته رغم تقادم السنين وظهرت اصوات شابة تؤدي هذا اللون من الفنون بابداع وحرفية عالية كما هو الحال مع الفنانة دافنا فكانها امتداد للجذور الاصيلة شكرا للمبدعة ليندا منوهين الكاتبة والاديبة المتألقة واقول لها في الختام دموعكم المتناثرة هي دموع وفاء ومحبة وصدق الشاعر حينما قال بلادي وان جارت علي عزيزة واهلي وان شحوا علي كرام.