الاغنية البغدادية السبعينية.. تستعيد ذكرياتها وايامها الحلوة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
كانت هنالك فرقة موسيقية كبيرة يقودها العازف علي خصاف، وكانت هنالك خشبة مسرح عالية ارتفعت خلف الفرقة اقيمت عليها فصول من مسرحية حملت عنوان (حين تغرد الروح) تأليف قاسم البديري وسينوغرافيا واخراج الدكتور رياض شهيد، كانت عبارة عن حكايات تتحدث عن شخصيات من شعراء الاغنية العراقية من ازمنة مختلفة من خلال مقهى شعبي.
افتتح المهرجان المطرب كريم منصور بأغنية (هذا انه وهذاك انت) كلمات زامل سعيد فتاح والحان طالب القره غولي الذي كان غناها بنفسه، فأداها كريم بشكل رائع لم يتمالك الجمهور نفسه للغناء معه بطرب واضح:
(هذا آنه.. وهذاك انت تظل بظنوني ذاك انت
هذا آنه ويمر طيفك وشوف أماني لو شفتك
عرفتك جوري لو فوّح
عرفت طير من يصدح
ومن حبك غناي آنه تعلمته.. وهذاك انته )
ومع ساعات المهرجان كانت لنا دقائق في استطلاع الاراء حول المهرجان، فقال الفنان علي الخصاف قائد الفرقة: (هذا مهرجان رائع.. نستذكر فيه الاغاني العراقية الجميلة، وهي ذكريات متأصلة بنا من مطربي جيل الستينيات والسبعينيات وهو واقع الاغنية العراقية الحقيقية، وهذا ما يواجه الاغنية الرخيصة التي تظهر في الفضائيات في وقتنا الحاضر، كما انه مهرجان سعى الى تسليط الضوء على الاساءة الكبيرة التي يفعلها هؤلاء المغنون الجدد، واننا من خلال هذا المهرجان نريد ان نظهر للناس حقيقة الفن العراقي الاصيل.
فيما قال الفنان نجاح عبد الغفور: هذه احتفالية ناجحة بكل المقاييس لانها تحتضن الفن الاصيل، اغنية السبعينيات، هذه الاغنية العراقية لها جذور عميقة، ولها اصالة تعبر عن تراث العراق وهذا المهرجان هو رسالة الى الجيل الغنائي الجديد لتنبيههم بان الاغنية العراقية هذه صورتها وهي هوية بلد).
وقال الفنان كريم منصور (هو استذكار للاغنية السبعينية التي لاتزال عائشة في قلوب واذهان المستمعين وحتى الاجيال الجديدة نظرا لما تتمتع به هذه الاغنية من سمات طيبة واصيلة الذي ظهر فيها الملحن والصوت والشاعر وتألفت معا لتجد لدينا اغنية اصيلة تحاكي الواقع العراقي الكبير.
واضاف: هذه الاغنية أأتلفت فيها المقومات التي ادت الى نجاح الاغنية انذاك التي انا اسميتها في وقتها (انقلاب) اذا صح التعبير على الغناء العراقي، وصار عندنا ملحن لديه نفس جديد وصوت ذو نفس جديد وشاعر عنده نفس جديد، وأتلفت هذه المقومات الثلاث ادت الى ظهور الاغنية السبعينية التي تمثل الغناء العراقي الصرف.
وقال الفنان احمد نعمة: انها تمثل لمرحلة من تاريخ الغناء العراقي بل وحتى الموسيقي، وهي مرحلة مهمة جدا لازالت عالقة في اذهان المستمع، ومؤثرة حتى في الاجيال التي ظهرت بعد هذا الجيل من كبار الملحنين او المطربين، هذه الاغنية امتزجت مع الاغنية البغدادية واظهرت الغناء الجديد، وامتزج بالمحيط العربي، لان الاغنية بدأت في مقدمة موسيقية، وكانت الاغنية البغدادية تختلف عنها بميزتها بهيكليتها، هذه الاغنية السبعينية متكاملة من جميع النواحي اداء وشعرا ولحنا واعتقد انها لا تحتاج الى مهرجان للتكريم لانها مكرمة اساسا في قلوب وضمائر العراقيين.
واكد الفنان قاسم اسماعيل على ان المهرجان اختص بالاغنية السبعينية بالذات لانها اغنية عملاقة وهي اغنية العصر الذهبي للاغنية العراقية والحقيقة نحن قدمنا مهرجانات كثيرة من خلال دائرة الفنون الموسيقية مثل مهرجان ملا عثمان الموصلي ومهرجان القبنجي ومهرجان زرياب لكن استذكارنا للاغنية السبعينية هو واجب فني علينا وها نحن نقدمها بكل عذوبتها واصالتها).
وقال المطرب كريم حسين: هذا التفاتة رائعة لاحياء هذه الرصينة التي وضعت بصمة في اذهان كل مستمع، اغنية رائعة، وهي التي كانت على ايادي عدد من الفنانين الاصلاء من شعر والحان وغناء،واضاف: ممكن ان تعود هذه الاغنية، ولكن اللوم على الملحن والشاعر، وان هما مازالا موجودين، ولك للاسف المرحلةالسبعينية رغم مرارتها وكان الشاعر يفتقر الى كثير من الامور والملحن والمطرب، ولكن كانت الكتابة والتلحين يمتازان بالصدق وبالمعاناة، الان ثلاثي الاغنية مثل باقي الفنون لا تلاقي الدعم من الحكومات من المسؤولين، وقد تغيرت الان الكثير من الامور لظروف البلد التي يمر، فيما كانت فترة السبعينيات فترة سلام وهدوء وفكر صافي للناس وللشعراء والمطربين والملحنين، اما الفترة الحالية العقول تشتت بقيت معاناة المعيشة والظروف التي يتعرض لها البلد في كل المجالات، وللاسف الشديد ظهرت موجة محزنة اثرت على الاغنية بموجة الاصوات الرديئة من الكلمة واللحن لظهور عدد كبير من الفضائيات التي تفتقر الى الى عدم وجود الرقابة.
اما الناقد الموسيقي عادل الهاشمي فقد تحدث عن حيثيات الاغنية العراقية قائلا: ان موضوعة الاغنية العراقية تقف اليوم لتقلق الاجيال المقبلة التي ترنو الى المستقبل بعين قلقة حائرة، ان الاغنبة العراقية سارت على طريقين اساسيين، اولا: الطريق الذي يؤدي بها ما يعرف بالزجل القائم على المعنى، والطريق الثاني وهو ما يعرف بالغناء القائم على التلحين الذي يحاكي فن التلاوة المنغمة، وعليه يمكن القول ان ولادة فن جديد في الذاكرة العراقية يعني ان هذه الولادة الجديدة تحتاج اول ما تحتاج الى حشد من التساؤلات: لماذا يولد فن جديد على اعقاب فن قديم ؟ وهل ان هذا الفن الجديد مقطوعة جذوره بالفن القديم ؟ سنقول بكل حسم ووضوح: ان ليس هنالك تجديد لفن من دون ماض نجدده، وعليه ليس هناك انقطاع عن الجذور بين الفن الذي مضى والفن المقبل، لذلك نقول ان الاغنية البغدادية التي نهضت على جيل من المبدعين الكبار في قاموس الاغنية العراقية وهم على التوالي: سمير بغدادي، يحيى حمدي، رضا علي، احمد الخليل، ناظم نعيم، عباس جميل، محمد عبد المحسن، محمود عبد الحميد وعلاء كامل وكثير من الفنانين، هؤلاء قامت على جهودهم الاغنية البغدادية، ولكن عندما قامت ثورة 14 تموز / يوليو 1958 كان لا بد ان تزحف مجموعة من البشر الى بغداد بعد ان انزاح عنها كابوس الظلم الذي كان يمثله النظام الملكي.
وتابع الهاشمي: هؤلاء الخمسة الكبار الذين نهضت على جهودهم الاغنية السبعينية كانوا قد عالجوا هذه الاغنية علاجا ندريا لا كميا، بمعنى هم اطلقوا النبرات في اتجاه تصويب الغناء الصحيح ذلك الغناء الذي يحاكي القريحة العراقية بما درجت عليه من اوجاع ومن احزان، هذه الاغنية نهضت ايضا بمدلول جديد وهو التعبير عن العواطف الصريحة، لذلك يمكن القول ان الاغنية السبعينية التي ازدهرت في اصوات مجموعة من الاصوات التي جاءت مع ركب الملحنين من امثال حسين نعمة وياس خضر وفؤاد سالم وفاضل عواد والى جيل سعدون جابر ورياض احمد، هذه الاغنية الجميلة المتمكنة والمقتدرة قامت لتقول للاسماع العراقية ان هذا الفن المحضر المحول هي فن غير مقطوع الجذور، هو فن اعتمد على تصاريف الاغنية البغدادية، كما انه تأثر بقليل او كثير بطابع الاغنية العربية الذي ارساه مجموعة من العمالقة في الموسيقى العربية ونعني بهم: سيد درويش ومحمد عبد الوهاب ومحمد القصبجي وزكريا احمد ورياض السنباطي وفريد الاطرش، هؤلاء الستة الكبار هم الذين مهدوا الى ان تتجدد رباح القرن العشرين بما يمكن ان نسميه بالاغنية المتقنة، اي ان الاغنية الجديدة تقوم على مقدمة موسيقية ثم مذهب ثم لازمة موسيقية ثم غصن ثم لازمة موسيقية ثم غصن ثم تنتهي بالقفلة، هذه الاغنية ايضا كان طابعها طابع الاغنية السبعينية، لكن الاغنية السبعينية تميزت بروح اللحنية العراقية بما فيها من صدق واصالة وتشوف للمستقبل.
وقال ايضا: لقد استطاع الملحنون في حقل الاغنية السبعينية ان يهدوا للاسماع الكثير من الاغاني تلك التي ما زالت الى يومنا هذا تتحدث عن نفسها، بمعنى انها ما زالت عائشة الى يومنا هذا، بل انني لا ابالغ ان اقول ان كثير من الاصوات الشابة الان التي تتخلق في عصرنا هي اصوات تمتحن قدراتها من خلال الاغنية السبعينية، لان السبعينية استطاعت ان توجد المفهوم الضائع الذي غاب عن الاغنية البغدادية وهو اعني الكلمة الصادقة اولا واللحن المعبر ثانيا والصوت المؤدي ثالثا لان في الاغنية البغدادية هناك انفصام بين المعنى الذي تروم اليه التعبير عته الاغنية وبين الصوت الذي يؤديها، فأذا كانت الاغنية هي حشد من المعاني فعلى المطرب ان يتخلق في ذروة هذه المعاني ابداعا وخلقا وتطمينا اساسيا في فن الاغنية كذلك يمكن القول ان هؤلاء الخمسة الكبار الذين جاءوا من الجنوب ايضا كانوا محملين بهموم بيئية، هموم الجوع والتشرد والمعاناة لذلك حصروا كل هذه الامور واستطاعوا ان ينسجوا الاغنية وفق تصورهم ووفق معاناتهم.
التعليقات
مطرب وشاعر عراقي
نورس سالم -نبالغ إذا قلنا إن الفن في العراق كان بعيداً عن التزوير، ولم تبق سوى حنجرة المطرب لا غير، وهذا ذكرني بالمطرب الشعبي حسين نعمة حين غنى للدكتاتور أغنيته المشهورة - "العزيز أنته"، ولم تمض أشهر إلا وحلت عليه النقمة وأتهم بالجنون وفرضت عليه الرقابة من قبل أجهزة المخابرات آنذاك تكريماً لدوره الغنائي، وكان في عداد المنسيين من الفنانيين، هذا يعني إن الفن لا يمكن تزويره وحتى وإن قلبت عملته الحقيقية فترة التحالفات البائسة والكارثية بين الدكتاتورية وحلفائها من قيادة الحزب الشيوعي، فإن لا خيار أمام الفنان إلا العودة إلى ينابيع الفن والغناء الذي يعبر عن الحقيقة والبساطة العراقية، ولقد إبتلى العراق بجيل سبعيني وثمانيني تأثر بآيدلوجية الفن والدولة وقوانينينها وفنها المركز على عبادة السلطة وسيطرت الحزب الواحد، فهل يمكن أن يتسامح المتلقي وهو مواطن بحد ذاته لهذه الجوقة التي غنت للدكتاتورية وللفن في آن معاً، وهل نعثر على غنائهم في واقع هو أكثر ظلامية من الماضي، وكما هو معروف فالفن هو تخاطب يومي بين الناس وهاجس مشترك يبلغ فيه هذا الفن أعلى طبقاته كي يسبر أغوار الحالة ويكشف زيفها وبطانتها، فكيف بنا والكل مبطن. يا جماعة خلصونا من الفن، وكما المنلوجست علي: ألعن أبو الفن وأبو أبو الفن. وهكذا نرى وبكتابة متعجلة أن تجعل من تاريخ أسود جميلاً ومغنى على شكل دمى غنت بما فيه الكفاية للكوارث دون أن تشارك الناس مأساتها في القمع والقتل والتعذيب. فهل يعقل إنسان إن الدكتاتورية قد غابت عن العقل العراقي من خلال أحفادها من الكتاب والمطربين.
مطرب وشاعر عراقي
نورس سالم -نبالغ إذا قلنا إن الفن في العراق كان بعيداً عن التزوير، ولم تبق سوى حنجرة المطرب لا غير، وهذا ذكرني بالمطرب الشعبي حسين نعمة حين غنى للدكتاتور أغنيته المشهورة - "العزيز أنته"، ولم تمض أشهر إلا وحلت عليه النقمة وأتهم بالجنون وفرضت عليه الرقابة من قبل أجهزة المخابرات آنذاك تكريماً لدوره الغنائي، وكان في عداد المنسيين من الفنانيين، هذا يعني إن الفن لا يمكن تزويره وحتى وإن قلبت عملته الحقيقية فترة التحالفات البائسة والكارثية بين الدكتاتورية وحلفائها من قيادة الحزب الشيوعي، فإن لا خيار أمام الفنان إلا العودة إلى ينابيع الفن والغناء الذي يعبر عن الحقيقة والبساطة العراقية، ولقد إبتلى العراق بجيل سبعيني وثمانيني تأثر بآيدلوجية الفن والدولة وقوانينينها وفنها المركز على عبادة السلطة وسيطرت الحزب الواحد، فهل يمكن أن يتسامح المتلقي وهو مواطن بحد ذاته لهذه الجوقة التي غنت للدكتاتورية وللفن في آن معاً، وهل نعثر على غنائهم في واقع هو أكثر ظلامية من الماضي، وكما هو معروف فالفن هو تخاطب يومي بين الناس وهاجس مشترك يبلغ فيه هذا الفن أعلى طبقاته كي يسبر أغوار الحالة ويكشف زيفها وبطانتها، فكيف بنا والكل مبطن. يا جماعة خلصونا من الفن، وكما المنلوجست علي: ألعن أبو الفن وأبو أبو الفن. وهكذا نرى وبكتابة متعجلة أن تجعل من تاريخ أسود جميلاً ومغنى على شكل دمى غنت بما فيه الكفاية للكوارث دون أن تشارك الناس مأساتها في القمع والقتل والتعذيب. فهل يعقل إنسان إن الدكتاتورية قد غابت عن العقل العراقي من خلال أحفادها من الكتاب والمطربين.
صدام والفن.......
العراقي صلاح ياسين -لقد دمر صدام منذ وصوله لسدة الحكم في العراق الفن! وهو مطلع الثمانينيات من القرن المنصرم وحوله لاداة يلعب ويصول بها حيث ما اراد. فمن المطربين من هرب خارج العراق امثال قحطان العطار وفؤاد سالم واخرهم كاظم الساهر ومنهم من رضي فالعيش بالبلد وذلك لوحشة الغربه فاجبروا على الغناء لصدام وسميت وقتها بالاغنية الوطنيه! ياله من هراء الوطنية يعني صدام!! وبعدها تحول الفن فالتسعينيات ليد المقبور عدي حيث ان الاخير نزف هذا الفن بالكامل بفتح قناة الشباب الذي كان يتراسه وشلة من عصابته الهوجاء الرعاع. حيث انه قدم للمشاهدين والمستمعين اناس ليس لهم صلة بالغناء ولا الفن! الا ثلة قليله جدا. والكلام طويل بهذا الامر ولكنني احببت ان اقول شيء للتاريخ ان الفن دمر في عهد الطاغيه...
صدام والفن.......
العراقي صلاح ياسين -لقد دمر صدام منذ وصوله لسدة الحكم في العراق الفن! وهو مطلع الثمانينيات من القرن المنصرم وحوله لاداة يلعب ويصول بها حيث ما اراد. فمن المطربين من هرب خارج العراق امثال قحطان العطار وفؤاد سالم واخرهم كاظم الساهر ومنهم من رضي فالعيش بالبلد وذلك لوحشة الغربه فاجبروا على الغناء لصدام وسميت وقتها بالاغنية الوطنيه! ياله من هراء الوطنية يعني صدام!! وبعدها تحول الفن فالتسعينيات ليد المقبور عدي حيث ان الاخير نزف هذا الفن بالكامل بفتح قناة الشباب الذي كان يتراسه وشلة من عصابته الهوجاء الرعاع. حيث انه قدم للمشاهدين والمستمعين اناس ليس لهم صلة بالغناء ولا الفن! الا ثلة قليله جدا. والكلام طويل بهذا الامر ولكنني احببت ان اقول شيء للتاريخ ان الفن دمر في عهد الطاغيه...
...
ابن ماء السماء -"ولكن عندما قامت ثورة 14 تموز / يوليو 1958 كان لا بد ان تزحف مجموعة من البشر الى بغداد بعد ان انزاح عنها كابوس الظلم الذي كان يمثله النظام الملكي." اتسائل ، كيف يصدر عن لسان فنان ذو قيمة عالية وحس مرهف ونظرة عبقرية ثاقبة مثل هذا الكلام ،اذا كان وعي الفنان الذي يمثل ضمير الامة هو مقياس وعي الشعوب كما يقولون ، فإذن هذه شعوب لا تستحق الاحترام ! مقارنة بكل ما جرى بعده ، العهد الملكي كان هو عهد الخير والنعمة والرقي بالانسان العراقي فنيا ومعرفيا وثقافيا حتى قيل انذاك ان مصر تكتب وبيروت تطبع وبغداد تقرأ . غير انه ويا للاسف ، ما ان زال العهد الملكي عن العراق ، وزال العهد الملكي عن مصر ، وجاء حثالة القوم من الرعاع المدججون بالسلاح وكل أمراض العصر من الشعور بالنقص الذي خلق الطغيان ، حتى تحولت مصر والعراق من قمة العالم العربي الى القاع . واأسفاه على ذاك الزمان الجميل . وا أسفاه يا عراق .
...
ابن ماء السماء -"ولكن عندما قامت ثورة 14 تموز / يوليو 1958 كان لا بد ان تزحف مجموعة من البشر الى بغداد بعد ان انزاح عنها كابوس الظلم الذي كان يمثله النظام الملكي." اتسائل ، كيف يصدر عن لسان فنان ذو قيمة عالية وحس مرهف ونظرة عبقرية ثاقبة مثل هذا الكلام ،اذا كان وعي الفنان الذي يمثل ضمير الامة هو مقياس وعي الشعوب كما يقولون ، فإذن هذه شعوب لا تستحق الاحترام ! مقارنة بكل ما جرى بعده ، العهد الملكي كان هو عهد الخير والنعمة والرقي بالانسان العراقي فنيا ومعرفيا وثقافيا حتى قيل انذاك ان مصر تكتب وبيروت تطبع وبغداد تقرأ . غير انه ويا للاسف ، ما ان زال العهد الملكي عن العراق ، وزال العهد الملكي عن مصر ، وجاء حثالة القوم من الرعاع المدججون بالسلاح وكل أمراض العصر من الشعور بالنقص الذي خلق الطغيان ، حتى تحولت مصر والعراق من قمة العالم العربي الى القاع . واأسفاه على ذاك الزمان الجميل . وا أسفاه يا عراق .
حب الفن
بنت الرافدين -هذه كارثة بحد ذاتها ان ننظر الى الاخر دائما على اساس انتمائه (سياسيا كان ام دينيا او اي شئ اخر). الفن السبعيني كان ومازال من اروع ما انتج عراقيا - ناهيك عن ان اغلب رواده (وحتى من ظهر بعدهم) كان مضطهدا ومجبرا على معظم الاعمال التي انتجها-وعلى الرغم من ذلك نحتاج بقوة الى تبني ثقافة حب الاخر لفنه وموهبته بغض النظر عن اهوائه وانتماءاته.
حب الفن
بنت الرافدين -هذه كارثة بحد ذاتها ان ننظر الى الاخر دائما على اساس انتمائه (سياسيا كان ام دينيا او اي شئ اخر). الفن السبعيني كان ومازال من اروع ما انتج عراقيا - ناهيك عن ان اغلب رواده (وحتى من ظهر بعدهم) كان مضطهدا ومجبرا على معظم الاعمال التي انتجها-وعلى الرغم من ذلك نحتاج بقوة الى تبني ثقافة حب الاخر لفنه وموهبته بغض النظر عن اهوائه وانتماءاته.