قصائد قصيرة للشاعرة بياتريس روسو
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
بياتريس روسو
Beatriz Russo
ترجمتها عن الإسبانية: غدير ابو سنينه
صعد السلم طائرا
لاحقته ببطء أكثر
عندما صعد الطفل أولى درجات السلم سأل:
بصمة من هذه؟
*********
قالت الأم لولدها:
القدرة على النظر ليست أمرا صعبا
فلتكن لديك نظرة عالم الأحياء الحادة و دقة مصلح الساعات
حينذاك لن يتطلب الأمر منك سوى أن تجلس و تنتظر أن تفضح عيناك العالم
*********
قالت الأم لولدها:
القدرة على المشي لا تعني بالضرورة أين تدوس
صعود السلم لا يعني بالضرورة بلوغ السماء
تجاوز الخيارات لا يعني بالضرورة البقاء في الطريق القويم
لكن السقوط يعني بالضرورة وجوب النهوض حتى لا تتقدم دائما على ركبتيك
**********
سأل الطفل:
هل الرب أب للأيتام؟
أجابت الأم بأن الرب أب للأرواح
لم يفهم الطفل ماهية الأرواح
- الأرواح لا ترى، فهي تبقى داخلنا
وهكذا، راح الطفل يخدش جسمه
ظنا منه أن الروح تلسع
*********
فجأة رفض الطفل لعب الكرة ظنا منه أنه قد كبر
لم يعلم أبدا أن اللعبة لا تتوقف أبدا
بل تحتاج كرة أخرى كي تستمر
************
دخلت غرفتها و نظرت الى نفسها في المرآة
فتحت صندوقا، و أخرجت منه صورة قديمة وفكرت:
بقي القليل لتختفي ملامح الشبه بيننا تماما
***********
نظرت الى الأمام
استدارت ونظرت الى الأمام
رقدت ونظرت الى الأمام
استلقت على بطنها وظلت تنظر الى الأمام
ثم نهضت، وتطلعت في المرآة
عندها، نظرت الى الخلف
*********
لم يكن لها أب لذلك بحثت عنه بين عشاقها
بعدها أدركت أن ما ينقصها هو الرجل فبحثت عنه في خيالها
وعندما لم يكن ذلك الخيال كافيا استبدلت الأب والرجل بابن
كبر الابن وهجرها
عندها تذكرت الرب
************
في البدء، كانت رأس يرقة
ثم أخرجت أول حلقة وبدأت بالتحرك
بعد ذلك، أخرجت الحلقة الثانية وتعهدت المشي
وعندما نبتت لها الحلقة الخامسة، أدركت أن الكون يجري مسرعا، فبدأت السباق
بخروج الحلقة الثامنة صارت تشعر بثقل جسمها وبطء مشيتها
الآن وقد نبتت لها الحلقة العاشرة توقفت عن النمو تماما في اللحظة التي سحقها فيها حذاء
************
عندما أدركت معنى الحياة، كان الأوان قد فات
نظرت الى الخلف ورأت أنها وحيدة
نظرت الى الأمام ورأت أن ليس هناك أحد
ومع ذلك، أكملت طريقها وهي تحدق في السماء
**********
تساءلت:
- ماذا لو ظل الوعي على قيد الحياة بعد الموت؟
سمعت صوتا يقول:
- لو كان الأمر كذلك، لما فجر المنتحرون أدمغتهم
***********
سأل العجوز المحتضر زوجته:
- من أنا يا امرأة؟
نظرت اليه وأجابت:
- أنت زوجي
ثم سأل العجوز المحتضر ابنه:
- من أنا يا بني؟
حدق فيه ابنه وهو يخشى عليه من الهذيان وأجاب:
- أنت أبي
بحث العجوز المحتضر عن اجابة أخرى فسأل صديقه:
- من أنا يا صديقي؟
أمسك صديقه بيده وأجاب بلطف:
- أنت صديق طيب
بقي العجوز المحتضر صامتا ثم سأل الرب:
- من أنا يا الهي؟
أغلق العجوز المحتضر عينيه دون أن يكون لديه الوقت الكافي لسماع الاجابة.
*********
تمنى العجوز المحتضر آخر أمنياته، لكنه لم يمت
من المؤكد أن الرب ليس بشرا
والا لأماته الانسان
***********
توسل العجوز المحتضر أن تعود اليه الحياة
فاذا ما ظل على قيد الحياة فلن يتمنى فقدانها بعد ذلك
**********
فكر العجوز المحتضر:
-الى أين ستولي ذاكرتي بعد موتي؟
أكد فيما بعد
-الى شواهد القبور العامة ما لم أعجل بارتكاب جريمة ما ضد الانسانية.
ذكرى الرجل الطيب لا تبقى سوى لجيل واحد فقط
*********
يحكى أن نوعا من الحيوانات تم استنساخه عن طريق قطع أحد أجزائه
وأن أصل الحياة الجديدة كانت تطور القدرات الخاصة للعضو الذي جاء منه
لقد نشأ الكائن البشري عندما قررت أنثى ما بتر كل جسدها
مذاك تموت المرأة كي تحيى الأم
*********
ظنت أن حياتها قد تمتد ليوم واحد فقط
ظلت مستيقظة تنتظر الفجر، كجنين عاجز و بدأت بالزحف
عند منتصف النهار نهضت من الأرض و بدأت بالمشي عموديا
عند المغيب شعرت بانحناء ظهرها
عند هبوط الظلام عادت لتنام في سريرها
حلمت تلك الليلة بتناسخها
عندما استيقظت كانت قد تحولت الى فراشة
shallal_33@hotmail.com
مناغوا-نيكاراغوا