الشاعر عسّاف خالد جلبي أو أوم ماني بادمي هوم!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
من الشعر التركي
ترجمة وتقديم نصرت مردان: الشاعر خالد عسّاف جلبي (1907 - 1958)، شاعر لا يشبه في شعره من سبقه ومن جايله من الشعراء. اتبع الشاعر نهجا ولغة شعرية، تكاد تكون حتى يومنا هذا، فريدة في مفرداتها وفرشتها اللغوية.
تخرج من كلية (صنائعي نفيسه ـ الفنون الجميلة)، وبعد سنوات قضاها في العمل كموظف في العديد من المؤسسات، عمل كأمين مكتبة في كلية الآداب. وبقي فيها حتى وفاته في 1958.
امتاز جلبي بمعرفة متعمقة للغة الفارسية، وبتاريخ الأديان القديمة كالبوذية، وبشعر التصوف.
اختار لدواوينه عناوين غريبة غير مألوفة: هي ـ Hey (1943)، لام ألف ( 1945)، اوم ماني بادمي هوم ـ Om mani padme hum (1953 ).
استغرب البعض من التقليديين قصائده، التي يبدو فيها اللاوعي عميقا، حيث يتدرج المضمون الشعري في محيط من التجريد البحت، الممزوج بالعبث واللامعنى وبشكل يسبق الزمن الذي كتب فيه، كشعر تجريبي.
ويكفي أن نذكر إحدى مقولات عسّاف خالد جلبي كدلالة على نظرته للشكل " هناك أشكال شعرية بقدر الشعر المكتوب في هذا العالم ".
ومع رفضه للوزن والقافية، فهو يرى أن ذلك لا يبعد القصيدة من كونها منظومة. ويصف في هذا الصدد شعره بأنه " مليء بالإيقاع الداخلي ".
ويعلق عن عدم الحاجة إلى تفسير بعض العبارات المبهمة والغامضة في شعره. مثل قوله في (سيدهارتا):
" اوم ماني بادمي هوم خالق السماواتِ والأرض " لأن من ذلك يضفي على القصيدة جوا سحريا، وهي ضرورية لشكل القصيدة وتناغمها حتى لو ظلت غير مفهومة.
ويرى ان الالتزام في كتابة القصيدة بملازم مادية، تبعدها من التجريد والخيال. مشبها ذلك بعمل النحات عند صناعة التمثال، معتبرا أن أفضل تمثال هو التمثال التجريدي. لأن التجريد يقرب المجرد إلى مشخص. والقصيدة الحقيقية في رأيه، هي الحالة الروحية للأفراد والمجتمعات، وعلى هذا الأساس فالقصيدة الحقيقية هي القصيدة التجريدية المكتوبة بأحاسيس مادية مشخصة.
عسّاف خالد جلبي يوفق في قصائده المترعة بالثقافة في جو اسطوري. لذلك يأتي شعره زاخرا بالمفردات البوذية والإيماءات الصوفية. وهو ينجح في مفرداته الشعرية من إيراد الإيحاءات الصوفية والعبارات الغامضة والمبهمة، وتضمين شعره بكلمات الكهنة وحِكمهم. ومن هنا يأتي اعتباره إنسان الكهوف والفراعنة، وأسرار الهند القديمة بمثابة مفردات معاصرة.
كما يؤمن عسّاف جلبي بأن المعنى غير ضروي للشعر، وأن المخيلة رمزية، تحرر الشاعر من عقده السرية، وعن منطقة الحلم، مستخلصا ذلك من الثقافات القديمة، ليؤسس عليها قصيدة حديثة، لاتنتمي إلا إلى نفسها.
سيدهارتا
أبصر شجرة ضخمة
في بذرة صغيرة
أي بذرة، وأي شجرة هذه ؟
أوم ماني بادمي هوم (ثلاث مرات)
سيدهارتا بوذا
أنا ثمرةٌ، والشجرة دنياي
أي شجرة،
أي بذرة ؟
أذوب في البحر
أوم ماني بادمي هوم (ثلاث مرات)
جنيد
ينظرون إليّ،
ولا يبصرون جسدي
بينما أنا في مكان آخر
يقومون بدفني
يدفنون جسدي
وأنا في مكان آخر
افتح جبتك ياجنيد
هل ترى
الذي لايرى؟
أين هو جنيد؟
ماذا أصاب جنيد؟
ماحصل لي ولك
حصل له أيضا
اختفى جنيد
من تحت جبته.
إبراهيم
إبراهيم !
أسقط بفاسك كل الأوثان التي في داخلي
من الذي وضع أوثانا جديدة
مكان الأوثان القديمة ؟!
حول جميلات نبوخذ نصر
في الحدائق المعلقة
إلى اوثان
بقيت الحسناوات عندي
احتضنت الحدائق التي لاتنتمي إلى زمن
إبراهيم !
من الذي ظنّ قلبي صنما فحطمه ؟
نيرفانا
لنعبر الظلام
لنعبر الظلام
حيث لا نوم
ولا موت
أيها السحر الأبدي
انزل إلى أعماقي ونم
انس الألوان
والأشكال
الكل
والعدم
ابتلعتني
وابتلعتك
وابتلع الليل
نيرفانا !
سماعي مولانا
الأشجار ترتدي التنانير
يتضرع إلى العشق ِ
مولانا
كم من نجوم تسيل
نحو البراري
أدور
وتدور السماء معي
وتتفتح الورود في ذاتي.
أشجار في بساتين مشمسة
خالق السماوات ِ والأرض ِ
Halak -semavati - vel ardi
الثعابين تصغي لتراتيل الناي
والأشجار ترتدي التنانير
أطفال الغابة سكارى
ينادونك
ابتسم، وانظر إلى الشمس التي ضلت طريقها
أحلقُ عاليا
وتطير أنت َ معي في السماوات.
مصر القديمة
ترى هل نبتُ كالعشب ِ منَ الأرض ِ
أم اختلط َ عليّ الأمر
كيف لي أن أنسى الزمان
عند نسيان الزمان يمكن العيش في مصر القديمة
حين أنسى ذاتي، لأعيشك أنت
آمون راع حوتيب
لا أريد أن أعلم من أنا
Dut bu aru unnek pahar
Kama pek kama ta
جمل قرأتها في نصوص مصرية
ماقرأناه معا شيء مختلف تماما
يخيل لي اننا في بستان
موجود أنا فيه أو غير موجود
بمعنى أصح أتحول إلى بستان كبير
بعد مغادرتي إنسانيتي
Kam pet
Kam ta