بعد الصراع.. الجزائر تعيد اكتشاف المذاق الثقافي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
وحالة رجب هي تجسيد لمصير الثقافة الشعبية في الجزائر خلال العشرين عاما الاخيرة. فقد أسكتت سنوات الصراع المسلح بين الحكومة والمتمردين الاسلاميين صوت ثقافة كانت تنبض يوما بالحياة فخلال هذه السنوات حرم المتشددون الموسيقى وكف الناس عن الذهاب للمسارح خشية أن تقطع رؤوسهم. بيد أن هذه الاوضاع بدأت تتغير الان. لم ينته العنف لكنه انحسر على نحو كبير وتركز الحكومة جانبا من اهتمامها على احياء الثقافة.. على الاقل.. لتقدم لملايين العاطلين في البلاد شيئا يفعلونه.
وتستثمر الحكومة جزءا من مليارات الدولارات التي تجنيها من عائدات النفط والغاز في مشروعات ثقافية من بينها بناء مسارح ومتاحف ومكتبات جديدة.
يقول بن حمادي زواوي المدير العام للوكالة الوطنية لتسيير المشاريع الثقافية الكبرى "الجزائر تستحق هذا بعد سنوات من الدم والدموع." وتظهر الى الوجود خمسة مشروعات كبرى قبل عام 2014 هي مركز للترفيه والثقافة ومكتبة للثقافة العربية والامريكية الجنوبية ومركز للاثار العربية ومتحف لافريقيا ودار للاوبرا. كما سيتم افتتاح قاعة للموسيقى في غضون الخمسة شهور المقبلة.
كل ذلك كان سيعتبر اثما أو ترفا لا يمكن تصوره خلال الصراع الذي يعرف في الجزائر "بالسنين السوداء" التي حصدت أرواح نحو 200 ألف شخص.
واشتهرت الجماعة الاسلامية المسلحة وهي احدى القوى المتشددة الرئيسية في الجزائر بقطع رؤوس ضحاياها. وأجبرت الجماعة الاسر الجزائرية بالكف عن سماع الموسيقى في الاعراس وأصدرت فتوى بان الموسيقى هي "صوت الشيطان". وانحسر العنف الان بعد ان خسرت الجماعة المسلحة التأييد الشعبي وأصبحت معركة الجيش ضدها أكثر كفاءة. وفي ذروة العنف خلال التسعينيات قتلت الجماعة الاسلامية المسلحة الكثير من الفنانين من بينهم الشاب حسني نجم موسيقى الراي الجزائرية والكاتب المسرحي عبد القادر علولة. كانت الرسالة واضحة الى باقي الفنانين. فغادر الشاب خالد المعروف بلقب "ملك الراي" الجزائر الى فرنسا الى جانب الكثير من الفنانين الاخرين. وأغلقت دور السينما والمسرح أبوابها لعدة أسباب من بينها خطورة الخروج ليلا. ولم يكن لدى الحكومة التي انشغلت بقتال المتشددين الوقت ولا الاموال للذود عن الثقافة.
لكن بعد سنوات بدأ الناس في المغامرة بالخروج مساء لكن لم يجدوا الكثير ليفعلوه. فالحفلات الكبرى نادرة وعندما تنظم تجتذب أعدادا غفيرة من المتحمسين خاصة من الشبان الذين يسعدهم العثور على بعض أشكال الترفيه الحي. وأحيانا قد تتحول طاقة الشبان الى غضب. وتحدث أعمال شغب متفرقة في الجزائر بسبب البطالة وارتفاع الاسعار والظروف السكنية السيئة. ويقر المسؤولون بالحاجة الى شغل أوقات فراغ الشباب المحبط. وقال زواوي في قصر عثماني سابق تتخذ وكالته منه مقرا لها "الاماكن التي بوسع الشبان الالتقاء فيها للاستماع الى الموسيقى وقراءة الكتب والحصول على بعض الترفيه نادرة في الجزائر. ينبغي علينا أن نهتم ذلك." كما أن احياء الثقافة يتعلق كذلك باعادة اكتشاف الجزائر لثقتها بنفسها. ويقول زواوي ان الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة "يبذل ما بوسعه كي تحصل الجزائر على المكانة التي تستحقها ثقافيا." لكن من المرجح أن يأتي التركيز الجديد على الثقافة متأخرا كثيرا بالنسبة لرجب الذي اعتزل الغناء منذ فترة طويلة. ويقول محمد بغالي رئيس القسم الثقافي في جريدة الشروق انه بوسعه تقديم قائمة طويلة بفنانين كانوا ملء السمع والبصر في السبعينات والثمانينيات يكابدون الان الفقر والاهمال. ويضيف "قطاع الثقافة حصل على نصيب صغير من أموال النفط لا تكفي لان الاحتياجات ضخمة" لكنه يستطرد قائلا "الامور تسير في الاتجاه الصحيح."(رويترز)
التعليقات
ما هذا
هشام ثابت -حقا الغرب يشوه صورتنا كما يريد هذا الكاتب يجهل الجزائر و الله كأنه يتحدث عن أفغانستان حقا المشاكل الأمنية أعاقت التنمية أغتيل بعض الفنانين و هاجر جزء منهم لكن الأزمة الإقتصادية وإنهيار أسعار البترول هو ما أخر الإهتمام بالجانب الثقافي في الجزائر لكن مسارحنا و دور ثقافتنا ظلت تعمل حتى في عز الأزمة الأمنية أخيرا أقول أذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوه يا رويترز
يغرد خارج السرب
زهير -يبدو أن كاتب هذا الموضوع يتحدث عن مجتمع آخر.. كل ما ورد من معلومات وما يظهر على أنه تحيلي أو استقراء للواقع لا أساس له من الصحة.. إن هو إلا خلط لمجموعة من الأفكار هي في ذهن صاحبها اكثر منها حقائق في الواقع