ثقافات

فنانون وكتاب: الفن مدخلا لتقارب العالمين العربي والإسلامي

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

محمد الحمامصي: شدد الفنان خالد أبو النجا على أن الفن يعد لغة عالمية بين الدول والثقافات، إضافة إلى كونه أفضل وسيلة لمحاربة المفاهيم الخاطئة. وأضاف في ندوة "مناهضة المفاهيم الخاطئة: نظرة ثقافية" ضمن مؤتمر "مبادرات في التعليم والعلوم والثقافة لتنمية التعاون بين أمريكا والدول الإسلامية"، أن أحداث الحادي عشر من سبتمبر أثّرت في العلاقة بين الدول الإسلامية والولايات المتحدة، وأن الغضب الذي يشعر به كل طرف تجاه الآخر، لا يزل موجودا، وبالتالي يتعين توجيهه في الإطار السليم، وإلا سينمو ليدمر الجميع.
وأكد على دور الفن في التقاء وتجاور الثقافات وخلق بيئة إنسانية مشتركة بين مختلف الأطراف والثقافات وقال لنتصور مدى تأثير فيلم يتم تصويره بأي من اللغات العربية أو العبرية أو الإنجليزية على مختلف المتلقين في أنحاء العالم، "إنه يشكل أفكار وتوجهات ورؤى الناس، الأمر الذي يجعلني حريصا على أن أكون أمينا فيما أقدمه من أعمال في تصوير ما يدور حولي"
وفي هذا الإطار رأى أبو النجا أهمية العمل على حل القضية الفلسطينية كي تتحسن العلاقات بين العالم الإسلامي والولايات المتحدة؛ حيث إنها إحدى الأسباب الرئيسية لتوتر تلك العلاقة.
وقال الكاتب والسيناريست هاورد جوردون إن سلسلة 24 التليفزيونية الأمريكية التي يقوم بإنتاجها، جاءت عقب أحداث 11 من سبتمبر في ذروة الغضب الذي يشعر به الأمريكيون تجاه منفذي تلك العمليات الإرهابية، وهو ما أدى إلى إظهار شخصيات مسلمة إرهابية في السلسلة، فحدث ما يشبه التعميم. وأضاف أن القائمين على العمل قابلوا عددا من المسئولين في المنظمات الإسلامية الأمريكية؛ مثل مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية "كير"، وهو ما جعلهم يدركون وجود مسئولية ملقاة على عاتقهم لردم الفجوة وتحقيق التقارب، فتم إدخال شخصيات أمريكية مسلمة في السلسلة تعمل من أجل بلادها، إلى جانب إضافة شخصيات تضررت من حالة "الزينوفوبيا" أو الخوف من الأجانب.
ورأى الفنان الأمريكي بيتر ويلر في التعليم خاصة في مراحله الأولية السبيل الأمثل والأقوى لمناهضة المعتقدات والمفاهيم والصور الذهنية الخاطئة التي يمكن للإعلام أن يروج لها أحيانا، وأشار إلى أنه عقب الأزمة المالية العالمية، لم تعد المدارس العامة في أمريكا تدرس الموسيقى والفن، واللذان يعدان من الوسائل الرئيسية لتحقيق التقارب ومعرفة ثقافات الشعوب الأخرى، لافتا إلى أنه عرف عن مصر والحضارة المصرية من خلال فنها وليس السياسة.
الكويتية د.سهام الفريح، قالت أن العرب والمسلمين يطالبون الغرب باحترام ثقافة وفكر الإنساني العربي الإسلامي، في الوقت الذي هم لا يفعلون ذلك، وقالت إن أمرين الآن ندور في فلكهما الأول التهافت على الماضي ونبذ الحاضر، والثاني قبول الحاضر دون تراثنا الحضاري. وشددت على أنه يجب علينا قراءة موروثنا الثقافي وتاريخنا بفهم ودون تحيزات مسبقة، وأن نقدم تراثنا بشكل صحيح للجميع، وليس للنخبة فقط.
وأكد الفنان والكاتب الباكستاني المقيم في أمريكا سلمان أحمد أن منفذي عمليات الحادي عشر من سبتمبر لم يخطفوا طائرات فحسب، وإنما خطفوا ثقافة ودينا؛ حيث أدت تلك العمليات إلى وصم كل مسلم ظلما على أنه إرهابي. ولفت إلى أنه كفنان يعزف موسيقى الروك، يرى أن تلك الموسيقى هي وسيلته لتحقيق الوحدة والتمازج الثقافي والسلام.
الكاتبة والصحفية راغدة ضرغام ركزت على ضرورة حل القضية الفلسطينية لتحقيق التقارب المأمول بين العالم العربي والإسلامي من جانب، والولايات المتحدة من جانب آخر، مضيفة أن الإعلام الأمريكي يصرف دون مسئولية في تناوله للقضايا العربية والإسلامية، وقالت إن العرب يشعرون بالغضب من الولايات المتحدة لسياساتها في المنطقة، إلا أننا أيضا أعطيناهم سببا للغضب منا؛ حيث تورط عرب في تنفيذ هجمات سبتمبر.
أوضح د.علي الدين هلال العميد الأسبق لكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة أنه من الخطأ التركيز على الثقافة فحسب لتحقيق التقارب دون الجوانب الأخرى؛ حيث إنها تتأثر بالسياسة والاقتصاد والظروف المجتمعية وما يحدث في العالم. ورأى أن العرب حاليا قل لديهم التسامح، كما قل التزامهم بصحيح الدين، وذلك لكونهم يشعرون بالظلم والمعاملة غير العادلة والمعايير المزدوجة التي يتعامل بها الغرب مع قضاياهم خاصة القضية الفلسطينية، إضافة إلى العوامل الداخلية من أمية وظروف اقتصادية.
وشدد على أنه لدينا مسئولية كعرب ومسلمين في خلق مجتمعات متسامحة وديمقراطية؛ وهو ما لا يمكن لأحد في الخارج أن يساعدنا فيه، لافتا إلى أنه سيتم الحكم علينا من خلال طريقة تعاملنا مع الأقليات لدينا، " لا يمكن طلب العدالة من الآخرين دون أن نكون عادلين بين أنفسنا".
وأدان هلال تمركز الغرب حول ذاته وأنه يرى نفسه محور العالم وأنه على الآخرين أن يكيفوا أنفسهم على قواعده. وأضاف أن عهد أوباما حدثت فيه تطورات إيجابية وسلبية على صعيد السياسة الخارجية، وأن الحديث عن التعاون بين العالم الإسلامي وأمريكا لا ينفي أن تكون هناك خلافات بين الجانبين.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف