استقراء الهيئات
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
عمار سلمان داود: لطالما جنحت في صناعة صوري باتجاه ما أسميته ب (الهيئة الجامعة)، وهي التي ينتظم عادة تحت لوائها مجموع مختلف من الهيئات.
فهي جامعة من جهة صلة قرابتها الجزئية أو الكلية بمجموع الهيئات التي تؤسس لبنيتها، وهي القرابة التي ستحول صورتي إلى وعاء للتواشج الكلي.
وسيتم هذا بواسطة الاستقراء، الذي هو الانشغال بتتبع أحوال الهيئات، ومعرفة خواصها ودرجات قرابتها من بعضها البعض، فمنها ما يحوي على صلة قرابة بنيوية، ومنها ما يحوي على تلك الصلة من ناحية المحتوى الدال على معنى أو إشارة ما.
وهكذا فان نزع أو تحوير أو اختزال قدر معين من ألأصل الشكلي لتلك الهيئات، وهو الأصل الذي كانت تمتلكه حين كانت في العالم، سيؤدي إلى أن تسلك تلك الهيئات سلوكا ملتبسا في عالم الصورة :
فلا الكمثرى كمثرى
ولا الدمعة دمعة
ولا الجبل جبل
ولا المثلث مثلث
ولا السماء سماء
ولا الغيمة غيمة
وهو السلوك الذي سيضع - بتفاقمه - معاين الصورة إزاء الهيئة الجامعة بدلا من الهيئات بصيغها كمفردات.
إلى أي من المدلولات ستفضي الهيئة الجامعة؟
ليس بالتأكيد إلى ذلك المدلول الذي اعتدناه.
بل سيكون مدلولا مراوغا في آن، وسديمي المضمون في آن آخر، فإذا كانت الهيئة فانية عن شيء من أصلها الطبيعي، فأنها لابد حاضرة بغيره، أو إذا كانت باقية في شيء من أصلها فأنها، لا محالة، فانية ٍعن كلية ذلك الأصل ومتفانية في الهيئة الكلية التي يضعها المصور.
فالصورة بهيئاتها المتحولة او المتنافذة، لا تروي شيئا، وان روته فلن تفعل ذلك إلا بعد أن تعمده بالتباس السرد. وهي منذورة لان تكون تمردا على عملية الفهم. فبدلا من ان تضيء المعنى ستزيد من تفاقم عتمته وهي عتمة قابلة لشتى التأويلات. وربما كانت هذه العتمة سببا من أسباب كون صانع الصور محكوما بقوى خارجية تتدخل في صناعته، فلا تزال الطبقات التحتانية لجوهر نفسه (لاوعيه) تغطي عين الهيئات التي عرفها الإنسان قبل التأريخ، ولن يتمكن العقل من أن يهمشها، ولهذا فأنها سرعان ما تطفو على السطح لدى كل شروع في صناعة الصور، فالصانع العارف، هو كمثل غيره من البشر، يقرأ الصورة كما لو انه ليس صانعها، وهذا هو مبلغ المطاف واس الخبرة في الصنعة، حيث الصانع يصبح مستهلكا، وهو أول المندهشين، لما يعتريه من انفعال لملاقاة ما صنعه، وكأنه يفعل ذلك لأول مرة.
أيقوم صانع الصور بمهمة العرّاف؟
وهذه القماشة، حاضنة الهيئات، والتي ارسم عليها، إن فكرت فيها : طولها، عرضها، لونها الأبيض، تعذَّر عليَّ أن أرسم عليها، وإن فكرت فيما سأرسم، تعذَّر عليَّ التفكير في القماشة. ففي الحالة الأولى، سأقول:
أنا باقٍ في القماشة، فانٍ عن التصوير،
وفي الحالة الثانية، أقول :
أنا فانٍ عن القماشة، باقٍ في التصوير.
إن الفناء في التصوير هو أن يبدو لك بكمال عالمه، فينسيك كل شيء، ويغيبك عن كل شيء، سوى الصور والهيئات التي تتوالد، وهو أن تقول : هو عمل في مكان خارج عن المكان والزمان، ومن فنيََّ به وانجذب إليه غاب فيه عن كل شيء.
أيفعل المرء مع التصوير عين فعل الصوفي مع الله؟
مقطع من نص طويل بعنوان ( خطاب في أحوال صناعة الصور )
صانع صور من السويد
http://amardawod.blogspot.com/
التعليقات
What is this?
Fawaz al Bandar -هل السيد عمار فنان عراقي؟ كنت قد قرأت للفنان العراقي شاكر آل سعيد كتابات مهمة عن الفن وكنت اتمتع بأفكارها أما ما كتبه السيد عمار فهو تقليد وتعقيد وصدى لتلك الكتابات أنصح الأخ عمار أن يهتم برسومه ويترك الكتابة والفلسفة لأصحابها
السيد ظريف
محمد سعيد -ظريف هو حقا السيد الذي كتب التعليق الاول ثم يسال الفنان عمار ان كان عراقيا ويبدو من اسلوب كتابته السطحي انه هو ذات التلميذ القديم الذي يقلد اعمال عمار الكرافيكية ويتبجح الان بتقديم نصائح تنم عن جهل وقلة خبرة الى الاخ عمار ونحن شخصيا نتمنى له ان يتعلم المزيد من الفنان عمار الان وفي المستقبل.
أحوال صناعة الصور
مازن -العزلة في بعض الاحيان تنكب على نفسها فلا ترى سوى وجودها المغلق منظورا للعالم, و ما التنظير الذاتي و تفكيك الايقونة ( في هذه الحالة فهي العابد والمعبود بشكل كائن مزدوج الجنس) الا بداية العمى الكلي عن عالمنا الفسيفسائي الذي هو بالتاكيد اكبر من صور(لوحات)عمار (صانع الصور)بالمناسبة انا لست من طلابك الحاقدين او من المقربين لصومعتك المعصومة;
كائن مزدوج وايقونة ؟
امجد احمد -ياعمي يامازن شو هيدي تفكيك الايقونة؟؟والله ماافتهمت !!!! وبعدين عابد ومعبود وكمان كائن مزدوج ؟؟ انت امنين جاي من المريخ ؟؟؟ لتكون انت من جنس هل كائن المزدوج؟؟فهمنا الله ايخليك ويجبر ابخاطرك.