ثقافات

إجماع على تثمين الموروث الشعبي الجزائري إبداعيا

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

كامل الشيرازي: في بلد يتمتع بموروث شعبي زاخر وتتراقص الأساطير الحية عبر جهاته الأربع بألوان منّوعة تبعا لتعدد مشارب الفلكلور المحلي، يجمع عموم الأكاديميين والأدباء والمسرحيين والتشكيليين على حساسية تثمين هذا الزخم التراثي من خلال توظيفه إبداعيا.

الجزائر: يشدد الأديب الدكتور المعروف "عبد الحميد بورايو"، على أهمية "استحضار" هذا التراث المتميز بثرائه من قبائلي وشاوي وطارقي ونايلي وهي مجموعات إثنية أصيلة في البلاد، من أجل بناء منظومة إبداعية مستقبلية في مجتمع محلي يعرف تحولات اجتماعية كبرى ذهب ضحيتها بعض معالم هذا الموروث الحي حتى كادت أن تختفي.
ويبرز د/بورايو، حتمية إنضاج التراث الشعبي الجزائري الذي كان دائما حاضرا في مختلف الكتابات بداية من أربعينات القرن الماضي على يد كتاب عمالقة أمثال: "مولود فرعون"، "محمد ديب"، "مالك حداد"، "كاتب ياسين" و"مولود معمري"، وتواصل هذا الحضور إلى غاية سبعينات وثمانينات القرن الماضي، من خلال كتابات الراحل "عبد الحميد بن هدوقة"، "الطاهر وطار"، "مرزاق بقطاش"، "واسيني الأعرج" وغيرهم، وامتد الاهتمام إلى كتابات الجيل الجديد من الروائيين الشباب على غرار عبد الوهاب بن منصور، حسين علام وغيرهما.
بدوره، يهيب الروائي الجزائري البارز "مرزاق بقطاش" بالأكاديميين إلى ضرورة توجيه الطلبة للتخصص في ميدان الأدب الشعبي، وبحث سبل التوظيف الأمثل لهذا التراث الغني والمتنوع ودراسة مضامينه بطرق منهجية علمية حديثة.
وأشارت الوزيرة السابقة والأديبة "زهور ونيسي" إلى قيام كتاب الرواية الجزائرية باللغات الأجنبية، باستعمال اللغة شكلا ومضمونا كأداة لنقل الموروث الشعبي المحلي بهدف التعبير والدفاع وطرح القضايا المصيرية للشعب الجزائري إبان الاحتلال وبعده، وهي ملحوظة تنسحب على مجمل كتابات الراحل "رشيد ميموني" خاصة في سلسلته القصصية "حزام الغولة" وروايته "شرف القبيلة"، أين أحسن ميموني توظيف واستقراء هذا الموروث واستغلاله من أجل معالجة الواقع اليومي لمواطنيه.
ويتقاطع المسرحي الجزائري "محمد إسلام عباس" ومواطنه التشكيلي "محمد جنادي" في اعتبار سائر تلاوين الفلكلور الشعبي، وما تعبر عنه من غنى ثقافي في الجزائر، بمثابة مادة دسمة يمكن الاشتغال عليها بلغتي الركح والريشة، بما يسهم في عكس روح الشخصية الجزائرية وتمازجاتها من حي القصبة الشهير وصولا إلى عاصمة الزيبان (بسكرة) مرورا ببوسعادة، وجيجل وقسنطينة وغيرها من عيون القدسية الشعبية الأزلية التي ستضيء سماء الإبداع محليا.
وفي مقام نموذجي، يشكل الفلكلور الشعبي في الجزائر ميدانا خصبا للبحث والاستلهام، ويتكون هذا الفلكلور من عديد الحكايا والطبوع والقصائد الشعبية، على منوال ما هو موجود عند مجتمع "الإموهاغ" أو الطوارق بمنطقة الطاسيلي الجزائرية التي تنطوي على الكثير من الخصوصيات السوسيولوجية المرتبطة في عمقها بالثقافة الشعبية المتجذرة لدى السكان المحليين.
ويشير الأستاذ "عبد النبي زندري" الباحث في الأنتربولوجيا، إلى كون الأداء الفلكلوري الشعبي يعتبر بحد ذاته صورة من هذا الثراء الفني الذي يميّز حقيبة التراث الغير مادي وأبعاده الثقافية التقليدية التي اتسمت عبر العصور التاريخية برصيد هائل من الأدب الشفوي والفنون الشعبية.
ويتوافر أبناء الجنوب الجزائري بقصص وقصائد من عمق عاداتهم وتقاليدهم العريقة، وأغلبية موروثهم الشعبي يدور حول الحب والحرب والشهرة والكرامة والعطف والثأر وغير ذلك من القيم الاجتماعية الحافلة بجماليات ومواويل استثنائية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف