ثقافات

قصيدتان

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

ولد ليموت
إلى حيدر زاهر موسى

أبلغْ اللهَ أنَّ المرايا نجومٌ في ليلِ الفقراء
و أنَّ نهاراتهم تُلعقُ في النوافذ
و أبلغهُ... أنَّ الشحاذين ارصفة
و أنَّ المتقاعدين يعملون......
و أنَّ الاطبّاء ينظرون الى ساعاتهم في العمليات
و يستخدمون الآلة الحاسبة
و أبلغهُ أنَّ المدينةَ تفلّي شيبَ شوارعها من المارّة
و أنَّ البلادَ أسرةٌ مهاجرةٌ تركبُ قطارَ الصدفةِ و حقائبها الوهم..
و أبلغهُ أنَّ بيتَ ابيكَ و جدِّكَ لا يتسعُ للبكاء الذي يسمعُ خارجهُ
فكيف سيتسعُ للناس؟..
و أنَّ غرفةَ امِّكَ يخبزُ حيطانها الوقتُ
أرغفةً للانتظار..
و أبلغهُ أنّكَ مررتَ سريعاً على الحياةِ
حتى أنَّكَ تركتَ بكاءك في أُذنِ المستشفى
و أنّكَ فوّتَ على نفسكَ
غيمةً في سماء امّكَ تُسمّى الحضن
و مهداً تهزّهُ الريحُ لولدها الفراغ..
و يدَ والدكَ الخاليةَ منك...
و أنَّكَ فوّتَ لقاءَ( عمر السراي و جاسم بديوي و احمد عبد السادة و سام محمود و علي وجيه و مؤيد الخفاجي)
و قراءةَ (سرگون بولص و رعد عبد القادر و دنيا ميخائيل و جمال جاسم امين و مروان عادل حمزة)
و كان ذلك سيعجبك...
و أبلغهُ أنَّ الكلماتِ تتخثرُ في الافواه
و أنَّ الاشاراتِ تكسّرُ الايدي
و أنَّ اللغةَ تكتبُ بالابيضِ
و تقالُ بالصمتِ...................
و أبلغهُ أنَّ الجميعَ أطلّوا من زجاجِ قلبك
و اشاروا إلى عدم اكتمالك
رغم أنَّ الانسانَ ناقصٌ دائما
و الكمالُ لك وحدكَ..
و أبلغهُ أنَّ............


حق العودة أو ديمقراطية الوجود

ما رأيكم
أنْ نكسّرَ أنفسنا في المرايا؟
و نقشّرَ أجسادنا كالموز؟
و نطفئ الضوءَ الذي يصيبنا بالنظر؟
و نخرجَ من الغرفة؟

ما رأيكم
أنْ نتركَ لزوجاتنا طلباتِ أستقالة؟
و لاطفالنا تماثيلَ اباءٍ تُصنعُ من الحلوى؟
و لعائلاتنا نسخةً من (المسخ) ل(كافكا)؟
و نخرجَ من البيت؟

ما رأيكم
أنْ نمحو وجوهَ الازقةِ باكتافنا المتدافعة؟
و نكشطَ الاسفلتَ اخفاءاً لخطواتنا؟
و نكّني اسماءَ الشوارعِ و النصبِ و المحلات؟
و نخرجَ من المدينة؟

ما رأيكم
أنْ نبعثرَ اللغةَ بالهذيان؟
و نفرّقَ بين القلم و الورقة كروميو و جولييت؟
و نباعدَ بين القارات حتى تسقط الطائرات في الماء
و يموت البحارون جوعا؟
و نخرجَ من العالم؟

ما رأيكم
أنْ نثقبَ سورَ الجنةِ ببكارةِ احلامنا؟
و نقفزَ فوق اهار الخمر كي لا نزدادَ سكراً؟
و نهمسَ للحورِ العين عن عجزنا الروحي؟
و نعودَ الى آدم؟

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
مبدع
زاهرة محمد -

أخي زاهر هنا ابدعت حتى اشرقت حروفك نخيلا في جنان السماء حيدر رحمك الله ايها الملاك الذي لم تدنسه الارض بخطاياها