ميتافيزيقا الباتيك عند الفنانة عواطف آل صفوان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
عبدالله السمطي من الرياض: ليست لوحة مزدحمة بالشراهة اللونية هو ما تنشده الفنانة التشكيلية عواطف آل صفوان، وليس نوعا من فوضى الخطوط والبعثرة هي ما تعنيه، إنما تصبو في لوحتها إلى تقديم شكل العالم الخفي، عالم الغياب، العالم الميتافيزيقي الذي يقود نهاية الأمر إلى عالم الواقع.
ليس التأويل معكوسا تماما بقدر ما يمكن القول: إن الفنانة تبدأ من الغياب وصولا إلى الحضور، ومع هذا الانهمار الكثيف للخطوط والألوان المشتجرة فإن عواطف آل صفوان تضعنا حيال الوعي، باصطخابه، وزخمه، وتموجه، وتآلف المتطابقات. إنه عالم سحري لوني تموج من خلاله الروح، وتتلاقى الحواس.
تستخدم عواطف آل صفوان في تشكيل لوحتها، نوعا من الفن الشرقي الذي يسمى " الباتيك" BATIK وهو فن زخرفي منتشر في دول جنوب شرق آسيا وفي الهند منذ القرن التاسع الميلادي، وهو متعدد الأنماط، وتتعدد خاماته ما بين الشمع والألوان الزيتية،
"وفي زخارف" الباتيك" الإندونيسي طراز معين يسمى "تومبال Tumbal - أي الزخرفة بالمثلثات- يقول بعض الباحثين إن هذه الزخارف تطوير للثقافة الهندسية التي غمرت البلاد في غابر العصور، ويعتقد البعض الآخر أنها رسوم سحرية توارثها الأبناء عن الآباء، وأنها ترمز إلى الخصوبة لشدة التشابه بينها وبين أوراق أعواد الغاب التي تنتشر بوفرة في تلك البقاع" ( مختار العطار: الفنون الجميلة، الهيئة المصرية العامة للكتاب، الطبعة الأولى 2002 ص 112 )
لقد مرت اللوحة فنيا عند عواطف آل صفوان بعدة مراحل، وهي الحاصلة على عدة دورات في فن الباتيك
كانت المراحل الأولية تنطوي على تكوين نسيجي متشابك، خطوط أفقية ورأسية متقاطعة على شكل شبكة تملأ فراغاتها بلون أو لونين من فصيلة لونية واحدة، ثم تقوم بالتنويع على هذا السطح الشبكي برسم أشكال عفوية وتلقائية منمنمة صغيرة.
و
كانت المراحل الأولى عند الفنانة أكثر هدوءا، كانت الفنانة تستخدم لونا أو لونين خفيفين غير كثيفين، وغير داكنين، يشفان عما خلفهما، تستخدمهما لبيان إشراقة الميتافيزيقي أو اللوحة المضمرة التي تتشكل في الخلفية.
في المرحلة الراهنة شهدت لوحة عواطف آل صفوان نوعا من احتشاد الكثافة اللونية، تعددت الخامات التي تتطور مع استثمار فن الباتيك، لتصبح اللوحة عندها أكثر عمقا وأكثر بوحا بالأسئلة والدلالات.
التعليقات
تستحق التقدير
أمير -الفنانة عواطف تعتبر من الفنانات القديرات والجديرات في فن عالم ما وراء الطبيعة.. فهي محترفة...تلون صورها بلون الغموض الذي لا يفهمه ويعرف خفاياه إلى فنان مجيد..أو متذوق عليم...الفنانة لعبت دورا فعالا في داخل وخارج المملكةوتعتبر مشاركتها الآخيرة في المانيا من اروع ما يمثل الفن السعودي.تحياتي للكاتب الكريم وللفنانة المبدعة.