ثقافات

تنّوع وفسيفساء يطبعان أعمال الجيل الجديد للتشكيليين الجزائريين

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

كامل الشيرازي من الجزائر: تمتاز أعمال الجيل الجديد من التشكيليين الجزائريين بتنّوع وفسيفساء ممزوجان بالتجريدي والتكعيبي والصوفي والسريالي والتصويري.
"إيلاف" اختارت أعمال سبعة فنانين جزائريين صاعدين، وسعت لاستقراء اتجاهاتهم التشكيلية.
تعتمد الفنانة التشكيلية الجزائرية الشابة "نوال بلال" في مجموعتها المؤلّفة من ثلاثين لوحة على إبراز الطابع التجريدي في رحلتها الصوفية الداخلية المنطبعة برمزية ثراء التراث الثقافي المحلي من خلال سلسلة تصاوير بالألوان الزيتية مثل المرأة/الرمز "تنهينان"، "الحارسة"، "المئذنة"، "النجم" وغيرها.
وتبرز نوال هذه الفنانة العصامية الحائزة على شهادة تقنية سامية في فن التزيين:"اخترت الطابع الرمزي، لأنّ تراثنا ثري بالرموز مثل تلك التي نشاهدها على الزرابي والفخار"، موضحة:"لست أختار الألوان التي أستعملها قبل الشروع في العمل، بل المشاعر والأحاسيس هي التي تقود إلهامي"، مستطردة:"المرأة هي ذاكرة المجتمع وحارسة التقاليد".
من جهته، يجنح الرسام الجزائري "أغيلاس إسياخم" على حداثة سنه (21 عاما) إلى تفضيل النوع السريالي، الذي اعتمده من خلال خمسين لوحة حول كينونة مواضيع الإنسان وعلاقته مع الآخرين وبيئته.
ويقول أغيلاس العصامي وهو سليل نجل التشكيلي الشهير "محمد إسياخم":"أحبّذ الطابع السريالي، فهو النوع الذي يسمح لي بإطلاق العنان لخيالي، ويضيف محدثنا الذي يوظف أيضا الحبر الصيني:"كل المراحل الفنية التي مررت بها تتميز بنوع معين لكنني أعود دوما الى النوع السريالي".
ويستعرض أغيلاس في لوحاته مواضيع "مستوحاة" من حياته الشخصية، بينها جدارية مميّزة يتناول فيها ثنائية "الغياب" و"الوحدة"، إضافة إلى أخرى يتغنى فيها بموسيقى الشعبي الأصيلة في الجزائر، وعميدها الراحل "الحاج محمد العنقى".
أما الفنان التشكيلي "حسن زكنين" و"مصطفى جايز" فيرتكزان على التجريدية والتكعيبية على التوالي، وما يرتبط بهما من جماليات وبهاء لوني متوزع بين الباهت والداكن، في حين تشكل مادة النحاس فضاءا تعبيريا خاصا للرسامة "طاووس طاسين"، وتشتغل الأخيرة بشكل خاص على الأبحاث التاريخية حول مسقط رأسها "برج بوعريريج" (300 كلم شرق الجزائر) وتخوض طاووس كثيرا في تمظهرات محلية مثل حملات الحصاد والدرس التقليدية.
من جانبه، يعرض الفنان التشكيلي "رشيد نسيب" في لوحاته الخمسين، صورا نموذجية مستوحاة من الرسوم المائية أو الصور المائية من حيث سلاستها، ويتطرق فيها لتاريخانية شخصيات سياسية، اقتصادية، ثقافية وفنية مشهورة مثل الأمير "عبد القادر الجزائري" ومواطنه الشاعر "سي محند أومحند"، إضافة إلى الرئيس الصيني السابق "ماو تسي تونغ"، والشاعر الفلسطيني "محمود درويش".
ويشرح نسيب:"أعمل على صوري الخاصة أو تلك المأخوذة من فنانين آخرين وتتعلق بالواقع الحاضر أو القديم"، مضيفا:"من الصعب بالنسبة إلي أن أعمل في موضوع واحد لأنني كلما عملت أكثر، أدركت أنّ هناك وحدة بين مواضيعي المختلفة".
ويحيل هذا الفنان الطلائعي على أنّ الصورة والرسم يزودانه بالطاقة، مثلما يضعانه في تناغم مع نفسه، مبديا أمله لكي يتجاوز صفة "الفنان الرواقي" إلى مستوى أوسع من ذلك.
وفي مقام متفرد، يعتبر الفنان الجزائري "كريم دلوش"، ظاهرة إبداعية حقيقية، حيث يزاوج بين ثلاثية الركح والنوتة والألوان، ويحب كريم ابن مدينة قسنطينة إحدى الروائع الحية، رسم كل ما يتخيله أو يحس به على حد تعبيره "بغية تجسيد حالات مزاجه بضربة ريشة".
ويعلّق كريم العصامي أيضا:"ما أرسمه، هو ما أفكّر به"، مضيفا:"إني أواجه خيالي من أجل تثمين أفكاري"، مقدّرا أنّ رسوماته أبعد ما تكون عن كونها "مستوية"، لكنها تريد أن تكون مخلصة وعميقة.
وفضلا عن التشكيل، يمارس دلوش الزخرفة والمسرح والموسيقى، هي بنظره أيقونات للتعبير الحر، ونزعة منبعثة من أعماق روحه، فهو لا يرسم دائما، لكن هذه الجزئية هي التي تمنحه جرعة قوية وحالات مزاجية ترسمه بالألوان والحركات، فالفن عنده "مغامرة يجب خوضها بعفوية".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف