ثقافات

استبدال الهيمنة الأميركية- الصهيونية بنفوذ إيراني - تركي

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

محمد الحمامصي من القاهرة: على الرغم من كونه رجل قانون واقتصاد وسياسة، تولى العديد من المواقع المهمة محليا ودوليا، وأنجز العديد من الأعمال، ظل د.جورج قرم واحدا من أبرز المثقفين اللبنانيين المستنيرين فكرا ورؤية، في درسه الأكاديمي ومقالاته، وكتبه سواء تلك التي كتبها بالفرنسية أو تلك التي صدرت بالعربية لا نرى مجرد همّ لرؤية مفكر ومثقف، ولكن نرى محاولات أصيلة لبحث وكشف وإضاءة ما أصابنا، وطرح ما يمكن أن يقيل العرب من عثرتهم التي دفعت بهم إلى أن يصلوا إلى ما وصلوا إليه الآن من ترد.
من مؤلفاته بالفرنسية "A History of the Middle East" و"Lrsquo;Europe et le Mythe de lrsquo;Occident" و"La question religieuse au XXIe siegrave;cle." و"Youakim Moubarac, un homme d'exception"، وبالعربية "انفجار المشرق العربي من تأميم قناة السويس إلى غزو العراق 2006-1956"، و"لبنان المعاصر تاريخ ومجتمع"، "المسألة الدينية في القرن الواحد والعشرين دار الفارابي"، و"تاريخ الشرق الأوسط من الأزمنة القديمة إلى اليوم".
وفي هذا الحوار معه نتعرف على جانب مهم من حياته الفكرية والإنسانية، وكذا رؤاه وأفكاره ليس فقط فيما يتعلق بالأوضاع في لبنان ولكن أيضا فيما يخص المنطقة العربية وما يموج فيها وحولها من أحداث وأفكار.

** معالي الوزير، الأستاذ جورج، يتهيَّب محدّثكم، فمن أين يبدأ؟ أنتم سليل عائلة مشرقية عريقة. فهل صحيح أنّ أجدادكم علّموا لبنان القراءة والكتابة والموسيقى؟
** فعلاً، حسب روايات عديدة داخل العائلة وخارجها. إنَّ والد جدي "سمعان حكيّم" كان مسؤولاً عن تربية وتعليم أولاد الأمير بشير الثاني الشهابي ومقيم في بلاط الأمير، وإن الاسم الذي أحمله هو كنية أعطاها الأمير بشير إلى جدي تقييماً لجدارته وجرأته في تعليم أولاده. (القرم: بمعنى جذع الشجرة التي يصعب اقتلاعها). أما الكتابة والموسيقى، فقد اشتهر بهما كلٌّ من عمي شارل قرم ووالدي جورج الذي كان من مؤسسي المعهد الوطني للموسيقى في بيروت وكان يقوم بمنح جائزتيْن سنويتيْن، إحداهما لأبرع عازف بيانو يتخرّج، والثاني لأبرز مؤلِّف قطعة موسيقية. هذا بالإضافة إلى فن الرسم الذي أتقنه جدي داوود القرم وابنه جورج والدي.

** والدكم، الذي تسمّيتم باسمه، رسام مرموق أما أنتم فقد اخترتم عالم الاقتصاد والسياسة مهنة، هل حاولتم بهذه الطريقة الابتعاد عن الفن؟ وهل لكم أن تحدّثونا عن مكانة والدكم الفنية؟
** إنني تأثّرْتُ كثيراً بالجو الذي كان يحيط بوالدي والذي استولى على بيتنا، وهو جو ثقافي متعدد الجوانب: البيانو الكبير والضخم من صنع ألماني ويعزف عليه كل من والدي ووالدتي، مشغل الرسم لوالدي والعديد من لوحات رسمه معلَّقة على جدران البيت. بالإضافة إلى مكتبة ضخمة تحتوي على روائع الأدب الفرنسي وكل كتاب من كتب هذه المكتبة مجلَّد بشكل أنيق، وكذلك العديد من الكتب حول فن الرسم والرسامين الأوروبيين المشهورين وأعمالهم. وإذا لم يكن لي موهبة في الرسم، فهذه الموهبة قد انتقلت إلى أختي الكبيرة ناديا التي كانت رسامة ماهرة وإلى إبنتي علياء. فأنا كنْتُ مولعاً إلى أبعد الحدود بالموسيقى الكلاسيكية وعزف البيانو، وكنْتُ قد صمَّمْتُ أن أكون موسيقياً. غير أنَّ والدي كان له موقف حاسم في الموضوع مفاده أنَّ الفن "ما بطعمي خبز" وأنَّ حياة الفنان حياة صعبة. وكانت العائلة فعلاً تمر بضائقة مالية كبيرة عندما نلْتُ شهادة البكالوريا، وكانت علاقتي حينها مع والدي متوترة للغاية رغم محبتي له وإعجابي بشخصيته بسبب رفضه أن يسمح لي بأن أدخل في المعهد الوطني للموسيقى في باريس. وقد خالفْتُ حينئذ إرادته وإرادة والدتي التي كانت تشاركه الرأي وأمضيْتُ سنة في المعهد الوطني للموسيقى في باريس وأحوالي المادية شاقة للغاية، وعلاقتي مع عائلتي متوترة إلى أبعد الحدود. فتعقَّلْتُ وقبلْتُ بالأمر بالواقع، وفي السنة التي تلتها خالفْتُ مرة أخرى إرادة والديَّ اللذيْن كانا يصران عليَّ للدخول في جامعة Polytechnique أيْ هندسة في سويسرا أو في فرنسا، ولكنْ سجَّلْتُ نفسي في معهد العلوم السياسية وفي جامعة السوربون، كلية الحقوق، فكانت تسوية أعادت العلاقات العائلية إلى مجراها الطبيعي، وهذا ما أراحني كثيراً نظراً لمدى تعلُّقي بوالدي ووالدتي، ولم أكن أريد أن أسبب لهما مزيداً من الهموم على مشاكلهما في مواجهة أوضاع مادية صعبة للغاية.

** كتبكم الأولى نُشِرَت كلّها في فرنسا، وحاولْتُ تفسير الشرق الأوسط بكل تعقيداته لجمهور أوروبي. ما هي برأيكم، وباختصار، أولى علاجات مشاكلنا المزمنة؟
** كتابي الأوَّل، وهو كان باللغة الفرنسية، نشرْتُه في بيروت، وكان موضوعه الاقتصاد اللبناني والإصلاحات التي أدخلها الرئيس فؤاد شهاب في المجال التنموي، وكنْتُ قد بدأْتُ حياتي المهنية في وزارة التصميم العام في بيروت في بداية عام 1963. ثم كتابي الثاني، وهو أطروحة الدكتوراه، كان مركّزاً على جهد شخصي في فهم تعقيدات مجتمعنا اللبناني والبحث عن جذور الطائفية الملعونة التي تمنع بلدي من أن يصبح دولة محترمة يعيش فيها اللبنانيون على قدم المساواة في ما بينهم دون أي تمييز طائفي ومذهبي الطابع. ولم أهتم في حينه بشرح قضية الشرق الأوسط للآخرين، بلْ كان دافعي أن أفهم أنا تاريخ منطقتنا، إذْ أنني اكتشفْتُ وخلال بحثي بأنَّ النموذج اللبناني ليس له الفرادة المتخيَّلة لدى العديد من حيث تعايُش أديان ومذاهب دينية مختلفة، بلْ كان صورة عن المجتمعات الشرق أوسطية التي تميّزت منذ أقدم الأزمنة بالتعددية الدينية والعرقية. وقد رأيْتُ في حينه بأنَّ لبنان بقي وريثاً وفياً وحيداً للسلطنة العثمانية بعد أن أصاب التغيير معظم أقاليم هذه الإمبراطورية العملاقة التي كانت قد زالت من الوجود. كما سمحت لي دراسة ظاهرة التعددية الدينية في إطار وضع أطروحتي بأن أغوص في الإسلاميات وفي مختلف الإجتهادات للعلماء المسلمين عبر التاريخ حول ما يجب أن تكون عليه العلاقات بين المسلمين وأهل الكتاب في الحضارة الإسلامية.
بالنسبة إلى جمهورنا العربي الذي أقبل على قراءة كتبي، أقول بأن مشكلتنا ما زالت هي نفسها، أيْ فقدان المنظومة المعرفية والإدراكية المتماسكة التي تعطي إطاراً مرجعياً بالحد الادنى لكيْ لا نضيع في بحر تناقضات متواصلة ومتعاظمة في ما بيننا كعرب وهذا ما بدأْتُ أركّز عليه في السنين الأخيرة في كل محاضراتي ومقالاتي ودراساتي. وأنا أعتقد أنَّ المشكلة الأولى عند العرب تتلخص في أزمة فكر عميقة، وهي بدورها تعظّم فقدان نظام إدراكي وقيَمي يؤمِّن تماسك المجتمعات العربية ليس فقط في ما بينها، إنّما أيضاً داخل كل قطر عربي.

** تعتبرون مرجعاً في قضايا الشرق الأوسط، ما هو الدور الذي يلعبه الدين في هذه المنطقة من العالم؟ وأي حاضر ومستقبل لمسيحيي الشرق (العراق ومصر ولبنان تحديداً؟)
** إنَّ الدين يلعب دوراً متموِّجاً يمتد في بعض الأحيان ويتراجع في أحيان أخرى. وهو الآن يتعاظم تحت عوامل عديدة وبدوافع مختلفة تماماً حسب من يوظّف الدين والخطاب الديني في السياسة. فالدين وسيلة تعبير عن واقع قد لا يكون ديني الطابع، إنَّما اجتماعي وسياسي واقتصادي، وذلك عندما ينتشر لدى الفئات الشعبية في غياب الهوية القومية المستنِدة إلى المنظومة المعرفية والإدراكية التي ذكرْتُها. أما عندما يوظَّف الدين من قبَل نظام الحكم فهذا يدل على وهن وضعف هذا النظام وعلى فقدانه للشرعية. ولذلك يسعى إلى التعويض عن هذا النقص بالمزايدة في الحقل الديني الذي يعتبر أنَّها تحميه من عواقب عشوائيته وشبكات فساده وانعدام العدل الذي يسود في معظم الأحيان أنظمة الحكم العربية.
أما حاضر ومستقبل مسيحيي الشرق، فالمشاهدة التاريخية خلال المئتيْ سنة الأخيرة تدل على أنَّ التدخلات الغربية المتواصلة في المنطقة هي المسؤولة في معظم الأحيان عمّا تعرَّض إليه المسيحيون، سواءً بشكل مذابح جماعية (الأرمن واليونان القاطنين في السلطنة العثمانية والآشوريين في العراق في بداية القرن العشرين، أو بسبب هجرة متصاعِدة خارج الوطن التي أصبحت تصيب أيضاً المسلمين خلال الخمسين سنة الماضية بسبب سوء الأحوال السياسية والمادية في العديد من الأقطار العربية. ضِفْ على ذلك الأخطار الجسيمة التي ترتكبها بعض الزعامات المسيحية المدنية أو الروحية عندما تتمادى في السذاجة السياسية. إذْ تعتقد أن الدول الغربية الكبيرة هي التي تحمي المسيحيين خلافاً لكل الوقائع التاريخية. فيتوجّب علينا جميعاً، مسلمين ومسيحيين أن نراجع عبر تاريخنا المعاصر حيث اضمحلَّت التعددية العرقية والدينية التي كنّا نمتاز بها عبر قرون طويلة، مما يعيدنا إلى القضية الأساسية التي ذكرْتُها أيْ وجود المنظومة المعرفية المتكيِّفة مع حقيقة السمار التاريخي لمجتمعاتنا العربية وغير العربية في منطقة الشرق الأوسط.

** يزداد الصراع تعقيداً في المنطقة. لا بلْ إنّه في طور تمدد مستمر، كيف ستتصرّف تركيا برأيكم في الأشهر المقبلة؟ وكيف ستتصرف إيران؟

** إنَّ تصاعد النفوذ الإيراني والتركي في المنطقة لهوَ نتيجة تراجع الوجود العربي النافذ، والفرقة والنفور بين الأنظمة العربية. وإنَّ هذا الوضع يساعد كلاًّ من إيران وتركيا على بسط نفوذهما في المنطقة كبديل للهيمنة الأميركية-الصهيونية التي فشلت الأنظمة العربية في إبعادها عسكرياً وثقافياً واقتصادياً، بلْ في أحيان كثيرة تهادنها أو تتحالف معها.

** وهل صحيح أنَّ حروب أميركا الأخيرة حروب هدفها السيطرة على منابع الغاز والنفط ليس إلاّ؟
** أنا أعتقد أنَّ حروب أميركا الأخيرة هي حروب استعمارية الطابع بامتياز بعقلية الاستعمار التي يحتل دائماً فيها الصدارة الشعور العنصري بالتفوّق على الآخرين وحب السيطرة واستعباد الشعوب المستضعفة. لذلك فإنَّ السيطرة على منابع الغاز والنفط ليس إلاّ مكوّناً فرعياً من الديناميكية الأساسية. وقد ورثت أميركا الاستعلاء الاستعماري للقارة الأوروبية بعد أن زالت هيبة أوروبا وقدراتها العسكرية.

** الخليج العربي من اثرى مناطق العالم، ورغم ما يستطيعه المال من شراء للعقول، يبدو أنَّ العرب اليوم أقل سيطرة على زمام أمورهم من الأتراك والإيرانيين. أتوافقونني الرأي أم أننا كعرب دأبنا دوماً على التقليل من قدراتنا؟
** لقد شرحْتُ بإسهاب في الطبعة الأخيرة من مؤلَّفي حول "انفجار المشرق العربي" دينامية الانحطاط عند العرب، خاصةً التي تجددت بعد فشل الناصرية في توحيد العرب ومجابهة التحدي الإسرائيلي، وفسَّرْتُ كيف أنَّ هذه الدينامية مركّزة ذاتياً ومتعاظِمة إلى درجة أنَّ حتى الانتصارات الجزئية تتحول إلى عامل فتنة في ما بين العرب، ونفور متزايد في ما بين الطوائف والمذاهب والأنظمة السياسية وشل القدرات الجماعية، كما حصل بعد حرب أكتوبر 1973، أو بعد انتصار حزب الله عام 2006 عندما صد مقاتلو الحزب بكل كفاءة وجدارة الآلة العسكرية العملاقة للجيش الإسرائيلي الهاجم على لبنان.

** شغلتم منصب وزير للمال في حكومة أرادها النظام السوري عقاباً للرئيس رفيق الحريري. أنتم، قبل أن تشغلوا هذا المنصب، وقفتم ضد مشاريع الإعمار وضد الجشع المالي الذي مثَّله مشروع سوليدير وغيره من المشاريع. أتظنّون أن المناهج الاقتصادية المعادِية لمنطق السوق ممكنة التطبيق في بلاد سمتها القمع والتفرّد في الحكم؟
** لا أتصوّر أنَّ حكومة الدكتور الحص التي تشكَّلت في بداية عهد الرئيس إميل لحود كانت نتيجة رغبة سورية لمعاقبة الرئيس الحريري، إذْ أنَّ رئاسة الحكومة قد طُرِحَت عليه؛ إنَّما كان تصرفه الدستوري حول نتائج الاستشارات غير مقبولة من الناحية القانونية، وكذلك تصرّفه تجاه رئيس الجمهورية. ولذلك، تم الاستعانة بالرئيس الحص، وهو شخصية وطنية لا غبار عليها، وهو لم يكن على علاقة حميمة مع النظام السوري، كما هو معروف. بلْ إنَّ نتائج انتخابات عام 2000 وسقوط الرئيس الحص في الانتخابات على الرغم من كونه رئيساً للوزراء، فهذا كان دون شك نتيجة جهود النظام السوري بتأمين عودة الرئيس الحريري إلى الحكم، بالإضافة إلى القوة الإعلامية والمالية التي كان يتمتع هو بها لبنانياً وعربياً ودولياً.
أما في ما يتعلَّق بالمنهج الاقتصادي البديل للمنهج الإعماري الذي سلكه الرئيس الحريري والذي اقترحْتُه، فهو كان مطابقاً لقواعد اقتصاد السوق السليمة خلافاً لمقاربة الرئيس الحريري حيث تم استغلال النفوذ السياسي إلى أبعد الحدود في عملية الإعمار وفي مقدمتها إنشاء شركة سوليدير التي لم تكن أبداً مطابقة لقواعد اقتصاد السوق، بلْ بالعكس فهي عملية مخالِفة للدستور ولحقوق المالكين، وأسَّست لاحتكار غريب عجيب لفئة قليلة من الأثرياء العرب واللبنانيين، وهي في نظري تشبه عمليات الأنظمة الشيوعية في استملاك أعمى لممتلكات آلاف أصحاب الحقوق التاريخيين، وما تزال شركة سوليدير إلى اليوم دولة ضمن دولة.

** بعد أن كتبتم لفترة مديدة بالفرنسية، أخذتم تكتبون بالعربية، أهذه برأيكم واحدة من سمات لبنان الانفتاح والتعايش؟
** إنني أحب الكتابة باللغة العربية، وقد نشرْتُ العديد من المقالات والدراسات في لغتنا منذ زمن بعيد. أمّا مؤلَّفي المعنوَن " مدخل إلى لبنان واللبنانيين، تليه اقتراحات بالإصلاح" (دار الجديد)، فقد صدر عام 1996 وهو مؤلَّف باللغة العربية، والمشكلة هنا أنني عندما أنشر في اللغة الفرنسية وفي فرنسا يكون عدد القرَّاء أوسع بكثير، بما فيهم القرَّاء العرب الناطقين بالفرنسية. وهذه ليست هي الحال عندما يتم النشر في اللغة العربية حيث عدد القرَّاء محدود مقارنةً بعدد القرَّاء باللغة الفرنسية.

** يستشيركم أهل القرار في الدول العربية في شؤون بلادهم الاقتصادية. ما هي نصيحتكم العلنيّة لبلد مدين وريْعي كلبنان؟
** لقد كتبْتُ مئات الصفحات وألْقَيْتُ عشرات المحاضرات في هذا الموضوع وتتلخص وجهة نظري في أنَّ على لبنان أن يبتعد عن النموذج الريْعي وتركيز كل الدعم لقطاع العقارات والمصارف المركَّزة بشكل كبير في العاصمة وجوارها. فلبنان مختلف عن إمارة مونتي كارلو أو إمارة دبيْ، وله قدرات إنتاجية كبرى تُهْدَر، بدءاً من المياه والتربة الخصبة وانتهاءً بالقدرات البشرية الكفوءة التي تهاجر الوطن بسبب انعدام فرص العمل اللائقة.

** كثُر الحديث في الآونة الأخيرة عن النفط والغاز المشترك بين لبنان وقبرص وإسرائيل. هل من معلومات واضحة حول هذه الحقول؟
** ليس لدي أية معلومات واضحة في هذا الخصوص.

** جوار اهتماماتكم السياسية والاقتصادية المتشعّبة، لا شك أنَّكم تقرؤون في الأدب واللاهوت. ما هي الكتب التي تركت فيكم أجمل الأثر وتعودون إليها باستمرار؟
** هناك كتب عديدة تركت الأثر فيَّ وفي تطوّر فكري ودراساتي ومؤلَّفاتي. ومن أهم قراءاتي باللغة العربية هي مجلدات السبعة أو الثمانية للعلاقة الشيخ أحمد أمين حول تاريخ الإسلام، وكذلك طبائع الاستبداد لعبد الرحمن الكواكبي والمؤلَّف الشهير لعلي عبد الرازق "الإسلام وأصول الحكم"، بالإضافة إلى "مستقبل الثقافة في مصر" لطه حسين.
وأتأسَّف بأنَّ مثل هذه الروائع الفكرية والتاريخية أصبحت خارج التداول لصالح أدبيات تنشر أنواع مختلفة من الأصوليات الدينية أو المذهبية الطابع والمتشددة. أما باللغة الفرنسية، فإنَّ من أروع الكتب التي قرأْتُها هو مؤلَّف غير معروف بعنوان "جغرافيا الفكر" لصاحبه مارسيل كربون (Marcel Crepon)، وهو يصف فيه كيف تنشأ الصور النمطية والعنصرية عبر أعمال بعض كبار الفلاسفة والباحثين في شؤون الأنتروبولوجيا.

** أمضيتم شطوراً من حياتكم تسافرون بين فرنسا ولبنان وبلاد أخرى، أتؤمنون بحوار الأديان والحضارات أم أن العالم المفتوح والتكنولوجيا المفيدة (كالهواتف النقالة وشبكات الإنترنت)؟
** إنني أؤمن بالعدالة وبضرورة احترام الإنسان من أي لون أو دين أو قومية كان، ومن هذا المنطلق فأنا أحذِّر باستمرار من أي حوار ضمن إطار مؤسسات لهذا الهدف، فالحضارات لا تتحاور إنما تتفاعل في ما بينها بشكل عفوي. فالحوار المنظَّم يقيِّد هذا التفاعل، بلْ في بعض الأحيان قد يعمّق من الشروخات والفتور وكيف نختار من له الصفة التمثيلية للتعبير عن حضارة ما؟
أما العالم الحديث المعوْلَم وغزو التكنولوجيات الحديثة في حياتنا اليومية، فهي ظواهر لها أوجه سلبية للغاية، خاصةً في ظل تحكّم فئة من القياديين التي أصبحت معولَمة في تفكيرها ونمط حياتها وتحتكر قوة المال والإعلام والسياسة في أيادٍ قليلة، ممّا يحول دون تحقيق الحد الأدنى من العدالة ومن حرية الفكر لدى الإنسان.
وبالفعل، كما تذكرون، فنحن في عالم أورويلي، وإنَّ التكنولوجيات التي في أيدينا تسترقنا إلى حدٍّ كبير، ولديَّ انطباع بأنَّ هذه الحضارة التقنية والاقتصادية المعولَمة غير قابلة للديْمومة نظراً لما تسببه من أذىً ليس فقط للبيئة والمناخ، إنَّما أيضاً ما تؤدّي إليه من انهيار في الأخلاق وازدياد حالات الظلم الاجتماعي والقمع والنزاعات المسلَّحة، وكذلك ظهور حركات عبثية عنيفة، خاصةً في عالمنا العربي والإسلامي. ولذلك نرى أنَّ العديد من الناس ينكفئون على قيَم دينية أو عرقية أو مذهبية، ويتقوقعون فيها تعويضاً نفسياً سلبياً عن معاناة تحمل هذه الأوضاع، مما يزيد الطين بلّة. فالمطلوب ليس التقوقع الهويتي الضيِّق، بلْ بالعكس إعادة بناء عالم يسوده العدل والمنطق السليم، أكان مصدر الإلهام ديني الطابع أو وجداني دنيوي، فالمهم أن نعود إلى بعض المفاهيم الأساسية ومفهوم العدل هو المفهوم الصحيح الذي عليه يمكن ان نعيد النظر في كل التصرفات المجتمعية الحديثة، والتي برزت بتناقضاتها وأوهامها في الأزمة المالية والاقتصادية التي عصفت مؤخّراً بالدول الأكثر تقدماً. ولا ننسى أن فكرة العدل هي من أهم الركائز الأخلاقية والفلسفية والدينية عند العرب.



التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
rare kind of people
Nader -

Dr. Korom''s is one of the men worth respecting in these days.. we need more educated people, and less people driven by fanatism or lack of noble principles. We need more people who use their minds.

rare kind of people
Nader -

Dr. Korom''s is one of the men worth respecting in these days.. we need more educated people, and less people driven by fanatism or lack of noble principles. We need more people who use their minds.

rare kind of people
Nader -

Dr. Korom''s is one of the men worth respecting in these days.. we need more educated people, and less people driven by fanatism or lack of noble principles. We need more people who use their minds.

rare kind of people
Nader -

Dr. Korom''s is one of the men worth respecting in these days.. we need more educated people, and less people driven by fanatism or lack of noble principles. We need more people who use their minds.

rare kind of people
Nader -

Dr. Korom''s is one of the men worth respecting in these days.. we need more educated people, and less people driven by fanatism or lack of noble principles. We need more people who use their minds.

rare kind of people
Nader -

Dr. Korom''s is one of the men worth respecting in these days.. we need more educated people, and less people driven by fanatism or lack of noble principles. We need more people who use their minds.

مرهون بالماضي
في المشمش -

أعتقد من وجهة نظر شخصية عدم قدرته على قراءة واقع الحاضر أو المستقبل بشكل سليم

مرهون بالماضي
في المشمش -

أعتقد من وجهة نظر شخصية عدم قدرته على قراءة واقع الحاضر أو المستقبل بشكل سليم

مرهون بالماضي
في المشمش -

أعتقد من وجهة نظر شخصية عدم قدرته على قراءة واقع الحاضر أو المستقبل بشكل سليم

مرهون بالماضي
في المشمش -

أعتقد من وجهة نظر شخصية عدم قدرته على قراءة واقع الحاضر أو المستقبل بشكل سليم

مرهون بالماضي
في المشمش -

أعتقد من وجهة نظر شخصية عدم قدرته على قراءة واقع الحاضر أو المستقبل بشكل سليم

مرهون بالماضي
في المشمش -

أعتقد من وجهة نظر شخصية عدم قدرته على قراءة واقع الحاضر أو المستقبل بشكل سليم

اضحكتني
ابو رعد -

مشكلة اللبنانيين ان مثقفيهم ينتمون للآخرين. يقول ان الحص ليس محسوباً على النظام السوري !!!!!! اذن محسوب على من !النظام الصفوي ! ميولك البرتقالية ذات تأثير على ميولك الثقافية فاصبحت مثقفا برتقاليا.ولم يتبقى عليك الا القليل لتصبح اية الله القرم اسوة بزعيمك اية الله عون

اضحكتني
ابو رعد -

مشكلة اللبنانيين ان مثقفيهم ينتمون للآخرين. يقول ان الحص ليس محسوباً على النظام السوري !!!!!! اذن محسوب على من !النظام الصفوي ! ميولك البرتقالية ذات تأثير على ميولك الثقافية فاصبحت مثقفا برتقاليا.ولم يتبقى عليك الا القليل لتصبح اية الله القرم اسوة بزعيمك اية الله عون

اضحكتني
ابو رعد -

مشكلة اللبنانيين ان مثقفيهم ينتمون للآخرين. يقول ان الحص ليس محسوباً على النظام السوري !!!!!! اذن محسوب على من !النظام الصفوي ! ميولك البرتقالية ذات تأثير على ميولك الثقافية فاصبحت مثقفا برتقاليا.ولم يتبقى عليك الا القليل لتصبح اية الله القرم اسوة بزعيمك اية الله عون

اضحكتني
ابو رعد -

مشكلة اللبنانيين ان مثقفيهم ينتمون للآخرين. يقول ان الحص ليس محسوباً على النظام السوري !!!!!! اذن محسوب على من !النظام الصفوي ! ميولك البرتقالية ذات تأثير على ميولك الثقافية فاصبحت مثقفا برتقاليا.ولم يتبقى عليك الا القليل لتصبح اية الله القرم اسوة بزعيمك اية الله عون

اضحكتني
ابو رعد -

مشكلة اللبنانيين ان مثقفيهم ينتمون للآخرين. يقول ان الحص ليس محسوباً على النظام السوري !!!!!! اذن محسوب على من !النظام الصفوي ! ميولك البرتقالية ذات تأثير على ميولك الثقافية فاصبحت مثقفا برتقاليا.ولم يتبقى عليك الا القليل لتصبح اية الله القرم اسوة بزعيمك اية الله عون

اضحكتني
ابو رعد -

مشكلة اللبنانيين ان مثقفيهم ينتمون للآخرين. يقول ان الحص ليس محسوباً على النظام السوري !!!!!! اذن محسوب على من !النظام الصفوي ! ميولك البرتقالية ذات تأثير على ميولك الثقافية فاصبحت مثقفا برتقاليا.ولم يتبقى عليك الا القليل لتصبح اية الله القرم اسوة بزعيمك اية الله عون

عملة نادرة
اردني بياع جميد -

جذع قوي وراس بفكر, مش مثل خريجين جامعات الفلافل العربية

عملة نادرة
اردني بياع جميد -

جذع قوي وراس بفكر, مش مثل خريجين جامعات الفلافل العربية

عملة نادرة
اردني بياع جميد -

جذع قوي وراس بفكر, مش مثل خريجين جامعات الفلافل العربية

عملة نادرة
اردني بياع جميد -

جذع قوي وراس بفكر, مش مثل خريجين جامعات الفلافل العربية

عملة نادرة
اردني بياع جميد -

جذع قوي وراس بفكر, مش مثل خريجين جامعات الفلافل العربية

عملة نادرة
اردني بياع جميد -

جذع قوي وراس بفكر, مش مثل خريجين جامعات الفلافل العربية