ثقافات

صانعُ المطر يحملُ العالم على راحة يده

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

إلى جواد الاسدي


أحمد شرجي: إنه ابن كرٍ وبلاء ( كربلاء)، وإذا قلبنا الكاف الى فاء سيكون، ابن فر وبلاء. فر في نهاية سبعينات القرن الماضي، حاملا عالمه على راحة يده. هارب من الموت المجاني والاعتقالات التي شهدها العراق آنذاك. حمل حقائبه العاشورية البيضاء باتجاه ( صوفيا) من اجل تفكيك طلاسم ( اشكالية الجمال في عمل المخرج المعاصر). لم تغويه أضوائها بعد إنهاء أطروحته للدكتوراه. طار بشهادة الدكتوراه إلى دمشق، لتكون (خشبته ونصه) و محطته الجمالية في البحث عن مسرح أخاذ، فهو أركيولوجي جمالي بامتياز.. وايضا ابن فر... وبلاء ؛ بلاه الله بالاحتراق ألذيذ على الخشبة حتى أصبح (المسرح جنته). حفر اسمه في ذاكرة المسرح السوري المعاصر.
تعرفت مسرحيا على صانع المطر في ثمانينيات القرن الماضي، عندما كنا نتبادل مقالاته ومقالات الآخرين عنه كمنشورات سرية داخل معهد الفنون الجميلة،ممنوع تداول اسمه فكيف كتاباته ؟
بعد خراب 1991 وغزو الكويت المدوي، جاءنا عمل الاسدي (المجنزرة الأمريكية ماكبث) يا اللــــــــــــه كم تمنينا وقتها ان نرى ذلك الجواد.المجنزرة عرضت في مسرح الرشيد والجواد يترقب ساعته في عمان، لأنه فر من البلاد. قُدم العرض كدرس جمالي بصري لحريفٍ ماهر. نفض غبار المكرر والعادي في المشهد المسرحي العراقي، صدمة كونية شاهدها الجميع. هذا إذا مشروع صانع المطر، وهاي هي أمه تصعد الخشبة تحي الجمهور بدلا عنه كنوع من التحدي، اردناه هو ان يصعد كي نحدثه عن ( السنوات التي مرت بدونه).
جاءت المجنزرة لتزيل ركام الحروب، من خراب هز اركان البيت\ البلد، رغم إننا كرهنا كل المجنزرات لأنها تسير على اعمارنا منذ قذفنا من ارحام أمهاتنا، لكننا أحببنا مجنزرة الجواد،لأنها تذكرنا بدرسه البصري، حيث ظل الجواد احد المصادر الجمالية لابناء جيلي المسرحي.
نقرا عنه وعن أعماله في الاردن، الخليج، المغرب، مصر، الجزائر، روما، باريس، والعديد من المدن، لا يستقر على خشبة، بل ينتمي الى كل الخشبات المقدسة، فهو ابن فر.. وبلاء، غجري، هويته الابداع، صولجانه الخشبة، والأجمل في كل ذلك، هو وطن بأكمله.
صاحب مشروع مسرحي متكامل، اراد له التفرد بكل أدواته الاشتغالة، فهو أول من نظر للبروفة ودون يومياتها، حتى أصبحت دليلا لفن التمثيل والإخراج. فأصدر:
bull;المسرح والفلسطيني الذي فينا.
bull;جماليات البروفة.
bull;المسرح جنتي.
كتب نصه المسرحي بوجع، فكانت عروضه تستفز الآخر، بحث عن تحرر الجسد العربي ؛ عشق المرأة فأخذ يبحث عن( كارمن) وسط (نساء في الحرب). حياته شبيه بحياة لوركا، لهذا أحبه بوجل. قبل السقوط المدوي للصنم في نيسان 2003 قدم نساء في الحرب، ليرى العالم مصير المراة العراقية في مخيمات اللاجئين. وبعد السقوط أدخل الانتهازين (لحمام بغدادي) لعلهم يتطهرون.
ايها الغجري الجميل، كنا نتتبع أخبارك، كقصائد الشعراء الفرنسيين ايام الاحتلال النازي لفرنسا،تلك اللحظات مصدر سعادتنا وما اقلها يا سيدي. وعندما اردنا ان نقول للسلطان بإن الجواد جوادنا، رفضنا مغادرة القاعة كنوع من التحدي، فشاهدنا مجنزرتك مرتين.
ذكر البير كامو " ليس النضال الذي يدفعنا أن نكون فنانين، بل الفن الذي يفرض علينا ان نكون مناضلين"، تشبث الجواد بهذه المعادلة ورفض الشعراتية والخطابية في عروضه المسرحية، ومعه تغيرت ملامح المسرح الفلسطيني، الذي قدم فيه جواد فراديس من الجمال.
صياد ماهر للجوائز، تلهث ورائه كحبيبة تنتظر عودة حبيبها سالما من ساحة المعركة، حتى ولدت في خزائنه بنين وبنات، حصل على ارفعها " جائزة البرنس كلاوس 2004 "من المملكة الهولندية.
إني احذركم منه ايها السادة - رغم إنه بين أيديكم - لأنه يحمل قوتان في جسد واحد، يملك الجمال والقوة في اسمه الأول، وشراسة الأسد في اسمه العائلي، فهو جواد الاسدي.
ahmadsharji@hotmail.com

المقال هذا هو شهادة قرأها الكاتب أثناء الاحتفالية التكريمية التي أقامها مختبر المسرح والمدينة - جامعة ابن طفيل، المغرب، للمخرج جواد الاسدي.
* العالم على راحة اليد، اول عمله قدمه جواد الاسدي بعد تخرجه من اكادمية الفنون الجميلة بغداد في سبعينات القرن الماضي لحساب فرقة المسرح الفني الحديث.
* كل ما بين مزدوجتيين يحيل إلى الاعمال التي كتبها الاسدي.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
القابض على الجوائز
صياد جوائز آخر -

عاش لسانك يا أخي..ها أنت تنطق في الحقيقة..جواد الأسدي صياد ماهر للجوائز والتمويل..يلهث وراءها في كل مكان..بدأ بالمسرح الفلسطيني ثم الخليجي والآن كما يبدو المغربي..لكن المغاربة ليسوا أغنياء كما نعرف والجوائز التي ريدها الأسدي سمينة لا تُسمن مسرحاً غير مسرحه..فهل هي الرحلة الأخيرة للصياد؟

ما هذا ؟؟
نوري الجبوري -

ما هذا التملق المزعج يا شرجي ?

هكذا ؟
احمد التل -

يقال عادة عن كربلاء بعد مقتل الحسين بن عليانهاا ارض كرب وبلاء يافهيم؟ وليس كر وبلاء؟لذا اقتضى التنويه.

جواد مبدع
عرفان -

جواد مبدع حقيقي ويستحق كل الثناء والتمجيد. للمعلومه ان جواد محترف اي انه يعيش من عمله المسرحي دون راتب او اي دعم من اي حكومه ما وقد باع كل مالديه لتاسيس مسرح بابل في بيروت. ارجو من البعض الذي لا يروق لهم جواد ان يحترموا هذه القامه اولا كانسان وثانيا كمبدع حقيقي.

ولد ولايه
حسام -

خطية جماعة كربله ما عدهم غير هذا يكتبون عنه لان هو احسن واحد بيهم

اغنية لجواد
مغني فاشل -

جواد ..جواد مو تبهذلت...عيني جواد مو سيست..ولله جواد مو تخبلت..كلي جواد مم عرست...وشكراً لإيلاف لسماحها لي بالغناء

هذا جواد
السوداني -

جواد الاسدي يعيش يتمويل قطري ، فقد كان مستشار في وزارة ثقافة الامارات ومن ثم وزارة ثقافة قطر ، وبتمويل قطري و بمباركة سورية فلسطنية حزب اللهية تم افتتاح مسرح بابل ليدعم المقاومة الارهابية في العراق وذلك الدعم من خلال احياء امسيات لمؤيديها. هو نفسه جواد الذي ايد الاحتلال و جاء للعراق و طلب تمويل من وزير الثقافة مفيد الجزائري عام 2004 و حين لم يلق جواب، ذهب الى فخري كريم المستشار الاكبر لرئيس الجمهورية الحالي و لم يلق جواب ثم ذهب الى سوريا و قطر ، فكان المال و الدعم السياسي مقابل تأيد المقاومة االارهابية في العراق ؟؟؟؟ هذا جواد منذ ان عرفناه في منتصف الثمانينيات في سوريا و الى الان؟؟؟؟ حتى اصدقاء الطفوله الفنانين الشرفاء تخلوا عنه.ارجو ان لا تسمعوا الاعلام الفارغ عنه فهم جزء من اللعبة السورية التي كونت جواد.

القافلة والكلاب
مهموم -

الكلاب تنبح والقافلة تسير. وليعلم الكلاب أن لا وجود لبعثي مبدع على صعيد المسرح بما فيهم عواطف نعيم وفاضل خليل، وليعلموا أيضا أنّ العراق بلد يطبّق مقولة مطربة الحي لا تطرب بامتياز نادر

احترام لجواد
hamid meshhedani -

باسم حرية التعبير ,أحترم كل الاراء في التعليقات حول أداء جواد الاسدي كمسرحس .ولكنه يبقى أشارةرائعة في تاريخ المسرح العراقي ,هو وضع ماله الشخصي ليواصل ابداعا مسرحيا نحن له بحاجة ولا أدري لماذا بعضهم يشكك ,في مصادر التمويل ,هذا هراء المهم هو ما قام به جواد في العديد من الدن والعواصم العربية والاوربية.انا على علم بصعوبة الوضع المالي لمسرحه "بابل"في بيروت وأتمنى ان يواصل نشاطه وتواصله هو أمل لكل محبي الابداع من "العراقيين"بالذات,لك تحيتي جواد ما أزال أتذكر طعم البيرة السوداء في بار ذالك المسرح اللندني حيث قدمت مسرحيتك "نساء في الحرب".