ثقافات

رحيل رائد الرواية الجزائرية المكتوبة بالعربية الطاهر وطار

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

رحل الأديب الجزائري الكبير "الطاهر وطار" (74 سنة) الذي يعدّ ظاهرة متفردة، بعد معاناة مزمنة مع المرض الذي قاومه بثبات على مدار أشهر طويلة.

الجزائر: كانت الساعة تشير إلى حدود الرابعة وخمس دقائق زوالا بالتوقيت المحلي (17.05 غرينتش) حينما اشيع خبر وفاة أب الرواية الجزائرية كالصاعقة. الكل هرع إلى منزل الفقيد الكائن في حي حيدرة الراقي وسط العاصمة الجزائرية. المكان ازدحم بإعلاميين، أدباء، نقاد وغيرهم من أصدقاء وأقارب الراحل الذي ظلّ معروفا في أوساط الكتاب والمبدعين الشباب باسم "عمي الطاهر".

هناك التقينا رياض إبن شقيق المرحوم الذي كشف لـ"إيلاف" وآثار الصدمة بادية عليه:" كان عمي في مصلحة الإنعاش في مستشفى بئر مراد رايس، حينما باغتته نوبة مفاجئة، ورغم جهود الطاقم الطبي لإنقاذ حياته، إلاّ أنّ الطاهر وطار أسلم الروح"، قبل أن يضيف بصعوبة:"رحيله خسارة كبرى".

ورغم معاناته مع المرض وملازمته الفراش في بيته وكذلك المشافي في بلاده وفرنسا منذ العام الماضي، إلا أنّ أب الرواية الجزائرية حرص على إبقاء إبداعه حيا إلى آخر لحظات حياته، حيث أنجز روايته الأخيرة الموسومة "قصيد في التذلل" التي عُدّت علامة فارقة في مسيرة الطاهر وطار الحافلة بالأعمال.

وُلد الفقيد سنة 1936 في بيئة ريفية في أقاصي شرق البلاد، تلقى تعليمه الأول في مدرسة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وكان وطار من تلاميذها النجباء، قبل أن ينتقل إلى تونس ويدرس في جامع الزيتونة، كما عُرف منذ صغره بميله الشديد للإطلاع على الأدب، وكان قارئا جيدا لمشاهير مثل جبران خليل جبران، ميخائيل نعيمة، طه حسين والرافعي، وينقل عنه معاصروه، أنّ اهتمامه امتد إلى القصة والمسرح مثل ولعه الشديد بأدب السرد الملحمي.

اشتغل الطاهر وطار منذ خمسينات القرن الماضي في حقل الصحافة، كما أسس عديد الصحف والمجلات، ورغم العروض التي كانت تتهاطل عليه، إلاّ انّه ظلّ زاهدا في المسؤوليات، ليرتضي أوائل تسعينات القرن الماضي إنشاء جمعية الجاحظية الثقافية التي عُدّت على الدوام محضنا للمبدعين وقبلة مفضلة لهم.

كانت آخر سنوات وطار مسكا، إذ حفلت بالمنجزات، حيث نال جائزة الشارقة لخدمة الثقافة العربية عام 2005، قبل أن يفوز بجائزة الرواية لمؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية لـ2009، حيث أبان وطار عن قدرة تجريبية هائلة مزجت الأصالة بالواقع الاجتماعي، ناهيك عن جرأته في بناء الشخصيات والأحداث في معالجة قضايا محلية وبيئية بلغة متطورة تقارب في روحها العامة كلاسيكيات الرواية.

سيبقى الجميع يتذكر هذا الأديب/الرمز الذي تفنن من خلال ما كتبه خلال أكثر من نصف قرن، في صورة أعماله التي ترجمت إلى عشر لغات أجنبية مثل: الشهداء يعودون هذا الأسبوع، الحوّات والقصر، اللاز، تجربة في العشق، الحب والموت في الزمن الحراشي، عرس بغل، الزلزال، الشمعة والدهاليز، إضافة إلى مذكراته "أراه...الحزب وحيد الخلية"، وهو مؤلف أثار الكثير من الضجيج، لما احتواه من معلومات عن السيرة الذاتية لوطار.

و اشتهر وطار أيضا بنضاله ودفاعه المستميت عن لغة الضاد، فضلا عن توجيهه انتقادات لاذعة إلى التيار الفرنكفوني في الجزائر، ومن سماهم "المتنفذين القابضين على قطاع الثقافة".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
عزاء واجب
بوحة الصباحي -

تعازينا لاسرة الكاتب الكبير وندعو للراحل بالرحمة والمغفرة

معلومات ناقصة
Adam -

للأسف أنه لا بد أن نقول الحقيقة، في البداية تعازينا لعائلة وطار. لكن لا بد من الإشارة أن وطار تسلم منصبا مديرا للإذاعة و التلفزيون الجزائري، و كان يمكن الكثير من المبدعين من التعبير عن حقيقة ما يجري في المجتمع، إضافة إلى أن وطار كان يبدل مواقفه حسب الأقوى، فهو غلى جانب السلطة في وقت معين، ثم إلى جانب الإسلاميين في وقت آخر، ثم يساري، و بالنسبة للجاحظية يجب أن تعلموا كيف كان ينهب أموال الدولة الممنوحة له، وكيف كان يكنز بها رغم أنه ليس له أولاد و لا سلالة.للأسف العرب دائما يحاولون أن يذكروا الأشياء الإيجابية فقط و يتناسوا إلى أي درجة أساء هذا الرجل. صحيح أنه اذكروا محاسن موتاكم لكن أرجو أن لا نخفوا الحقائق و تظهروا هذا الشخص أنه اب الرواية الجزائرية و هو ليس كذلك.وشكرا

اتركوا الرجل ينام
خالد جلاصي -

الرجل أسلم روحه للباري عز وجل واذكروا موتاكم بخير ..يبقى اسم الراحل كبيرا في عالم الرواية الجزائرية ومن أراد أن يسوي حسابات معينة فليترك الرجل يستريح قليلا في قبره قبل أن يقوم بذلك..وأهمس في أذن صاحب المقال المدعو : آدم قائلا: الحقيقة المطلقة هي الموت وما تسميه حقائق أنت قد لا تكون حقائق بالنسبة لآخر لذا فالمقام هو مقام الموت فلا داعي لجلد الميت يا صاحبي..مع محبتي

اتركوا الرجل ينام
خالد جلاصي -

الرجل أسلم روحه للباري عز وجل واذكروا موتاكم بخير ..يبقى اسم الراحل كبيرا في عالم الرواية الجزائرية ومن أراد أن يسوي حسابات معينة فليترك الرجل يستريح قليلا في قبره قبل أن يقوم بذلك..وأهمس في أذن صاحب المقال المدعو : آدم قائلا: الحقيقة المطلقة هي الموت وما تسميه حقائق أنت قد لا تكون حقائق بالنسبة لآخر لذا فالمقام هو مقام الموت فلا داعي لجلد الميت يا صاحبي..مع محبتي