شهادات كتَاب وشعراء ونقّاد لبنانيين في الشاعر د.غازي القصيبي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
ماجدة داغر من بيروت: أثار خبر غياب الشاعر والأديب والدبلوماسي والوزير الدكتور غازي القصيبي الأسى والحزن في الأوساط الثقافية اللبنانية، لدوره الكبير في حركة التنوير التي رافقت مسيرته الفكرية، ولما يتمتع به من حضور ثقافي متميز في الساحة الأدبية. وأبدى معظم الكتّاب والأدباء في بيروت أسفهم العميق لخسارة أحد أعلام العالم العربي، وأعربوا لـ "إيلاف" عن حزنهم لفقد شاعر طليعي كبير أعطى القصيدة والرواية والعمل السياسي بعداً ومدى جديدين سيتركان أثراً كبيراً في الأدب العربي. وهنا بعض الشهادات في الشاعر الراحل:
الشاعر محمد علي شمس الدين:
غازي القصيبي هو علم ثقافي من أعلام المملكة العربية السعودية. هو متعدد الاهتمامات لكنني من المهتمين به روائياً وشاعراً. ترك القصيبي عدداً من الروايات أبرزها رواية "شقة الحرية" التي تعتبر من الروايات المؤسسة في المملكة، حتى لو انها اخذت صدى أكثر مما أخذ شعره. إلا انني شخصياً أنحاز إلى شعره وبشكل أخص إلى مجموعة شعرية له إسمها "سُحيم عبد بني الحسحاس" وهو كان عبداً لقبيلة بني الحسحاس، وكانت القبيلة تحتقره نظراً للونه الأسود، ولكنه كان شاعراً وشديد الاعتداد بنفسه فانتقم من القبيلة من خلال نسائها، وكتب أشعاراً سمّى فيها النساء اللواتي أحببنه وأحبهن وعاشرهن، وكانت تلك وسيلته للانتقام، وبعد ذلك قتلوه. فالموضوع درامي والحكاية ذات دلالات استلّها القصيبي من عمق التراث، وكتب فيها مجموعة شعرية من أجمل ما قرأت، إذ استطاع أن يوظَف الحدث بجميع وجوهه العنصرية والدرامية وجدل الحب والانتقام، وكأنني في كتاب القصيبي أمام دراما شكسبيرية.
برحيل د. القصيبي خسرت الثقافة العربية إسماً محترماً من أسمائها، وهو لم يكن من الذين يخضعون لموقعهم السياسي، بل كان أكبر من مواقعه الدبلوماسية. لقد كان نديّ الإحساس لأنه شاعر وروائي قبل أن يكون وزيراً. حزنت عليه حزناً شخصياً وإبداعياً، ولكن هذه هي الحياة، يرحل هو ويبقى شعره وأدبه وتبقى سيرته العطرة.
الإعلامي والشاعر زاهي وهبي:
لا شك أن رحيل د. غازي القصيبي هو خسارة لكل قارئ ولأي باحث عن كلمة عميقة وعن نص جميل، سواء بالشعر أو بالرواية. أهم ما في تجربته أن المسؤولية والمهام الرسمية لم تقفا حائلاً بينه وبين النص الإبداعي. فهو لديه الكتابة المتحررة من الشكليات الرسمية ومن القيود التي
يفرضها المنصب. هو رمز لجيل كامل مثَله وعبّر عنه بعدد كبير من الروايات والقصائد أبرزها "شقة الحرية"، فضلاً عن تجربته الإدارية وعناوين كبيرة.
الملفت في شعره اهتمامه بالقضايا العربية العادلة والفلسطينية منها، فهو كتب أكثر من مرة عن المأساة الفلسطينية والواقع العربي المأزوم. نصوصه الجريئة والشجاعة تكمن في كونها تصدر عن غازي القصيبي وما يمثّل على المستوى الشخصي والدبلوماسي، والقصائد التي تسببت بنقله من موقع إلى آخر. سنفتقد برحيله إسماً كبيراً من رواد الكتابة العربية المعاصرة والسعودية في شكل خاص. وهو ترك أثراً على عدد كبير من الكتّاب السعوديين، ومنهم من ساهم في تشكيلهم. لا يستطيع الكاتب أو القارئ إلا أن يشعر بوجع حقيقي برحيل القصيبي. لقد فاتني أن أحاوره نظراً للظروف فكان الموعد المؤجل دائماً، وشاءت الأقدار أن يرحل من دون تحقيق هذا الموعد.
الأديبة والشاعرة دكتور نور سلمان :
أعزّي العالم العربي برحيل هذا المفكر الكبير. كان شاعراً متميزاً، وكلما فقدنا شاعراً نشعر أن نجمة سقطت من السماء، خصوصاً برحيل القصيبي الذي كان وطنياً وصادقاً وجريئاً جداً، ولم تفسده الشهوات المادية. كما كان لديه ولاء عظيم للإبداع. يبقى دائماً رسالة العنفوان والأنفة والوطنية.
الشاعر شوقي بزيع:
لم يحدث أن تعرفت على الشاعر والدبلوماسي والسياسي بشكل مباشر، لكن هذا لا يشكل عائقاً أمام قراءتي له بموضوعية، لأن ما يبقى في النهاية من الكاتب هو النص.
لذلك أستطيع من خلال قراءتي الشعرية على وجه الخصوص، أن أقول إن الهواء الذي يلفح شعره هو هواء "شامي" بامتياز، كأنه لا يبدو قادماً من الصحراء أو من طبيعة قاسية، بل يبدو شفافاً
مرهفاً وتبدو اللغة طريّة ذات أبعاد جمالية لافتة، هناك رشاقة في الإيقاعات ببساطة في التعبير تتقاطع إلى حد ما مع مناخات المدرسة اللبنانية في الكتابة المتمثلة في سعيد عقل والأخطل الصغير، كما تتقاطع بقوة الحياة واللغة الشفافة عند نزار قباني، من دون أن يعني ذلك وقوعه الكامل في نسخ هاتين المدرستين، لأن الشعر عنده يستند إلى الحياة ويتصل بدورة الدم. حيث أن القصيبي عاش قصيدته قبل أن يكتبها، سواء في علاقته بالطبيعة أو بالمرأة أم بالزمن الذي شكل شغله الشاغل في فترة كهولته.
وقد تكون مفاجأة القصيبي الأهم متمثلة في ديوانه "سحيم" الذي استلهم فيه تجربة الشاعر القديم عبد بني الحسحاس. هي مجموعة شعرية رائعة يتحدث فيها عن علاقة الجمال بالرعب والحب بالموت، وأظن أنها لم تُقرأ بعناية من قبل النقاد العرب، وهي من أجمل ما كُتب في شعر الحب العربي.
الشاعر والصحافي يحيى جابر:
استطاع غازي القصيبي أن يحقق صوتاً خاصاً في الأدب السعودي، وهو صاحب الروايات الجريئة والشاعر المشاكس في بيئته. كان تنويرياً يسعى إلى المعاصرة، وفي عمله السياسي كان يسعى إلى تطوير آلية المجتمع. وبرؤيته السياسية كان صاحب نظرة أقرب إلى الشاعر.
الكاتب والناقد دكتور ياسين الأيوبي:
د. غازي القصيبي رحمه الله هو أحد طليعيي الشعر السعودي الحديث، عرفته في التسعينات من القرن الماضي عندما كنت أحضّر أطروحة للدكتوراه حول الشاعر السعودي الراحل حسن عبدالله القرشي. لفتني شعره لأنه أثبت حضوره وكانت له قصائد فيها ميزة من مِيز الشعر العربي الحديث الذي خرج من إطار المناسبات والمدائح وما شابه مما عُرف عند شعراء كثر. كان يحاول أن يطبع شعره بطابع خاص في بعض موضوعات الغزل وشيء مما يقوله اليوم البعض من شعراء الشباب. وربما الغربة التي عاشها جعلته يتحرر من تزمت الكتابة الشعرية في الخليج العربي. آسف لرحيله وأعزّي الشعر العربي بغيابه.
التعليقات
بيروت تردد بعدك ....
شــوقي أبــو عيــاش -بيروت التي أحببت تودعك بطيب ما قلته فيها. وداعاً من بيروت التي أحببت والتي تردد كلماتك يوم وداعك التي تعبق بالحب من الجوارح : بيروت بيروت! ويحك! أين السحر والطيب؟ و أين حسن على الشطآن مسكوب؟ و أين رحلتنا و الوجد مركبنا؟ و البحر أفق من الأحلام منصوب؟ و أنت مترعة النهدين مترفة دنياك وعد بشوق الوصل مخصوب في مقلتيك من الأهواء أعنفها و في شفاهك إيماء و ترحيب و في يميني ورود جئت أزرعها على ضفائر فيها الليل مصلوب * * * بيروت! ماذا يقول الناس؟ هل ذبحت بيض الأماني.. و غال الطفلة الذيب؟ و هل توارى مليح كان يأسرني و هل قضى قبل يوم الوعد محبوب؟ و أين ما كان-يا بيروت-إذ رقصت لي الليالي.. و طارت بي الأعاجيب؟ و أين شعر جميل لست أذكره على الصنوبر و التفاح مكتوب؟ و أين أول حب ضمني.. و مضى و وقده في حنايا القلب مشبوب؟ * * * بيروت! لا تصفي لي الجرح.. أعرفه فإنه في دمائي الحمر معصوب أنا الذي أسرته الروم.. ما لحقت به العراب.. و خانته الأعاريب حملت في كبدي الآلام فانفطرت و طوحت بي إلى اليأس التجاريب ياللزعامات تلهو بي.. و أعشقها و ربما عشق الازراء منكوب كم أرضعوني شراب الوهم. كم سخروا مني.. و كم غصبت روحي الأكاذيب لا تنتهي غفلة عندي معتقة و لا انتهت عندهم تلك الألاعيب * * * بيروت! نحن الألى ساقوك عارية للموت يصرخ في عينيك تعذيب كم ناشدتنا شفاه فيك ضارعة و كم دعانا عفاف منك مسلوب فما استفاق ضمير في جوانحنا مخدر في ضفاف الزيف محجوب حتى إذا ضحك الجلاد.. ما دمعت عين و لا غص بالاهات مكروب سقطت و انتفض التاريخ يلعننا و أطرقت في أسى المجد المحاريب * * * نهيم خلف سلام عز مطلبه و مل من وعده الممطال عرقوب عشنا مع الذل حتى عاف صحبتنا نمنا على الصبر حتى ضج أيوب أكلما قام فيهم من يذبحنا قلنا: السلام على العلات مطلوب و كلما استأسد العدوان باركه منا جبان إلى الإذعان مجذوب * * * لا ترجع الأرض إلا حين يغسلها بالجرح و النار يوم الفتح شؤبوب *** الرياض: 1398هـ 1978م
الدعاء له والفاتحه .
ابراهيم ال صالح -نسأل الله العظيم في هذا الشهر الكريم أن يغفر ذنبه وان يفسح عليه في قبره وان يدخله في مظله شفاعه الرسول ورحمه الله وبركاته .
ذبحتونا ب لبنان
بو نواف -نعتب على ايلاف نشر هذا التحقيق بهكذا عنوان, وكأن الراحل الكبير وارثه الأدبي العملاق بحاجة الى شهادة تقدير من أشخاص لبنانيين حتى يرضى عنه الوسط الثقافي.ولماذا لبنانيين فقط وليس يمنيين أو جزائريين أو مغاربة أو فلسطينيين أو حتى مصريين حيث تلقى الراحل بعضا من تعليمه الأكاديمي.
سفير الثقافة
ماجد شبر -يعرف معدن الانسان في موقف او حدث يعكس هذا الحدث او الموقف عن عنوان هذا المعدن ،وها انا اتذكر موقفا اخلاقيا ينم عن قيمة هذا الانسان ومعدنه : انه في تسعنيات القرن الماضي قمت بإنشاء مكتبة الوراق كي تكون مدخلا لشركة الوراق للنشر ،وقد قامت ادراة شركة الوراق في حينة حفلا للحتفال بافتاح تلك المكتبة ودعيت لها مجموعة كبيرة من المثقفين والصحفيين والكتاب ومن ضمن تلك الدعاوى التي وجهناها كانت دعوات الى السفراء العرب اجمعين للمشاركة في ذلك الحدث الثقافي . فكان الحضور كبيرا من المثقفين والصحفيين والكتاب والمهتمين بعالم الكتاب والثقافة ولم يلبي اي سفير عربي الدعوة او يعتذر عن الحضور كما هي اصوال الدعوات إلأ المرحوم الشاعر والمثقف غازي القصيبي. اذكر جيدا كيف اتصل المشقف والانسان غازي القصيبي معتذرا عن عدم امكانية مشاركته لارتباط سابق ولكن ارسل من يمثله في ذلك الحدث -ارسل مدير المرز الثقافي الاستاذ ناصر -.فقد كان السفير العربي الوحيد الذي يمكن ان نقول عنه سفير الثقافة ،فقد كان كبيرا بأخلاقة وادبه . وداعا ايها المثقف السفير الوزير ،انه فقدان كبير للثقافة والادب والشعر . رحمك الله في هذا الشهر الكريم .ماجد شبر - باحث وناشر - مدير شركة الوراق للنشر االمحدودة - لندن .
عجبــــــــــــاً ..
جـــبروت - لبنان -لكل الناس الحق في التعبير عما يخالجها تجاه حدث مهم أو خطب أليم . وإذا كانت إيلاف قد قررت مقابلة بعض الشعراء والمثقفين اللبنانيين حول فقدان شخص بوزن القصيبي فالهدف هنا تسليط الأضواء على ما قدمه هذا الشخص والهدف هو أن نعرف اكثر عنه بغض النظر عن لاهوية هؤلاء , واصلهم وفصلهم . لكن من عنوان التعليق نفهم أنك منزعج كون هولاء اللذين أبدوا آرائهم هم من اللبنانيين . البناني عنده الجراة ان يبدي رايه بتجرد وحرية . واللبنانين ان أبدوا رايهم فهذا يستند على معرفة وثقافة وإطلاع وإن ابدوه فلا يأتي من كونهم لبنانيين فقط كونهم البلد الذي كان ملجأ الشعراء والصحفيين الذين كمت افواههم في بلدانهم عندما كان لبنان واحة الحرية في الصحراء العربية ونبع الثقافة يرتشف منها كل عابر سبيل أو ضليل , عجب اليوم اصبح لبنان هدفاً يتلقى السهام .
لا ترجع الأرض إلا
Josee Helou - France -إلى شــوقي أبــو عيــاش شوقي / عزيزي ـ سعيدة جداً أن أقرأ أسمك بالصدفة على هذا الموضوعبعد أن قرأت تعليقات لكَ في الشرق الأوسط ـ عن لبنان ـ في حرب تموز ٢٠٠٦والعدوان ـ متل عادتهم الشعب العنصري ـ اللي ما بحب حتى أذكر أسمهم أو أكتبه ـتحياتي لكَ أينما كنت ـ وكلامك وتعليقاتك وثقافتك العالية بتلفت النظرـ أشكر حضورك وإبداعكَ دائماً ـ : بيروت بيروت! ويحك! أين السحر والطيب؟ و أين حسن على الشطآن مسكوب؟ و أين رحلتنا و الوجد مركبنا؟ و البحر أفق من الأحلام منصوب؟ و أنت مترعة النهدين مترفة دنياك وعد بشوق الوصل مخصوب في مقلتيك من الأهواء أعنفها و في شفاهك إيماء و ترحيب و في يميني ورود جئت أزرعها على ضفائر فيها الليل مصلوب * * * بيروت! ماذا يقول الناس؟ هل ذبحت بيض الأماني.. و غال الطفلة الذيب؟ و هل توارى مليح كان يأسرني و هل قضى قبل يوم الوعد محبوب؟ و أين ما كانءيا بيروتءإذ رقصت لي الليالي.. و طارت بي الأعاجيب؟ و أين شعر جميل لست أذكره على الصنوبر و التفاح مكتوب؟ و أين أول حب ضمني.. و مضى و وقده في حنايا القلب مشبوب؟ * * * بيروت! لا تصفي لي الجرح.. أعرفه فإنه في دمائي الحمر معصوب أنا الذي أسرته الروم.. ما لحقت به العراب.. و خانته الأعاريب حملت في كبدي الآلام فانفطرت و طوحت بي إلى اليأس التجاريب ياللزعامات تلهو بي.. و أعشقها و ربما عشق الازراء منكوب كم أرضعوني شراب الوهم. كم سخروا مني.. و كم غصبت روحي الأكاذيب لا تنتهي غفلة عندي معتقة و لا انتهت عندهم تلك الألاعيب * * * بيروت! نحن الألى ساقوك عارية للموت يصرخ في عينيك تعذيب كم ناشدتنا شفاه فيك ضارعة و كم دعانا عفاف منك مسلوب فما استفاق ضمير في جوانحنا مخدر في ضفاف الزيف محجوب حتى إذا ضحك الجلاد.. ما دمعت عين و لا غص بالاهات مكروب سقطت و انتفض التاريخ يلعننا و أطرقت في أسى المجد المحاريب ..................سوف أعود إلى هذه الصحفة الجميلة العابقة بالإبداع والأسماء الأدبية المحلقة بروحالشعر شعر الروح والقلب ـ الشاعرة اللبنانية الفرنسية ـ جوزيه حلو ـ فرنسا
أحد طليعيي الشعر
Josee Helou -Franc -ضوء آخر أنطفأ بهدوء في سرير الأبدية ليعانق الخلود والجنة والشعر والمملكة غازي بن عبد الرحمن القصيبي (2 مارس 1940 ـ 15 أغسطس 2010 ، شاعر وأديب وسفير ووزير سعودي.)متأسفة جداً لسماع هذا الخبر ـ لنفسه الراحة والسكون ـلسنا ـ جميعاً ـ أكثر من عابرين ... جوزيه حلو ـ فرنسا
إلى بو نواف
متابعة للإبداع -شهادات كتَاب وشعراء ونقّاد لبنانيين في الشاعر د.غازي القصيبي :إنه العنوان الذي لفتني لقراءته وإلى (بو نواف) المراسلة ماجدة داغر من بيروتلعلمك ـ بعدين لبنان شرف ألك ولكل اللي مش معاجبه ؟؟؟ شو المشكلة ؟ يكتبوا كل العرب وكل الأجانب ـ هيدي صفحة فيها خبر محزن جداً وليست صفحة تصفيةحسابات من لبنان أو من المغرب أو من الأردن أوو ـ شكراً لكِ ماجدة داغر عزيزتي