ثقافات

أدباء عراقيون: عدوا رحيل القصيبي خسارة كبيرة للثقافة العربية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

عبد الجبار العتابي من بغداد: ابدى الوسط الثقافي العراقي حزنه وأسفه وتأثره برحيل الاديب العربي غازي القصيبي لما يتميز به من ابداع ومواقف انسانية وادبية، ولكونه واحد من الادباء الذين كان لهم دور في الحركة الادبية العربية واغنوا المكتبة بنتاجاتهم المميزة، وعلاقة العراقيين به علاقة نسجها الاعجاب الذين ابداه العديد من المثقفين بأدبه ومواقفه، كما لا بد ان اذكر، انه قمر عربي اخر غاب، قمر من اقمار الادباء المبدعين الذين اثارهم كانت تجتذب الناظرين اليها وتزرع في صدورهم حقولا من الاعجاب، ولا بد من ابداء الاعجاب بتلك القصيدة التي نشرت لاول مرة في مجلة الفيصل ومطلعها يقول: (ضرب من العشق لا درب من الحجر / هذا الذي ساق الواحات للجزر)، والتي نالت حينها شهرة وترددت على الالسنة لانها كانت تحاكي منجزا رابطا بين دولتين. هنا استطلعنا اراء عدد من الادباء والمثقفين العراقيين حول الراحل:

قال جابر الجابري وكيل وزارة الثقافة العراقية والشاعر: غازي القصيبي هو الشاعر والاديب والسياسي الذي قطع اطول رواية في حياته يوم امس الاول، اختتم فصلا مهما من فصول روايته التي كتبها في حياته السياسية والادبية والثقافية يوم امس الاول، واعتقد انه من النوادر، من الشخصيات العربية التي جمعت بين النقائض، نقائض السياسة ونقائض الادب والابداع والادارة ايضا، هذه الشخصية الدبلوماسية السياسية الادبية المعرفية، وبالتأكيد ان فقدها شكل خسارة كبيرة للساحة العربية الثقافية والادبية والسياسية ايضا، نحن اليوم احوج ما نكون الى رجالات لا تخلق بطرفة عين، لا تخلق بالازرار ولا بالقرارات الرسمية، يخلقها الزمن الصعب، لذلك نحن اليوم احوج ما نكون الى غازي القصيبي وامثاله، ان يتشكلوا من جديد مع ثقتي ان الساحة العربية ساحة ولود لكنها ساحة مقموعة.

واضاف: ظروف غازي القصيبي لم تصنعها البلاطات ولا انتماؤه الى القصور الرئاسية او الملكية، صنعها الادب والفن والشجاعة والارادة التي كان يمتلكها هذا الرجل، اعتقد انه شكل خسارة كبيرة لنا جميعا وما تركه لنا من ارث ثقافي وابداعي ودبلوماسي وسياسي اظن انه ينضم الى موسوعة الثقافة العربية والادبية وسيبقى حيا في هذه الموسوعة والذاكرة العربية.

واضاف: غازي القصيبي سبق لي ان قابلته ووجدت زميلا جيدا وجميلا جدا، رحمه الله.

وقال فاضل ثامر رئيس الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق: القاص والروائي غازي القصيبي واحد من المبدعين العرب الذين اغنوا المكتبة العربية بالعديد من التجارب الروائية.

واضاف: انا اعجبت بروايته (العصفورية) وهي ذات بنية روائية متفردة حتى ان بعض فصولها تتحول الى مشاهد مسرحية، لذلك يمكن ان نطلق عليها (مسروائية) فيها الكثير من المتعة والخفة والسخرية لان معظم الاحداث تدور حول بروفيسير في مصح عقلي، وفيها حوارات تذكرنا برسالة الغفران لابي العلاء المعري، والرواية جديرة بالقراءة والدراسة لانها تمنحنا الوعي والمتعة والجمال.

واختتم فاضل ثامر كلامه بالقول: خسارة كبيرة لنا جميعا ان نفقد روائيا عربيا منفتحا كقامة غازي القصيبي رحمه الله.

وقال الشاعر ابراهيم الخياط:
غازي القصيبي ليس اديبا فقط انما هو دبلوماسيا عرفناه كما عرفنا ادبه، انه اديب جميل وشاعر جميل وكل المغريات الدنيوية لم يقف امامها ولم ينظر اليها فكان يحمل قيمه ومبادئه شاعرا وروائيا ووزيرا، وهو ما يجعلني اتذكر مقولة تنطبق عليه (يا له من رائع ذلك الذي يأبى ان يقال له كن فيكون)، ومواقفه في نظري هي التي رفعته عاليا، وهذا قلما يحدث عند الشعراء، الذين نرى الكثيرين منهم يقفون على ابواب السلاطين ويبيعون المواقف بثمن بخس، ولكن المسألة عند القصيبي مختلفة باعتباره زاوج ما بين الموقف والشعر، فما قيمة الشعر والادب بدون اخلاق، فما لم تتقبله الناس من انسان لايمكن ان يتقبلوه من شاعر.
لقد كان رحمه الله واحدا من كبار الشعراء الذين امتلكوا المبدئية وحافظوا عليها، وقد فرض نفسه على الساحة الادبية، ولا يكم ان اخفي انه واحد من الشعراء الذين تشعر انهم قريبون منك وتتأثر بهم، كما لا اخفي حزني عندما سمعت بخبر رحيله بعد معاناة مع المرض.


فيما قال الكاتب صباح المندلاوي:
القصيبي.. رجل مبدع ذو شخصية رصينة، يعتبر من الشخصيات المثقفة والتي تمتلك فاعلية في ميدان الثقافة العربية والدبلومسية ما عدا اهتماماته في عالم الصحافة، وهذه الشخصية فعلا لها مكانة ومنزلة جديرة بالتقدير والاعتزاز في الوسطين الثقافي والادبي لاسيما انه رجل مبدع وملامح ابداعه واضحة، شاعر مميز بالتأكيد ولولاه شعره المميز القابل للاستمتاع والتعبير عما في النفس لما كان صيته ذائعا، كما انه روائي مميز استطاع ان يضع اسمه بين كتاب الرواية العرب المميزين، ولا اعتقد ان الوزارة اعطته اكثر مما اعطاها هو، اعتقد ان كرسيه كان عبارة عن زهو الشعر وعنفوان الكلمات، وكانت الاشياء الجميلة ترفرف حوله لانه جميل بالتأكيد.

واضاف: رحيل هذه الشخصية يمثل خسارة للادب العربي وللثقافة العربية وللفكر العربي ايضا، وهذا الرحيل مؤلم ونشعر بخسارة كبيرة، ولا يسعني وانا اسمع خبر رحيله الا ان احزن وادعو له بالرحمة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف