Piranha وThe expendables الأحدث على الشاشات العالمية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
هي مدينة تجيد الاستثمار، وتعرف متى تبتكر ومتى تحيي ما كانت أطلقته سابقا ولكن بحلّة متميزة مثلما فعلت في فيلمين جديدين يعيدان الى الأذهان ما كنّا عشناه من عصر خاص مع Jaws أو "الفك المفترس" حيث سمك القرش المتوحش الذي ينشر الجثث المقطّعة في كل اتجاه، وكذلك مع "رامبو" البطل الأميركي الذي لا يقهر في حرب فيتنام والذي يستخدم جميع أنواع الأسلحة المتوفرة لمحو آثار أعدائه من الوجود، وهو أداة التهديد التي لوّح باستعمالها الرئيس الأميركي الراحل رونالد ريغان ضد الارهابيين في أنحاء العالم للقضاء على مخططاتهم التدميرية.
بيرانا
اذا كنا تعرّفنا مع "الفك المفترس - Jaws" إلى سمك القرش العملاق والمفترس الذي يستحيل صدّ هجومه، فإنَّ هجمات أسماك الـ بيرانا التي يقدم الفيلم صغارها فقط على أنها مفترسة لن تكون أكثر رحمة من سابقاتها. فصغار الـ بيرانا تتكاتف مع بعضها في مجموعة لتنقض على ضحيّتها، فتتعاون على "جرم" جلد الضحية في غضون لحظات، تاركة الأجساد هياكل عظمية، وأحيانًا يكون بعض أصحابها على قيد الحياة!
في المشهد الأخير من الفيلم الذي يظهر شراسة صغار هذه الأسماك، تندفع من تحت المياه بيرانا كبيرة أكثر شراسة من صغارها الذين أرعبوا المشاهدين خلال الفيلم، وتضرب رجلا على متن قارب وتلقيه في الماء قبل ان تتفرّغ لالتهامه. ويترك المخرج في مشهده الأخير المشاهدين الذين يميلون الى الأفلام العنيفة على موعد مع رعب لا يحتمل في الجزء الثاني من الفيلم والذي سيكون من بطولة كبار أسماك الـ بيرانا، وتأكد أنه يتم تصويره منذ فترة بعيدًا عن الأضواء منعًا لكشف أسراره.
والحقيقة أن شريط "بيرانا" عمل سينمائي جاذب جدا أخرجه آلكسندر آجا، عن نص لـ بيتي غولدفينغر وجوش ستولبرغ، حيث نتعرف إلى بحيرة فيكتوريا (صوّر الفيلم في بحيرة هافازو في ولاية أريزونا) وعشرات الشباب والشابات في حال من الفرح والإنطلاق واللهو.
وبعدما اكتشف سبب موت الصياد مات هوبر (ويلعب الدور الممثل ريتشارد درايفوس وهو بالمناسبة لعب دور البطولة في فيلم JAWS)، انطلقت الشرطية جولي فورستر (وتلعب الدور الممثلة أليزابيث شاو) مع مساعدها فالون (الممثل فينغ راميس) في تحذير حازم لجميع السباحين وطلبت منهم الخروج فورًا من المياه لوجود مخاطر جسيمة ومؤكدة.
معظم الرواد سخروا من الدعوة، لا بل أنَّ الموجودين خارج الماء قفزوا الى أعماقه نكاية، ولم يطل الأمر حتى كانت الـ بيرانا تقتات من أجساد السباحين، وسط فوضى عارمة وصراخ من طالبي النجدة، واذ بمياه البحيرة تتحول الى اللون الأحمر، فيما الأشلاء والأطراف مبعثرة على سطح الماء أو عند جوانب البحيرة.
ويؤمّن السيناريو بابًا آخر للترقب من خلال الشرطية جولي التي تفاجأ بأن أولادها الثلاثة على متن مركب عالق بين الصخور، فتوافيهم عبر مركب انقاذ سريع وتنجح في انقاذهم بعدما التهمت أسماك الـ بيرانا فتاتين وشابين خلال العملية.
بيرانا يعود بالمشاهدين خلال 88 دقيقة وشاشة ثلاثية الأبعاد، إلى عصر "الفك المفترس" مع مؤثرات صوتية ومشهدية أكثر جذبا.
مرتزقة
قلة فقط ارتبط اسمهم بأفلام الأكشن وكان صعبا عليهم الحضور في أنماط سينمائية أخرى وإقناع الجمهور بها، وستالون في طليعتهم. فبعد رامبو، وروكي، لم يستطع ستالون استكمال حضوره في المقدمة مع موضوعات اجتماعية أو عامة أخرى، فإما أكشن أو لن يجد أحدا في الصالات ليتابع أفلامه.
لكن مرحلة اللاتوازن التي عاشها على مدى سنوات أثمرت اكتشافا له كمخرج حين أنقذ جون ترافولتا وأنقذ نفسه بتعاونهما في الفيلم الجميل "البقاء حيا"، وها نحن نشهد اليوم إنجازه التالي مخرجا وممثلا وكاتب سيناريو، مستعيدًا كامل الصورة التي سبق ورسّخها في الأجزاء المتلاحقة لـ رامبو، مع اختلاف الموقع من فيتنام وأهوالها الى الصومال حيث لقّن قراصنتهم درسا قاسيا بقتله مع فريقه مجموعة كاملة من القراصنة وإنقاذ الرهائن دونما خسائر تذكر.
يسجّل جديد ستالون The expendables اختلافًا من حيث هويَّة الفريق الذي تألف في قديمه "رامبو" من جنود نظاميين في الجيش الأميركي، أمّا الان ففريقه يتضمن مجموعة مأجورة من المرتزقة تعمل لصالح من يدفع لها أكبر مبلغ من المال.
واذا كانت البداية في أفريقيا فإنَّ الهدف الرئيس كان أحد الأنظمة العسكرية في أميركا اللاتينية المدعوم من وكالة سي آي اي، مع اضافة عامل جذب يستحيل تجاوزه، حيث جمع ستالون أبرز من أحبهم الجمهور في مجاله أمثال: بروس ويليس، آرنولد شوارزينكر(حاكم ولاية كاليفورنيا حاليا، ويتم الغمز من قناته كطامح لرئاسة أميركا) جيسون ستاثام، ميكي رورك، جت لي، دولف لاندغرين، ستيف أوستن، غاري دانيالز، وصولا الى ايريك روبرتس (شقيق جوليا) الغائب عن الجديد السينمائي منذ سنوات.
ولم يكتف بقيادتهم كمخرج، بل قادهم أمام الكاميرا في معظم المشاهد بأسلوب مقنع جدًا، خصوصا وأنه استعاد الصورة القديمة التي ألهبت شهرته وجعلته ما هو عليه اليوم من نجومية، والتي أعاد اللمعان إليها مجددًا بأسلوب ذكي.
لم يكسر ستالون صورة المقاتل الساعي دائما الى الانتصار، فعلى الرغم من العاطفة التي عبّر عنها تجاه ساندرا (جيزيل ايتييه) ابنة الجنرال غارزا (ديفيد زاياس)، إلا أنَّ وداعه لها بعدما دمّر جزيرة فيلان كان أشبه بمن يودّع امرأة غريبة، حفاظا على ما يبدو على صورة الحزم والقوة حيث لا وقت للعاطفة رغم أنه أنهى مهمته بنجاح.
الواضح تماما أن هوليوود تجيد دائما إعادة إحياء نجاحاتها السابقة وتوظيفها في المكان والزمان المناسبين، وهذا ما أظهرته في الفيلمين السينمائيين الجديدين اللذين يحاكيان نموذجين من معالم الذاكرة الحية عند الجمهور الواسع.