محي الدين زنكنه، الغياب الذي لا يعوض
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
منير العبيدي
التماهي مع البطل
الظلم والفقر اللذان عانا منهما ابطال محي الدين زنكنه، صاحَبَهُما منه قدرٌ كبير من التماهي، التماهي بين الكاتب والشخصية ـ الصانع والمصنوع. فصاحَبَ محي الدين زنكنه دائما شعورٌ ملازم بوطأة ظلم حقيقي وهو الذي لم يضع فاصلا بين مصيره الشخصي ومصير عامة ابطاله، فأبطاله، بشكل ما، هو نفسه أو محيطه أو الناس الذين انحاز لهم.
محي الدين زنكنه
لم يطرح محي الدين زنكنه على نفسه مسألة الخلاص الشخصي وانقاذ الذات ضمن المأساة العامة المتفاقمة، لم يسعَ إلى الخروج ظافرا بتكريس الشهرة والمهارة، ربما بقليل من المهادنة أو صرف النظر. لم يكن يتطلع الى الا الى
الخلاص العام الذي بدا بمرور الوقت ابعدَ منالا مما كان عليه أكثر من أي وقت مضى، خصوصا لدى ثوريي الخمسينات من الذين كان محي الدين واحدا منهم ( أعتقل في الستينات بتهمة الشيوعية)، أولئك الثوريين الذين انطوت منظومةُ أفكارهم وسلوكهُم دائما ( رغم ما بشّرَ به ميكافيللي ) على قدر من الاخلاق اكثر مما انطوت على قدر من السياسة بتبريراتها المخزية، الثوريين من الرعيل الأول من الذين خالطت ثوريتهم رومانسية متفائلة، رومانسية وتفاؤل قد يبدوان مؤشرين لحالمين ساذجين. على أن هذا الحلم بسذاجته البادية التي اشاعها المحبِطون، كانا مصدرا مهما للالهام الابداعي والتبشير بعالم نتمناه حتى وان لم نكن قادرين على تحقيقه.
قوة المثال وصفاءه قد يكونان مفصولين عن الواقع، في الصراع البربري على المال والسلطة، ومتغربين عنه، على الأقل لبرهة ما، لكنهما في الوقت نفسه يمتلكان القوة لتحقيق الذات جزئيا أو كليا، عاجلا او آجلا، حين يبدو بعد حين أن الكثير من الاحلام " الساذجة" المستحيلة بعالم أكثر عدلا تسير سيرها الحثيث نحو التحقق والاكتمال، فتغيير العالم يبدأ دائما بحلم.
ربطُ المصير الشخصي بالمصير الجمعي، الاغتراب عن السلطة بكافة اشكالها، التعفف وعدم المهادنة في التعامل مع الادعياء والمتملقين، أرهق جسدَ وليس روحَ هذا الجيل، وهذا هو الشيء نفسه الذي ارهق قلب محي الدين زنكنه، فبدت عليه علائم الشيخوخة قبل الأوان بكثير وارهقت قلبه حتى رحيلة.
الحصار والثقافة
جلب لنا الحصار في عراق التسعينات، نوعا من " توزيع الفقر" ( أستعير هنا وصف ماركريت ثاتشر للاشتراكية بتصرف). في هذا الظرف كانت لقاءاتنا في بعقوبة تجري تحت اعين السلطة ومراقبتها وقد رأى صديقُنا المشترك الدكتور فياض أن السلطة كانت تسلط فوق رؤوسنا هراوة خرافيه، ولكن هذه الهراوة نكست نحو الارض لبرهة رغم انها كانت دائما موجودة ومرئية، فهذا الحصار الجالب للفقر قد جلب معه عدا ذلك تفككا لسلطة الدولة وتراخيا في قبضتها الفولاذية بعد أن رأت أن مجاميع من المثقفين لا يشكلون شيئا امام التحدي الاكبر الذي بات دوليا واسع النطاق، ويحمل نُذُرَ صدامٍ عسكري واسع وعاصف، في اعقاب الهزيمة المخزية في حرب الكويت، وبعد أن رأت، ربما، أن هامشا من الحرية بات افضل من الكبت للحفاظ على سلطة بات تتوفر على كل عوامل التفكك.
ففي أحد اللقاءات التي تكاثرت حينها قال أحد المثقفين المتملقين لرأس السلطة: "سيدي" هناك جهات تستنسخ وتوزع الكتب الممنوعة، أجابه نحن نعرف ذلك وقد سمحنا به.
هذا هو نوع من الانفتاح المحسوب والمقنن الذي يجب أن لا يترك أي مجال لسوء الفهم، فيفسر خطأ على انه ضعف أو تغيير في النهج. فالسلطة لن تضييع الجهود التي بذلتها من أجل ترسيخ صورتها كسلطة مخيفة. ولكن انتفاع المثقف من الانفتاح ينصرف ليس فقط إلى دوافعة بل قبل كل شيء الى نتائجه، فقد اصبح بالامكان الآن قراءة العديد من الكتب التي لم تكن متاحة في أي وقت مضى، منها كتاب حنا بطاطو عن الحركات الاجتماعية والحركات الثورية في العراق ومذكرات لقادة سياسيين معروفين عملوا في أحزاب معارضة وروايات لم يكن من الممكن السماح بها علنا مثل "الخلود" لميلان كونديرا وكتاب حروب دولة الرسول للسيد القمني وغيرها.
يسعى بعض المثقفين، أخص بالذكر "مثقفي الخارج"، الى الغاء الحياة الثقافية في عراق التسعينات لاسباب سياسية بحتة دون مسح ثقافي، ولا يرون أن الثقافة من الممكن ان تتواجد رغم السلطة وليس دائما بفضلها، وأن استمرار المبدعين في ابداعهم ليس تزكية لأية سلطة، فالاعمال الابداعية لرسامي المدرسة التعبيرية قد تواجدت وشقت طريقها رغم انها صُنّفت، في زمن النازية، على أنها "اعمال منحطة" كما ابدع كتاب وفنانون سوفييت في زمن ستالين اعمالا لا يمكن شطبها.
و هكذا نشطت الكثير من الفعاليات الثقافية كالمعارض والمسارح والاماسي والاصدرات. كان المثقفون في مسيراتهم نحو المزيد من حرية التعبير يتوجسون رد فعل السلطة التي لا يمكن التنبؤ بتوقيت ومدى غضبها. لعبة جر الحبل كانت مستمرة بهدوء وتوجس من الطرفين. فخرجت علينا في تلك الحقبة اعمال مسرحية لا يمكن تجاهلها بل انها شكلت مؤشرا هاما في التاريخ الثقافي العراقي فقدمت للمسرح أعمال مثل: " تكلم يا حجر " و" الاشواك " و" لمن الزهور؟ " ثم المونودرما الرائعة " مساء السلامة ايها الزنوج البيض" لمحي الدين زنكنه، وهذا الاخيرة قدمت على منتدى المسرح أو ما عرف بالمسرح التجريبي وقد ابدع في تمثيلها صباح الانباري الذي طالما اعتبر محي الدين زنكنه اباه الروحي وربطته به علاقة مميزة وكتب عن الكثير من اعماله.
منتدى المسرح
و هنا اجد ان من المناسب أن لا يمر عابرا ذكرُ المسرح التجريبي الذي لعب دورا كبيرا في الحياة المسرحية العراقية في التسعينات على وجه الخصوص وقدم اعمالا عديدة منها اعمال لمحي الدين زنكنه، ولهذا المسرح مزاياه الخاصة تماما ما اضفى عليه شعبية كبيرة لدى اوساط المسرحيين وعشاق المسرح.
منتدى المسرح أو المسرح التجريبي هو بيت بغدادي قديم، عمارته هي عمارة بيوت العوائل البغدادية الموسرة ومنها العوائل اليهودية ( ربما كان هو نفسه ما عرف بقصر شعشوع) تقع حديقته على شاطيء دجلة، اما "خشبة المسرح" فلم تكن سوى باحة البيت " الحوش " الذي تحيط به ثلاثة طوابق من الغرف العديدة على شكل مربع كبير، مفتوحٌ وسطُها نحو السماء وقد غطيت بما يمنع المطر. تجري احداث المسرحيات في الباحة ويحيط الجمهور بها على شكل نصف دائرة، يبدأ الخط البعيد لجلوس الجمهور ( الذي هو بضع عشرات) عاليا قليلا ثم ينخفص حتى يجلس متفرجو الخط الاول على الارض ويكون مستوى " خشبة" المسرح ادنى من مستوى الجمهور. وقد استخدم الشكل الفريد لهذا المسرح في كثير من الأحيان بطريقة ابداعية، فالكثير من الاصوات والاضاءة والحركات تصدر من الطوابق العليا للمنزل القديم المعتم وينزل الممثلون من السلم الضيق المقابل للجمهور بديناميكية متفردة.
هناك ثلاثة امثلة مميزة على الاقل في الاستخدام الابداعي لهذا المسرح بكل خصائصه الاستثنائية جاءت في المونودراما التي مر ذكرها لمحي الدين زنكنه: " مساء السلامة ايها الزنوج البيض" من أخراج سالم الزيدي واداء صباح الانباري، وكانت المسرحية مما يمكن ان يوصف بـالـ (atmospheric) وهي الاعمال الفنية التي يلعب فيها الجو دورا هاما. تدور احداث المسرحية في قبو في يوم ممطر وقد خدم جو البيت والاداء التمثيلي المميز لصباح الانباري الشكل العام للمسرحية فارتقت الى مستوى النص الذي كان أصلا من النصوص المميزة لمحي الدين زنكنه كنص مقروء.
ثم مثال ناجي عبد الامير في إخراج ثانٍ لنص دزدمونه ليوسف الصائغ. شغلت احداث المسرحية مساحة عمودية غير مألوفه في المسارح التقليدية حيث يكون اشغال المساحة في العادة افقيا.
و المثال الثاله هو مونودراما رائعة أخرى كتبها جليل القيسي واخرجها الراحل قاسم محمد ومثلها رائد محسن " انا مع من وضد من ؟ " تمثل رحلة دينار في جيوب لمالكين مختلفين.
و قدم غانم حميد للجمهور على مسرح الرشيد ثم على المنتدى " انا ضمير المتكلم " اعدادا واخراجا وتميزت المسرحية بالجرأة في تناول المأساة العراقية حيث صورت كوابيس جندي عراقي يخوض مكرها في أهوال الحرب وقد تنقل في كوابيسه مسترجعا القهر من والده مذ كان صغيرا ثم من معلمه حين بات تلميذا ثم من آمريه حين خدم في الجيش في ظروف الحرب.
و أخرج العلم المسرحي البارز ابراهيم جلال "دزدمونه" ليوسف الصائغ، سبق فيها اخراج ناجي عبد الامير لنفس المسرحية.
و كانت ثمة طبعا العديد من الاعمال المسرحية المميزة التي لا مجال لذكرها هنا.
بين النص وخشبة المسرح
كان محي الدين زنكنه يعطي مسودات مسرحياته لبعض القريبين منه لقرائتها، وقد ذكرت ذلك الكاتبة فاطمة العراقية التي طالما استضاف بيتها وزوجها الراحل عبد الاخوة التميمي العديد من المبدعين ومنهم محي الدين، وقد وافقني الرأي حين أشرت الى انه يشترك سلفا في إخراج المسرحية وهي ما زالت نصا مكتوبا، خصوصا بعد قرائتي لمسرحية "كاوه دلدار" فيحدد الكثير من التفاصيل التي تخدم جوها وحركة الممثلين، ولذا كانت نصوصه المسرحية تقترب من قصصه ورواياته تثير الإهتمام كنصوص مقروءة قبل ان تتاح الفرصة لمشاهدتها على خشبة المسرح، فيما جعل ذلك بعضا من المخرجين كعوني كرومي يجدون أن بوسعهم الاستغناء عن بعض التفاصيل في النص من التي تهم القارئ اكثر من المشاهد.
تعامل محي الدين زنكنه مع مسرحياته على أنها ذات وجهين، أحدهما للقراءة والآخر للتمثيل على خشبة المسرح، فتعامل مع الموضوع بمرونة ووافق على التعديلات التي رأى ان بالامكان القيام بها على النص الممسرح، لكنه في الوقت نفسه كان يدرس اقتراحات الحذف أو التجاوز بتروٍ وبعنايةِ من لا يرغب بالاضرار بانسيابية البناء الدرامي، وقد تعرفتُ على اسلوبه هذا خصوصا في مصاحبتي له في التدريبات التي جرت على مسرحية " تكلم ياحجر"، فقد كان يقبل أو يعارض اختزالات النص بتمحيص، كما كانت المناقشات تعكس جو التعاون البنّاء في اخراج المسرحية الى الجمهور بأفضل شكل ممكن بينه وبين سامي عبد الحميد.
و رغم أن محي الدين زنكنه كان يضع حدودا صارمة على نفسه وبالتالي على شخصياته، أو العكس، فيسقطَ على نفسه قيمَ أبطاله والتزاماتِهم، أو ربما من الاصوب أن أقول أنه كان يدمج كلا مساري التفاعل معا في جدلية التأثير المتبادل بين المبدع وابطاله، فيحتم على نفسه بناء النص بناءً لا تساهل فيه ولا مهادنة، إلا انه لم يكن متزمتا في تعامله مع المخرجين الذين تعاملوا مع نصه الممسرح لانه كان يدرك أن المسرحية، على خلاف النص، هي عمل مشترك يمثل لقاءا بين رؤيتين: المؤلف والمخرج، وليس عملا فرديا كما النص المكتوب.
و هو لا شك ادرك طرفا آخرا ينبغي مراعاته في حالة "النص على الخشبة"، وهذا الطرف هو الجمهور، وهو الذي يختلف الآن عن الجمهور الذي يقرأ النص، فقارئ النص لا يكون محددا باطار زمنى وبوسعه مواصلة القراءة في أي وقت يشاء ولكن جمهور المسرح محدد باطار زمني وينبغي مراعاة توزيع عناصر الشد على الوقت، وتوقيت الذروة الدرامية، لكي لا يعاني العمل من الركود.
بين الادب والمسرح والتشكيل
وقد توازى مع النشاطات المسرحية وسبقها نشاطٌ تشكيليٌ غيرُ مسبوق وازدهار في افتتاح القاعات التشكيلية الخاصة ومعارض مهمة أقامها أو شارك فيها محمد مهر الدين، رافع الناصري، ارداش كاكافيان، على طالب، اسماعيل فتاح الترك، محمد عارف، اسماعيل الخياط، كريم رسن، فاروق حسن، هاشم حنون، ليلى العطار، سعاد العطار، وليد شيت، سميرة عبد الوهاب، جميل حمودي، شاكر حسن آل سعيد، محمد تعبان، نوري الراوي، وداد الاورفلي، سلمان عباس، وغيرهم من الفنانين الذين لا يتسع المجال لذكرهم جميعا، كما شهدت بغداد معرضين استرجاعيين ضخمين لخالد الجادر اشرف عليه ونظمه أخوه وليد الجادر.
و تخطى الشعر والنثر أدب مرحلة الستينات المميز واستجاب لمستجدات الحداثة وغامر في استكشاف مساحات غير مطروقة.
بين الادب والتشكيل
كنت اصاحب محي الدين في المهرجات المسرحية والادبية التي يدعى لها وكان يصاحبني في حضور الفعاليات التشكيلية كما كنا نقضي الاماسي بانتظام في مقر اتحاد الادباء. في معرض نحن والشعراء الذي اشتركت فيه مع ثمانية فنانين آخرين برسم قصائد لشعراء عراقيين وعالميين، كان حضور الادباء والكتاب مميزا فعدا محي الدين زنكنه حضر المعرض عادل كوركيس، فهد الاسدي، سامي الاحمدي الذي ترجم المجموعة القصصية "قبو البصل" عن الألمانية وعبد الاخوة التميمي والعديد من الشعراء.
في مكتبته التي احتلت غرفة في الطابق العلوي من بيته في بعقوبة واحتوت على ألوف من الكتب، كتب محي الدين زنكنه اغلب اعماله. لم تكن علاقته منحصرة بالوسط المسرحي وبالفرق المسرحية في بعقوبة أو بالوسط الادبي فيها، بل كان يتمتع بجماهيرية واسعة بين ابناء المدينة والقرى المجاورة لها، ويلقى منهم الترحيب والاحترام، وبعد حرب عام 2003 تزايدت التهديدات التي وجهت له بسبب سيطرة المجموعات الارهابية على المحافظة فترك المدينة التي احبته وا حبها متوجها إلى السليمانية للإقامة هناك حتى هزها في يوم الحادي والعشرين من آب خبر رحيله وقد ترك في هذه المدينة العديد من الاصدقاء الشاعرين بفداحة الخسارة وسعة الفراغ الذي تركه في الساحة الثقافية العراقية.
لقد اصبح ملحا الان حفظ تراث الفقيد الذي ترك العديد من المسودات والاعمال، ويعكف الصديق صباح الانباري على جهد مشكور لاصدار موقع شخصي للفقيد كان قد شرع به قبيل رحيله ليعلنه مفاجأة له ولكن الموت كان، كالعادة، أسرع. على أن المشروع سوف يستمر حسب آخر مكاتبةٍ عبر الياهو مع الصديق الأنباري المقيم في استراليا من اجل اصدار موقع محي الدين زنكنه الشخصي كخطوة الاولى ربما لاصدار اعماله الكاملة كمشروع حيوي بالتعاون مع افراد عائلته.
التعليقات
رائحة البعث
نعمان داود -اني لاشم رائحة البعث العطرة منبعثة من مسامات وضحكات وافواه وقسمات السادة الاجلاء في الصورة اعلاه . واخص بالتبعث منهم الثانيين يمينا ويسارا ، والله اعلم
الاحكام المسبقة
بنية -كاتب المقال هنا تكلم عن نقطة اصبحت مملة جدا (مع احترامي) وهي ان مثقفي الخارج اختزلوا الابداع في اعمالهم فقط وقاموا بالغاء من في الداخل ومعاناته وانجازاته ويبدو ان الكاتب نفسه كان في الداخل وقتها لانه للاسف انضم للجوق الذي يحكم على الاخر بالمطلق، فمن قال ان الاوضاع فنيا وثقافيا كانت رديئة خلال سنوات الحصار بل بالعكس فالنقش على الصخر كان عنوان المرحلة وعلى ضوء ما نراه الان في عراق الالفين اقول يا ليتنا نمتلك الان ولو جزءا اجواء التسعينات الثقافية
الثاني من اليمين
مازن -الثاني من اليمين الكاتب البارز فهد الاسدي و هو معروف بعد المهادنة و بنصوصه التي قارعت كل اشكال الظلم في كل مكان و زمان، و الثاني من اليسار كاتب المقال منير العبيدي الذي كانت حصيلته مع النظام أمران بالقاء القبض بسبب نشاطه السياسي المعارض و ثلاثة اشهر توقيف مع تعذيب و حشي، ما يقارب سنة بين صفوف الانصار في كردستان و اخيرا مغادرة العراق طلبا للجوء السياسي في المانيا مع ما لحق عائلته من تمييز و اضطهاد. الاول من اليسار الراحل علي هادي محروك الذي قضى سنوات في سجون السلطة منذ الستينات الثالث محي الدين زنكنة نفسه و هو غني عن التعريف ثم عبد الاخوة التميمي الذي رحل في الغربة و كان قد قضي في صغره سنوات في نقرة السلمان ثم نجا من الموت باعجوبة و قضى سنتين في اقبية المخابرات في التسعينات. و كل هؤلاء كانوا اعضاء في احزاب معارضة
احسنت استاذ منير
محمد عبد الستار -نعم مثلما كتب الاستاذ صلاح وهابي فهذا المقال ايضا يدعنا نرفع الرأس لان الاستاذ الكبير محي الدين بهذه العظمة وكذلك نفتخر لان توجد هكذا أقلام شريفة (مثل اقلام الاستاذين وهابي والعبيدي) تكتب وتعطي الحق لصاحبه. وليس كما كتب أحد شعراء بهرز عن علمنا ورمزنا محي الدين زه نكه نه بأته لايجلب الأكل لعائلته وانه يسكر ويتأخر خارج البيت ولا يهتم بعائلته واته يتعرض للاهانات ويهان في مجالس الشرب وانه ينتظر ان يرسل له هذا وذاك الدولارات من الخارج. عجيب امورغريب قضية. وقد رأيت الحزن والالم في عيون الاعزاء آزاد وميديا من هذا التطاول على والدهم وحتما شكك الاستاذ صباح الانباري ملابسه من خرط البهرزي الذي ينكر ـ لنقص مزدوج في تاريخه ـ ان يكون المناضل الكبير محي الدين زه نكه نه شيوعيا في حين الكل يعرف أن أبو آزاد هو عضو المؤتمر الوطني الثامن للحزب الشيوعي العراقي الذي عقد في بغداد أيار 2007