أليك فيتروف: الثقافة لا تقام أو تسقط بتوسّل السياسيين او ما يهمّ اجندتهم
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
*حتى يومنا هذا هناك كتاب أبدعوا في بلد واحد وهو الاتحاد السوفيتي
(أليك فيتروف) روائي أوكراني يكتب باللغة الروسية، وفنان تشكيلي، ورئيس تحرير مجلة(الفن الحديث) الالكترونية، وصاحب دار نشر(ليل (LeL). يعتبر من أنشط المبدعين الشباب في مجال الادب والتشكيل. . و نموذجاً للجيل الادبي والمثقف المخضرم، شاهد انهيار النظام السوفيتي وهو على أعتاب العشرين وشاهد الشوارع والحياة وهي تنقلب الى عالم آخر جديد وغريب بلا قانون، احتفظ -أليك- بأحاسيسه -رغم الفوضى في بلده - ورغما عن الحياة المعقدة غير المستقرة في اوكرانيا- سياسيا و اقتصاديا واجتماعيا منذ سقوط الاتحاد السوفيتي - تعلّم التعامل مع الاشكاليات بروية وصبر. كان معه هذا الحوار:
*هل هناك أدب أوكراني مستقل عن الأدب الروسي كما استقلّت الدولة عن الاتحاد السوفيتي؟
-في البدء أحب ان انوه- اذا تكلمنا عن الكتابات التي تكتب وتطبع وتصدر باللغة الاوكرانية- بان هناك القليل من الأدب الأوكراني المعروف او المعروض مرغوبا في اوكراينا، . والقراء في اوكرانيا يستلمون كتبا لكتّاب حديثي العهد بالكتابة -لان لغة الكتابة الادبية قبل أقل من عشرين سنة كانت هي الروسية، وهذه ليست فقط مشكلة ثقافية ولكنها في اللاحق او قريبا بالاحرى ستكون مشكلة تجارية للمصدرين. الناطقون باللغة الروسية هنا- في عالم الادب- من الصعب ان يجدوا وظيفة او يغيّروا الوضع. وهناك لعبة مراقبة الكتب الصادرة من دور النشر التي تطبع الروسية.
*كأدباء وكتاب قضيتم طفولتكم أثناء الحكم السوفيتي، وبالتالي تربيتم على ثقافة روسية، الآن هل حصل معكم نوع من التشتت الثقافي والأدبي أم إن هذا خدم كتاباتكم؟ _وخاصة دولتكم_ لها خط خاص في التعامل مع اللغة الروسية ومحاولات جادة في استخدام اللغة الاوكرانية في الدوائر الرسمية والمدارس والجامعات؟
- من الضروري هنا الحديث لفهم (الأكرنة-)في السنوات الثمانين الماضية وليس فقط التحدث او فهم الادب الاوكراني. هذه هي الموجة الثالثة لـ (أكرنة) المواطنين الذين يعيشون في اوكرانيا. المرة الاولى التي حصل فيها هذا الاجراء-اي تعليم المواطنين -للتفكير والتحدث باللغة الاوكرانية- كانت في الاعوام 1920 - 1930 من القرن الماضي حيث كان الكثيرون من ذلك الجيل غير قادرين على اتقان الكتابة حتى ولو بلغة واحدة، بصورة عامة كانوا متعلمين لكن مستوى التعليم لم يكن بدرجة كافية، والموجة الثانية كانت في السنوات 50 19الى60 19- وحتى هذه المرة لم تات بالنتائج المرجوّة. والان في الوقت الحالي نجد الموجة الثالثة، الموجة هذه موجهة للجيل الشاب تريد الفات نظر الشباب نحو اللغة الاوكرانية وتبنيها. في المناطق التي يتواجد فيها مواطنون يعيشون حسب العادات الاوكرانية، نجد بان هاجس(الاكرنة) يجذبهم ويتوافق معهم بايجابية. وفي المناطق الاوكرانية التي يتحدث فيها المواطنون اللغة الروسية حصرا فان هذه الموجة لا تلقي قبولا. اما رسميا فما يبدو انه ليس هناك فهم للجوانب القومية وعناصرها. الرغبة للتحدث- وتقبل اللغة الاوكرانية او اي لغة - يجب ان تترعرع و تكبر مع كل شخص، بدلا من تعريفات وفعاليات وإرغام من قبل الدولة. غير ذلك فان الموجة ستولد تنافرا وتضادا. ساجلب لكِ مثلا: تمنح الدولة امتيازات لإصدار كتاب باللغة الاوكرانية في المؤسسات الطباعية الحكومية، وإذا قام الكاتب نفسه بطبع كتاب باللغة الروسية فان الامتيازات نفسها ستحجب عنه في كتابه الثاني. وهذا يعني ازاحة اعداد من المهتمين والقراء للغة الروسية في البلد، وهم أغلبية اقصد الأغلبية يقرأون باللغة الروسية اضافة الى اللغة الام التي يتحدث بها. انا اتحدث واقرأ واكتب باللغة الاوكرانية باتقان كما انا في الروسية. ولكن اذا اتينا الى مسألة اصدار الكتاب او دور النشر فان ما افضله او ما يجذبني كمغناطيس هو هذه اللغة التي تناديني والتي اجد لها اثرا افضل، وهي اللغة الروسية.
*هل هذا هو الوضع مع كل الدول التي كانت تابعة للاتحاد السوفيتي السابق؟
-نعم. هناك إمتداد لهذا الموضوع في كل الدول التي كانت تابعة للاتحاد السوفيتي وهذه حقيقة وواقع. الصفة الغالبة للثقافة الروسية متواجدة في تلك الدول. ولكن في اوكرانيا هي ليست مسألة ثقافية فقط انها مسالة سياسية ايضا. فالساسة الاوكران يتوجهون اكثر نحو مسألة اللغة الاوكرانية وثقافتها بمعزل عن الروسية في اثناء اقتراب فترة الانتخابات ووعودها. المجتمع تعب من هذه النداءات ولم يعد يصدق بهكذا مقترحات او تغييرات فيما يخص اللغة. وفي الجانب الاخر فان روسيا على الجانب الرسمي تضع اوكرانيا في منطقة الاهتمام وسوف تفعل ما يجعل تاثيرها واضحا على اوكرانيا. الثقافة لا تقام او تسقط بتوسل السياسيين او ما يهم اجندتهم. نحن لا نستطيع ان نخلق ثقافة ثانية في بلدنا فالكثير من نجوم الثقافة التاريخيين من اوكرانيا تبنوا الثقافة الروسية لقرون، كتاب موهوبين، فنانين، شعراء، نحاتين، مخرجين ولدوا في اوكرانيا والذين أُكتشفوا واثبتوا انفسهم من خلال نجاحهم في موسكو و سانت بطرسبوغ او المدن الروسية الاخرى. والان هنا الرؤساء والقادة قد رغبوا و قرروا لخلق ثقافة جديدة او أعادة تاريخ الثقافة في اوكرانيا!. لا شيء ينبع او يتكون من اللا مكان او من لا شيء. هل من الممكن ان تكون الرغبة وحدها كافية؟ اعتقد بان الجواب واضح.
عادة ما أجد معظم الناس في الساحات العامة ووسائل النقل يقرأون كتبا باللغة الروسية وليست الاوكرانية، ونحو 70% من المواطنين يفكرون ويتكلمون بالروسية في اوكرانيا. مشكلة اللغة هذه لا يمكن أن يقسم الكتاب الحقيقيين الحاليين ولا القرّاء الواعين. بالإضافة إن ذلك يعطيهم احتماليات اكبر للعب مع الكلمات. لغتان تولدان القدرة على اختراع أفضل في التعبير. وأيضا اللعب بالكلمات يولد ثقلا في الكوميديا وله تأثيره وقبوله الواسع من قبل القراء سواء كانوا من مواليي اللغة الروسية أو الاوكرانية لان المواطنين الاوكران يتكلمون ويفهمون اللغتين تماما.
*مرة ثانية كيف يختلف الأدب الاوكراني عن الأدب الروسي إذن؟ هل هناك اختلاف بين الأدباء الاوكران والأدباء الروس في هذا البلد؟
-حتى يومنا هذا هناك كتاب أبدعوا في بلد واحد وهو الاتحاد السوفيتي. فالاختلاف الكبير بين الكتاب هو فقط من علامات السُلُطات المختلفة فيما بينها الآن. الأجواء هذه قد تؤثر بسرعة. والناس المبدعون غير القادرين على التعبير قد يؤدى بهم إلى تأثيرات أخرى وحراك. ولكن هناك روح الكاتب المبدع التي تبقى غير متأثرة بكل هذا هناك اقتران وإعادة تولد لعالم خاص روحيا.
*هل انت إذن موالٍ لذلك البلد الواحد الذي كان يسمى الاتحاد السوفيتي؟
- كنا نتحدث عن الابداع الأدبي فقط. بل انا موالٍ لأوكرانيا حرة، بعيدا عن تاثيرات اجندة اي دولة، اوكرانيا بلد غني بالثروات الطبيعية والزراعية وتعتبر من اكبر دول اوربا الشرقية بعد روسية من حيث المساحة وعدد السكان ومطلة على بحر عالمي استراتيجي-البحر الاسود- فلماذا الارتكان الى اي جهة؟ بالعكس انا اريد لاوكرانيا ان تكون بلدا قائما بذاته وان يكون له اجندته الخاصة مع عدم الاصرار على ألغاء الثقافات المختلفة التي تكونت فيه بمرورالسنوات. فهذا لن يجدي نفعا أبدا لا للدولة ولا للناس.
متأثرة بما سمعته هنا وهناك في هذا البلد سألتك إن كنت كاتبا روسا أم أوكرانيا أجبتني بأنك سُلافي، فكيف ترد على القاريء هنا؟
-في كل الاحوال انا اعتبر نفسي كاتبا اوكرانيا لانني عشت واعمل فيها، واوكرانيا بلد ي، هناك مثل يقال في اوديسا "اينما كان مولدك فذاك وطنك" ولا رغبة لي في ان اترك بلدي انه وطني. قد اسافر بين الحين والاخر ولكنني لن اهجره ولن انقلع منه الى اي مكان آخر.
هذا الاصرار على عدم الهجرة. . . كم جميل هذا الشعور، نحن في العراق هاجَرنا هذا الاحساس تقريبا،
استطيع ان افهم إحساسكم هذا، لكن في النهاية تتمنين أن يكون كل ما تصلينه من نجاحات قد تحققت وانت في بلدك اليس كذلك؟
*روايتك التي أترجمها الآن رواية واقعية. في البداية حين بدأت بالترجمة كنت أتوقع رواية أكثر زخرفة مع اللغة الروسية. هل تستطيع أن تقول بان هذا هو أسلوب الكتابة الآن في أوكرانيا أم انه أسلوبك الخاص؟
-ذلك يعود الى ما يفكر به كل كاتب حول هذا الموضوع ولكل كاتب وجهة نظر خاصة به. في روايتي اتحدث تماما عن الواقع، واقعنا جيل الشباب الان كيف يفكرون وكيف هي ايامهم وكيف تبنى العلاقات الانسانية خاصة بين الرجل والمرأة في ظل مباديء ومتغيرات الحياة بعد الانهيار فهذه لغتهم واستخدمت الكثير من العامية. هذا مهم لنؤسس روايات عن جيل آخر تماما غير الجيل الذي عاش تحت النظام السوفيتي والذي تناوله الكتاب اثناء تلك الحقبة.
*ما هو تأثير المكان في الكتابة؟
-تعرفين بان المكان له تاثيرلكن- حسب النبيذ المقدم- كما نقول او حسب نزعة الكاتب او الشخص. أرى أيضا بان العمل (الذي تسترزق منه) له دور في تحديد مكان تواجدك. عن نفسي لو عملت في روسيا في ملدافيا في اوكرانيا فالاماكن هذه لها تاثير واحد علي. استطيع القول نوع العمل له تاثير كبير على الكتابة سلبا او ايجابا.
*ماذا تعرفون عن الأدب العربي الآن انتم كجيل أدبي شاب في أوكرانيا؟
-للأسف الشديد ليست لدي معلومات واسعة ووافية حول الحركة الأدبية في العالم العربي ألان. قرأت أشعارا مترجمة تعود الى 150 السنة الماضية للمترجم الاديب (ربينوفيج).
إضافة إلى معرفتي بقصائدك وكشاعرة تكتب بالعربية، فقط لأنني أعرفك شخصيا.
*لماذا هذه المحدودية بنظرك في معرفة الأدب العربي ألان في أوكرانيا و في روسيا أيضا؟
- لماذا لا يترجم الأدب العربي الحديث إلى الروسية؟ هذا السؤال ربما يجب توجيهه إلى المترجمين أنا لست مترجما. ولكن أرى أن هناك صعوبة في ترجمة الأدب العربي مباشرة إلى اللغة الروسية. فاللغة الروسية لغة ليست بسهلة والعربية أيضا. معظم الأحيان الكتابات العربية القليلة هنا وهناك تكون غير مترجمة مباشرة من العربية بل تكون قد تم ترجمتها إلى الإنكليزية ثم تترجم إلى الروسية هناك تعقيد وصعوبة في فهم الترجمة الروسية للعمل. وماذا تعرفون انتم عن الادب الاوكراني او الروسي الحديث؟
-مثلكم. . . ليست لدينا معلومات قيمة او مهمة عن الادب الاوكراني او الروسي الحديث لدينا قائمة من اسماء الادباء الروس الكلاسيكيين والذين تمت ترجمتهم اثناء فترة الاتحاد السوفيتي، ومعظم المترجَم لا يتناول من كانوا على النقيض من ايدولوجياالاتحاد السوفيتي. لدينا في العالم العربي معلومات اكيدة أن اجمل النساء في بلدكم. *بالمناسبة ما رأيكم كمثقف ومبدع من هذا البلد بشخصية المرأة الاوكرانية،؟
-بالنسبة للشق الاول من كلامك: هذا يعني بان هناك نقصاً هائلاً، الروسية كما قلت لغة ثرية جدا وصعبة والتفرغ للترجمة الادبية من الروسية يحتاج الى مترجم متفرغ ياخذ اجراً عليه. يجب ان يكون هذا عمل مؤسساتي.
اما بالنسبة للمرأة الاوكرانية فشخصيتها الحاضرة تتبع الشخصية الكلاسيكية للمرأة رغم ان مظهرها وتصرفاتها لا تدل على ذلك ابدا --كلاسيكية باتجاه انها تفكر ان على الرجل ان يمدها بالمال، وهي تنتظر منه ذلك على الدوام، وأغلب الاحيان في اول سقطة للرجل سواء صحية أواقتصادية قد تركن بسهولة إلى آخر، تفسير هذا التصرف لا يقترب إلا من عمل بائعة اللذة. ولا تظني أنني أعادي بائعات اللذة فهذا عملهنّ. لكن أن تحاول المرأة ان تكون متحذلقة وتمارس عمل بائعات اللذة تحت لواء الشريكة او الصديقة. . . فهكذا نماذج لا أثق فيهن ولا احترم طرحهن. نقيض هذه النماذج التي تحدثتُ عنها هنا قليلة الوجود. هذا رأي الشخصي!
*لكنني ارى آلهات الجمال يقفن في الشوارع لساعات وفي درجات تحت الصفر المئوي ليبعن ما تيسر من بضاعتهن سواء في البقالة او توزيع بطاقات الاعلانات او لبيع بطاقات الهواتف، واينما تولي وجهك ترى نساء عاملات جادات فكيف تقنعني بما قلت؟ ا
-انت تتحدثين مع رجل من هذا البلد، عاشر مئات النساء!
*ولكن نساءكم هنا يتّهمنكم ايضا بالتخاذل والبرود و بالخيانة؟
الحياة هنا صعبة هذه حقيقة، لا يستطيع أحد ان يعيش إذا كان متخاذلا-فنحن لا نعيش في اوربا الغربية حيث الدولة ترتب حياة الفرد ومعاش التقاعد وكبار السن. . الخ، المتخاذلون هم هؤلاء الذين يبحثون في القمامة وتجدين بينهم النساء أيضا اليس كذلك؟ ، والقضية ليست قضية برود بقدر ما أن الحياة أقسى من ان أقضي في الفراش ستة ايام لاعمل يوما واحدا!والواقع هو العكس!فالأهم ثم المهم، بالنسبة لي عملي هو حياتي-أقصد عالم الفن والكتابة - واي شيء آخر ياتي بعد ذلك. عندما نصل الاربعين هنا نكون قدقضينا أكثر من ربع قرن ونحن نعاشر وكذلك المرأة، ولا تنسي أن نسبة النساء هنا أكثر من نسبة الرجال ربما اللواتي تحدثن معك قد تكون حياتهن خالية من إثارة او يتحدثن عن تجربة خاصة. وبالنسبة للخيانة مع التحفظ على الكلمة المطلقة على هذا الفعل!! -لو فرضنا ان ذلك صحيحاً - فاللواتي تكلمن عن الخيانة اعتقد لم يتحدثن عن شريك مِثلي! كنّ يتحدثن بالتاكيد في الخيانة مع إمراة أخرى، إذن فالمراة أيضا شريكة في هذه العملية. بالنسبة لي الان لا استطيع ان اجمع بين إمرأتين في وقت واحد -لا يمكنني ذلك فقط. رغم إيماني بان الجسد ملك صاحب الجسد ولا يمكن لاي جسد آخر ان يحدد أو يتحكم في إتجاهات جسد آخر ورغباته إذا لم يحدد الجسد نفسه مجسّاته.
*جميل. . . حدثني الان قليلا عن نشاطك في حقل الفن التشكيلي وتنظيم المعارض الفنية؟
-من المقرر إطلاق دليل "كتالوك" باللغة الروسية والإنجليزية، خاص بالفنانين الاوكرانيين فقط، . أنا أعمل مع جميع الفنانين من مختلف البلدان لكن في هذا العمل أردت كمنسق للمشروع وضع ضوء على الفنانين التشكيلين الاوكران المتميزين والذين هم في مرتبة الاتجاهات العالمية. و إلـ20 عاما من الخبرة في هذه المجال لا تعرف الخطأ مع الفنان صاحب القدرة العالية. .
*هل تجد بان الفن التشكيلي الاوكراني الحالي قادر على منافسة الفن التشكيلي الحديث القائم الآن في أوربا؟ إسمح لي ان اقول-من خلال زيارتي للكثير من المعارض التشكيلية ولفنانين من كل مناطق اوكرانيا - ان الفن التشكيلي العراقي الحديث متقدم كثيرا على الفن التشكيلي الاوكراني باشواط ربما. .
-كفنان ومنسق معارض فنية من أوكرانيا أستطيع القول لدينا فنانون جيدون سواء في الأسلوب الأوربي الحديث أو في رسم اللوحات العالية الجودة في الواقعية المجردة. ليسوا كثيرين كما نود لكن هم موجودون. الإشكالية هي يجب تشجيع هؤلاء الفنانين الشباب في عرض أعمالهم من خلال معرض وفضاء عام على الجمهور- ليس فقط المحلي- وإنما الجمهور العالمي هناك ركود في تجارة اللوحات والاعمال الفنية هذا سبب رئيسي لعدم تشجع هؤلاء الفنانين بتطوير انفسهم او الاندفاع نحو الصرف على معارضهم. لقد أبهرتني فعلا اعمال فنانين عراقيين قمت بإرسالها إنهم مبدعون بحق والفنانة المعمارية العراقية - زها حديد - تمثل فنا خاصا لا يشبهها احد في العالم ولها اعمال في روسيا.
*الا يؤثر كل هذا التنوع في العمل على التركيز على الإبداع في حقل معين؟
-لا أريد أن ا قضي عمري في إنتاج الروايات والكتابة فقط. بدأت كفنان تشكيلي منذ عشرين عاما ثم حدث اندماج هرموني بين الكتابة والتشكيل والتصوير الفوتوغرافي. بالنسبة لي هذا طبيعي في الخلط بين الصحافة والتشكيل والأدب وقد أصدرت لما يقارب 200 كتاب بين الأدب وعن الأدب والفن التشكيلي والتصميم. قد يبدو هذا غير معقول لكنني فعلته كشخص واحد وسبب ذلك الإنتاج هذا الخلط بين الفنون.
*ما هو المهم لك في النهاية في أي عمل إبداعي؟
-أهم ما يشغلني هو أن اجعل القاريء أو المشاهد في خانة الشعور. أن يكون شريكا معي فيما أنتجته، لأسحبه الى الإحساس، بمعنى الحب أو الكره أو أي عاطفة إنسانية أخرى وأي رد فعل تجاه ما أنتجته هو نجاح للإبداع بصورة عامة.
_______________________
ملاحظة:تم إجراء الحوار قبل الانتخابات الرئاسية الاخيرة في اوكرانيا -حيث فاز فيها(يانيكوفيتش)وهو السياسي الموالي لروسيا والساعي الى تعميق العلاقات معها على جميع الأصعدة.
الحوار خاص بايلاف -
التعليقات
VASYL SYMONENKO,
Rizgar -Dear Gulala , would be great if you translate for V.Symonenko, and Thanks for this interview. VASYL SYMONENKO, Ukrainian poet 1935-1963,(To a Kurdish Brother) was one of Symonenko''s poems that was unpublished in the Soviet Union but eventually made him a national poet, and a mouthpiece of the Ukrainian national opposition of the 1960s and 1970s. In the first three stanzas, the poet addresses a Kurdish friend whose country has been invaded by bloodthirsty oppressors. They came not only to steal the possessions of the Kurdish people but also to take away their name, eradicate their language, and render their children fatherless. The oppressors do not belong to a specific nation; they are a symbolic race, generalized by the poet as chauvinists.