الرِّيفيون في البحرين يتدفقون عطاء مسرحيا و فنيا ..

على باقر:مسرح الرِّيف يتعايش نشوة الفرح ويزدهي تقديرا لأعضائه وشبابه المبدعين بعد الانجازات المتميزة التي حققها، وبعد أن أنهى صيفه بأكثر من عمل مسرحي من إنتاجه، كان أخرها مهرجان الرّيف المسرحي الذي كانت له نكهته الخاصة في تقديم ثلاثة أعمال مسرحية اجتهد في الشباب إخراجا وتمثيلا. وتقديم الجزء الأول النظري من دورة الإخراج والتي خاضها الشباب من الأعضاء لتطوير ثقافتهم المسرحية وقدراتهم في الإخراج عمليا والتي يشرف عليها الأستاذ حمزة محمد رئيس لجنة التدريب والتطوير، وسوف تشهد الأيام المقبلة الجزء الثاني من هذه الدورة التي تهتم بتدريب المتدربين عمليا بقيادة الفنان المخرج طاهر محسن المشرف على لجنة الفنية المواكبة للأعمال المسرحية من أجل تنمية قدراتهم وخيالهم ورؤاهم لنحصل على شباب بحريني قادر على التصدي لأعمال مسرحية يثري الحركة المسرحية في البحرين بعطاء اتهم الإبداعية.
واليوم بتبوء هذه المسرح الفتي مكانة بين المسارح الأهلية بعد إعلان جوائز التميز من قبل وزارة الثقافة لعام 2009 ـ 2010م فحقق انجازات كبيرة عبر تاريخه الفني منذ إشهاره في مايو 2005م بعد أن حصد الجائزة الكبرى في التميز لعام 2010م وقدرها خمسة آلاف دينار عن مسرحية المجهول التي أنتجها ضمن فعاليات مهرجان مسرح أوال السادس الذي انطلقت فعالياته في منتصف فبراير 2010م. ولم تكن هذه الجائزة الوحيد ة، فقد نال مخرج المجهول الفنان حسين العصفور جائزة أفضل ممثل عن المسرحية نفسها بجائزة وقدرها ألف وستمائة دينار، كما حصدت الأختان الممثلتان الكريمتان ابتسام القاضي وهديل كمال الدين جائزة أفضل ممثلة في المسرحية نفسها وقيمتها ألف دينار تدفع مناصفة بين الاثنتين، واستطاع باقتدارالفنان الأستاذ حسن المحاري الفوز بجائزة الموسيقى في هذه المسرحية وقيمتها خمسائة دينار. ومن جانب آخر نال الأستاذ الفاضل علي سلمان عبدالله رئيس مجلس الإدارة جائزة أفضل ممثل لعام 2010م عن دوره في مسرحية الشريط التي أنتجها المسرح ضمن الثلاثة العروض المسرحية في مهرجانه السنوي.
هذه الإنجازات تجعل مسرح الريف يفكر بأسلوب آخر عند تقديمه لأعمال مسرحية لها طابعها الفنّي والإبداعي وترتقي بالذوق لما تحمل من مضامين هادفة بعيدة عن التّهريج والإسفاف ويتعايش معها الجمهور وتحاكي شرائح المجتمع.
ولذلك يعكف الممثلون حاليا على خوض المسرح بنكهة الفرح الغامر، وقد وجدنا من قبل الفنان المخرج المجتهد " العصفور " الذي حلّق بمسرح الريف في عمان بمسرحية الكرسي التي أخرجها ونالت شرف تمثيل البحرين في مهرجان المسرح الأردني الخامس عشر في دورته العربية السابعة في منتصف نوفمبر 2008م، قارع " العصفور " بها سبعة عشر فرقة من أبناء الأردن والوطن العربي، نالت استحسان الجمهور من فنانين وأدباء ونقاد الذي تابعوا كل العروض الفنية وكانت لهم شهادات حول عرضه المتميز هناك. نجده اليوم يعيد الكره مرة أخرى وباقتدار أيضا ليحلق بمسرح الرِّيف في سماء خليجي الدوحة منتشيا لذة الفوز ووقوة التحدي في منتصف أكتوبر القادم 2010م بعد ترشيح وزارة الثقافة لمسرحية المجهول التي أعداها وأخرجها لمسرح الريف لتمثيل مملكة البحرين المهرجان الخليجي الذي يجمع الأشقاء في دولة قطر، لما تحمل من مضمون هادف ومثر ٍ ورؤية إخراجية جميلة وتحمل تأويلات المتميزة. ولذلك نجده هذه الأيام قد شمر عن ساعده مع طاقم التمثيل والطاقم الفني ليخوض معهم تدريبات مكثفة استعدادا لتمثيل الوطن بكل اقتدار.
كما نجد في خضم هذه الأفراح التي تغمر مسرح الريف أن فريقا أخر من فناني الرّيف يواصلون عطاءهم الفني ويخوضون تدريبات مكثفة لإنتاج المسرحية الاجتماعية الكوميدية الهادفة " حاش من حاش " وهي من قصة الكاتب التركي عزيز نسين وترجمة الكاتب البحريني المبدع الأستاذ عبد القادر عقيل ومن إعداد وإخراج الفنان حمزة محمد والتي ستعرض في بداية شهر نوفمبر على الصالة الثقافية للجمهور البحريني الكريم بمناسبة عيد الأضحى المبارك.
ومن جانب آخر يقود الفنان المخرج حسن على مرهون فرقة ريفية من كوادر المسرح معظمهم من الشباب المتحمس والموهوب في تدريبات ساخنة لتدريب على المسرحية الاجتماعية " لحظة كيف " من تأليف الأستاذ حمزة محمد والتي سيقدمها المسرح ضمن برنامج مكافحة المخدرات بين الشباب برعاية المحافظة الشمالية في شهر نوفمبر القادم.
أما المخرج السينمائي الشاب محمد إبراهيم الذي لم يهدأ مع طاقم ريفي أخر من أعضاء المسرح حيث يعدّ العدة لتقديم مهرجان الريف للأفلام القصيرة تحت رعاية كريمة من الأستاذ جعفر حسن بن رجب محافظ المحافظة الشمالية. ومسرح الريف يولي اهتماما كبيرا لهذا المهرجان الذي يحرك خيال الشباب نحو الإبداع ليبحرون في فن سينمائي راق ٍ، كما يوجه هذا الفن الشباب المثابر للتعبير عن قضاياه بأساليب متحضرة ليجعلوا للعدسة الكاميرا الصماء لغة تخاطب الحس ّ الإنساني وتستكشف همومه وتنبض بنبضاته. ومن المتوقع أن يشهد هذا المهرجان المرتقب والذي سيُكشف عن تاريخ انطلاقته فعالياته مستقبلا تنافسا مثيرا بين الأفلام السينمائية التي تربو على خمسين فيلم لمخرجين من أبناء مملكتنا الحبيبة وأبناء الوطن العربي وسيكون هذه المهرجان جسرا للتواصل والمشاركة بين المسرح وبين المحافظة الشمالية التى تزخر بالبرامج التثقيفية والترفيهية وبالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني.
ويسر مجلس الإدارة بمسرح الريف تقديم أسمى التهاني إلى الأستاذ علي سلمان رئيس مجلس الإدارة والمخرج الشاب الفنان حسين العصفور وإلى الفنان جاسم العالي مساعد المخرج ومدير الإنتاج وإلى كل الممثلين وطاقم العمل من إداريين وفنيين بمسرحية المجهول وإلى كل من الأستاذ الفاضل حمزة محمد رئيس لجنة التدريب والتطوير والمخرج الفنان طاهر محسن مشرف اللجنة الفنية المتابعة للعروض المسرحية المنتجة وإلى المخرج الشاب محمد إبراهيم مدير مهرجان الرٍّيف للأفلام القصيرة بمناسبة التميز لهذا العام متمنين لمسرح الريف التوفيق في تمثيل وطننا الحبيب خير تمثيل بين الأشقاء الخليجين في مهرجان المسرح الخليج المنعقد في في منتصف شهر أكتوبر 2010م في الدوحة.