خطايا.. عرض مسرحي فلسطيني صامت على خشبة مسرح قصر الثقافة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
علي صوافطة من رام الله (الضفة الغربية) - (خطايا).. عرض مسرحي صامت قدمته فرقة المسرح الشعبي على خشبة مسرح قصر رام الله الثقافي مساء يوم الثلاثاء بمشاركة 19 فنانا وفنانة واستخدمت فيه فنون الرقص والغناء.
تقدم المسرحية على مدار 80 دقيقة بصمت يكسر سكونه احيانا صوت بكاء طفل حاولت امه التخلص منه نتيجة خطيئة ارتكبتها. مجموعة من الخطايا يرتكبها البشر بقصد او بغير قصد منها كثرة الانجاب والعلاقات غير المشروعة واغتصاب حقوق المرأة وعدم تقبل انجاب انثى وقتل الناس بغير سبب.
ويوضح كتيب وزع قبل بداية العرض "الخطايا يرتكبها البشر بحق الاخرين او بحق انفسهم فيتسببون بالالام والعذاب لذواتهم ولغيرهم وقد لا يبرأون من ذلك ابدا... (الخطايا) مشاهد تسلط الضوء على حماقات البشر المعذبين والمعذبين لانفسهم بأسلوب ساخر وتهكمي."
وبعد العرض قال صلاح الدين حنون مخرج العمل وهو طالب بالمعهد العالي للفنون في دمشق "ما يقدمه هذا العمل المسرحي الذي هو تجربتي الاولى في الاخراج انه يسلط الضوء على مجموعة من الخطايا الموجودة في المجتمع.. في اي مجتمع. وأردنا ان تكون لغته عالمية لذلك كان صامتا استخدمت فيه الموسيقى والرقص ولغة الجسد في اطار كوميدي هادف."
واضاف قائلا لرويترز "هذا عرض تجريبي اول لعمل استمر شهر ونصف من التدريب المكثف بمشاركة عدد من الفنانين المحترفين اضافة الى مجموعة من الهواة وسيكون بكل تأكيد خاضع للتطوير والمراجعة."
يبدأ العرض بمشهد يتناول كثرة الاولاد والفقر اذ تظهر مجموعة من الاولاد في ثياب رثة يبحثون وسط القمامة عن ملابس وطعام. ويتخلل المشهد الكثير من حركات الفنتازيا لعدد من الممثلين وهم يحاولون الاختباء من عمال البلدية وهم يبحثون في حاويات النفايات.
ويطرح المخرج قضية التخلص من المواليد الذين يأتون نتيجة علاقة غير شرعية من خلال مشهد تضع فيه سيدة طفلها الوليد في حاوية قمامة بعد ترددها في ذلك ليجده شخص اخر ويحاول مساعدته في مشاهد حملت الكثير من الكوميديا رغم المأساة.
وقال حنون "لابد ان تكون جريئا في طرح قضايا لا يتحدث المجتمع عنها ولكنها موجودة. قد لا تكون ظاهرة ولكنها موجودة. وقد عملنا على تقديمها بنوع من الفكاهة لاننا اردنا الجمهور ان يتقبلها رغم المأساة التي تحملها."
واضاف "قدمنا مشاهد اخرى موجودة في المجتمع وان اختلفت من شخص لاخر مثل عدم تقبل الرجل لجنس المولود اذا كان انثى اضافة الى عدم تقبله لان تكون المرأة فنانة او طالبة او ان تختار زوجها وكذلك ظروف عمل المرأة في ظروف غير صحية لا تتوفر فيها ادنى شروط السلامة من خلال العمل وسط عدد كبير من اسطوانات الغاز."
ويستحضر المخرج مشهد تفجير يذهب ضحيته الابرياء من خلال القاء قنبلة على مكان كان يلهو فيه طفل وفتاة في احد المتنزهات والى جانبهما عامل النظافة. وفي المشهد تلقي مجموعة تلبس اقنعة المهرجين قنبلة تحدث انفجارا في المكان وتؤدي الى مقتل الجميع.
وقال حنون ان اقنعة المهرجين تحمل مغزى اذ أن "الكثير من عمليات القتل في اماكن مختلفة من العالم يذهب ضحيتها الابرياء ولا تعرف دافع من يقوم بها لذلك اردنا ان نشير الى ان عمليات القتل هذه تتم بهدف التسلية."
واشار كاتب السيناريو عبد الرحمن علقم الذي اخرج العديد من الاعمال المسرحية الى ان هذا العمل يبشر بدخول العديد من المواهب الشابة الى الساحة الفنية الفلسطينية بما لديها من مقدرة على التعبير والابداع حتى وان كان العمل صامتا وهو الاصعب في الاداء المسرحي.
وقال لرويترز "القضايا التي تناقشها المسرحية هي من الواقع وموجودة في كل المجتمعات بغض النظر عن ثقافتها وان كانت بدرجات متفاوتة."
(رويترز)