ثقافات

تجارب حسن شريف الفنية في الحصن الثقافي بأبوظبي

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

مروة كريدية من ابو ظبي: انطلاقا من "ركيزة الفنون البصرية" التي تم افتتاحها في الدورة الـ53 لبينالي البندقية 2009 وتم تصميمها كنقطة التقاء للتباحث والإنتاج الفني في الامارات تقوم منظومة فاعلة من العروض والتبادلات عبر عملية سرد بصري بالتعريف بالظروف التي تنشأ في ظلها الفنون البصرية في أبوظبي، حيث يستضيف حي قصر الحصن الثقافي أعمال حسن شريف التي تضم الكثير من المعروضات إلى جانب سلسلة من رسوماته المنهجية، ويشرف على المعرض كل من المؤرخة الفرنسية كاترين ديفيد والفنان التشكيلي محمد كاظم.
المعرض سيقام خلال الفترة من 17 مارس ولغاية 17 مايو 2011 حيث سيتم ايضا اصدار دراسة حول حسن شريف سيجري تقديمها في بينالي البندقية بإيطاليا عام 2011. كما سيصحب المعرض برنامج تعليمي متنوع .
ويعدُّ شريف واحدا من الفنانين الذين تم تتويجهم في بينالي البندقية وهو درس في بريطانيا ليصبح رساما كاريكاتوريا ويتبنى في أعماله التجريب وهو على صلة قوية بالمنهج المادي في تجسيد الفن حيث يستخدم القطن والمنسوجات والمعادن والأسلاك والبلاستيك لخلق تشكيلة متنوعة من القطع الفنية. ويعكس انتقاؤه للمواد ظروف الإنتاج التي يعيش ويعمل فيها: ظروف ما بعد الحداثة والتقدم في المجتمع العالمي. وتعكس مواده أيضا الجوانب المختلفة لهذا العصر مثل التصنيع الضخم. وعبر استخدامه للورق المقوّى ومواد التغليف، فهو بالتالي يعكس أيضا اهتماما بالنشاط الإنساني، ليس فيما يخص أسلوبه في صناعة فنه فحسب بل أساليب الآخرين في الحقول الأخرى أيضا.
وتتضح المركزية لدى شريف في أسلوبه عند "صناعة" أعماله الفنية: عملية دقيقة ومضنية وغالبا ما ترتبط بإشارات وحركات متكررة تظهر في غزْل وطيّ ولف وربط مجموعة متنوعة من المواد. وتعبّر أعمال شريف عن "أفعاله" و"صناعته" المقصودة ووعيه بالظروف التي يعمل في ظلها. تاريخيا، لم يتم عرض أعماله كثيرا على نطاق عام في الإمارات لكنه غالبا يمثل الإمارات في الخارج. ويشعر المرء بهذه المفارقة وغيرها من خلال أعماله.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
فى الاغتراب الثقافى
أ.د . مجدى يوسف -

القفز على ما بعد الحداثة الغربية فى الفن التشكيلى العربى منبت الصلة بالثقافة الاجتماعيةالتى نشئ فيها حسن الشريف وأمثاله الذين يرون فى التعلق بأهداب الغرب والتمسح بآخر تطوراته ما يضمن له " اعترافا عالميا "!!! وهو طموح مدمر للذات الثقافية فى اتصالها بمشكلات تراثها الخاص . نحن لا يجب ولا يجوز أن ننغلق على ذواتنا أبدا ، أما أن " نتشعلق " فى أهداب الآخرين " اختصارا " لطريق تنمية الذات وتوحدا بثقافة الغالب فهذا تعبير فاضح عن آلية " الاستعمار الذاتى " التى حدثنى عنها المهندس الراحل حسن فتحى فى الثمانينات . ولو كان حسن الشريف وأترابه يمارسون هواية اللهفة على محاكاة المستعمر الجديد فى إهابه الثقافى الذى هو أخطر بكثير من كل أشكال التدخل المباشر السافر فى بلادنا ، أقول لو كان قد امتهن " الفن التشكيلى " فى حياة الفنان المهندس العالمى بحق حسن فتحى الذى كان صديقا حميما لى ، لاعتبر " عمارة الفقراء " مجرد تفريعة من مدرسة غربية حديثة !! ولكن ما رأيه أن نشوء فكرة حسن فتحى هذه كانت من خلال استيحائه لثقافة الفلاح المصرى الضارب فى تاريخه هو ، وليس تاريخ غيره من مجتمعات الغرب الحديث ..ولمن يعنيه قراءة المزيد عن نقدى لتوجه السيد حسن الشريف وأتباعه فى الإمارات " العربية " ، وأن لم يك لها علاقة تذكر بالمجتمع العربى ، أن يطالع تعليقى الناقد على تجربته وتجارب فنية أخرى فى الخليج العربى فى الفصول الأخيرة كتابى : معارك نقدية ، إصدار " الهيئة المصرية العامة للكتاب " بالقاهرة ، 2007 ، ط 2 . فمهما استمرأ أصحاب هذا التيار فى عالمنا العربى " جوائز " النقاد الغربيين فإن ارتباطهم بأرضيتهم الاجتماعية تساوى صفر للأسف الشديد. فما يقدمونه لا يمكن أن يدعى " فنا " على الإطلاق مهما هلل له أصحاب الثقافات المهيمنة فى عالم اليوم . أما الطريق الأصعب والذى ينبع من خصوصية إشكاليات الذات الثقافية فى معالجة معاصرة جادة فليس هذا هو ما يتصدى له أمثال السيد حسن الشريف ..