ثقافات

وطن في مرآة النهر

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك


أنا منكَ يا صاحبي
أنت مني
فدعني أطالعُ
عبر الضياءِ
تواريخَ وجهك
أنا أنتَ
رغم مكائدِ أعدائنا
و ظنونٍ تبلل أقوالنا
و كتائبِ حزنٍ تهشمُ أفرَاحنا
و حروبٍ تدمدمُ ما بين أكتافنا
و نوايا حشودٍ
تكدسُ أشواكََها السودَ
ما بين كفي و كفك

أنا .. أنت ..
دعني أطالع
عبر التواريخ ِ وجهك
قديماً أقام بنا وطنٌ أزلي الصدى
باركتنا التسابيح ..
جبنا قرى الريح ..
عدنا لألفة أبوابنا
و المتاهاتُ ترتجّ في كل مسلك

سوياً بنينا الطواحينَ ..
جئنا بقمحِ القرابين ..
صغنا نشيدَ الحصاد ..
و حين أطلّ الغزاةُ
تَعَانقَ فوقَ رَحى الحربِ كفي و كفك

سوياً طردنا فلولَ التتارِ ..
رفعنا مراراً صروحَ النهارِ
أمام الطغاةِ ..
زرعنا الميادين باللافتاتِ
و صوتي يصافح عبر الهتافاتِ صوتك

معاً قد قصدنا مراسي الضحى
و انتقينا لموطننا قمراً خالدا ً
و ملأنا التراتيل ضوءاً ..
ففاضت حكاياتنا بنجومٍ و ليلك

طيورُ الظلامِ تحيطُ بنا
كي تجفف فينا الأماني
و تنزعنا من خلود الأغاني
و تجرفنا لرمال السرابِ
لتمضغَ أنيابُها السودُ
لحمي و لحمك

أنا منك يا صاحبي
أنت مني ..
و لم تكُ يوماً عدوي
و لم أكُ يوماً عدوك

لنقتسم المجدَ و الضوءَ
صوتك صوتي ..
و إن عبرت للهلاكِ خُطاكَ
ستهوي خطاي إلى الموتِ بعدك

أنا أنتَ رغم حشود التتار ِ
و من يقتلونَ ضياءَ النهار
و من يقرعونَ طبولَ الدمار
و من يصرخون ..
لتفترشَ الحربُ بيتي و بيتك

أنا منك ..
فاحترس ..
السهم قد مر نحوي
كما مر نحوكَ ..
و النهرُ يبكي طويلاً
لجُرحي و جُرحك

أنا منك ..
بيني و بينكَ موجُ النداءِ ..
و وقع الغناءِ ...
و رجفةِ أبنائنا في الشتاءِ ..
و فوقي و فوقك
كل الغيومِ التي همُّها
أن تبعثرَ ظلي و ظلكْ

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف