ثقافات

رحيل الشاعر محمد الثبيتي صاحب التضاريس وموقف الرمال

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

عبدالله السمطي من الرياض: توفي أمس الجمعة الرابع عشر من يناير 2011 الشاعر السعودي محمد الثبيتي بعد فترة طويلة من مرضه الذي تعرض فيه لجلطة دماغية كان قد أصيب بها في شهر مارس 2009 ، وأصيب على إثرها بعدة متلازمات ومضاعفات أفقدته الحركة والنطق. وتم علاجه على نفقة ولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبدالعزيز بمدينة سلطان للخدمات الإنسانية، حيث تم نقله إلى منزله بمكة المكرمة حيث وقعت وفاته.
الشاعر محمد الثبيتي من أبرز شعراء الحداثة السعودية، أحدث نقلة شعرية تتمثل في استلهام الموروث الشعري، والحقول الدلالية الصحراوية في إنتاج قصيدة متفردة، تشيع فيها غنائية شعرية جديدة، كما تشيع فيها الأبعاد الذاتية والاهتمام بما هو إنساني، بعيدا عن الأدلجة، والشعار.
كان الثبيتي قد تلقى جانبا من علاجه بمدينة سلطان للخدمات الإنسانية، وحين أرادت الميدنة خروجه قبل اكتمال البرنامج العلاجي، نشرت إيلاف تحقيقا حول مأساة الشاعر الثبيتي، تم بموجبه تمديد مدة العلاج بالمدينة الطبية.
وشكل محمد الثبيتي مع جيله الشعري في ثمانينيات لقرن العشرين: سعد الحميدين، ومحمد جبر الحربي، وعلي الدميني، وعبدالله الزيد، وعبدالله الصيخان وغيرهم حالة شعرية جديدة في المشهد الشعري السعودي الذي سعى إلى الدخول إلى آفاق الحداثة الشعرية مستلهما التجارب الشعرية العربية السابقة في العراق والشام ومصر، مما أحدث وثبة شعرية متميزة نقلت الشعر العربي السعودية من حالته الكلاسيكية - الرومانتيكية الرتيبة، إلى حالة أكثر معايشة مع التقنيات الفنية والجماليات التي انبثقت عن شعرية الحداثة العربية.
ولد الشاعر محمد عواض الثبيتي في العام 1952 في مدينة الطائف، فازت قصيدته:" موقف الرمال موقف الجناس" بجائزة أفضل قصيدة في الدورة السابعة لمؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري للعام 2000 ، وكرم في مهرجان سوق عكاظ في العام 2007، وقد أصدر أربعة دواوين شعرية في الفترة ما بين( 1982-2005) وهي: عاشقة الزمن الوردي، تهجيت حلما تهجيت وهما، التضاريس، موقف الرمال.
وتتشح نصوص الثبيتي بمسحة صحراوية، وصوفية معا، ومثل ديوانه:" التضاريس" أحد أهم الدواوين في الشعرية السعودية الحديثة، كما استلهم الطقوس الصوفية والروحية في ديوانه:" موقف الرمال" وكان الثبيتي يركز اهتمامه على ما هو شعري، بعيدا عما يمور بالساحة الثقافية من إشكاليات.
وقد أصدر النادي الأدبي بمنطقة حائل أعماله الشعرية الكاملة في العام 2009م
ومن أجواء شعره في التضاريس، يستهل قصيدة بعنوان:" ترتيلة البدء" بقوله:

جئتُ عرافا لهذا الرمل
أستقصي احتمالات السوادْ
جئت أبتاع أساطير
ووقتا ورمادْ
بين عيني وبين السبت طقس ومدينهْ
خدر ينسابُ من ثدي السفينةْ
هذه أولى القراءات
وهذا ورق التين يبوحْ
قل: هو الرعد يعري جسد الموت
ويستثني تضاريس الخصوبة
قل: هي النار العجيبة
تستوي خلف المدار الحر تنينا جميلا
وبكارةْ
نخلة حبلى
مخاضا للحجارةْ

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
محافظة عيون الجواء
عمرو العمرو -

رحم الله الشاعر المبدع محمد الثبيتي واسكنه فسيح جناته وانا لله وانا اليه راجعون

جهالة مجتمع
عبدالعزيز -

من العجيب ان لا نجد تعازي في هذه الصفحة بالرغم من مكانة الشاعر محمد الثبيتي ادبيا وشعريا! اسال الله العلي القدير ان يقبلك القبول الحسن، انا لله وانا اليه راجعون!