ثقافات

جديد دارن ارونوفسكي: البجعة السوداء باليه على نحو ميلودرامي

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

إعداد عبدالاله مجيد: برز اسم السينمائي دارن ارونوفسكي، مخرج "البجعة السوداء"، في اواخر عقد التسعينات الذي يبدو الآن عصرا ذهبيا لبعض معاصريه. فان مخرحين كبارا يتنافسون هذا العام على الاوسكار حققوا اول انجازاتهم السينمائية المتميزة في تلك الفترة تحديدا. ومن هؤلاء ديفيد اورسل مخرج "ثلاثة ملوك" الذي يطمح باوسكار هذا العام على فيلمه "المقاتل"، وديفيد فينتشر الذي سحر الجمهور في التسعينات بفيلم "نادي القتال" واصبح الآن منافسا قويا على الاوسكار بفيلمه "الشبكة الاجتماعية". وفي تلك الفترة تحديدا اصبح ارونوفسكي مخرجا صاعدا بفيلم "باي". وفي عام 2008 فاز اورونوفسكي بجائزة الأسد الذهبي لمهرجان البندقية عن فيلم "المصارع". وافتتحت الدورة الأخيرة للمهرجان بفيلمه الجديد "البجعة السوداء" وهو من افلام التشويق بطولة ناتالي بورتمان التي تقوم بدور راقصة بالية نيويوركية بدأ نجمها يأفل مع صعود نجم إحدى منافستها.
لاقى فيلم "البجعة السوداء" ردود افعال متضاربة من النقاد يمكن تلخيصها في رأي الناقد جون باترسون الذي وصف الفيلم بأنه ميلودراما سوداء ممتعة تماما. ولكن باترسون لاحظ ان اصداء افلام سابقة مثل "باي" و"المصارع" تترد بقوة في مشاهد البجعة السوداء.
من حق الفنان ان يستوحي اعمالا ناجحة سابقة الى جانب اعمال سينمائيين كبار، كما فعل ارونوفسكي الذي رفد "البجعة السوداء" بعناصر من "الحذاء الأحمر" و"نقطة الانعطاف" و"المستأجر". ولكن الناقد باترسون يدعو ارونوفسكي الى تجاوز المألوف والحلاوة الميلودرامية المفرطة في افلامه. ويشير الناقد على سبيل المثال الى فيلم "البجعة السوداء" قائلا انه عمل سينمائي جريء يتسم بروعة التمثيل ولكنه تضمن جانبا مشبعا بالميلودراما التي لا بد من الاعتراف بأنها تشكل أحد عناصر الجذب السرية فيه. وتتبدى بعض النوازع المكبوتة الى افلام "الأكشن" في مشاهد من "البجعة السوداء" حيث يبدو احيانا وكأن ارونوفسكي يلعب بالمفرقعات الاحتفالية والاسلحة النارية ولكن في اماكن مغلقة تكون الضجة اعلى بكثير فيها. ويقر باترسون بأنه إذا أُريد ترويج فيلم عن الباليه في سوق راكدة فالوسيلة الأمثل هي الالعاب النارية وزج بعض النساء المثيرات لضمان النجاح.
وكان ارونوفسكي ابتعد عن العمل السينمائي فترات طويلة خلال العقد الماضي فلم يتسن له التعبير عن الجانب الآخر من شخصيته الاخراجية الذي يتجلى في افلام الأكشن ذات الميزانيات المالية الكبرى.
ارتبط المخرج ارونوفسكي بمشروع كبير في سلسة افلام الرجل الوطواط، وكذلك التفكير في اخراج نسخة جديدة من سلسلة افلام "روبوكوب"، وسيرة حياة جاكلين كندي سينمائيا بطولة زوجته السابقة رايتشل وايز. وإذ يعترف الناقد باترسون بقدرات ارونوفسكي التقنية الفذة فانه يدعو الى تمكينه من اخراج "روبوكوب" بنسخة جديدة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف