غزوان الزركلي... شوبان في دمشق القديمة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
حسين السكّاف من كوبنهاغن: يستدعي "البيانست" غزوان الزركلي، روح أستاذه "شاعر البيانو في العصر الرومانتيكي" حيث دمشق القديمة ليحتفل بعيد ميلاده... المناسبة مهمة، فالأستاذ قد بلغ من عمره مئتين عاماً.
احتفالية غزوان الزركلي (1954) بميلاد أستاذه جاءت على شكل إصدار قرص مدمج (CD) يتضمن إحدى عشرة قطعة موسيقية من عزفه، كلها من مؤلفات شوبان، وقد حرص الزركلي على تضمين القرص المدمج، نبذة عن حياة شوبان وأهميته التاريخية في الموسيقى العالمية، جاءت باللغتين العربية والإنكليزية، يقول فيها: "أصبح شوبان الابنُ البار للعصر الرومانتيكي، ومثلاً للموسيقى الرومانسية والموسيقي الرومانسي، لقد اخترق الذات الإنسانية باحثاً في أدق تفاصيلها، راصداً لحظات سعادتها وشقائها. وكان البحث عن الذات والغوص في خبايا النفس البشرية من أهم خصائص ذلك العصر. إلا أن شوبان من حيث الشكل الموسيقي - "نثر" الألحان، ترتيب المقاطع، بناء الأقسام وتقسيم الأجزاء، أي من حيث "الحبكة" الموسيقية - أميل إلى المحافظ..."
والناظر إلى غلاف الـ CD سرعان ما يكتشف ذلك الجهد الفني الخاص الذي بُذل على إخراجه وتصميمه، حيث نجد أن اسم فريدريك شوبان قد كتب بالطريقة
إحدى عشرة مقطوعة موسيقية يقدمها الألبوم، عزفاً منفرداً على آلة البيانو، لتكون بمثابة الرسائل الشخصية التي تبعثها روح الزركلي وأحاسيسه إلى أستاذه الذي طالما تعلم من موسيقاه الكثير، فالعزف المنفرد تعبير عن الذات وانسجام روحي بين روح المؤلف الموسيقي الذي يحاول العازف استحضارها وبين دواخل العازف التي تصل به إلى حالة الإبداع، وهذا ما يتلمسه المستمع لمقطوعات الألبوم، التي جاءت موسيقاها تلخيصاً لتجربة روحية عاشها هذا العازف المتمكن من أدواته مع مؤلفات شوبان الموسيقية. وعن خصوصية العزف المنفرد يقول غزوان الزركلي: "إن مجال العزف المنفرد، هو فرصة نادرة - تتسلح بأدوات الاحتراف وبقوانين الجمال - للحديث مع الآخر ولإيصال المعلومة البشرية لتجربة إنسانية عبر شكل فني محدد ينتقل في تبسيطه وتركيبه وفي تخصيصه وتعميمه ما بين مختلف الأحاسيس والمشاعر..."
"لا يوجد عازف بيانو محترف لم يدرس موسيقى شوبان ملياً، ولم يحتفظ في "ريبرتواره" بأعمال مختلفة لفريدريك شوبان الذي أهدى التراث الإنساني الموسيقي أعمالاً خالدة، لآلة البيانو تحديداً وعلى نحو شبه حصري. ويحتفل العالم بأسره بذكرى مرور 200 عام على ولادة هذا الموسيقي العبقري الذي أضحى علماً من أعلام التراث الإنساني..." هكذا يقدم غزوان الزركلي لشوبان في ألبومه الذي ظهر بشكل أنيق يليق بمكانة شوبان ويشير إلى ذلك القدر من التأثر والاحترام الذي يحمله الزركلي لأستاذه الذي لم يراه إلا من خلال الموسيقى.
التعليقات
موسيقى الحضارات
حسين شبيب -شكرا لكاتب المقال الاستاذ حسين السكاف على هذا المقال القيم الموضوع فعلا اغنانه فية وامتعنا باسلوب سلس وقيم وممتع وجميل وهكذا هي الحضارات تتلاقح مع بعض البعض والموسيقى هي الموحد بين شعوب الارض ولغتها المفهومة للجميع هي سر نجاحه ورقيها...
The Piano is Chopin
Joseph Jiries -Listening to the most famous classic music from Tchaikovsky to Debussy,Mendelssohn,strauss,Vivaldi etc., I agree that Chopin composed the best classic music using the piano. Congratulations on your New CDLooking forward to listen to it
شوبان
ثائر صالح -تذكير جميل بشوبان ويوبيليته، وبنشاط الموسيقيين العرب في حقل الموسيقى الأوربية.أود أن أكمل ما بدأ به الاستاذ حسين السكاف، لأقول أن عبقرية وفرادة شوبان لها جذورها، فهو من جهة ورث تراث دومينيكو سكارلاتي (1685-1757) في التاليف لأدوات المفاتيح، وعلى وجه الخصوص نهل من سوناتاته التي بلغ عددها 555، إذ نجدأصداءها في أعمال شوبان.من جهة اخرى تأثر بيوهان سباستيان وأعماله، وإن كان التأثر روحياً وليس موسيقياً، فنجده ألف سلسلة من 24 برليود (مقدمة موسيقية) على غرار ما فعله باخ في الكلافير المعدل، ألا أنه لم يتبع نظام باخ الكروماتي بل انبع نظام دائرة الخامسات في تسلسل مقامات القطع الموسيقية المتوالية.