ثقافات

رواية جديدة مجهولة المؤلف حول رئاسة أوباما

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

اللغة التي وضعها المؤلف على لسان البطل فاحشة في بعض أجزائها بحيث يصعب تصور أن صاحب هذا اللسان هو الشخص الذي عناه في روايته.


"بحق السماء، هل يعتقدون ان هذا المنصب الـ... يجعل مني خصيّا"؟ هكذا يفترض أن يكون البطل قد قال علنًا عندما علم ان كاميرات التلفزيون التقطته وهو "يعرّي" شابة يافعة بعينيه. والبطل الذي يشير اليه المؤلف فقط بحرفه الأول O "او" يفترض ان يكون الرئيس باراك اوباما، لأن عنوان الرواية هو O, A Presidential Novel "او.. رواية رئاسية".
على أن مدى الصدقية التي تحملها الرواية الواقعة في 353 صفحة تعتمد على صدقية المؤلف نفسه. لكن هذا غير متاح لأن هويته (أو هويتها) مجهولة حاليًا. وتبعًا لصحيفة "غارديان" البريطانية، فإن نشاط الصالونات السياسية والأدبية في واشنطن هذا الشتاء هو تخمين لهذه الهوية.
من جهته، اكتفى الناطق باسم الدار الناشرة "سايمون آند شوستر" بالقول إن المؤلف "شخص لا يتوجس الرئيس الأميركي خيفة من وجوده في الغرفة نفسها.. شخص يعلم تمامًا ما يدور في عالمه". لكن الناطق أكّد بتصريحه هذا - عن عمد أو غيره - أن بطل الرواية المعني هو أوباما فعلاً.
وتناولت التكهنات أسماء ساسة وروائيين وكوميديين عديدين. لكن التركيز ينصب الآن على جو كلاين، الذي أجبر في العام 1996 على الاعتراف بأنه مؤلف رواية Primary Colors "ألوان أساسية" عن حملة بيل كلينتون الرئاسية الأولى، وهي رواية نشرت من دون اسم مؤلفها.
وثمة اعتقاد واسع النطاق أن كلاين هو ايضًا مؤلف الرواية الجديدة عن اوباما بسبب بعض المتوازيات الواضحة. ومن هذه ان كلا من الروايتين عن حملة انتخابية رئاسية يخوضها البطل (جاك ستانتون في "ألوان أساسية" 1992، وأو في "او.. رواية رئاسية" 2012).
لكن التشابه يتنهي هنا بسب غياب التشابه بين البطلين. فبينما يعكس جاك ستانتون شخصية كلينتون كعاشق للنساء ومتورط في علاقة غير شرعية مع مصففة شعر السيدة الأولى (هيلاري افتراضا)، لا يتجاوز بطل "او" الحدود الا بتلك النظرات التي تريد التهام الشابة اليافعة وتلتقطتها عدسات التلفزيون. وتعاقبه السيدة الأولى (ميشيل افتراضا) بالامتناع عن الحديث اليه في تلك الليلة.
على أن المؤلف لم يصوّر بطله او - أو اوباما المفترض - تحت ضوء سلبي وإن كان قد أوضح انه زائد الحساسية إزاء معاملة وسائل الإعلام له. ومعلوم أن اوباما، الكاتب المقتدر، نشر كل ما يريد المرء معرفته عنه في كتاب سيرة حياته "أحلام من أبي". ولكن في عالم النشر اليوم، حيث يتعين على أي كتاب جديد أن "يصرخ" لكي يُسمع، فإن "او.. رواية رئاسية" يرقى الى مقام "ضربة معلّم" عندما يتعلق الأمر بفن النشر والتسويق.
فقد أرسلت دار "سايمون آند شوستر" رسائل إلكترونية الى عدد كبير من أبرز الكتاب والروائيين والصحافيين والمستشارين السياسيين ومنظمي الحملات الانتخابية.. وكل من يمكن أن يكون محل تكهنات بأنه مؤلف الرواية الأخيرة. وجاء في هذه الرسائل رجاء الى كل من هؤلاء بأن يمتنع عن التعليق في حال وجه اليه السؤال عما إن كان هو المؤلف. والمقصد واضح بالطبع وهو تأجيج لهب التكهنات نفسها بحيث تصبح علفًا تلوكه وسائل الإعلام فيشد الأنظار الى الرواية التي سترى النور يوم الثلاثاء المقبل ويتوقع أن تصبح بين الكتب الأكثر مبيعًا بين عشية وضحاها.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف