ثقافات

"ويك أند" لبناني في مهرجان بيروت الدولي للسينما

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

تتواصل غداً السبت وبعد غد الأحد في صالات سينما "أمبير سوديكو سكوير"، عروض الدورة الحادية عشرة من "مهرجان بيروت الدولي للسينما"، التي تستمر الى 13 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري، بمشاركة 67 فيلماً لمخرجين من 29 دولة. وتعرض السبت والأحد مجموعة من الافلام الوثائقية والقصيرة لمخرجين لبنانيين.
فضمن مسابقة الافلام الوثائقية الشرق أوسطية، يعرض فيلم "بيروت عالموس"، الذي يروي فيه الحلاق اللبناني ايلي صفير روايات سياسية وغير سياسية على ابنته المخرجة زينة صفير، ويسترجع ذكرياته في عاليه وتحديدا في زمن الانتداب الفرنسي، نزولا الى فندق السان جورج حيث عاش حرب 1958 قبل ان ينتقل الى العمل في فندق فينيسيا حيث التقى أمراء عرباً وكبار الشخصيات اللبنانية.
وتقول صفير إن عملها الوثائقي لا يتمحور على بيروت الستينات والسبعينات، بل على قصص مرت على "موس" والدها الذي كان "يعشق عمله ويحب زبائنه الذين كانوا من كبار الشخصيات اللبنانية والعربية"، كما تقول وتستدرك: "لقد احبّهم انطلاقاً من حبّه مهنته وعشقه اياها، وليس لما يمثلونه في المجتمع أو ما يشغلونه من مراكز ومناصب مرموقة في الحياة السياسية".
وأرادت صفير ان تقدّم عملا "ليس للصالات"، إذ ان النجاح هنا لا يقاس بالبطاقات المقطوعة عند شبابيك التذاكر، بل بكونه يمثل تحية لوالدها واجلالا للعلاقة التي تربطها فيه. لذلك وبعد عرضه في الخارج وتحديدا في "مهرجان دبي السينمائي الدولي" في كانون الاول 2010، اختارت ان تعرضه في مدرستها في عينطورة في مناسبة عيد ميلاد والدها في شباط الفائت. واليوم تعرضه في "مهرجان بيروت السينمائي الدولي" لعشقها هذا الحدث.
عن نظرتها الاخراجية، تقول صفير إنها تعمّدت عدم تصوير أي مشاهد لتقرنها بالاخبار التي يسردها والدها خلال الفيلم "بهدف ترك الحرية للمشاهد في إطلاق العنان لمخيلته وتصوّر الامكنة وربطها بما يسمعه من قصص". وأضافت: "صوّرت الفيلم طوال خمس سنوات، فيما لم أستعن إلا بكاميرا واحدة وهي ذات تقنية متواضعة. عملت وحدي في التصوير فلم يكن هناك اي فريق عمل أو مواعيد محدّدة للتصوير، وهذا ما جعل والدي يشعر بحرية أكبر في سرد الاخبار فلم يكن مقيّدا أو اسير رهبة ما. كما ان كل المشاهد التقطت في المنزل الذي لم أخرج منه الا مرة او مرتين".
وفي "تاكسي بيروت"، من انتاج قناة الجزيرة الوثائقية، جديد المخرج اللبناني هادي زكاك، نظرة ثلاثة سائقي تاكسي من أجيال مختلفة الى بيروت، مدينة الفوضى والإعمار. عاصمة مصابة بـ"ألزهايمر" كما يحلو لزكاك ان يقول، إذ انها العاصمة التي تفقد أجزاء من ذاكرتها بين يوم وآخر فيتحولّ تصوير فيلم "ومهما كانت عملية التصوير سريعة" أرشيفا لجزء من ماضٍ تمتد إليه أمواج العصرنة فتطمره تحت رمال لا تمت الى الهوية بصلة. وفي هذا الاطار يقول: "ينسجم العمل لناحية الذاكرة وفقدانها مع نظرتي لتاريخ".
ويرسم زكاك صورة لبيروت من خلال عيون ثلاثة سائقي تاكسي ﻣﻦ ﺃﺟﻴﺎﻝ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ "لان هؤلاء يشهدون بشكل يومي على التغييرات التي تصيب المدينة". المشروع هو جزء من سلسلة أفلام من انتاج قناة "الجزيرة" التي ترمي الى تقديم صور عن مدن عربية مختلفة. في بيروت يجوب ﺃﻣﻞ ﻭﻓﺎﺩﻱ ﻭﻓﺆﺍﺩ ﺷﻮﺍﺭﻉ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻓﻲ رحلات ﻳﻮﻣﻴّﺔ ﻳﻤﺘﺰﺝ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﻭﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﺮﺍﺣﺔ ﺍﻟﻤﺆﺟﻠﺔ.
ﺍﻟﺴﺎﺋﻖ ﺍﻷﻭﻝ ﺭﺟﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺒﻌﻴﻦ ﻻ ﻳﺰﺍﻝ يدأب على العمل، ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻛﺎﻥ ﻣﻘﺎﺗﻼً ﺳﺎﺑﻘﺎً، فيما السائق ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ كان يقيم ﻓﻲ ﺩﺑﻲ ﻭﻗﺮﺭ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻟﻴﻌﻤﻞ. وقد تعمد زكاك اختيار هذه النماذج الثلاثة "من اجيال مختلفة. فالاول يعكس فقدان المواطن اللبناني لضمان الشيخوخة واضطراره للعل مهما تقدّم سنه، اما الثاني اي نموذج المقاتل فسببه ان القيادة تعكس نوعا من حرب مستمرة وقتال يومي، فيما النموذج الثالث يبرز كم ان بيروت مضطرة لبيع نفسها".
العمل ومدته 51 دقيقة، صوّر خلال عشرة ﺃﻳﺎﻡ توزعت ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺴﺎﺋﻘﻴﻦ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺧﻼﻝ ﻓﺘﺮﺍﺕ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻭﺍﻟﻠﻴﻞ كما ﺍﺳﺘﻌﻤل ﺁﻟﺘَﻲ ﺗﺼﻮﻳﺮ، الاولى ﺭﻛّﺰﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺎﺋﻖ والثانية ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻛﺎﺏ ﻭﺭﺩﻭﺩ فعلهم بهدف إخفاء الكاميرا لكي يبدو المشهد طبيعيا واقعيا فتركنا السخرية تطفو في الكثير من اللقطات ففي النهاية ان بيروت تبعث على البكاء والضحك في آن واحد. ولاحظ زكاك خلال التصوير ان "ﺍﻟﺴﺎﺋﻖ ﻳﺨﻒ ﻛﻼﻣﻪ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻭﻳﻜﺜﺮ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻠﻴﻞ"، ﻭان "ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻓﻲ ﺑﻴﺮﻭﺕ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﻠﻴﻞ. ﺑﺈﺧﺘﺼﺎﺭ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺇﻥّ ﺍﻟﻔﻴﻠﻢ ﻳﺼﻮّﺭ 24 ﺳﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺓ ﺑﻴﺮﻭﺕ".
ورأى زكاك ان "سائقي الاجرة ﻫﻢ ﻣﺆﺭﺧﻮﻥ ﻟﻜﻞ ﺗﻄﻮّﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻳﻔﻬﻤﻮﻥ ﻓﻲ ﻛﻞّ المواضيع ﻓﻴﺴﺘﻄﻴﻌﻮﻥ ﺣﻞّ ﻛﻞّ المشكلات ويسدون النصائح، ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻋﻠﻤﺎء ﻧﻔﺲ ﻟﻘﺪﺭاﺗﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻠﻴﻞ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﻳﻤﻴﻞ ﺁﺧﺮﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺍﻫﺒﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﻨﺎء ﺃﻭ ﺍﻟﺸﻌﺮ. ﺳﺎﺋﻘﻮ ﺍﻟﺘﺎﻛﺴﻲ ﻳﺨﻠﻘﻮﻥ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﻣﻊ ﺍﻟﺮﻛّﺎﺏ ﻭﻳﺪﺧﻠﻮﻥ ﻣﻌﻬﻢ ﻓﻲ ﺃﻣﻮﺭﻫﻢ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ، ﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﻧﺴﻴﺎﻥ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻓﺘﺴﺘﻄﻴﻊ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﻢ ﺃﻥ ﺗﻌﺮﻑ ﻣﺎﺫﺍ ﻳﺠﺮﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﻭﻣﺎذا ﻴﺤﺪﺙ" لكأنهم صحف متنقلة.
وقال زكاك انه يحاول قدر الامكان "ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﻈﺮﺓ ﺍﻟﻤﺘﻔﺮّﺝ ﻓﻲ ﺑﻴﺮﻭﺕ ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻴﺶ ﻣﻌﺎﻧﺎﺓ ﻓﻲ ﺑﻴﺮﻭﺕ ﻭﺇﻻّ ﻓﻠﻦ ﺃﺳﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺃﻇﻬﺮ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﺎﺓ. فإذا ﻓﻜّﺮﺕ ﻛﻴﻒ ﺃﻋﻴﺶ ﻠﻦ ﺃﺳﺘﻄﻴﻊ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺃﻓﻼﻡ، ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺎﻷﻓﻼﻡ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺠﻌﻠﻨﻲ ﺃﻋﻴﺶ".
وضمن مسابقة الأفلام الشرق الأوسطية القصيرة، يعرض "الخط الأزرق" Blue Line للمخرج اللبناني ألان صوما. عند الاستقرار الهش والهدوء المتأرجح بين حافتين، يركز ألان صوما كاميرته ليصوّر واحدة من قصص "الخط الازرق" (blue Line) التي يشهدها لبنان. ولكي يعبر عن فكرته النابعة من مبادئ انسانية، جعل من أحد جنود الكتيبة الهندية في اليونيفيل محورا لعمله: قصة بقرة وراع باتا عالقين في مستنقع عند الخط الأزرق بعدما حاولت البقرة اجتياز الحدود. وكاد هذا الحادث ان يشعل أزمة عند الحدود بين لبنان واسرائيل.
وفي هذا الاطار يقول صوما: "هذا الجندي الهندي من أتباع السيخ، أي ان البقرة ليست حيوانا مقدسا بالنسبة اليه لكن رغم ذلك وجد ان من واجبه ان يدافع عن هذا الكائن والراعي. ولذلك كادت المنطقة تقع في حرب جديدة لاسباب عبثية". وأضاف: "أردت من خلال هذه القصة ان أبرز مدى هشاشة الوضع عند الخط الازرق وأن ادعو الى نوع من التسامح". وعما اذا كان يخشى أن يقابل عمله بسوء فهم عبر الدعوة الى التسامح مع الاحتلال، قال صوما: "أعتقد ان لا ممنوعات في لبنان. إنما الفيلم مركّب على وجهة نظر جندي هندي وجد نفسه انه غريب في هذا البلد، مقابل وجهة نظر جندي اسرائيلي شاب زوّد تعليمات بوجوب اطلاق النار على كل من يحاول اجتياز الحدود. ووسط هذا الجو، هناك البقرة والراعي الصغير الذي بات عالقا في ارض هي ارضه".
ويلفت الى ان العمل فيه نوع من السخرية الدرامية ذلك انه بنى على قصة بقرة كادت تشعل ازمة حقيقية بين بلدين. يأمل صوما في ان يتمكن عبر مهرجان بيروت السينمائي الدولي ان يصل الى أوسع فئة من الجمهور ومن الفئات الاجتماعية والعمرية المختلفة ذلك ان "الفيلم يحمل رسالة للجميع وحين عرضته في فرنسا شاهده جمهور واسع ومن اعمار مختلفة".
وفي الختام أسف صوما لانه اضطر لتصوير فيلمه في فرنسا وتحديدا في جبال الالب بدلا من لبنان لانخفاض كلفة الانتاج.
وانكب جان حاتم (22 عاما) في عمله "Jacko" ومدته 13 دقيقة على معالجة فكرة الموت من منظار مراهق لعله يتعرف الى صعاب الحياة ومآسيها للمرة الاولى. وضع جان، وهو خريج الجامعة الانطونية، نفسه وكاميرته ونظرته في هذا الطفل - المراهق الذي فقد عصفوره وشعر بألم كبير. فقصد أهله ورجل الدين، طلبا لدعم معنوي فلم يعيروه اي اهتمام يذكر. "وجد نفسه أمام فكرتي الموت والفقدان. إنها المرة الاولى التي يفقد فيها مخلوقا عزيزا على قلبه"، يقول جان ويضيف "حاولت في عملي الروائي هذا ان اكون قريبا قدر المستطاع من هذا المراهق. أن أفكر مثله حتى انني بسّطت فكرة الاخراج حتى اكون قريبا منه. فركزت على عملية التقطيع المشهدي. أما السيناريو، وعلى قلة الكلام، فتطلّب مجهودا كبيرا لكي يكون سلسا وبسيطا. إذ ان المراهق هو محور العمل ذلك ان الكثير من المشاهد صامتة وبعضها مطبوعة بالموسيقى، وتحديدا في المشهدين الاخيرين حين يدفن المراهق عصفوره وكأنه يقيم له جنازة لكأنها الوداع الاخير.
واختار محمد رفاعي (22 سنة) في فيلمه "نحنا والقمر والجيران" Us, The Moon amp; The Neighbors أن يعبر عن معظم مشكلات اللبنانيين في مبنى واحد. أتى بكل شخصياته وأسكنها شققا في هذا المبنى. فباتت كل طبقة تصدح بمشكلات إقتصادية واجتماعية، طائفية وأخلاقية... ففي هذه الشقة يحكي كيف يتقاتل اللبنانيون بسبب الدين. وفي تلك يعكس الانحلال الاخلاقي الذي يصيب عددا كبيرا من فتيات جيله. وفي هذه الزاوية يبرز لامبالاة الفرد واغلاقه على نفسه.
وعن فيلمه ومدته 3 دقائق، يقول: "أردت عبر السيناريو والتصوير أن أرسم صورة مصغرة عن لبنان، عن لبناني. أردت ان أوجه اسئلة للمشاهد. أردت ان أعبر عن فكرتي بطريقة مختلفة وقد اعتمدت على التهكم والسخرية الى حد بعيد".
ومن الأفلام كذلك فيلم Eaux Troubles للبنانية كارين خلف، مع جوي تركية وميديا عازوري. واستوحت خلف (22 عاما) عملها من المياه وحولها نسجت قصّتها وأضفت عليها نكهات من الاغواء والأنوثة، عبر قصة شاب يقع في غرام امرأة تكبره بعشرين عاما. في 11 دقيقة ونصف دقيقة، تغوص خلف في Eaux Troubles حيث حضور الام غاب عن حياة هذا الشاب فتعكّر صفو حياته حين وقع في شباك جاذبيةٍ لا مستقبل لها.
ومن "ركن الأفلام القصيرة"، يعرض "دليلك الى السعادة" Bonheur mode drsquo;emploi، حيث يطرح إيليو سرور (17 سنة) فكرة السعادة. ويسأل: "ما نفع الحياة إن لم نكن سعداء؟". وهذا التلميذ الذي يستعد للدخول السنة المقبلة الى الجامعة للتخصص في الاخراج، كتب السيناريو منفردا ومثل في فيلمه الى جانب عدد من رفاقه وجيرانه وحتى أساتذته. ويقول: "لقد طلب منا تقديم عمل فأردت ان اقدّم فيلما. وأردت ايضا ان أحضر عملا جادا". وبكلمات مفعمة بالصراحة، يضيف: "أحيانا أشعر بانني أحب الفيلم وأحيانا لا. لكن في كل الاحوال، أفخر بفيلمي ذلك انني بالكاد كنت اجيد استعمال الآلات والمعدات المتوافرة. كذلك استعنت بأحد رفاقي في المدرسة لكتابة موسيقى خاصة بالفيلم".
وأراد الان جان روكز (18 سنة) في "حب موسيقى بيروت" (Love Music Beirut) ان يقدم لمحة عن الحياة اليومية في بيروت في شريط تمر عبره مشاهد مختلفة، فقرر ان يستعين بقصة حب عن شاب يبحث عن فتاة تركت له رسالة توصيه فيها بتتبع النغمات الموسيقية، وذلك بهدف تصوير زوايا بيروت ويعكس طرق عيش أهلها وكأنه بهذه الطريقة يؤرشف صورا للعاصمة بأهلها وازدحامها وانشغالها ونبضها، إنما في قالب رومنسي زهري مدته أربع دقائق و44 ثانية. كما انه لجأ الى الالوان الباهتة والتقطيع المشهدي الذي يعيد المشاهد الى الوراء للتذكير بأحداث مرتبطة بالحاضر. يسرّ ألان بعمله إذ يعتبره مقدّمة لحياته كمخرج في المستقبل، ذلك انه يستعد للدخول الى الجامعة.
وفي "ما ينعاد عليك"، انطلق ايلي فهد (22 عاما) من تجربته الشخصية وعلاقته بوالده الذي يكبره 50 عاما ليروي التناقض الذي يمكن ان يختبره المرء في لحظة واحدة. أتى ايلي بشخصياته كافة من الواقع، لكنه طوّرها ونسج احداثها من خياله رغم ارتكازه على احداث حقيقية مر بها في كثير من المفاصل. في "ما ينعاد عليك"، يجمع الحياة من طرفيها: الفرح والحزن، الالم والسعادة. في 7 دقائق و55 ثانية، ينقلنا الى مشهد اختبره حين استعان بوالده ليساعده في تحضير مفاجأة لصديقته في مناسبة عيد ميلادها. ويقول: "حين وصلت الفتاة وسائر الاصدقاء وبدأوا جميعا بالاحتفال ينسحب الوالد الى غرفته طلبا للراحة. كان مريضا وحالته خطرة لكنه لم يشأ ان يفسد المناسبة ففضل الانسحاب. في هذا العمل أروي التناقض الذي يمكن ان تأتي به الحياة الينا في لحظة واحدة لا اكثر. فتجتمع الحياة والموت تحت سقف واحد لا يفصل بينهما سوى جدار وصيحات ضحك وفرح".
وفي عمله لا يركز ايلي على الشاب في حياته الجامعية، اي على نفسه، بل على الوالد فينقل المُشاهد الى يوميات هذا الرجل الذي تقدّم في السن وبات يمضي ايامه يعتني بالارض ويقرأ وينام. وفي مشهدياته الكثير الكثير من الواقع الذي نقله بأمانة حتى انه أقرّ بأنه لم يكتب السيناريو الا حين تعرّض والده لانتكاسة صحية.
والغربة التي بالكاد يفلت منها منزل لبناني، كانت محور عمل كارمن بصيبص Pelican، لكن مقاربتها للموضوع لم تكن درامية مأساوية، لانها اعتمدت على الكثير من الفكاهة في قالب بسيط سلس بعيد من التعقيد، إنما مفعم بالسخرية التي تعكس الواقع بوضوح من دون اي تكلف او اضافات درامية. في "Pelican"، لبنانيان متحابان يعيش أحدهما في لبنان والآخر في الخارج، يمضيان علاقتهما على الانترنت إذ يجمع بينهما الحب والاتصال عبر "سكايب". في عملها ومدته 12 دقيقة و36 ثانية، تنقل كارمن عددا كبيرا من المشاهد عبر كاميرا "سكايب" فتأتي الصورة ضبابية غير واضحة بسبب سوء احوال شبكة الانترنت في لبنان، حتى انها تعمّدت جعل كلام الشاب المغترب يصل متأخرا الى حبيبته اللبنانية، لكي تعكس بواقعية شيئا مما يختبره مَن يعيشان علاقة عن بعد.
وتؤكد كارمن (22 سنة) انها لم تعتمد على قصّتها الشخصية فقط، بل على قصص الكثير من أصدقائها واقاربها الذين يمضون الكثير من اوقاتهم عبر الانترنت، بسبب الغربة وسعي الشاب للعمل في الخارج بحثا عن حياة كريمة ولائقة.
وتنطلق صباح حيدر في "بيروت قلبي" (Beirut, My heart) من قصيدة ألّفتها بالانكليزية، لترسم فيلما يعكس عشقها لبيروت. عمل مليء بالمشاعر والعاطفة الشخصية لمخرجة أرادت ان تهدي العاصمة الاحب الى قلبها شيئا من صنع يديها ومخيلتها. ولكي يأتي عملها على مستوى واحد من الحرفية اختارت حيدر نخبة ممن يتقنون العمل السينمائي. وفي هذا الاطار، تقول: "أردت ان يكون البعد الفني بكل عناصره منسجما لا يشوبه نقص، فحرصت على اختيار شاعر هو ساسين كاوزلي (Saseen Kawzally) لا مترجم لكي يتولى عملية نقل الشعر من الانكليزية الى العربية حفاظا على النفحة الشاعرية. كذلك تولى الفنان أيمن جابر تصميم الرقص فيما ألف جان بول جلوان الموسيقى. وشاركت الممثلة القديرة كارمن لبس والممثلة اللبنانية- الكندية سينتيا قزح في العمل".
يروي العمل قصة امرأة قادها قلبها الى بيروت بعدما هجرها الرجل الذي احبت من دون ان يقدم لها أي تفسير. وفيما قررت المرأة البقاء في هذه المدينة، التقت شاعرا قادها الى السلام... في لحظات أسى ومعاناة، تكتب المرأة للرجل الذي هجرها عن معاناتها ومشاعرها وتخبره قصة نابعة من رحم هذا الالم.
وفي هذه الفئة ايضاً فيلم "جارتي" My Neighbour للبناني جان حاتم، عن ريتا،وهي ابنة بالتبني تعيش في ظروف صعبة، ضمن عائلة فقيرة، وتعاني صعوبة في التواصل مع أهلها.
ويعرض فيلم Love amp; Moustaches للبناني ربيع ابراهيم، وفيه نزهة وحديث وعواطف بين جمال وإميلي، بدأت عندما أراد التقاط صورة لها.
اختار ربيع ابراهيم (27 سنة) ان يصوّر فيلمه (Love amp; Moustaches) (حب وشاربين) في اسبانيا حيث يدرس فن الاخراج. ومن مدينة مطبوعة بالرومنسية استوحى عمله الذي يحكي قصة شاب يبحث عن الحب. وعن عمله يقول: "يتأرجح هذا الشاب بين الامل والشك. ويغوص العمل في جو من الفانتازيا وسط ملوانة نابضة إنما تحاكي ألوان بيروت القديمة. لقد حرصت على مقاربة اخراجية بسيطة لكي اسلّط الضوء على الشاب واستحوذ على اهتمام المشاهد. ففي البداية كانت اللقطات تركز على الفرد وعلى وجهه، وحين التقى هذا الشاب بفتاة أعجبته كانت ايضا اللقطات تركز على وجهها. إنما لدى تعارفهما وبدء الحديث بينهما رحت أصوّرهما في مشهد واحد. ولاحقا حين تطوّرت احداث القصة باتت الزاوية أشمل وأبعد عن الفرد لكي تظهر المجموعة والبيئة".
ولفت ابراهيم الى ان الشابة كارولين بييرس التي مثلت في فيلمه هي ممثلة مسرحية محترفة وهذه تجربتها السينمائية الاولى فيما خوردي دومينيش (jordi Domenech) ممثل شاب من كاتالونيا وهذا هو العمل الخامس له.
وتقام غداً السبت وبعد غد الأحد عروض فئة "أفلام الأطفال" التي استحدثت هذه السنة ضمن المهرجان، وعددها خمسة أفلام كلها أوروبية.
وتتولى الممثلة والسينمائية اللبنانية المقيمة في ألمانيا ميرنا معكرون، ادارة هذه الفئة من المهرجان، علماً أنها تتولى أيضاً، ومنذ أعوام، ادارة فئة أفلام الأطفال في مهرجان دبي السينمائي.
الأفلام التي اان اختيارها من خمس دول أوروبية، هي فرنسا والمانيا والنروج والدانمارك وهولندا، والتي حددت عروضها اعتباراً من الساعة الحادية عشرة صباح يومي السبت والأحد 8 و9 تشرين الأول في صالات سينما "سوديكو سكوير"، هي أفلام مسلية لكل العائلة، لكنها في الوقت نفسه تثقيفية وتوعوية وتجعل الاطفال يحلمون ويكتشفون اساطير وقصصاً جديدة، ويسمعون لغات جديدة ويسافرون الى بلدان جديدة و ويكتشفون ثقافات مختلفة. وهذه الأفلام ستتيح للأطفال اللبنانيين فهم الآخرين وستثري مخيلتهم وستعرفهم على اطفال لديهم مشاكل ومخاوف تشبه مشاكلهم ومخاوفهم.
ويتوجه كل فيلم الى فئة عمرية محددة، وكل الأفلام ستحظى بترجمة فورية الى العربية من خلال سماعات تسهيلاً على الصغار الذي لا يستطيعون قراءة الترجمة.

والأفلام هي:

-"7 أو لماذا أنا موجود" 7 or Why I Exist، وهو فيلم ألماني لمن هم في السابعة من العمر فما فوق، وهو الوثائقي الوحيد في هذه الفئة، ويصوّر سبعة أطفال يعبرون عن أفكارهم حول سبب ولادتهم ومن أين اتوا ولماذا هم موجودون، وهي اسئلة يطرحها كل طفل على نفسه بعد بلوغه الرابعة من عمره.
-"فوشيا الساحرة المصغرة" Fuchsia The Mini-Witch للهولندي يوهان نيجنهوس، وهو لمن بلغوا السادسة فما فوق، قصة عن الساحرة المصغرة فوشيا التي تتحدى البشر لحماية الغابة السحرية. فيلم غني بالفانتازيا والسحر والأغنيات والالوان، والأمثولة المتوخاة منه هي حماية الطبيعة.
-"كوكبي الصغير العزيز" Ma Petite Planegrave;te Cheacute;rie للفرنسي جاك ريمي جيرير (4 سنوات فما فوق)، ويضم مجموعة من 26 قصة قصيرة بالصور المتحركة، تركز على كيفية حماية الطبيعة واحترام الأرض. وعلى هامش الفيلم، تقيم منظمة "غرينبيس" أنشطة توعية ولعب على مدى يومين في "سوديكو سكوير" يومي 8 و9 تشرين الأول (أكتوبر) موضوعها بحر لبنان.
-"الفضة السحرية" Magic Silver النروجي (5 سنوات فما فوق)، وهي قصة سحرية عن أقزام الجبال في النروج. الأميرة القزم بلوروز ومجموعة من الاقزام مهمتها تأمين الانتقال بين الليل والنهار، ولكن اذا سرقت "الفضة السحرية" يغرق العالم في الظلام الدائم.
-"الدب العظيم" The Great Bear الدانماركي (7 سنوات فما فوق)، وهو قصة عن العلاقة بين الاشقاء وعن التسامح واللطف والغفران، الحكمة منها كيفية حماية الغابة وكيفية العيش معاً. صبي يذهب يهب الى الغابة لانقاذ أخته التي يخطفها دب عمره ألف سنة.

وعلى هامش العروض، تقيم منظمة "غرينبيس" أنشطة توعية ولعب في "سوديكو سكوير" يومي 8 و9 تشرين الأول (أكتوبر) موضوعها بحر لبنان.
وفي برنامج السبت والأحد ايضاً، افلام من البانوراما، ومن فئة "أفلام المطبخ"، فيلم "مايكل" للمخرج النمسوي ماركوس شلينزر الذي كان كان عرضه تأجل بسبب تأخر حصوله على إجازة عرض. واعلنت ادارة المهرجان ان الفيلم سيعرض في الخامسة عصر السبت وفي التاسعة والنصف مساء الأحد، بعد أن حصل على اجازة العرض.
وتقام في الرابعة والنصف عصر الأحد في ركن الصحافة في "سوديكو سكوير" حلقة نقاشية عن "سينما المستقبل"، يشارك فيها المدير الفني في مهرجان البندقية ماركو مولر، ورئيس لجنة التحكيم لوكا غوادانينو وعضو اللجنة العراقية ميسون الباجه جي، والمخرج الهندي أنوراغ كاشياب.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف