سوانح: ثلاث قصايد ليست شعراً

وجهة وقوس

أتركُ لليل أنْ يحملَ عني الظلام
وللنهار أنْ يحملَ عني الضياء
اتركُ للربّ ان يحمل عني الحياة
وللحياة ان تحمل عني الموت
اترك لأبي ان يحمل عني الخطايا
ولأمي ان تحمل عني الحزن
اترك لزوجتي ان تحمل عني الهناءة
ولأطفالي ان يحملوا عني الفرح
اترك لأعدائي ان يحملوا عني الكراهية
ولأصدقائي ان يحملوا عني الحب
ثمّ أضعُ يدي في يد الغيب
عيني في عين المرآة
وقلبي في قلب البحر
ثم أمضي مثل سهم محلـّـق
في إتجاه لمْ يقصده
دونَ ترددّ أو خوف
دون تفكـّر أو شعور
الى أنْ أقعَ في وجهة ما
بعيداً عن القوس
بعيدا عن الرامي
وقريبا مني
***
تها ويم ليلية
كم جميل ان يخرج الواحد من الارض
من السماء
ومن الوقت ايضا
أنْ يعيش دون شيء
ولا في شيئ
وليس لأجلِ شيء
انْ يتيه تيها كبيرا على مدى العمر
في وجوه لا يعرفها
في لغة لا يفهمها
غائبا في المياه كقطرة ماء
سادراً في الهواء كنفحة هواء
ساهما في الضوء كرمشة ضوء
ضائعا في الرمال كذرة رمل
كم جميل انْ ينهض من منامه ليجد انه بلا قلب
متحررا ليس من الكراهية وحسبْ بل من الحب ايضا
من الخوف ومن الطمأنينة
من الجشع ومن الرضى
من القوة ومن الضعف
ليس مع احد ولا ضدّ احد
كم جميل ان يمر بلا اثر ولا ظل
بلا صورة ولا صوت ولا....
قد يبدو هذا الامر امنية مستحيلة
...
وهو كذلك فعلا ً
ولكن ليس عيب في انْ نتمنى
وهو اضعف الاماني
***
ضوء الحياة
البقاء للخير
للحب
للجمال
كلـّي ثقة بهذا
ذلك أنّ الخير
ينمّي بعضه بعضاً
فيورقُ ويزهرُ ويثمر
اما الشرّ
فيأكل بعضه بعضاً
كلّ خير يأتي في أوانه
اما الشرّ فينتهي قبل أوانه
----

سدني 9/10/2011