ثقافات

الغاوون 42: برقية وجَّهها محمود درويش وبركات وعصفور إلى صدام حسين

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

إيلاف - بيروت: صدر العدد الجديد من مجلة "الغاوون" في بيروت، حاملاً على غلافه بورتريه الشاعر السويدي توماس ترانسترومر الفائز بجائزة نوبل للآداب قبل أيام.
وفي موقفها الشهري الذي حمل عنوان "عن البرقية التي رفعها محمود درويش وسليم بركات وجابر عصفور وشربل داغر إلى صدام حسين" قالت الغاوون إنها في سياق مهمّتها المستمرّة في فضح الفساد الثقافي العربي، تنشر نص البرقية التي رفعها محمود درويش وسليم بركات وشربل داغر وجابر عصفور وحسونة المصباحي وآخرون إلى الرئيس العراقي السابق صدام حسين أثناء مشاركتهم في مهرجان المربد السادس سنة 1985.
وتتابع: "الغريب أن الكتاب الذي أخذنا منه هذه البرقية المُخزية ("الخاكية" للعراقي عباس خضر) كان قد صدر سنة 2005، وأن أحداً ممن كتب عنه في الصحافة اللبنانية (أو سرق مادته دون الإشارة إليه) لم يتناول هذه البرقية التي نتحدّث عنها، لا من قريب ولا من بعيد، بل تمّ تجاهلها تماماً وكأنها لم تكن. وذلك - كما لا يخفى على أحد - لأن لهم بين موقّعيها أصدقاء يُدارون بعضهم و"يخافون" بعضهم الآخر. في الشهر الفائت وصلنا الكتاب المذكور هديةً من أحد الأصدقاء العراقيين، وقد هالتنا كمّية العار التي صنعتها النخبة الثقافية العربية بقابليتها الكبيرة لقبول أي رشوة أو عطية من أي طاغية مهما كانت كمية الدم التي على يدَيه. بالطبع، نحن لنا أيضاً أصدقاء بين هؤلاء، لكننا لن نتستّر على أيّ منهم، ورائدنا في ما نقوم به هو أن على كل مثقف أن يتحمَّل وزر أعماله. خصوصاً في هذه المرحلة التي صارت فيها صناعة البطولة إحدى الصناعات الخفيفة والسريعة".
وتضرب المجلة مثلاً على هؤلاء بمسؤول الثقافة في جريدة "الأخبار" الأستاذ بيار أبي صعب: "فهو يُقدِّم نفسه اليوم بطلاً في ثقافة المقاومة، ويُزايد على الآخرين فيها، بعدما عمل طوال 15 عاماً كمسؤول في الصحافة الوهابية والتي نشر فيها مدائح عنالنظام يندى لها الجبين" بحسب تعبير المجلة، واعدةً القراء بأنها ستنشر قريباً "مقتطفات مطوّلة من تلك المدائح والتي تقدِّم دليلاً فاقعاً على انتهازية المثقف العربي واستخفافه بذاكرة قرائه".
أما نص البرقية التي كان قد وجهها المثقفون المذكورون إلى صدام حسين فهو الآتي: "لقد رأينا يا سيادة الرئيس كيف تقذفون بالحق على الباطل بكلمة "لا" فإذا هو زاهق. وكيف تُشمِّرون عن سواعدكم بكلمة "نعم" لإضاءة موطن المستقبل العربي... وليس لنا نحن الأدباء والشعراء العرب المشاركين في مهرجان المربد السادس إلا أن نتوضّأ بماء النصر الذي قدْتم العراق إليه، فحملتم به عبئاً عنا وقدَّمتموه لنا هدية، هي هدية التاريخ للأجيال القادمة ضوءاً وأمثولة وفداء...".
ومن مواضيع العدد الأخرى: "المستقبلية الإيطالية: مواصفات بيان طليعي" لعبد القادر الجنابي، "الدولة الديمقراطية" لسعدي يوسف، "تاريخ مزوّر للشعر العراقي" لشاكر لعيبي، "صحراوات" لرنا التونسي، "في النثر وما إليه" لعلاء الجابري، "كارمينا بورانا" ترجمة شوقي مسلماني، "أوراق العشب وامرأة على أغلفة الكتب" لسليم البيك، "قناع الاشتغال الفلسفي لدى محمود البريكان" لصفاء خلف، "وفاء شيب الدين التي أحسنت الظن بالموت" لعُلا شيب الدين، "مزيجُ عروش ذهبية" لنارت عبد الكريم، "ساقطاً على أقدامي لأول مرّة" لأحمد مشتت، "الطاغية في رداء المبدع" لسعيد الشيخ، "تويج ترانسترومر: جائزة نوبل للآداب تذهب إلى طبيب نفسي" ترجمة مَهْوَش عز الدين، "لحظة سهو" لفهمي البلطي، "نيازك تائهة" ليوسف الأزرق، "سأملأ باحتكَ بالزقزقات" لكوثر الساير، "الكتابة 1" لكريم عبيد، "الكتابة 2" لفاتح ناصيف، "سالَ الدمُ من وجودي" لشوقي عبد الأمير، "لحظة وفاة الدكتاتور (حلقة رابعة)" لماهر شرف الدين...
إضافة إلى ذلك تضمَّن العدد حواراً قديماً أجراه الشاعر بدر شاكر السيّاب مع مؤسس حزب "البعث" ميشيل عفلق لمصلحة جريدة "الجمهورية" (9 آب 1958). وتكمن أهمية هذا الحوار "في أنه يُشكِّل وثيقة تاريخية لشخصَين كان لكل منهما تأثيره الخاص في حقل عمله، كما أنه يلقي ضوءاً كاشفاً على طابع المبالغات العاطفية الذي كان يطبع أسلوب شاعرنا حتى في الصحافة... فالسيّاب يُصرّ على وصف إنشائيات عفلق بالفلسفة وصاحبها بالفيلسوف... رغم تمنُّع عفلق نفسه عن قبول تلك الصفة".

لقراءة العدد الجديد
http://alghawoon.com/mag/


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
بيير ابو صعب
حسين-باريس -

في البدايه شكرا يا غاوون على كشف تاريخ مثقفين العار هولاء..مع اني اعذر لشاعرنا الكبير درويش مثل هذه الغلطه لانه لم يرتكب غيرها على حد علمي..وبالنسبه للسيد بيير ابو صعب فهناك مرحله تسبق مرحله مديحه لنظام الوهابية وهي مرحلته الصداميه حيث كان يعمل في مجلة صدامية اسمها اليوم السابع وسارسل لكم على عنوانكم في الموقع بعض صورالوثائق المهمه عن تلك المرحله لتستفيدو منها..اخوكم حسين

بيير ابو صعب
حسين-باريس -

في البدايه شكرا يا غاوون على كشف تاريخ مثقفين العار هولاء..مع اني اعذر لشاعرنا الكبير درويش مثل هذه الغلطه لانه لم يرتكب غيرها على حد علمي..وبالنسبه للسيد بيير ابو صعب فهناك مرحله تسبق مرحله مديحه لنظام الوهابية وهي مرحلته الصداميه حيث كان يعمل في مجلة صدامية اسمها اليوم السابع وسارسل لكم على عنوانكم في الموقع بعض صورالوثائق المهمه عن تلك المرحله لتستفيدو منها..اخوكم حسين

مثقفون الكوبونات
سامي -

في التسعينيات القرن الفاءت حضرت لقاء لمحمود درويش في مركز الفنون في العاصمة الاسبانية مدريد ، قبل نهاية اللقاء بدء وقت الاسئلة وحينها سأل صديق لي الشاعر هل كتب قصيدة حول مأسات الشعب العراقي جراء الحصار المفروض علية وخاصة ان الشعب العراقي ضحى واعطا للقضية الفلسطينية الكثير ، فكان جوابه يرحمه الله بمجرد تحريك رأسه مع ابراز شفته السفلى الى الامام تعبرا عن النفي

مثقفون الكوبونات
سامي -

في التسعينيات القرن الفاءت حضرت لقاء لمحمود درويش في مركز الفنون في العاصمة الاسبانية مدريد ، قبل نهاية اللقاء بدء وقت الاسئلة وحينها سأل صديق لي الشاعر هل كتب قصيدة حول مأسات الشعب العراقي جراء الحصار المفروض علية وخاصة ان الشعب العراقي ضحى واعطا للقضية الفلسطينية الكثير ، فكان جوابه يرحمه الله بمجرد تحريك رأسه مع ابراز شفته السفلى الى الامام تعبرا عن النفي

سليم بركات
bassam -

بعد حضور الكاتب السوري سليم بركات لمهرجان المربد المذكور بثلاث سنوات، حصلت مجزرة حلبجة، المعروفة التفاصيل. فكتب بركات قصيدة من مطولاته، أسمهاها ( مهاباد)، استقبلتها الأوساط الكردية بحماسة منقطعة النظير على أساس أنها مرثية لتلك المدينة الكردية المنكوبة. من عنوان القصيدة، يتبيّن المرء نفاقَ سليم بركات: إذ أنّ مدينة مهاباد تقع في كردستان الايرانية؛ أي أنه بهذا العنوان، الملتبس، ضرب عصفورين بحجر واحد. فهو بدا بنظر الكرد بطلا قومياً يدافع عن قضية شعبه، وفي آن واحد أظهرَ نفسه قدام عربان الثقافة القومية بصفة المتضامن مع عراق صدام ضد الفرس المجوس ـ كذا. اليوم مع اندلاع الثورة السورية، وبعد مرور ربع قرن على تلك الرسالة المخزية الموجهة لصدام، يواصل سليم بركات اللعب على نفس الحبل البهلواني مع الطغاة. إذ بقيَ في صمت القبور أشهراً طويلة، بينما الشعب السوري يذبح على أيدي النظام الأسدي البعثي، مجارياً في ذلك موقف مواطنه أدونيس؛ ربيب هذا النظام. فلما خرج الأخير عن صمته، فكتب ما كتب من نفاق وتدليس، إذا بسليم بركات يجاري أيضاً ادونيسَ: فكتب مقالاً يتيماً، بائساً، يحمّل حزب الله وإيران مسؤولية ما يجري في سوريا من مآس؛ وكأنهما هما من يحكمها وليست عصابة آل أسد؟؟ والأكيد أنّ بركات، حينما فعل ذلك، فإنه كان يفكر بسوق الكتاب في سوريا، المفتوح لمؤلفاته، وخشيته من أن يستفز النظام هناك. إذ أن جميع كتب سليم بركات كانت تجد طريقها للتوزيع في سوريا الأسد، فيما مؤلفات الكثير من الكتاب السوريين، حتى المقيمين داخل الوطن، يتم منع نشرها أو مصادرة نسخها على الحدود؟؟ هذا النفاق المفضوح، سيستمر به سليم بركات حينما يأتي اليوم الذي يتأكد فيه أن نظام الأسد ساقط لا محالة ـ عبرَ التدخل العسكري للناتو أو أي سيناريو آخر ـ فلن يلبث أن يمتطي الموجة الثورية ويبدأ بكتابة مطولة شعرية، أو بالقليل مقالات لاهبة ليظهر كأديب مقاوم للنظام المنهار وملتزم بالوقوف في صف الشعب السوري. وبركات ليس مجبراً، بطبيعة الحال، في فعل ذلك: ولكن حساباته لجائزة نوبل الأدبية، تشبه إلى حدّ كبير حسابات مواطنه وحليفه في النفاق والدجل والتدليس؛ أدونيس.

سليم بركات
bassam -

بعد حضور الكاتب السوري سليم بركات لمهرجان المربد المذكور بثلاث سنوات، حصلت مجزرة حلبجة، المعروفة التفاصيل. فكتب بركات قصيدة من مطولاته، أسمهاها ( مهاباد)، استقبلتها الأوساط الكردية بحماسة منقطعة النظير على أساس أنها مرثية لتلك المدينة الكردية المنكوبة. من عنوان القصيدة، يتبيّن المرء نفاقَ سليم بركات: إذ أنّ مدينة مهاباد تقع في كردستان الايرانية؛ أي أنه بهذا العنوان، الملتبس، ضرب عصفورين بحجر واحد. فهو بدا بنظر الكرد بطلا قومياً يدافع عن قضية شعبه، وفي آن واحد أظهرَ نفسه قدام عربان الثقافة القومية بصفة المتضامن مع عراق صدام ضد الفرس المجوس ـ كذا. اليوم مع اندلاع الثورة السورية، وبعد مرور ربع قرن على تلك الرسالة المخزية الموجهة لصدام، يواصل سليم بركات اللعب على نفس الحبل البهلواني مع الطغاة. إذ بقيَ في صمت القبور أشهراً طويلة، بينما الشعب السوري يذبح على أيدي النظام الأسدي البعثي، مجارياً في ذلك موقف مواطنه أدونيس؛ ربيب هذا النظام. فلما خرج الأخير عن صمته، فكتب ما كتب من نفاق وتدليس، إذا بسليم بركات يجاري أيضاً ادونيسَ: فكتب مقالاً يتيماً، بائساً، يحمّل حزب الله وإيران مسؤولية ما يجري في سوريا من مآس؛ وكأنهما هما من يحكمها وليست عصابة آل أسد؟؟ والأكيد أنّ بركات، حينما فعل ذلك، فإنه كان يفكر بسوق الكتاب في سوريا، المفتوح لمؤلفاته، وخشيته من أن يستفز النظام هناك. إذ أن جميع كتب سليم بركات كانت تجد طريقها للتوزيع في سوريا الأسد، فيما مؤلفات الكثير من الكتاب السوريين، حتى المقيمين داخل الوطن، يتم منع نشرها أو مصادرة نسخها على الحدود؟؟ هذا النفاق المفضوح، سيستمر به سليم بركات حينما يأتي اليوم الذي يتأكد فيه أن نظام الأسد ساقط لا محالة ـ عبرَ التدخل العسكري للناتو أو أي سيناريو آخر ـ فلن يلبث أن يمتطي الموجة الثورية ويبدأ بكتابة مطولة شعرية، أو بالقليل مقالات لاهبة ليظهر كأديب مقاوم للنظام المنهار وملتزم بالوقوف في صف الشعب السوري. وبركات ليس مجبراً، بطبيعة الحال، في فعل ذلك: ولكن حساباته لجائزة نوبل الأدبية، تشبه إلى حدّ كبير حسابات مواطنه وحليفه في النفاق والدجل والتدليس؛ أدونيس.