"الربيع العربي" حاضر في مهرجان الدوحة ترايبكا السينمائي 2011
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
الدوحة: فرض "الربيع العربي" نفسه على مختلف المحافل السياسية والإجتماعية والثقافية في العالم العربي، حتى بات محوراً لا مفر منه في أي فعاليات تجري هنا أو هناك.
وهذا ما طرح إشكالية خلال الندوة الإعلامية التي عقدت للإعلان عن إطلاق مهرجان الدوحة ترايبكا السينمائي 2011، والذي سيعقد بين 25 و29 تشرين الأول أكتوبر 2011، فقد لاحظ الحاضرون بعد الإطلاع على برنامج الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية للمهرجان، والأفلام المعروضة على هامشه، غياب الإنتاجات المتعلقة حركات التحرر العربية التي شغلت العالم خلال العام.
هذا الأمر دفع هانيا مروة رئيسة برمجة الأفلام العربية في مؤسسة الدوحة للأفلام إلى توضيح الأمر، حيث أشارت إلى أن "اختيار الأفلام المشاركة في المهرجان يبدأ في شهري كانون/ ديسمبر 2010 ويناير 2011، كما إن صناعة فيلم لا تأخذ أسبوعاً أو شهراً، بل أشهر عدة، تبدأ بالفكرة وإيجاد التمويل ومراحل الإنتاج وما بعد الإنتاج، لذا فإنتاج الأفلام يعكس واقع الثورات موجود في المسابقة".
وأكدت مروة أن "المسابقة العربية هذا العام هي نوع من التكريم للتغييرات في العالم العربي، فقد أحببنا التركيز على سوريا من خلال اختيار المخرج محمد ملص رئيساً للجنة التحكيم الخاصة بالأفلام الروائية وهو المعروف على مستوى العالم العربي بأفلامه المميزة ذات التوجه الاجتماعي"، إضافة إلى "تكريم المخرج السوري عمر أميرلاي وفي ذلك تكريم السينما التي تعكس الواقع السوري خلال السنوات الثلاثين الماضية".
ورأت أنه في الدورة الثالثة للمهرجان ومع "عام الربيع العربي، ونحن سعداء لرؤية الأفلام العربية من مختلف الفئات تصل إلى مرحلة النضوج، وتعبّر عن الأصوات الحقيقية وتروي القصص من مختلف أنحاء العالم العربي".
"الكلمة الحمراء" وثورة تونس
يذكر أن الأفلام المشاركة في المهرجان في دورته المقبلة والمتعلقة بالثورات العربية تتمثل بفيلم المخرج التونسي المبدع إلياس بكار الذي يحمل عنوان "الكلمة الحمراء" الذي يعرض مراحل الثورة التونسية من وجهة نظر جديدة وخاصة جداً، وإنعكاساتها على الدول العربية، من خلال مشاهدات المخرج التي نقلها بعدسته من الشارع بواقعية كما جرت على الأرض.
يلقي الفيلم في 94 دقيقة نظرة على الشعب التونسي الراغب في التعبير عن مشاعره خلال أحداث الثورة التونسية التي شهدت خروج الرئيس زين العابدين بن علي من السلطة، ويحكي الفيلم قصة الثورة الشعبية على لسان أبطالها بأسلوب عاطفي، من خلال صمتهم ونداءاتهم بعدما ساهموا في قيام تونس بخطواتها الأولى نحو الديموقراطية.
وهذا الفيلم الوثائقي الطويل يعرض في قطر في عرضه العالمي الأول، ضمن مسابقة الأفلام الوثائقية العربية.
"في الطريق لوسط البلد"... ثورة مصر
وضمن مسابقة الأفلام الوثائقية العربية، ومن وحي الربيع العربي، يأتي عرض الفيلم المصري "في الطريق لـ... وسط البلد" للمخرج الواعد شريف البنداري في عرضه الأول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
ويعرض هذا الفيلم الوثائقي الطويل (70 دقيقة) للحياة في وسط القاهرة وتحديداً في ميدان التحرير، الذي يعد منطقة وسط البلد في مدينة القاهرة، وهو حي مليئ بالتناقضات والشخصيات المتنوعة والمختلفة التي تقطن فيه. يلقي الفيلم نظرة على هذا المكان والتعقيدات التي يعانيها المقيمون فيه والصعوبات التي يواجهونها خلال حياتهم اليومية.
ويلقي الفيلم الضوء على مرحلة نهاية عهد الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، من خلال روايات ست شخصيات مرتبطة بوسط البلد بطرق مختلفة من خلال رحلة يأخذون المشاهد عبرها إلى حياتهم وقصصهم وعلاقتهم بوسط البلد.
"نورمال".. متى ربيع الجزائر؟
يقدم المخرج الجزائري مرزاق علواش ضمن مسابقة الأفلام الروائية العربية، فيلمه "نورمال" (طبيعي) في عرضه الأول عالمياً.
ويروي هذا الفيلم الروائي الطويل بأسلوب درامي الفترة التي رافقت بداية الربيع العربي في تونس ومصر، من خلال فوزي الذي يجمع عدداً من الممثلين ليعرض عليهم لقطات من فيلمه غير المكتمل الذي بدأ بتصويره قبل عامين، ويتحدث عن خيبة أمل الشباب الراغبين في التعبير عن أفكارهم وآرائهم. وبعد أعمال الشغب التي شهدها شهر كانون الأول/ديسمبر والمسيرات السلمية مع انطلاق الربيع العربي يبدأ فوزي بالبحث عن وجهة نظر بديلة لهذه الحالة.
وفي 100 دقيقة، يحاول فوزي البحث بصورة خاصة عن نهاية مختلفة، تعتمد على ردود فعل الممثلين تجاه التغييرات التاريخية التي يشهدها بلدهم.
"الذهب الأسود"
إضافة إلى هذه الأفلام الثلاثة، سيكون هناك محطة في "حوارات الدوحة" التي تقام على هامش المهرجان السينمائي، مع حلقة نقاش حول فيلم "الذهب الأسود" الذي تم تصويره في كل من قطر وتونس أثناء أحداث الثورة التونسية. وسيعرض خلال الحلقة فيلم توثيقي لما دار وراء الكواليس خلال تصوير الفيلم في تونس وقطر إبان ثورة الربيع العربي.
كما نظمت مؤسسة الدوحة للأفلام بالتعاون مع العديد من المؤسسات التعليمية والسينمائية في العالم العربي سلسلة ورشات عمل متنقلة تحت عنوان "حرّر حرّر" زارت كل من عمان والقاهرة وبيروت وتونس ومراكش ويافا ورام الله والسودان والدوحة.
وقام المشاركون في الورشات بانتاج أفلام مدة كل منها دقيقة واحدة حول قصصهم الشخصية خلال اندلاع الثورات في العالم العربي، كما نقلت ردود أفعالهم وتعريفهم لمفهوم الثورة الذي اختلف بين شخصي وسياسي.
ويقول مدير قسم التعليم في مؤسسة الدوحة للأفلام اسكندر قبطي: "ان برنامج "حرّر حرّر" هو جزء من الحركة المؤيدة لتعدد الآراء والاصوات في العالم العربي، وهو المنصة التي تنقل قصص المشاركين في بيئة حرة وآمنة.
وقد شهدت منطقة الشرق الأوسط تغييرات غير مسبوقة علىكل مستويات النشاط الاجتماعي والسياسي خلال الأشهر الماضية، مما طرح الكثير من وجهات النظر والقصص المتنوعة.
وكجزء من العالم العربي، ترى مؤسسة الدوحة للأفلام ان من مسؤوليتها دعم وتشجيع الأشخاص المشاركين في هذه الأحداث التاريخية على سرد قصصهم للعالم".
وستعرض هذه الأفلام التي يبلغ عددها خمسون فيلماً في معرض دولي متنقل سيتم إطلاقه خلال الدورة الثالثة لمهرجان الدوحة ترايبكا السينمائي 2011. وسيتم نشر هذه الأفلام على الموقع الإكتروني التفاعلي الخاص بالبرنامج.