"نورمال" و"العذراء، الأقباط وأنا" أفضل فيلمين روائي ووثائقي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
اقتصر الحضور الإعلامي لحفل توزيع الجوائز على وسائل إعلامية دون غيرها لأسباب لم تتوضح. وقد حصد الفيلم الروائي "نورمال" للمخرج مرزاق علواش، والفيلم الوثائقي "العذراء، الأقباط وأنا" للمخرج نمير عبد المسيح جائزتي مسابقة الأفلام العربية، لأفضل فيلم روائي ووثائقي على التوالي.
أعلن خلال الحفل عن فوز المخرجة رانية اسطفان بجائزة أفضل مخرج فيلم عربي وثائقي عن الفيلم الوثائقي "اختفاءات سعاد حسني الثلاثة"، بينما فاز رشدي زيم مخرج فيلم "عمر قتلني" بجائزة أفضل مخرج فيلم عربي روائي. واستطاع فيلم "عمر قتلني" حصد جائزة أخرى مع فوز الممثل سامي بواجلا بلقب أفضل أداء تمثيلي.
وبلغت قيمة جائزتي أفضل فيلم عربي وثائقي وأفضل فيلم عربي روائي 50 ألف دولار أميركي لكل منهما. فيما نال المخرجان الحائزان جائزتي أفضل مخرج فيلم عربي وثائقي، وأفضل فيلم عربي روائي مبلغاً قدره 50 ألف دولار أميركي. وخصص المهرجان جائزة قدرها 15 ألف دولار أميركي لأفضل أداء تمثيلي.
وقد ذهبت جائزة أفضل فيلم عربي قصير إلى فيلم "وينك؟" للمخرج السعودي عبد الله النجيم، الذي نال جائزة قدرها 10 آلاف دولار أميركي، فيما حصد فيلم "أبي ما زال شيوعياً - أسرار حميمة للجميع" للمخرج اللبناني أحمد غصين شهادة تقدير، وقد تلقى المخرج جائزة قدرها 10 آلاف دولار أميركي ضمن خدمة التطوير التي تقدمها مؤسسة الدوحة للأفلام.
كما قدم المهرجان لكل من المخرجين محمد رضوان الإسلام وجاسم الرميحي جائزة كانت عبارة عن جهاز آي باد محفور عليه شعار مؤسسة الدوحة للأفلام، وذلك عن فيلم "الصقر والثورة"، الذي أحرز جائزة برنامج "صنع في قطر".
مؤتمر صحافي لمن لم يحضر..
وعقد في مقر المركز الصحافي لاحقاً، مؤتمر صحافي شارك فيه الفائزون بالجوائز، باستثناء رشدي زيم، مخرج فيلم "عمر قتلني"، وبطل الفيلم الممثل سامي بواجلا، وحضره الإعلاميون الذين لم يشاركوا في حفل توزيع الجوائز.
فتحدث المخرج السعودي الشاب عبد العزيز النجيم لـ"إيلاف" موضحاً أن "غياب صناعة السينما في السعودية خلق الشغف بالسينما كرد فعل هوسي"، موضحاً أن هناك "الكثير من صناع الأفلام السعوديين الذين يشاركون في المهرجانات العالمية، فحتى لو كانت الصناعة غائبة فنحن موجودونعبر أفلام، وإن كانت ليست طويلة، لكنها موجودة، وتنجز بتمويل ذاتي، فلا يوجد أي جهة داعمة لصناعة الأفلام".
ولفت المخرج، الذي يملك في رصيده ثلاثة أفلام، إلى وجود "صعوبات تواجه صناعة الأفلام، خصوصاً عندما نصور في الشارع، حيث نتعرض إلى المساءلة، وقد تقبض الشرطة علينا، لكن الأمر قد يحل إذا وافقت الجهات المعنية على منحنا الترخيص للتصوير".
من جهته أوضح المخرج اللبناني أحمد غصين في حديث لـ"إيلاف" أنه شارك في المهرجان بفيلم وبمشروع فيلم لم ينجز بعد "فيلمي الجديد يحظى بالدعم من المهرجان، وهو يروي قصة واقعية عن حرب تموز/ يوليو 2006 في لبنان"، موضحاً أن تمويل الفيلم سيكون "لبنانيًا وقطرياً وأجنبياً".
وعبّر أنه "ككل مخرج له هوسه، والموضوعات التي يحب العمل عليها، والتي تكون نابعة من مجتمعه"، لافتاً إلى أنه "على
وأكد أن "الدعم الخارجي للسينما اللبنانية هو الأساس، مع وجود مبادرات فردية لمنتجين لبنانيين، وللأسف ذلك يكون في غياب أي دعم من قبل الدولة اللبنانية التي نتمنى أن تدرك ما نقوم به في المهرجانات العالمية".
كما عبّر مرزاق علواش عن "كل الدعم للشعوب الباحثة عن الديمقراطية والنضال الذي يخوضونه من أجلها". معتبراً أن "مهرجان الدوحة ترايبكا السينمائي ساهم في إنجازه لفيلمه، ولم نكن لنتمكن من ذلك دون مساعدتهم. أتمنى أن يعرض هذا الفيلم في الجزائر، ويتمكن بالتالي من تغيير الأسلوب المتبع للتعبير عن الأمور".
أما نمير عبد المسيح، مخرج فيلم "العذراء، الأقباط وأنا"، فصرح قائلاً: "يتحدث هذا الفيلم عن الدين. وقد تعاطف الكثير من الجمهور الحاضر هنا مع الفيلم، رغم أنني كنت متخوفاً في البداية من عرض".
لجان التحكيم
وكان لرئيس لجنة تحكيم الأفلام الروائية المخرج السوري محمد ملص تعليق على النتائج، فقال: "لم يكن الاختيار بين الأفلام المشاركة سهلاً، ولكن فيلم عمر قتلني قدم قصة إنسانية حقيقة تكشف النظام القضائي في فرنسا، من خلال لغة سينمائية متميزة.
أما فيلم نورمال فقد ناقش بشجاعة ما تشهده المنطقة من أحداث، وقمع الناس ومنعهم من حرية التعبير، وحالة الارتباك العامة، بأسلوب يتميز بالحرية والشجاعة والدفء".
من جهته اعتبر رئيس لجنة تحكيم الأفلام الوثائقية العربية نيك برومفيلد، أن "صانعي الأفلام قدموا قصصاً متميزة بكل سهولة، كما إن إلقاء الضوء على الواقع غير المنتظم، واتخاذه أمراً شخصياً يعدّ أمراً في غاية الصعوبة. وقد عرض فيلم "العذراء، الأقباط وأنا" قصة شخصية بحتة، ولكنها تتعامل مع موضوع عام. وقد كان الأشخاص في الفيلم محببين إليّ، ويتمتعون بالإنسانية. حتى إنني رغبت في قضاء ما تبقى من بقية اليوم معهم. وعندما تصل إلى هذا الحد، كصانع أفلام، تكون قد حققت الكثير".
الأفلام الفائزة
يذكر أن فيلم نورمال (طبيعي) للمخرج مرزاق علواش يتحدث عن فترة تلت أعمال الشغب التي شهدها شهر ديسمبر والمسيرات السلمية مع انطلاق الربيع العربي في كل من تونس ومصر، يجمع فوزي الممثلين ليعرض عليهم الفيلم غير المكتمل، الذي قام بصناعته قبل عامين، ويتحدث عن خيبة أمل الشباب الراغبين في التعبير عن أفكارهم وآرائهم.
أما فيلم رشدي زيم "عمر قتلني" فيتابع التحقيقات التي خضع لها البستاني عمر، المدان خطأً بقتل الوريثة الغنية التي عمل عندها. ويسلط الفيلم الضوء على المشكلة العالمية المتمثلة في الظلم الاجتماعي، والمعايير المختلفة التي يستخدمها نظام العدالة مع الشخصيات ذات النفوذ من جهة، وطبقة الفقراء من جهة أخرى.
ويروي الفيلم قصة حياة الفنانة حتى لحظة وفاتها التراجيدية من خلال مقاطع من الأفلام التي مثلتها سندريلا الشاشة العربية، والمأخوذة من أشرطة فيديو "في إتش إس" من دون أن يتطرق إلى حياتها كإنسانة وظروف وفاتها، بل يترك الأمر كما قالت المخرجة مفتوحاً على كل الإحتمالات.
وجاء فيلم المخرج نمير عبد المسيح "العذراء، الأقباط وأنا" ليروي رحلة المخرج الفرنسي ذي الأصول المصرية إلى مصر، بعدما شاهد مع والدته في أحد الأيام شريط فيديو عن ظهور السيدة مريم العذراء في مصر.
وشاهدت والدته مثل ملايين المصريين الأقباط هيئة السيدة العذراء على الشاشة، في حين أنه لم يتمكن من مشاهدة أي شيء. فيسافر نمير بعد ذلك إلى مصر ليشكك بهذه الرواية، ويقدم فيلماً حول هذه الظهورات.